أطلق الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد في المملكة العربية السعودية ورئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس أمناء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست"، يوم الأحد 20 أغسطس/ آب، استراتيجية الجامعة الجديدة التي ستركّز على تعزيز التوجه الاقتصادي للبحث العلمي من خلال عدة مبادرات.
استراتيجية جديدة من كاوست تركّز على البحث العلمي والابتكار
منذ تأسيسها، تركز كاوست على البحث والابتكار، واستقطاب أفضل المواهب، وستحافظ على ذلك في استراتيجيتها الجديدة، وخاصة فيما يتعلق بصحة الإنسان، والاستدامة البيئية، والطاقة المتجددة، واقتصاديات المستقبل، وتعزيز الشراكات الدولية والمحلية المثمرة، والشراكة مع القطاع الخاص، ما يسهم في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030.
وستستمر كاوست في تطوير الأبحاث المتميزة والتعاونية ودمجها في التعليم الجامعي، علاوة على تحفيز الابتكارات ونشر المعرفة العلمية وتطبيقاتها لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة العربية السعودية والعالم.
اقرأ أيضاً: «كاوست» تطلق أول برنامج تدريب لنفخ الزجاج العلمي
أكد ولي العهد ذلك بقوله: "منذ تأسيس كاوست، وهي تتميز بأبحاثها وابتكاراتها ومواهبها، وأصبحت إحدى الجامعات البحثية الرائدة في العالم، وتمثّل الاستراتيجية الجديدة عهداً جديداً للجامعة، لترسيخ مكانتها العلمية والأكاديمية التي وصلت إليها، لتكون منارة للمعرفة، ومصدراً للإلهام والابتكار، تماشياً مع طموحات رؤية المملكة 2030 من أجل مستقبل أفضل للمملكة والعالم"، ويُضيف: "تطمح كاوست إلى أن تكون منارة للمعرفة والتعليم التقني والبحثي، وبيئة مميزة لإلهام العقول والمواهب الواعدة التي تسعى إلى تحقيق الاكتشافات التي تعالج أهم التحديات الإقليمية والعالمية، ولأن تكون جسراً لتقريب الشعوب والثقافات".
ليس المردود الاقتصادي هو فقط ما ستركّز عليه كاوست في الاستراتيجية الجديدة، بل تهدف أيضاً إلى توفير فرص نوعية للباحثين وأعضاء هيئة التدريس والطلاب، وتمكينهم من تطبيق العلوم والبحوث، لإحداث أثر عالمي مستدام من خلال تعزيز الشراكات الدولية والمحلية.
مبادرات الاستراتيجية الجديدة تعزز التوجه الاقتصادي للبحث العلمي
تشمل استراتيجية الجامعة الهادفة إلى تحويل الأبحاث إلى ابتكارات ذات مردود اقتصادي عدة مبادرات رئيسة، أولها إطلاق معهد كاوست للتحول الوطني (NTI) الذي سيسهم في تسريع التقدم التقني وتعزيز التوجهات الاقتصادية، لدعم التنويع الاقتصادي في المملكة.
من المبادرات أيضاً إعادة توجيه البحث العلمي بما يوائم الأولويات الجديدة للبحث والتطوير والابتكار (RDI). بالإضافة إلى تأسيس صندوق الابتكار في مجال التقنية العميقة (DTIF) بميزانية تُقدّر بـ 200 مليون دولار، ويهدف الصندوق إلى الاستثمار المبكر في الشركات المحلية والعالمية المتخصصة في التقنية الفائقة، بما يعزز التنوع الاقتصادي ويسهم في توليد الوظائف التقنية النوعية. تهدف هذه المبادرة إلى تسريع تطور قطاع التقنية الفائقة في السعودية، وكذلك تسريع الاستثمار الاستراتيجي في تقنيات وشركات ناشئة منبثقة عن شركات أكبر.
تتضمن المبادرات أيضاً إحياء الشعاب المرجانية بالشراكة مع "نيوم"، للعمل على زراعة وإعادة إحياء مئات الآلاف من الشعاب المرجانية على مساحة 100 هكتار في جزيرة شوشة بالبحر الأحمر. تُسهم كاوست عبر هذه المبادرة في إنشاء مَعلم ووجهة بحرية هي الأولى من نوعها عالمياً، إذ ينصُّ تركيزها على التكاثر المرجاني وحفظ بيئة الشعاب المرجانية وتحسينها، كما توجد بها مشاتل مرجانية يبلغ إنتاجها 500 ألف من الأجزاء المرجانية سنوياً.
تركّز المبادرات أيضاً على تعزيز الشراكات الدولية، وتنمية أُطر التعاون مع المؤسسات الأكاديمية الرائدة وروّاد التقنية في العالم، من الولايات المتحدة إلى الصين وغيرها من الدول، ما يسهم في خلق الفرص وبناء الشبكات، بهدف زيادة التأثير العالمي للجامعة بسرعة وحجم غير مسبوقين. على سبيل المثال، إبرام اتفاقيات تعاون استراتيجية مع الشركات الرائدة في مدينة شينزين الصينية للعمل على أبحاث تطبيقية في مجالات متقدمة مثل الفضاء والروبوتات والإلكترونيات الدقيقة.
اقرأ أيضاً: باحثون ينجحون في صنع شبكية عين اصطناعية فعالة
سيؤدي ذلك إلى تطوير منظومة التعليم العالي وقادة البحث العلمي في المملكة، وتسويق البحوث وتبادل الابتكار العالمي، وتحفيز نمو الشركات الناشئة القائمة على التقنية المتقدمة.
تستند الاستراتيجية الجديدة على إرث كاوست ومكانتها الأكاديمية العالمية، فقد احتلت الجامعة المرتبة الأولى عالمياً من حيث الاقتباسات لكل عضو من هيئة التدريس، وفقاً لتصنيف (QS) لعام 2021، فيما يُضمّن الإنتاج البحثي للجامعة في أهم 25% من المجلات العلمية الأعلى تصنيفاً على مستوى العالم، وبحصة أكبر من مثيلاتها من الجامعات العريقة.
تجدر الإشارة أيضاً إلى أن خريجي كاوست اليوم يعملون في كبرى الشركات العالمية والمؤسسات العلمية ومراكز الأبحاث، رؤساء تنفيذيين وباحثين، مثل وكالة ناسا، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونيوم، وجهات أخرى.