يمكن أن يتسبب التعرض -ولو لكمية صغيرة من الكهرباء- بمرور تيار كهربائي عبر كامل الجسم، ما يتسبب بحدوث تلف في أعضاء الجسم الداخلية وقد يصل الأمر إلى توقف القلب. ولا شك أن الصدمة الكهربائية تتسبب بحدوث حروق جلدية خاصةً عند التعرض لكهرباء ذات توتر عالٍ، لكنها بالمقابل قد لا تترك علامات ظاهرة على الجلد. في كلتا الحالتين، ممكن أن تكون الأذية الداخلية الناجمة عن التعرض للتيار أعظم من الأذية الظاهرة.
اقرأ أيضاً: كيف تتعامل مع حالات الاختناق؟ وما الإسعافات الأولية التي تُقدَّم؟
بكلمات أخرى، يعتمد خطر الصدمة الكهربائية على نوع التيار ومدى ارتفاع الجهد التوتري للتيار وكيفية انتقال التيار عبر الجسم، كما يعتمد على الصحة العامة للشخص، إلّا أن العامل الأهم هو مدى سرعة تقديم الإسعافات الأولية للمصاب، فما الإسعافات التي تُقدَّم عند التعرض للكهرباء؟
ما الأعراض التي تظهر على الفرد الذي تعرّض لصدمة كهربائية؟
تعتمد الأعراض الناجمة عن الصدمة الكهربائية وتتباين بناءً على مدى شدة التوتر الكهربائي، وتشمل أبرز الأعراض التي توجّه إلى أن الشخص تعرّض لصدمة كهربائية ما يلي:
- فقدان الوعي.
- تشنجات عضلية.
- اضطرابات في التنفس.
- اضطراب في معدل نبضات القلب.
- حدوث نوب اختلاجية.
- حروق جلدية.
- انحلال العضلات.
- تورم الأطراف.
كما يشكو المصابون بالصدمة الكهربائية من حدوث خدر أو تنميل ومشكلات في الرؤية والسمع، بالإضافة إلى حدوث الصداع.
الإسعافات الأولية التي تُقدَّم عند حدوث الصدمة الكهربائية
إذا كنت أنت من تعرّض للصدمة الكهربائية، فمن الطبيعي أن يكون من الصعب عليك فعل أي شيء، لكن حاول ترك مصدر الكهرباء بأسرع ما يمكن والابتعاد عنه، والاتصال بخدمات الطوارئ إن كان بمقدورك، وإذا لم تستطع فحاول أن تصرخ كي ينتبه إليك أحد الموجودين في المنطقة.
اقرأ أيضاً: دليلك الشامل لتقديم الإسعافات الأولية في حالات التسمم
بعد ذلك، ينبغي زيارة الطبيب في أسرع وقت ممكن حتى إذا لم يكن لديك أي أعراض ملحوظة، لأن الإصابات الداخلية صعبة الكشف في البداية. وفي غضون ذلك، قم بتغطية أي حروق بشاش معقم وينبغي تجنب استخدام الضمادات اللاصقة أو أي شيء يحتمل أن يلتصق بالحرق.
أمّا إذا رأيت شخصاً أمامك يتعرض لصدمة كهربائية، فينبغي عليك القيام بما يلي بعد الاتصال بالإسعاف وخدمات الطوارئ:
- تجنّب لمس الشخص المصاب الذي لا يزال على اتصال بالتيار الكهربائي، وليس من الضروري أن تُحرك الشخص المصاب من مكانه عند زوال مصدر الخطر.
- أغلق مصدر الكهرباء إن أمكن وإن لم يكن ذلك خطراً، وقم بذلك إمّا عن طريق إغلاق مصدر الكهرباء يدوياً وإمّا عن طريق استخدام شيء جاف غير ناقل للكهرباء مصنوع من الورق المقوى أو البلاستيك أو الخشب لتحريك المصدر من مسافة بعيدة. إماّ إذا كان مصدر الكهرباء هو سلك عالي الجهد فمن الضروري البقاء بعيداً مسافة 20 قدماً أو ما يعادل 6 أمتار عن الأسلاك ذات الشرر الكهربائي.
- افحص صحة المصاب وتنفسه ونبضه، فإن كان النبض ضعيفاً فيُنصح برفع قدمي المصاب إن أمكن، أمّا عند غياب النبض والتنفس فمن الضروري البدء بالإنعاش القلبي الرئوي.
- حافظ على درجة حرارة جسم المصاب دافئة وتجنّب تعريض الجسم للبرودة.
- ضع شاشاً معقماً لتغطية الجلد المحترق وينبغي ألّا تستخدم غطاءً أو منشفةً ذات ألياف يمكن أن تلتصق بالحروق.
كيف تُعالج مضاعفات الصدمة الكهربائية؟
بعد تقديم الإسعافات الأولية، من الضروري مراجعة الطبيب بعد التعرض لصدمة كهربائية للتحقق من وجود إصابات داخلية ولعلاج الإصابات الظاهرة مهما بدت طفيفة. تشمل العلاجات المحتملة للصدمة الكهربائية ما يلي:
- علاج الحروق الجلدية باستخدام مرهم طبي مُرمم ومرهم صاد حيوي وضمادات معقمة.
- الأدوية المسكنة للألم لتخفيف شدة الآلام المرافقة.
- إعطاء السوائل الوريدية وخاصة في حال انخفاض الضغط وعند حدوث حروق جلدية واسعة.
- إعطاء حقنة من لقاح الكزاز.
اقرأ أيضاً: ما الإسعافات الأولية التي تُقدَّم عند التعرُّض للسعة قنديل البحر؟
وبالنسبة للإصابات الشديدة، فيُوصي الأطباء عادةً بالبقاء في المستشفى لمدة يوم أو يومين حتى يتمكنوا من مراقبة المصاب بشكلٍ حثيث بحثاً عن أي اضطرابات في القلب أو إصابات خطيرة. ولسوء الحظ، يترك التعرض للصدمة الكهربائية مضاعفات طويلة الأمد؛ كالشكوى من ألم مستمر وواخز وتنميل وضعف في العضلات نتيجة إصابتها بالصدمة، كما أن مرور التيار الكهربائي عبر السبيل البصري يُعرّض لخطر حدوث إعتام العدسة العينية، ناهيك عن الندبات الدائمة التي تتركها الحروق الجلدية الواسعة.