ما هو مرض المهق وما علاجه؟ وبم يختلف عن البهاق؟

ما هو مرض المهق وما علاجه؟ وبم يختلف عن البهاق؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ oneinchpunch

يوافق يوم 13 حزيران/ يونيو اليوم العالمي للمهق (Albinism)، ويعود اسمه للكلمة اللاتينية "ألبوس" والتي تعني اللون الأبيض. وقد يبدو للوهلة الأولى أن المهق اضطراب وراثي يجعل الشعر فاتحاً والعينين رماديتين ومن الجلد ناصع البياض وحسب، إلّا أن المصابين به معرّضون لمخاطر أبعد من الصورة الشكلية المميزة لهذا الاضطراب؛ من اضطرابات الرؤية وحروق الجلد إلى الوصم الاجتماعي.

اقرأ أيضاً: بالصور: تعرّف إلى الأنماط الستة للصدفية

ما هو المهق؟

المهق حالة وراثية نادرة ناجمة عن حدوث طفرة في الجينات المسؤولة عن تصنيع الميلانين، ما يؤدي إلى فقدان الخلايا الميلانينية وكمية صباغ الميلانين في الجسم. ودور صباغ الميلانين لا يقتصر على إعطاء البشرة والعينين والشعر اللون الخاص بها، وإنما يحميها من أشعة الشمس فوق البنفسجية أيضاً. ونظراً لفقدان الميلانين، يعاني المصابون بالمهق من شحوب الجلد وغياب لون الشعر، إذ يصبح أبيض، ويميل لون العينين للرمادي الفاتح أو الأزرق الفاتح. 

كما يشارك الميلانين أيضاً في تطور العصب البصري، لذلك تشيع مشكلات واضطرابات الرؤية عند المصابين بالمهق. 

أنماط الإصابة بالمهق

للمهق أنماط مختلفة تتباين تبعاً لشدة نقص التصبغ، وتشمل أنماطه كلاً مما يلي:

  • المهق الجلدي العيني: وهو أكثر أنواع المهق شيوعاً، ويكون المصابون بهذا النمط ذوي شعر وجلد وعينين شاحبتين جداً، ولهذا النمط سبعة أنواع ثانوية كل منها ناجم عن طفرة تُصيب تسلسل الجينات من OCA1 حتى OCA7.
  • المهق العيني: يؤثّر المهق العيني فقط في العينين، وفيه تكون القزحية شاحبة جداً، لذلك قد تظهر العينان باللون الأحمر أو الوردي نتيجة ظهور الأوعية الدموية داخل العينين، ويكون لون الشعر والجلد عادةً طبيعياً في هذا النمط.
  • متلازمة هيرمانسكي-بودلاك (Hermansky-Pudlak syndrome): هي نمط من المهق يتضمن المهق الجلد العيني جنباً إلى جنب مع اضطرابات الدم، كنقص الصفيحات وأمراض الرئة والكلى أو الأمعاء.
  • متلازمة شيدياك-هيغاشي (Chediak-Higashi Syndrome): نمط من أنماط المهق يشمل المهق الجلدي العيني مع حدوث اضطرابات في الجهاز المناعي والجهاز العصبي.

اقرأ أيضاً: بالصور: كيف تُميّز الأنماط الثلاثة للقوباء الجلدية؟

ما الأعراض التي يتظاهر بها المصابون بالمهق؟

إلى جانب شحوب الجلد والعينين والشعر، يعاني المصابون بالمهق من مجموعة من الأعراض، نذكر أبرزها:

  • بقع جلدية متباينة الاصطباغ.
  • حَوَل العينين.
  • الرأرأة وهي حركات العين السريعة.
  • اضطرابات في الرؤية.
  • رهاب الضوء.

ما علاج المهق؟

لا يوجد علاج حالياً للمهق، فهو ليس مرضاً كسائر الأمراض وإنما هو اضطراب وراثي، فإن وجد علاج مستقبلاً سيكون مبنياً على أحد العلاجات الوراثية. ومع ذلك، يركّز علاج وتدبير المهق على الحصول على رعاية مناسبة للعينين ومراقبة الجلد بشكلٍ وثيق بحثاً عن ظهور أي أعراض جلدية.

تتضمن العناية بالعينين إجراء فحص للعين كل عام على الأقل من قِبل أخصائي عينية، كما يحتاج المرضى عادةً إلى عدسات طبية للمساعدة في تدبير اضطرابات الرؤية. وعلى الرغم من أن الجراحة إجراء علاجي نادر في حالات المهق، فإن مقدم الرعاية الصحية قد يوصي بجراحة عضلات العين لتقليل الرأرأة، كما تساعد الجراحة على حل مشكلات الحول.

المهق
المهق. حقوق الصورة: shutterstock.com/ UfaBizPhoto

أمّا بالنسبة للعناية بالجلد، فالحرص على الوقاية من سرطان الجلد أمرٌ أساسي عند مرضى المهق، ويتضمن ذلك إجراء فحص للجلد كل عام على الأقل للكشف عن ظهور أي بقع يشك أنها قد تتحول إلى سرطان، إضافة إلى ضرورة فحص الشامات أو الزوائد الوردية أو الحمراء أو تلك التي تتغير باستمرار خوفاً من تحولها إلى سرطان الجلد الميلانيني. بينما يحتاج المصابون بمتلازمة هيرمانسكي-بودلاك أو متلازمة شيدياك-هيغاشي إلى رعاية متخصصة منتظمة للمشكلات الطبية والوقاية من المضاعفات.

يُنصح أيضاً مرضى المهق بوقاية عينيهم وجلدهم من أشعة الشمس فوق البنفسجية. وتحقيقاً لذلك ينبغي استخدام واقٍ شمسي بعامل حماية من الشمس 30 (SPF) أو أكثر، والذي يحمي من الأشعة فوق البنفسجية ذات الأمواج الطويلة والمتوسطة، بالإضافة إلى تجنب التعرض لأشعة الشمس قدر الإمكان خاصةً في ساعات الذروة، وارتداء ملابس واقية خاصة تحمي من الأشعة فوق البنفسجية والقمصان ذات الأكمام الطويلة والسراويل الطويلة والجوارب والقبعات واسعة الحواف.

كما ينبغي حماية العينين وارتداء نظارة شمسية داكنة تحجب الأشعة فوق البنفسجية، وخيار آخر هو العدسات الانتقالية التي تُعرف بـ "العدسات الفوتوكرومية" التي يغمق لونها في الضوء الساطع. 

اقرأ أيضاً: كيف تحمي بشرتك وعينيك من أشعة الشمس؟

بماذا يختلف المهق عن البهاق؟

يوجد فرق بين المهق ومرض آخر يتم الخلط بينهما كثيراً وهو البهاق (Vitiligo)، فصحيحٌ أن البهاق هو فقدان الجلد للونه أو تصبغه، إلّا أن فقدان التصبغ هذا يكون في قطاعات جلدية أو مناطق جلدية محددة على شكل لطخات أو بقع. يتراوح قطر اللطخة بين المليمترات حتى 1 سنتيمتر، وبعد أن يتجاوز حجم هذه اللطخات 1 سنتمتر عندئذ يُطلق عليها اسم البقع.

البهاق
البهاق. حقوق الصورة: shutterstock.com/ kooanan007

يمكن للطخات البهاق أن تظهر في أي مكان في الجسم إلّا أنها غالباً ما تظهر على اليدين والساعدين والقدمين والوجه، وعندما يُصيب البهاق فروة الرأس، فمن المحتمل أن يُحوّل لون شعر المنطقة المصابة إلى اللون الأبيض أو الفضي.

اختلافٌ آخر بين المهق والبهاق وهو الآلية الإمراضية، فالمهق اضطراب وراثي بينما البهاق اضطراب مناعي، يهاجم فيه الجهاز المناعي الخلايا الصباغية أو الميلانينية، ما يؤثّر في إنتاجها للميلانين. ونظراً للطبيعة المناعية للبهاق، يزداد خطر حدوثه عند الإصابة بأحد الأمراض المناعية الأخرى مثل داء أديسون أو الذئبة الحمامية الجهازية أو الصدفية أو السكري النمط الأول.