منها الحرمل السوري: كشف أسرار مكونات مشروب مصري قديم يسبب الهلوسة

إناء مصري قديم يحتوي على شراب يسبب الهلوسة
الإله بِس، إله الموسيقى والفرح والولادة في الثقافة المصرية القديمة. متحف تامبا للفنون

يحتوي تاريخ الديانة والمعتقدات في مصر القديمة على تفاصيل وأسرار مثيرة للاهتمام، وعلى الرغم من شهرة بعض آلهة الحضارة المصرية القديمة، مثل أوزيريس (Osiri) أو إيزيس (Isis)، ثمة آلهة أخرى مجهولة ومحاطة بالأسرار والغموض. ومنها الإله بِس (Bes)، إله الموسيقى والفرح والولادة. يصف متحف روزيكروسيان المصري (Rosicrucian Egyptian Museum) هذا الإله بأنه كائن على هيئة قزم له ذراعان طويلتان وجسد غير متناسق، أدخل الفينيقيون عبادة هذا الإله إلى جزر البليار الإسبانية، لا سيما إلى جزيرة إيبيزا التي تسمى أيضاً "جزيرة الإله بِس".

خصائص علاجية منتظرة  من كأس على شكل رأس الإله بِس

صُنع الكثير من الأكواب والأواني على شكل رأس الإله بِس، على أمل أن يحتوي المشروب داخلها على خصائص علاجية. وفقاً لمسودة دراسة نُشرت في موقع ريسيرتش سكوير (Research Square)، عُثر على آثار نباتات تسبب الهلوسة في عينات من بقايا إناء يعود تاريخه إلى القرن الثاني قبل الميلاد، أي في عهد الأسرة البطلمية (إذا كان هذا الاسم مألوفاً، فربما يرجع ذلك لأن كليوباترا كانت آخر ملكات هذه الإمبراطورية الشهيرة).

اقرأ أيضاً: تعرف إلى فنّ تحنيط الحيوانات في الحضارة المصرية القديمة

بدأ باحثون من فلوريدا وإيطاليا رحلة البحث من خلال تحليل الحمض النووي داخل إناء محفوظ في متحف تامبا للفنون، إذ أُضيف هذا الإناء إلى ملكية المتحف في عام 1984 بعدما كان ملكية شخصية. تشير السجلات إلى أنه اشْتُرِيَ من مدينة القاهرة في عام 1960، إذ عُثر عليه في منطقة الفيوم المشهورة بتربتها الخصبة للزراعة.

الصورة الأثرية
آنية متنوعة تحمل صور الإله بِس. حقوق الصورة: متحف تامبا للفنون، مجموعة غليونجي، متحف ألارد بيرسون.

نباتات مع سوائل أخرى تسبب الهلوسة: منها الحرمل السوري

وجد الباحثون في الإناء آثاراً لنباتين مثيرين للاهتمام، الأول نبات الحرمل السوري (Syrian rue)، الذي يسبب تأثيرات محفزة ومسببة للهلوسة عند البشر عند تناوله بجرعات صغيرة. أما النبات الثاني، فهو زنبق الماء الأزرق (blue water lily)، الذي يتميز بخصائص ذات تأثير نفسي، إذ استُخدم عبر التاريخ في الطب التقليدي لعلاج مشكلات مثل الأرق والقلق.

اقرأ أيضاً: هل حان الوقت لإعادة المومياوات المصرية إلى توابيتها؟

بالإضافة إلى النباتات المسببة للهلوسة، وجد الباحثون في الإناء المصمّم على شكل الإله بِس بقايا لخميرة تُستخدم في عمليات التخمّر وبذور السمسم والقمح والفاكهة والعسل، بالإضافة إلى بقايا جزيئات بروتينية بشرية ناتجة عن الاستخدام البشري. وفقاً للدراسة، فإن بعض هذه البروتينات البشرية تأتي من الجلد، وتصنّف على أنها ملوِّثات. يعتقد مؤلفو الدراسة أن هذه البقايا البروتينية أُضيفت عمداً إلى الإناء، وربما أتت من مصادر مختلفة مثل حليب الثدي، والسوائل الفموية أو المهبلية، والدم.

بسبب هذا المزيج الغريب من المكونات، يعتقد المؤلفون أن هذا الإناء ربما كان يحتوي على مشروب احتفالي مرتبط بأسطورة العين الشمسية؛ إذ يُعتقد أن الإله بِس استخدم مشروباً كحولياً مزيفاً على شكل دم لكبح غضب الإلهة حتحور المتعطشة للدماء.

المحتوى محمي