لماذا يجب ألّا تمارس التمارين الرياضية التي ينشرها المؤثرون على السوشيال ميديا؟

لماذا يجب ألّا تمارس التمارين الرياضية التي ينشرها المؤثرون على السوشيال ميديا؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ SofikoS

أصبح للمؤثرين في مجال التمارين الرياضية واللياقة البدنية حضور بارز على منصات التواصل الاجتماعي اليوم؛ إذ يعرضون روتينهم الرياضي ووجباتهم الغذائية، ويقدّمون النصائح والإرشادات حول نمط الحياة الصحي. لكن وبما أن أي شخص يمتلك كاميرا اليوم يستطيع أن يصبح مؤثراً على السوشيال ميديا، ونتيجة المتابعة الكبيرة التي ينالها هؤلاء والتأثير الكبير الذي يحدثونه في نفوس المتابعين، فمن الضروري التفكير فيما إذا كان هؤلاء الأشخاص محترفين فعلاً في هذا المجال أمْ لا. في الواقع، قد يكون الضرر الذي يحدثونه أكبر من نفعهم، وإليك لماذا ينبغي ألّا تثق بالتمارين الرياضية التي ينشرها معظم المؤثرين في فضاء العالم الافتراضي.

اقرأ أيضاً: 6 استراتيجيات تحفّزك على استمرار ممارسة الرياضة وتحقيق أهدافك الصحية

هل ثمة وجه مظلم لما يروّج له المؤثرون الرياضيون على السوشيال ميديا؟

بالطبع، فقد وجدت دراسة منشورة في دورية بي إم سي للصحة العامة (BMC Public Health) عام 2023، أجرتها مجموعة من الباحثين بقيادة راشيل كورتيس من جامعة جنوب أستراليا (University of South Australia)، أن نحو 70% من مؤثري اللياقة البدنية الأكثر شهرة على إنستغرام ينشرون نصائح غير سليمة، أو نصائح يمكن أن تؤثّر سلباً في الصحة النفسية والجسدية للمتابعين، ويروّجون للتمارين الرياضية باعتبارها أداةً لتحقيق النحافة.

كما وضحت دراسة أخرى سابقة منشورة في دورية صورة الجسم (Body Image) عام 2020، أن مشاهدة صور المؤثرين المروجين للياقة البدنية على إنستغرام التي تشجّع على بناء جسم معين، ترتبط بانخفاض الرضا عن الجسم، وترديّ الحالة المزاجية، والتقييم السلبي للجاذبية الجسدية الذاتية بين الشابات. وقد سلّطت نتائج هذه الدراسة الضوء على أن محاولة إلهام نحو اللياقة البدنية (Fitspiration) قد تكون أمراً ضاراً عبر الإنترنت.

اقرأ أيضاً: إليك الوجه المظلم لأشهر الحميات الغذائية: ما لم يخبرك به خبراء التغذية

لماذا ينبغي عدم الوثوق بالتمارين الرياضية التي ينشرها المؤثرون الرياضيون على وسائل التواصل الاجتماعي؟

في الواقع، ثمة آثار إيجابية وأخرى سلبية لظاهرة انتشار مؤثري اللياقة البدنية غير المدربين على السوشيال ميديا؛ فمن جهة، يمكن لهؤلاء أن يلِهموا المتابعين من أجل الشروع في رحلة اللياقة البدنية الخاصة بهم، إذ تعمل قصصهم وتجاربهم الخاصة على تحفيز الناس ودفعهم نحو إجراء تغييرات إيجابية في أنماط حياتهم. ومن جهة أخرى، فإن الافتقار إلى التدريب والمؤهلات الرسمية قد يسهم في انتشار المعلومات الخاطئة والنصائح التي قد تكون ضارة. 

اقرأ أيضاً: إليك أهم النصائح والتمارين لزيادة مرونة الجسم ورشاقته

على كل الأحوال، إليك بعض الأسباب التي قد تدفعك للشك في التمارين الرياضية التي ينشرها المؤثرون في مجال اللياقة البدنية على وسائل التواصل الاجتماعي:

  • قد لا يمتلك العديد من المؤثرين المؤهلات أو الشهادات أو التدريب المناسب في مجال اللياقة البدنية أو علم التغذية، بالتالي، قد لا تكون نصائحهم مبنية على مبادئ علمية سليمة وإنما على تجاربهم الشخصية، وقد تكون هذه النصائح مضللة أو خطرة في بعض الأحيان.
  • قد لا يراعي المؤثرون أن اللياقة البدنية ليست مقاساً واحداً يناسب الجميع، فالتمارين التي تناسب شخصاً ما قد لا تناسب شخصاً آخر وذلك نتيجة الاختلاف في مستويات اللياقة البدنية والأهداف والحالة البدنية.
  • قد تكون التمارين الرياضية التي يؤدّيها المؤثرون محفوفة بالمخاطر وقد تسبب إصابات خطِرة عند المتابعين في حال لم تُجرَ على نحو صحيح أو دون توجيه مناسب.
  • يولي بعض المؤثرين أهمية أكبر لمعايير جمال الجسد النمطية مقارنة بالأهداف الصحية على المدى الطويل، ما قد يؤثّر في الصحة النفسية للمتابعين.
  • قد يهدف المؤثرون إلى تحقيق المصالح المادية عن طريق الترويج لمنتجات أو مكملات معينة في أثناء شرح التمارين، وقد لا تكون هذه المنتجات فعّالة أو ضرورية للجميع.
  • لا تقدّم وسائل التواصل الاجتماعي إلّا سياقاً محدوداً عن الرياضة والتغذية، فما يصلح لمقطع فيديو قصير قد لا يكون مناسباً للصحة على المدى الطويل.

اقرأ أيضاً: دراسة حديثة تقدّم حلاً لمَن ليس لديه وقت لممارسة الرياضة

كيف تستطيع تحديد مَن يمكنك متابعته من المؤثرين على السوشيال ميديا؟ 

لا يعني ما سبق أن كلَّ مؤثري اللياقة البدنية على السوشيال ميديا غير مدربين، بل بعضهم يمتلك فعلاً المهارات والخبرات اللازمة في هذا المجال، وإليك ما يجب أن تبحث عنه قبل أن تقرر من تتابع منهم:

  • ابحث عن الأشخاص ذوي المؤهلات والشهادات المعترف بها في مجال اللياقة البدنية والتغذية والتي يعرضونها في ملفاتهم الشخصية.
  • ابحث عن المؤثرين الذين يؤكدون أهمية خطط اللياقة البدنية الشخصية المصممة لتناسب أهداف الفرد واحتياجاته.
  • تابع المؤثرين الذين يعطون الأولوية للسلامة والأداء الصحيح وطرق الوقاية من الإصابات في المحتوى الذي يقدّمونه.
  • تابع أولئك الذين يروّجون لأهداف صحية واقعية قابلة للتحقيق ومستدامة بدلاً ممن يقدّمون الحلول السريعة.
  • تابع المؤثرين الذين يتصفون بالشفافية فيما يتعلق برحلة اللياقة البدنية الخاصة بهم، بما في ذلك النجاحات والنكسات التي تعرضوا لها.
  • تابع أولئك الذين يبنون نصائحهم على المبادئ والأبحاث العلمية.
  • ابحث عن الأشخاص الذين يتفاعلون بنشاط مع متابعيهم ويجيبون عن أسئلتهم ويقدّمون الدعم لهم.
  • لا تتوانى عن نقد وتقييم أي نصائح تخصُّ اللياقة البدنية، حتى ولو صدرت عن أشخاص مؤثرين يمتلكون مئات الآلاف المتابعين.

اقرأ أيضاً: كيف تختار الرياضة المناسبة لك؟

لا بُدّ من التذكير بضرورة استشارة خبراء اللياقة البدنية والتغذية المؤهلين الذين يمكنهم تقديم إرشادات علمية صحيحة بناءً على احتياجات الفرد وأهدافه، وذلك قبل الشروع في أي روتين رياضي أو نظام غذائي شاهدته على وسائل التواصل الاجتماعي.

المحتوى محمي