نريد أن نتبع نظاماً غذائياً صحياً يدعم صحتنا بالإضافة إلى الاستسلام لتفاصيل العيد الساحرة من اجتماعات العائلة إلى أطعمته وحلوياته، بدون الشعور بأننا مقيدون بنظام غذائي معين. وقد لا يرغب البعض في أن يفسد العيد نظامه الغذائي الذي بدأ باتباعه لإنقاص الوزن الشهر الفائت، بينما قد يكون سبب الالتزام الغذائي أكثر إلحاحاً لدى البعض الآخر، كالمصابين بالأمراض المزمنة كالسكري وارتفاع الكوليسترول والشحوم وأمراض القلب التي تشكّل الحمية الغذائية أهم بنود العلاج والتدبير فيها.
الخبر السار أن تحقيق ذلك ليس صعباً، حيث يمكنك أن تجتمع بالعائلة والأصدقاء على طاولة طعام مليئة بالأطعمة والحلويات وأن تستمتع بذلك دون أن تسيء إلى صحتك أو نظامك الغذائي، من خلال التقيد بمجموعة من النصائح والتي سنأتي على ذكرها.
اقرأ أيضاً: عسر الهضم ومشكلات صحية أخرى عليك الانتباه لها في العيد
الحرص على الحد من تناول اللحوم الدهنية
يتميز عيد الأضحى بالأضاحي، لهذا يكون الطبق الأساسي الذي يُقدم في العيد هو لحم الضأن أو لحم الخروف. يوفّر لحم الخروف كمية كبيرة من الطاقة لما يحتويه من نسبة عالية من الدهون والسعرات الحرارية، إذ تشكّل الدهون 20% منه، لهذا لا يُنصح بتناول كميات كبيرة منه.
من جهةٍ أخرى، من المفيد اختيار قطع لحم الخروف الخالية من الدهون، مثل الأضلاع والساق، والتي تحتوي على نسبة 6% من الدهون، ويمكن تحسين هذا الجانب من النظام الغذائي عن طريق:
- انتقاء أنواع أخرى من اللحوم التي تحتوي على نسبة أقل من الدهون مثل اللحم البقري أو الأسماك أو الدجاج.
- إزالة الدهون الظاهرة أثناء تحضير قطع اللحم للشواء.
- الحرص على تناول الطعام خلال النهار، ويُفضّل عدم تأجيل وجبة دسمة كهذه لساعات الليل المتأخرة.
- الحرص على عدم شواء لحم الخروف، إذ إن نار الشواء تُعرّض اللحم لدرجات حرارة مرتفعة للغاية قد تغيّر من بروتين اللحم، الأمر الذي يزيد خطر حدوث السرطان، ويُنصح بشيّه في الفرن عوضاً عن ذلك أو طبخه.
- تضمين الخضار مثل البصل والطماطم والباذنجان والكوسا والجزر في طبق اللحم، لجعل الوجبة غنية بالألوان وذات مذاق غني وقيمة غذائية أعلى.
- الحد من استهلاك الملح على ألّا تتجاوز الكمية اليومية المستهلكة 5 غرامات. وبينما قد تكون هذه النصيحة مهمة للجميع، فإنها الأهم للمرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، حيث يزيد الإفراط في تناول الملح من خطر حدوث نزيف في الدماغ والسكتة الدماغية والنوبات القلبية من خلال التسبب في ارتفاع مفاجئ ومفرط في ضغط الدم.
اقرأ أيضاً: ماذا يحدث في أجسامنا عند الإفراط بتناول الطعام في ولائم الأعياد؟
الخروج في نزهة بعد الطعام
إن كنت قد سمحت لنفسك بتناول الفائض عن حاجتك لأن الطعام كان جيداً للغاية فهذا مقبول، وربما تكفي نزهة للمشي مع أفراد العائلة لكي تعيد شيئاً من التوازن إلى جسمك. لهذا يُنصح أفراد العائلة بألّا يضعوا خططاً لنشاطات أو ألعاب داخل المنزل وحسب، فمن المفيد جداً أن تكون نشيطاً وأن تنخرط في أنشطة ممتعة كركوب الدراجة أو لعب الكرة خارج المنزل، فمن جهةٍ لا يمكن أن ننكر كم هي ممتعة وتضفي طابعاً مختلفاً على يومنا، ومن جهةٍ أخرى تُشعرنا بشيء من الإيجابية لأننا نؤدي واجبنا تجاه جسمنا.
تحسين نوعية المشروبات المتناولة
تصعب مقاومة العصائر والمشروبات خلال العيد بألوانها المغرية ومذاقاتها اللذيذة، لكن إليك مجموعة من النصائح التي ستساعدك على المقاومة:
- ضع هدفاً مسبقاً لما تريد شربه اليوم ولا تترك الأمر لقرارات اللحظة الأخيرة التي تنتهي بشكلٍ مأساوي. على سبيل المثال، اسمح لنفسك بتناول فنجان واحد من القهوة وكأس واحدة من العصير.
- قلل من كمية المشروبات الغازية المُحلاة أكثر ما يمكن.
- قلل من المشروبات الغنية بالكافيين كالقهوة؛ فالإفراط في تناولها يزيد من حدوث الاضطرابات الهضمية كما أنها تُثبّط الشهية.
- احرص على أن تبدأ يومك بشرب كأسين من الماء وذكّر نفسك بأن تشرب كأساً كل ساعة ونصف خلال النهار، إذ يساعدك ذلك على البقاء رطباً ويقلل ميلك لباقي أنواع المشروبات.
اقرأ أيضاً: 9 نصائح لتنقذ نفسك من الحلويات الغنية بالسعرات الحرارية في العيد
إن كان لحم الضأن هو الطبق الرئيسي فأين تُصنف حلويات العيد؟
تشغل حلويات العيد حصة كبيرة من بهجة العيد، من طقوس التحضير إلى الاستمتاع بتناولها، ولكنها تبقى أحد الأصناف الغنية بالدهون والسكر واللذيذة أيضاً، ما قد يجعلنا نستهلك كميات كبيرة منها دون أن نشعر بذلك، فكيف يمكننا أن نتناول الحلويات دون أن يخل ذلك بتوازن نظامنا الغذائي؟
الخطوة الأهم هي صنع الحلويات في المنزل، فبهذه الطريقة أنت تعرف كمية الدهون والسكر التي تدخل في تكوينها ويمكنك تعديل ذلك حسب الرغبة، ما يجعل الحلويات صحية أكثر مقارنة بالحلويات الجاهزة.
كما يُنصح باتخاذ قرار أيضاً حول الكمية التي يمكن تناولها في اليوم كي لا نقع ضحية قرارات اللحظات الأخيرة، ويُفضل أن تُقدم الحلويات صباحاً إلى جانب فنجان القهوة وأن تُؤكل في فترات متباعدة عن وجبات الطعام.
نصائح لفترة ما بعد العيد
عيد الأضحى بأيامه الأربع كفيلٌ بجعلنا ننحرف قليلاً عن الروتين الذي اعتدناه، ونرى أنفسنا نستيقظ في اليوم الخامس ونحن نشتهي لو تناولنا مزيداً من الحلويات أو الأطعمة لأن الجسم والدماغ قد ربط ذلك بالسعادة. ومن أهم النصائح التي تساعد على العودة إلى نسق الحياة الطبيعي بعد العيد نذكر:
- تجنب الاستسلام لطلب الأطعمة المعبأة والجاهزة، كما يُنصح بتجنب تناول البسكويت والحلويات ورقائق البطاطس والمشروبات الغازية.
- ابدأ يومك بشرب الماء وتناول وجبة فطور صحية متوازنة وبعد ذلك كافئ نفسه بكمية من الفاكهة.
- تأكد من أنك تحافظ على أحجام الحصص ولا تفرط في تناول الطعام.
- مارس التمارين الرياضية كالجري أو المشي السريع لـ 30 دقيقة.
- ضمّن الشاي الأخضر وشاي الليمون والنعناع والبابونج في روتينك اليومي.
- لا تنسَ المكملات الغذائية الخاصة بك.
اقرأ أيضاً: كيف تتجنب زيادة الوزن في مواسم الأعياد والعطلات؟