لربما شاشة حاسوبك الواحدة ممتازة بالنسبة لك وتكفيك لكن إضافة شاشة ثانية له يمنحك مساحة أكثر بكثير للعمل عليه. إن هذه الإضافة ليست حكراً على المحترفين المبدعين أو المبرمجين المخضرمين، لأنها إضافة قيمة تمكّن أي شخص من نشر برامجه بشكل واسع وتحرير عدة ملفات في نفس الوقت وإنجاز مهام متعددة مثل الخبراء. وهذا ما سيعزز بدوره إنتاجيتك وكفاءتك المهنية.
ومن أهم مزايا هذه الإضافة أن دمج الشاشة الثانية بحاسوبك المكتبي أو المحمول أمر سهل وغير مكلف. وفي هذا المقال سندلك على كيفية فعل ذلك من شراء شاشة جيدة إلى تركيبها بشكل صحيح.
الكابلات والمحولات
تتمتع معظم الحواسيب بالقدرة المدمجة على تشغيل شاشة ثانية. ولكي تعرف ما إذا كان حاسوبك يوفر ذلك أم لا، تحقق من أن لديه مقبس HDMI أو DisplayPort أما إن كان حاسوبك قديم الطراز، فستجد بدل ذلك مقبس DVI أبيض أو مقبس VGA أزرق. إن جميع هذه الأنواع من المنافذ تتيح لك توصيل حاسوبك بالتلفزيون أو جهاز عرض أو شاشة ثانوية أخرى.
فإذا كان حاسوبك يملك أحد هذه المنافذ، يكفيك أن تبحث عن الكابل المناسب له. ومع ذلك يجدر أن تلاحظ أن بعض أنواع الحواسيب الخفيفة الوزن والرقيقة السُمك لا تملك منفذاً مناسباً. لذلك ستضطر إلى إضافة محوّل إلى الكابل بالنسبة لهذا النوع من الحواسيب.
على سبيل المثال، تعتمد الحواسيب المحمولة الرشيقة مثل حاسوب آبل ماك بوك وغوغل بيكسل بوك على منافذ USB-C لنقل البيانات، والشحن، وعرض الفيديو على جهاز خارجي. في حين أن بعض الشاشات فقط تقبل منفذ USB-C لكن ليس جميعها. وفي هذه الحالة، ستحتاج إلى محوّل يحول منفذ USB-C إلى HDMI (مثل هذا الدونجل بسعر 20 دولار) أو إلى منفذ DisplayPort (مثل هذا المحول بسعر 15 دولار) قبل توصيل الحاسوب المحمول بشاشتك الجديدة.
أما الحواسيب الأخرى فتتطلب محوّلات أخرى. لنأخذ مثلاً حاسوب مايكروسوفت 2017 سورفيس برو: يتضمن هذا الحاسوب منفذاً DisplayPort مصغراً يقبل كابل DisplayPort-to-DisplayPort مصغر (مثل هذا الكابل بسعر 10 دولار)، والذي بدوره يقبل التوصيل بأي شاشة لديها منفذ DisplayPort لكنك إن كنت تفضل شاشة HDMI، يمكنك أن تصل حاسوب سورفيس بمحول مصغر من DisplayPort إلى HDMI (مثل هذا المحول بسعر 17 دولار)، ثم تستخدم كابل HDMI العادي.
ولا بد أن تنتبه عند اختيارك للكابلات أو المحولات إلى الحد الأقصى للجودة التي تدعمها، وتتأكد من أنها تتوافق مع الشاشة التي اشتريتها. كما لا بد عليك أيضاً أن تتحقق من معدل التحديث الذي يدعمه الكابل، والذي يقاس بوحدة الهرتز (Hz). إن معدل تحديث أعلى يعني أن الشاشة تستطيع التغير بشكل أسرع، مما يحسن جودة مشاهدة أي شيء عليها من الألعاب إلى الأفلام.
الشاشة الثانية
ليس عليك بالضرورة أن تشتري شاشة أخرى. فإذا كانت لديك شاشة قديمة تمكث في مكان ما في قبو منزلك، تحقق من إمكانية عملها مع حاسوبك المحمول أو المكتبي قبل أن تتخلص منها. وحتى لو كانت هذه الشاشة قديمة جداً بمعايير الوقت الحالي، إلا أنه من السهل أن تجد محولاً يصلها بحاسوبك الحديث. وهذا ما سيجنبك إنفاق المال لشراء شاشة إضافية.
ومع ذلك فقد تضطر إلى شراء معدات جديدة لتوصيل شاشتك الثانية بشكل كامل. والآن بعدما تحققت من منافذ حاسوبك، ستحتاج إلى شاشة لديها منافذ مطابقة -أو يمكنها التوافق مع حاسوبك باستخدام محول مناسب. بشكل عام، ابدأ بالبحث عن شاشات لديها منافذ USB-C أو HDMI أو DisplayPort، بما أن هذه المنافذ هي المعايير الحديثة الأكثر شيوعاً.
وبعد أن تتخذ قرارك باختيار المنفذ المناسب، يمكنك أن تتحقق من المواصفات الأخرى مثل حجم الشاشة وجودتها وسعرها. إن الشاشات الأكبر حجماً والأعلى جودة تفسح أمامك مجالاً واسعاً لمشاهدة أفلامك المفضلة وتصفح جداول البيانات واستعراض ألعاب الفيديو، لكنها بلا شك ستكلفك مالياً أكثر من اللازم. والأمر في الأخير يعود إليك، لكن عموماً، من المستحسن أن تختار شاشة كبيرة عالية الجودة تستطيع مادياً تحمل تكلفتها.
ومع ذلك إذا كنت ستربط هذه الشاشة بحاسوب محمول انتبه إلى أن تشغيل المزيد من البكسلات سيأخذ المزيد من قوة معالجة الغرافيكس، وبالتالي استخدام المزيد من شحن البطارية وعمرها الافتراضي. وبعبارة أخرى، كلما كانت الشاشة الثانية أكبر، كان استنزاف البطارية أكثر.
ومن بين المواصفات الأخرى التي لا بد أن تتفقدها هي نِسب التباين (الفرق بين البيكسل الأبيض والأسود)، وسرعة الاستجابة (مدى سرعة استجابة الشاشة للمدخلات)، وزوايا المشاهدة (إمكانية مشاهدة الشاشة من زاوية حادة). وكالعادة تبقى مراجعات المستخدمين على الانترنت أفضل وسيلة لتقييم جودة احدى الشاشات. وعلى ذكرنا مراجعات المستخدمين، نجد أن شركتي ديل وإل جي تتمتعان بسمعة جيدة عن شاشاتها.
التوصيل
إن عملية توصيل شاشتك الجديدة أمر سهل للغاية: سيتعرف حاسوبك بشكل مباشر على الشاشة الثانية بمجرد توصيلها به، دون الحاجة إلى تثبيت أي برامج إضافية أو القيام بعملية إعداد معقدة. ومع ذلك، يمكنك أن تقوم ببعض الخطوات الاختيارية لإعداد حاسوبك تماماً كما تريد. لكن الخطوات المحددة لهذه العملية تختلف حسب نظام التشغيل الذي يعمل به حاسوبك.
في نظام التشغيل ويندوز، انقر فوق ويندوز P+ للتبديل بين أنماط العرض الأربعة: شاشة الحاسوب فقط (تشغيل شاشة الحاسوب الأصلية فقط)، التكرار (نمط تُظهِر فيه الشاشتين نفس الشيء)، التوسيع (نمط يجعل الشاشتين بمثابة شاشة كبيرة واحدة)، أو الشاشة الثانية فقط (تشغيل الشاشة الخارجية فقط). وغالباً ما ستحتاج فقط إلى تفعيل نمط التوسيع، الذي يتيح لك أن تفتح البرامج والنوافذ بشكل منفصل على الشاشتين. أما إن كنت تريد ضبط المزيد من إعدادات شاشة العرض الثانية، فافتح قائمة ابدأ ثم انقر على رمز الإعدادات (رمز المسنن على اليسار) ثم اختر النظام ثم شاشة العرض. ومن هذه النافذة يمكنك ضبط سطوع الشاشتين ودقتهما واتجاههما. وإن كنت تستخدم الشاشتين كشاشة عرض واحدة، تستطيع كذلك أن تستخدم نافذة الإعدادات تلك لاختيار أي شاشة ستكون على اليسار وأي شاشة ستكون على اليمين.
أما إن كان نظام تشغيل حاسوبك هو الماكنتوش، فافتح قائمة آبل ثم اختر تفضيلات النظام ثم انقر على الشاشات. ومن هناك وتحت التبويب (ترتيب) تستطيع تغيير المواقع النسبية لشاشاتك، واختيار أي الشاشتين تكون على اليسار وأي منها على اليمين. وتستطيع كذلك باستخدام مربع الاختيار Mirror Displays، التبديل بين نمط النسخ المتطابق (حيث تكون فيه الشاشتين بمثابة نسخ مكررة من بعض) أو نمط التوسيع (حيث تكون الشاشتين بمثابة شاشة عرض واحدة). وبالإضافة إلى ذلك، يمكنك تعيين دقة الشاشة من هذه القائمة نفسها.
أما إن كنت تستخدم حاسوباً بنظام تشغيل كروم، فاضغط على لوحة المعلومات التي تجدها في الجانب السفلي الأيسر (حيث تظهر الساعة). ثم حدد رمز المسنن، ثم اذهب إلى لوحة الإعدادات، واختر عرض. ومن هذه القائمة، تستطيع اختيار كيف ستكون الشاشة الثانية: نسخة مكررة من الأصلية أو امتداداً لها، وتعيين دقة واتجاه شاشات العرض، واختيار مواقعها كما تريد.
وأخيراً، تفضل بالجلوس مسترخياً واستمتع بشاشتك الثانية! لاحظ أنه إن كنت تستخدم نمط التوسيع، فبإمكانك أن تسحب نوافذ البرنامج الذي تعمل عليه بين الشاشتين وتكبيرها في الشاشة التي تريد. وجدير بالذكر أنه عندما تقوم بفصل أو إيقاف الشاشة الثانية سيعود نظام تشغيل حاسوبك تلقائياً إلى وضع الشاشة الافتراضي.