طبيب عربي يتألق بإنجاز عمليات إطالة الأطراف وزيادة الطول في مستشفى كاليفورنيا

طبيب عربي يتألق بإنجاز عمليات إطالة الأطراف وزيادة الطول في مستشفى كاليفورنيا
حقوق الصورة: المستشفى الأول لجراحة العظام في الولايات المتحدة الأميركية. تعديل: بوبيولار ساينس العربية.

في السابق، كانت جراحة زيادة الطول التي تُعرف اليوم بعملية "إطالة الأطراف التجميلية" مخصصة للأفراد الذين يعانون تشوهات وراثية في الجهاز الهيكلي سببت قصراً غير طبيعي في القامة لديهم، أو أولئك الذين يعانون تشوهات شديدة في العظام، لتصبح في يومنا هذا إجراءً بديلاً لغير الراضين عن طولهم ببساطة، فكثيراً ما يعاني قصار القامة تأثيرات نفسية كبيرة تؤثر في حياتهم وتؤدي دوراً في تراجع ثقتهم بأنفسهم.

وفي هذا المجال، كان الطبيب شهاب محبوبيان أحد أشهر أطباء الجراحة العظمية الذين برعوا في العمليات الجراحية التي تعاكس ذلك وتساعد على زيادة طول القامة.

اقرأ أيضاً: عمليات جراحية نوعية تُجرى في مستشفى عربي يرقى من خلالها لدرجة المستشفيات العالمية

الطبيب شهاب محبوبيان وريادته في عملية إطالة الأطراف

أكمل الطبيب شهاب محبوبيان تدريبه في جراحة إطالة الأطراف وتصحيح التشوه في المستشفى الأول لجراحة العظام في الولايات المتحدة الأميركية في نيويورك، وتلقى فيه تدريباً طبياً أكثر تخصصاً بجراحة الطول مقارنةً بالتدريب الطبي التقليدي لجرَّاحي العظمية في البلاد.

يُطبق محبوبيان أحدث التقنيات في عملياته الجراحية، من البسيطة التي تشمل علاج الإصابات عند البالغين والأطفال وإصابات الرياضيين، إلى جراحة استبدال المفاصل وتنكس فقرات الرقبة والظهر واضطرابات القدم والكاحل وتشوهات الأطراف السفلية. ولكن عملية إطالة الأطراف التي يقوم بها هي من تربعت على قمة إنجازاته الطبية وكانت السبب وراء نجاحه العالمي وريادته في تخصصه.

ما تفاصيل العمل الجراحي الخاص بالطبيب محبوبيان؟

عملية زيادة الطول تشمل إطالة الأطراف السفلية التي تُجرى إما على عظم الفخذ أو عظم الظنبوب أو كليهما معاً، وفيها يتم إجراء شقوق صغيرة ووضع أسلاك تحت توجيه الأشعة السينية البسيطة للتأكد من أن هذه الأسلاك توضع في مكانها المناسب بالنسبة للعظم.

وبعد ذلك، يتم قطع العظم جراحياً ووضع قضيب معدني يُعرف باسم مسمار بريسايس يبلغ طوله 30 سنتيمتراً وسطياً وذو عرض يصل إلى 1.5 سنتيمتر في منتصف العظم حيث يوجد النقي العظمي، ليتم وضع براغي لتثبيت المسمار في مكانه.

اقرأ أيضاً: نجاح عمل جراحي رائد في إجراء زرع مزدوج لذراعين وكتفين

تبدأ عملية إطالة الطرف بعد الجراحة عن طريق جهاز مغناطيسي متصل مع مسمار بريسايس الموجود داخل نقي العظم، إذ يحفز الجهاز المغناطيسي التروس الصغيرة الموجودة داخل المسمار لزيادة طول المسافة بين أجزاء العظم، حيث تزيد 1 ميليمتر من الطول في كل مرة. وبعد أن يتم تطبيق هذه العملية بصورة متكررة وبطيئة، يولِّد العظم خلايا عظمية جديدة ما يزيد بدوره من طول العظم.

يقول محبوبيان بهذا الخصوص: "بينما نقوم بإطالة العظام، تزداد الأنسجة الرخوة المحيطة كالعضلات والأوتار والأوردة والشرايين والأعصاب طولاً أيضاً، لأنها تتمتع بالمرونة، لهذا كلما زادت المرونة التي يتمتع بها الشخص كان من الأسهل إطالة عظامه".

ويؤكد أهمية إجراء التصوير البسيط للعظام بحثاً عن وجود أي تشوهات عظمية أو ميلان في العظم يعوق إجراء العمل الجراحي، كما يوضح أنه ما دام الشخص يتمتع بصحة جيدة ولا يعاني أي مرض في العظام فهو لائق لإجراء الجراحة.

ما عدد السنتيمترات التي يضيفها العمل الجراحي للطول وماذا عن تكلفته؟

يريد البعض أن يقفز طوله قدماً أي ما يُعادل 30 سنتيمتراً، ولكن هذا غير قابل للتحقيق، والحد الأقصى للطول الإضافي الذي يضيفه هذا العمل الجراحي إلى طول الفرد هو 15 سنتيمتراً كحد الأقصى، وذلك عند إجراء عمليتين جراحيتين منفصلتين بفارق 4 أسابيع. بينما بالنسبة لمعظم المرضى الذين يخضعون لعملية جراحية واحدة فإن حد الطول الأقصى الذي يُضاف هو 7 سنتيمترات.

وفيما يتعلق بالتكلفة، فهذا يعتمد على ما يريد المريض فعله، إذ يُكلف العمل الجراحي الذي يطيل عظم الفخذ ما يعادل 60 ألف جنيه إسترليني، بينما تُكلف إطالة عظم الظنبوب 65 ألف جنيه إسترليني لا يُغطيها التأمين الصحي إن كانت الدواعي تجميلية بحتة.

مضاعفات العمل الجراحي الخاصة بإطالة الأطراف

مثل أي عمل جراحي آخر، هناك دائماً مكان لحدوث المضاعفات، وربما تنطوي بعض الأعمال الجراحية كهذه على مضاعفات أكثر من غيرها لأنها معقدة أكثر. من المضاعفات الشائعة تخثر الدم وتردي الصحة الرئوية وخلوع المفاصل ومتلازمة الحيز أو متلازمة الحجرات التي يحدث فيها انضغاط للعضلات نتيجة حدوث النزيف حولها، ما يؤذي العضلات وأعصاب تلك المنطقة.

اقرأ أيضاً: إليك الأعراض الجانبية الشائعة بعد العمليات التجميلية

تحدّث الطبيب محبوبيان في إحدى مقابلاته عن حدوث إحدى المضاعفات النادرة غير المرغوبة، وهي عدم نمو العظام الطولي كما يجب، إذ واجه اثنان من مرضاه هذا الأثر، إلا أن الطبيب محبوبيان نجح في عكس ذلك عن طريق استخدام الخلايا الجذعية، وتمكّن من مساعدة العظام على النمو بشكل جيد وقوي.

ولأنها عملية تتداخل تداخلاً كبيراً في الجهاز العضلي الهيكلي، يخضع المرضى بعد العمل الجراحي لعدة أشهر من العلاج الفيزيائي وقد يضطرهم الأمر في البداية إلى استخدام المشاية أو العكازات للتنقل والحركة. 

المحتوى محمي