يشاهد معظم سكان الكوكب الأفلام، ويتأثر بها البالغون والأطفال، لكن هناك العديد من الأخطاء العلمية التي تُطرح في الأفلام ويتبناها العديد من الأشخاص على أنها حقيقة؛ لأننا ببساطة لا نستطيع جميعنا الذهاب إلى الفضاء أو العيش بزمن الديناصورات. لذا إليك أهم الأخطاء والخرافات العلمية المستخدمة في أفلام هوليوود لتعرفها في حال رأيتها مجدداً.
اقرأ أيضاً: فيلم «جوراسيك وورلد» على طاولة العلم: هل هناك مشكلة؟
أبرز الأخطاء والخرافات العلمية الموجودة في أفلام هوليوود
من أبرز الخرافات والأخطاء العلمية الموجودة في الأفلام ما يلي:
1. لا يستخدم الإنسان سوى 10% من قدراته الدماغية
تعد هذه الخرافة العلمية الأكثر انتشاراً في أفلام هوليوود، ويعتمدها الكثير من المؤلفين والمؤثرين في أحاديثهم كأنها حقيقة مُثبتة غير قابلة للجدل، وأننا في حال استخدمنا 100% من دماغنا سنحرّك الأشياء عن بُعد ونتعلم لغات غريبة في غضون أيام وما شابه، لكن لا يوجد أي دليل علمي على الإطلاق يؤكد هذه الأسطورة، وتظهر جميع البيانات العلمية الموجودة أننا بشكلٍ طبيعي نستخدم 100% من أدمغتنا.
2. الاحتباس الحراري سيسبب إغراق الكوكب كاملاً بمياه القطبين
في الحقيقة لا يوجد ما يكفي من الجليد على القمم القطبية لغمر العالم كله تحت الماء في حال ذاب جليد القطبين الشمالي والجنوبي بشكلٍ كامل، ما سيحدث أنه سيرتفع مستوى سطح البحر بحد أقصى نحو 60 متراً، وسيكون ذلك بمثابة كارثة للمجتمعات الساحلية، لكن المدن الداخلية والمرتفعات لن تغمرها المياه.
3. إخراج الطلقة أو السكين بعد التعرُّض للإصابة مباشرةً والاستمرار بالحركة
نرى بطل الفيلم الذي تعرض لإطلاق النار أو الطعن بالسكين يخرج الطلقة أو السكين من جسمه ليتابع قتاله مباشرةً وكأن شيئاً لم يكن، لكن هذا يسبب ضرراً إضافياً للأنسجة إن تم بشكلٍ خاطئ، وقد يسبب نزيفاً مُميتاً لأن الجسم الدخيل قد يسهم في إيقاف النزيف، عدا عن الالتهابات المُميتة التي تُصيب الشخص لاحقاً نتيجة إخراج الطلقة بالملقط أو ما شابه.
بالإضافة لذلك، قد تشاهد بطل الفيلم وقد تعرض لإطلاق النار في كتفه، ولكنه لم يتوقف عن الحركة واستمر في القتال حتى نهاية الفيلم، بينما في الواقع سينزف البطل حتى الموت خلال دقائق إن أُصيب في أحد شرايينه، ومن المحتمل أن تكون الطلقة قد سببت الأذية الدائمة للأعصاب والعظام، ما سيُحدث شللاً دائماً لذراعه أو صعوبة شديدة في تحريكها مع الألم غير المحتمل في أفضل الأحوال.
4. الكواكب كلها لها جاذبية شبيهة بالأرض
تشاهد أبطال أفلام الخيال العلمي وهم يمشون على سطح القمر والمريخ والكواكب الأخرى بأسلوب مشيهم على سطح الأرض نفسه، علماً أنه لا يوجد كوكبان يتطابقان في الجاذبية، إذ سترى شخصاً يمشي بصعوبة بسبب الجاذبية القوية أو سيطير قليلاً وهو يمشى بسبب الجاذبية المنخفضة.
اقرأ أيضاً: أول فيلم تحت الماء يظهر بعد ضياعه لعشرات السنين
5. السفر بسرعة أكبر من سرعة الضوء بين الكواكب
تتميز أفلام الخيال العلمي بسفن ومركبات تسير بسرعة تفوق سرعة الضوء، لكن وفقاً لنظرية النسبية الخاصة لأينشتاين فالسفر بسرعة الضوء ممكن فقط للأجسام التي تقترب كتلتها السكونية من الصفر، لأن كمية الطاقة المطلوبة لتسريع كائن ما إلى سرعة الضوء لا نهائية، فمن المستحيل أن تصل المادة إلى سرعة الضوء أو تتجاوزها لأن الجسم في هذه الحالة سيتفكك بشكلٍ فوري.
6. الاختفاء
يستخدم بعض الأفلام الحربية أو أفلام الخيال العلمي تقنيات الاختفاء، فترى الطائرة قد اختفت عن الأنظار بضغطة زر، لكن لكي يكون الكائن غير مرئي سيحتاج إما إلى حني الضوء من حوله أو السماح للضوء بالمرور من خلاله بدلاً من الانعكاس عنه، وتحتاج شبكية العين إلى امتصاص الضوء كيميائياً لتمكين الرؤية، لذا في حال كان هناك أشخاص داخل المركبة المختفية يجب الاعتماد على حواس أخرى غير البصر للرؤية ومعرفة ما يجري في خارج المركبة.
7. انفجار السيارات وقذفها في الهواء
من الممتع مشاهدة فيلم أكشن ترى به السيارة وقد احترقت، وغادرها البطل ثم انفجرت وقُذفَت في الهواء عدة أمتار، لكن في الحياة الواقعية لا يحدث هذا النوع من الانفجار، لأن السيارة تعمل على وقود البنزين؛ وهو سائل شديد الاشتعال لكنه ليس متفجراً وليس مضغوطاً بحالته الغازية في السيارة، فلا يوجد ضغط كافٍ في خزان الوقود لإحداث انفجار. وفي أسوأ الأحوال، يمكن أن تحترق السيارة لكن دون انفجارها أو قذفها بالهواء.
8. التواصل عبر الفضاء
ترى في أفلام الفضاء المستقبلية أن الأشخاص على بعد ملايين السنين الضوئية يجرون مكالمة فيديو مع الأشخاص الموجودين على كوكب الأرض، علماً أن أشعة شمس الأرض تصل بعد 8 دقائق من إشعاعها للأرض وهي تنتقل بسرعة الضوء، والمسافة الشاسعة بين الكواكب الفضائية تجعل الاتصالات الراديوية غير فعّالة، وستتأخر بتلك الحالة الاتصالات لعدة قرون حتى وإن كانت تتم بسرعة الضوء.
اقرأ أيضاً: هل يستطيع البشر العيش على كوكب صحراوي مثل «أراكِس» في فيلم «دون»؟
9. سماع الصوت في الفضاء
يستحيل سماع الصوت في الفراغ بالفضاء، فالصوت هو نتيجة الاهتزازات التي ينقلها الهواء، وبدون وسيط آخر ينقل الاهتزازات، لن يصدر عن الانفجارات الفضائية الهائلة سوى الضوء والحرارة، لكن هذه المؤثرات الصوتية تجعل من الفيلم أكثر متعة، لذلك قد يكون من الأفضل الحفاظ عليها حتى وإن كانت خرافة علمية.
10. التقاط الشخص الذي يسقط من أعلى المبنى
من الممكن أن تكون قد شاهدت مقطعاً ترى به شخصاً يسقط من أعلى مبنى شاهق، ثم يقوم البطل الخارق بالطيران بسرعة كبيرة لينقذه من المبنى قبل لحظة ارتطامه بالأرض، لكننا نعلم أن القوة التي يضرب بها أي جسم جسماً آخر تساوي كتلته مضروبة في التسارع، والتسارع من ارتفاع مبنى شاهق سيكون كبيراً، لذا إذا مد روبوت كبير يده تحت الشخص الذي يسقط أو التقطه أحد الأبطال الخارقين في آخر لحظة ممكنة من السقوط وهو يطير مثل سوبرمان وسبايدرمان، ستحدث نتيجة الارتطام نفسها، لأن الشخص الذي يسقط سيصطدم بجسم البطل الخارق بالقوة نفسها التي كان سيصطدم بها بالأرض إن كان اتجاه القوة التي يطبقها معاكساً لاتجاه السقوط، لكن قد ينجو الشخص إن تبع البطل الخارق مسار السقوط للأسفل باتجاه الشخص الساقط نفسه ثم أسرع ليسبقه والتقطه ثم تباطأ.
11. الطفرة أو الصدمة الكهربائية ستغيّر من جسم الشخص وتجعله خارقاً
لا تعمل الطفرات بهذا الأسلوب، فالطفرة تؤثّر بجين واحد معين في خلية واحدة لدى الشخص البالغ، ولا يمكن أن تسبب صعقة كهربائية أو عضة عنكبوت تغيّر الحمض النووي الكامل للإنسان، فهناك مئات الملايين من الخلايا في الجسم التي يجب أن تتأثر بالطريقة نفسها ويتعدل الحمض النووي الموجود بها بالموقع نفسه والأسلوب، وهذا غير ممكن لأن طول شريط الحمض النووي في كل خلية يقرب من المترين ويحتوي على 3 مليارات نكليوتيد بتسلسل دقيق لا يمكن الإخلال به.
قد يكون الاحتمال الأكثر قابلية للتصديق هو التعديل الجيني لخلايا في المرحلة الجنينية يكسب الجنين صفات مميزة، مثل عدم القدرة على الإصابة بالأمراض أو تقوية حاسة الشم والذوق أو تنمية جلد سميك يحميه من الأذى.
12. الكويكب الذي سيصطدم بالأرض
تعتمد عدة أفلام في سيناريو نهاية العالم على وجود كويكب أو نيزك بحجم قارة أستراليا سيضرب كوكب الأرض، وما يتكرر في سيناريوهات هذه الأفلام أننا لم نكن نراه سابقاً وسيحدث الاصطدام بعد بضعة أيام، ثم تقوم الدول بضرب الكويكب بالأسلحة النووية لتفتيته، لكن هناك عدة أخطاء علمية في هذه الأفلام وهي:
- سنتمكن من رؤية هذا الكويكب أو النيزك قبل سنوات أو عقود من اقترابه من كوكب الأرض، ولن نتفاجأ به قبل عدة أيام.
- تكون الطاقة المطلوبة لتفتيت كويكب بحجم ولاية تكساس الأميركية مثلاً هي 10 مرفوعة لقوة 10 ميغا طن، أي ما يقرب من مليون رأس نووي حربي، وحتى لو امتلكت البشرية هذا العدد من الأسلحة النووية فهي لا تمتلك الطاقة والموارد الكافية لإطلاق هذه الأسلحة خارج الأرض نحو الفضاء، أو بناء مركبة فضائية تحملها لتصيب بها الكويكب.
- لا يمكن حفر النيزك وزرع القنابل النووية به ببساطة، فالنيازك لا تتكون فقط من الصخور الكلسية، فهي تحتوي على خليط من المعادن الصلبة والأملاح التي تعد صعبة الاختراق.
13. إنعاش المريض يتم خلال دقيقتين ثم يستيقظ المريض أو يفقد الطبيب الأمل في إنقاذه
يبلغ متوسط عدد مرات الضغط في الإنعاش من 3 إلى 5 ضغطات لكل شخص في معظم الأفلام، لكن من المفترض أن يتم إجراء نحو 100-120 ضغطة على الصدر في الدقيقة للشخص المُراد إنعاشه، أو 30 ضغطة يليها نفسان اصطناعيان ثم تتم معاودة الضغط، ويمكن أن يستغرق إنعاش المريض ساعات ونسبة نجاحه قليلة مقارنة بما يحدث في الأفلام.
14. خروج البطل من الانفجارات القوية سليماً وعليه فقط بعض الغبار
لا تعكس الأفلام صورة إصابات الانفجارات بشكلٍ واقعي، فالسبب الرئيسي للإصابات والوفيات في الانفجارات المختلفة هي الشظايا التي تنشأ عن الانفجار، وهي قطع صغيرة معدنية غالباً تتحرك بسرعة كبيرة نتيجة ضغط الانفجار وتُصيب كل الموجودين بمحيطها إصابات بليغة ومميتة، ناهيك عن الحروق الناجمة عن النار، وأبسط هذه الحروق هي احتراق الشعر أو الجلد الذي لا نراه أبداً في الأفلام للحفاظ على شكل البطل السينمائي.