تعتبر الاختبارات الطبية إحدى أهم ركائز التشخيص في الطب؛ إذ تساعد الطبيب على فهم الحالة الصحية للشخص بشكلٍ أفضل، موفرةً معلومات دقيقة حول مشكلات صحية محددة ومعلومات أخرى أكثر شمولية حول الصحة العامة.
وعلى الرغم من أن قراءة التحليل الطبي تبدو تحدياً، فإنها ليست كذلك على الإطلاق، فبمجرد الاطلاع على دلائل رموز التحليل ستجد نفسك قادراً على فهم ورقة التحاليل. ومع ذلك، يُنصح دائماً بالعودة للطبيب عند إجراء أي تحليل طبي؛ فالطبيب يملك من الخبرة ما يجعله قادراً على ربط القصة المرضية مع نتائج التحاليل ليأتي بالتشخيص الأدق.
اقرأ أيضاً: ما الفحوص والاختبارات الطبية التي يجب إجراؤها في سن الـ 30 والـ 40 والـ 50 وما بعد؟
قراءة الاختبارات الطبية الدموية
أي تحليل طبي يبدأ بـ (CBC) التي تشير إلى تعداد الخلايا الدموية العام (Complete Blood Count) فهو أحد أكثر الاختبارات شيوعاً، ويقيس هذا اختبار أنواع الخلايا الدموية مثل:
- خلايا الدم الحمراء RBC: وتُقدّر النسبة الطبيعية منها بين 4.5-5.5 مليون خلية/ ميكرولتر، وبالتالي يشير ارتفاع أرقامها عن الحد الطبيعي إلى وجود كثرة خلايا دم حمر وزيادة قابلية تجلط الدم، بينما يشير انخفاضها إلى نقص في عدد الكريات الحمر ما قد يكون ناجماً عن فقر دم أو مرض في نقي العظم المنتج للحمر.
- خلايا الدم البيضاء WBC: ومجالها الطبيعي بين 4-10 آلاف خلية/ مليلتر، ويكون ارتفاع عدد الكريات البيض عن الحد الأعلى الطبيعي دليلاً على وجود حالة التهابية في الجسم، وزيادته الشديدة –التي يتجاوز فيها 50-100 ألف خلية في المليلتر، تتطلب استشارة أخصائي في أمراض الدم لاحتمال وجود أحد أمراض النقي التكاثرية، وأمّا انخفاضها الشديد فيشير إلى احتمال وجود خلل في عمل النقي.
- الصفائح الدموية PLT: مجالها الطبيعي بين 150-450 ألف خلية/ ديسيلتر، وارتفاعها دليل على زيادة قابلية التخثر بينما يشير انخفاضها إلى زيادة قابلية حدوث النزف.
يتبع ذلك رمز (Hb) الذي يرمز للهيموغلوبين، وهو تركيز خضاب الدم في كرية الدم الواحدة، ويعتبر أحد أهم النتائج التي يُنظر إليها عند البحث في فقر الدم. المجال الطبيعي للخضاب بين 12-14 غراماً/ ديسيلتر عند الإناث و14-16 غراماً/ديسيلتر عند الذكور. انخفاض قيمة الهيموغلوبين دليل على ضعف تركيز الخضاب في الخلايا الحمر ما يضعنا أمام الشك بحدوث فقر الدم، بينما يشير ارتفاعه إلى زيادة كثافة الخضاب الذي يعتبر محرضاً لتشكُّل التجلطات الدموية وخاصةً عند وجود كثرة حمر مرافقة.
قراءة اختبارات الكوليسترول والشحوم الثلاثية
اختبارات الدم التي تُعاير الكوليسترول شائعة للغاية وتُسمّى أيضاً لوحة الدهون، فهي تساعد على تحديد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل تصلب الشرايين والنوبات القلبية والسكتة الدماغية.
تتضمن لوحة الدهون كلاً مما يلي:
- الكوليسترول الشامل الذي يرمز له بـ (TC): ومن الناحية المثالية، يجب أن يكون إجمالي الكوليسترول أقل من 200 ملغ/ ديسيلتر، وارتفاعه عن تلك القيمة يشير إلى ارتفاع كوليسترول الدم العام.
- الكوليسترول الضار (LDL): مستوياته الصحية تكون أقل من 130 ملغ/ ديسيلتر، وارتفاعه عن ذلك يزيد خطر ترسب الكوليسترول على جدار الشرايين؛ أي يزيد من خطر حدوث تصلب الشرايين على المدى الطويل.
- الكوليسترول الجيد (HDL): حيث تكون المستويات الصحية منه أعلى من 50 ملغ/ ديسيلتر، بينما يشير انخفاضه عن ذلك إلى وجود خطر على صحة القلب والأوعية.
اقرأ أيضاً: ما الذي يجب تجنبه قبل إجراء التحاليل الطبية؟
قراءة تحاليل المعادن والشوارد والغلوكوز والوظيفة الكبدية والكلوية
تُطلب هذه التحاليل لتقييم الصحة العامة، ومن أبرزها نذكر:
- الصوديوم والذي يرمز له بـ (Na): قيمته الطبيعية بين 136-144 ملي مكافئ/ لتر ويشير ارتفاعه إلى احتمال ارتفاع ضغط الدم، بينما يوجّهنا انخفاض قيمته إمّا إلى شرب الكثير من الماء وإمّا وجود بداية فشل كلوي أو قصور قلب أو تشمع كبد.
- البوتاسيوم ورمزه (K): مجاله الطبيعي بين 3.6-5.2 ملي مول/ لتر، ويوجّه ارتفاع مستوياته لوجود مشكلة عضلية أو كلوية ما قد يؤهب لحدوث اضطراب نظم قلبي. أمّا انخفاضه عن الحد الأدنى الطبيعي فقد يشير إلى وجود خلل غدي كمتلازمة كوشينغ أو يكون عرضياً نتيجة انخفاض مغنيزيوم الدم.
- الإنزيمات الكبدية (ALT) و(AST): المجال الطبيعي الوسطي لـ ALT هو 7-55 وحدة/ لتر بينما المجال المرجعي لـAST هو 8-45 وحدة/ لتر، وترتفع هذه الإنزيمات عند إصابة الكبد أو التهابه وعند استهلاك الكحول بإفراط أو التسمم بعقار أسيتامينوفين (السيتامول)، كما ترتفع في حصيات المرارة.
- الكيرياتينين (Cr): يُستخدم الكيرياتينين لتقييم وظيفة الكلية ومجاله الطبيعي بين 0.6-1.2 ملغ/ ديسيلتر، يشير ارتفاعه إلى وجود مشكلة كلوية.
- يوريا الدم (BUN): وقيمتها الطبيعية 2.1-8.5 ملي مول/ لتر، ويوجّه ارتفاعها لوجود مشكلة كلوية.
- الغلوكوز (Glu): المجال الطبيعي لغلوكوز الدم بعد صيام 8 ساعات 70-110 مليغرامات/ ديسيلتر، وارتفاعه عن الحد الأعلى يوجّه لاحتمال الإصابة بالسكري أو ارتفاع السكر لسبب ثانوي كتناول الستيروئيدات القشرية السكرية. من جهةٍ أخرى، انخفاض غلوكوز الدم دون 70 ملغ/ ديسيلتر يشير إلى نقص في سكر الدم ويمكن أن يحدث ذلك نتيجة أخذ جرعة زائدة من الإنسولين أو الصيام لفترة طويلة.
قراءة نتائج تحليل اختبار البول
يكشف تحليل البول عن المنتجات الثانوية لعملية الاستقلاب والخلايا والبروتين والبكتيريا في البول، ويتضمن تحليل البول البنود التالية:
- اللون Colour: الطبيعي أصفر فاتح، يشير اللون الشفاف إلى وجود بوال -أي فرط في طرح الماء عن طريق الكليتين- واللون الغامق يشير إمّا للتجفاف وإمّا لوجود التهاب بولي.
- المظهر Appearance: الطبيعي شفاف وصافٍ، أمّا إذا كان البول عكراً فهذا يوجّه لوجود التهاب بولي.
- الثقل النوعي Specific Gravity: يشير إلى قدرة الكليتين على تركيز البول ومجاله الطبيعي بين 1.015-1.025.
- الحموضة PH: الطبيعية بين 4.5-8 إذ على البول أن يكون حمضياً إلى معتدل.
اقرأ أيضاً: لفرص شفاء أفضل: تعرّف على المؤشرات المبكرة للإصابة بالسرطان
أمّا بالنسبة لموجودات تحليل البول، ففي تحليل البول لا تتم معايرة الموجودات التالية وتقديرها بالأرقام وإنما تُقدّر بإشارة الموجب (+)، فالإشارة الواحدة تدل على وجود المادة، وكلما ازداد عدد الإشارات (+++) على سبيل المثال، كانت نسبة المادة أكبر، بينما تشير إشارة السالب (-) إلى غيابها في البول والذي يعتبر طبيعياً. يتضمن تحليل البول البحث عن كل ما يلي:
- الغلوكوز: للبحث عن داء السكري.
- الخضاب: للبحث عن وجود بيلة دموية ووجود الخضاب في البول يوجّه لوجود حصيات كلوية تخرش السبيل البولي أو أورام كلية.
- البروتين: عادةً لا يوجد أي كمية من البروتين في البول ووجوده يُعد أحد العلامات المبكرة لأمراض الكلى.
- الكيتون: وجود الكيتون في البول أحد علامات الحماض الكيتوني السكري الذي يعتبر أحد مضاعفات السكري النمط الأول.
- البيليروبين: وجوده في البول يكون ثانوياً لانحلال الدم أو لتلف الكبد أو التهابه.
- الكريات البيض: وجود كريات بيضاء في البول دليل على وجود حالة التهابية في السبيل البولي.
- الكريات الحمر: وجود الكريات الحمر في البول يوجّه إمّا لأمراض الكليتين أو أمراض الدم أو حالة متقدمة أكثر كسرطان المثانة.
- الخلايا الظهارية: دليل على تخريش السبيل البولي.
- الخلايا غير الطبيعية: توجّه لوجود في أورام في السبيل البولي.
- الأسطوانات والبلورات: وهي ثانوية وتكون إمّا نتيجة لأمراض الكلى وإما الحصيات الكلوية.