أخطر 10 فيروسات تهدد بقاء البشرية واستمرارها

أخطر 10 فيروسات تهدد بقاء البشرية واستمرارها
حقوق الصورة: shutterstock.com/ emojoez

عامان من جائحة كوفيد-19 حصد فيها فيروس كورونا حياة 15 مليون شخص، وذلك حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، ومع ذلك تبقى جائحة الإنفلونزا التي انتشرت عام 1918 الأكثر فتكاً في التاريخ المسجل، إذ أصيب ما يُقدّر بنحو 500 مليون شخص بها وتوفي 50 مليون شخص في أنحاء العالم كافة، ولكن ما الذي يجعل فيروساً أكثر فتكاً من سواه؟

ما تعريف الفيروس الأكثر فتكاً؟

بدلاً من مجرد النظر إلى أرقام الوفيات المسجلة، يستخدم علماء الأوبئة مقياساً يُطلق عليه اسم "معدل الوفيات بين مجمل الحالات"، وذلك لقياس خطورة وشدة فتك الفيروس؛ حيث يشير هذا المقياس إلى نسبة الأشخاص المصابين الذين تنتهي بهم الإصابة بالموت إلى العدد الإجمالي للمصابين.

ولكن باتباع هذا المقياس من المرجح أن يأتي داء الكَلب في المقدمة، والسبب في ذلك يعود لأن داء الكلب مميت للإنسان بنسبة 99% في حال اُهمل تدبيره. ومع ذلك، لا يتجاوز عدد الوفيات أكثر من 59 ألفاً حول العالم بداء الكلب كل عام، وهو يعتبر رقماً منخفضاً نسبياً.

تفسير انخفاض عدد الوفيات يعود لأن طرق نقل العدوى، وهي العض من قِبل كلب مسعور مصاب، قليلة الحدوث مقارنة بإنتان آخر ينتقل عن طريق القطيرات التنفسية على سبيل المثال. 

من جهةٍ أخرى، تطورت لقاحات داء الكَلب للحيوانات الأليفة المنزلية، وتم تسريع عملية التدخلات الطبية بعد العضات.

لذلك، ليس من الضروري أن تكون نسبة الوفيات بالفيروس عالية جداً حتى نقول إنه فتاك ومهدد للبشرية وحسب، بل يتعلق الأمر أكثر بالبيئات التي تنتشر فيها الفيروسات، ونقاط الضعف الطبية والاجتماعية والبشرية في البيئة نفسها.

اقرأ أيضاً: ليست كل الفيروسات سيئة: كيف يعمل بعضها من أجل صحتنا؟

أخطر 10 فيروسات تُهدد البشرية

إليك قائمة بـ 10 من الفيروسات التي تُصنف على أنها الأخطر والتي تُهدد بقاء البشرية:

الإنفلونزا

لا تزال جائحة إنفلونزا عام 1918 تُوصف بأنها أخطر تفشٍ عالمي في القرن العشرين، سببها فيروس H1N1 الذي يستهدف الجهاز التنفسي ويتصف بأنه أحد أكثر الفيروسات تغيراً، فعلى الرغم من وجود اللقاحات الخاصة به، فإن بنية الفيروس في تغيرٍ مستمرٍ، وهذا ما يُفسّر ظهور جائحات متتالية كإنفلونزا الكلاب عام 2006 وإنفلونزا الخنازير عام 2006 وغيرها.

فيروس نقص المناعة البشرية

المرض الناجم عن فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز" مستمر منذ الثمانينيات، وفيه يهاجم الفيروس الجهاز المناعي للجسم متسبباً بحدوث نقص مناعة مكتسب بدوره يزيد من خطر الإصابة بأمراض أخرى. يُقدّر عدد الوفيات بالإيدز بـ 40.1 مليون وفاة منذ بداية ظهور المرض، وهذا يعادل نصف عدد الإصابات، وبذلك يُقدّر معدل وفياته بـ 50%. لحسن الحظ، تطورت طرق إدارة الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية وتم الحد من تأثير الفيروس على الجهاز المناعي، وانخفض نتيجة لذلك عدد الوفيات.

فيروس كورونا

لا يزال من الصعب الحصول على تقديرات دقيقة لعدد الوفيات الناجمة عن جائحة كوفيد-19، إذ يشير بعض البيانات إلى أن عدد الوفيات لا يتجاوز 7 ملايين، إلّا أن هناك 15 مليون وفاة مثبتة نتيجة الإصابة بفيروس كورونا لأسباب مباشرة أو ناجمة عن المضاعفات. وأحد جوانب خطورة فيروس كورونا الأخرى يتجلى بتحورات مادته الوراثية، كما حدث عند ظهور موجة أوميكرون التي اجتاحت العالم في أواخر 2021 وأوائل 2022، التي كانت مسؤولة بشكلٍ كبير عن زيادة أعداد الوفيات، على الرغم من أن المتحور الجديد لم يكن أكثر فتكاً من الأنماط السابقة.

اقرأ أيضاً: حتى مع السلالات الجديدة: 4 وسائل للوقاية من فيروس كورونا

الجدري

في السابق، كان يُعتقد أن الجدري هو الوباء الأكثر فتكاً الذي سيُصيب البشرية بعدما استمر في حصد الأرواح ليصل عدد الوفيات الناجمة عنه إلى 300 مليون وفاة، وذلك عام 1900، إذ كان وقع الإصابة بالجدري مخيفاً وخاصةً أنها تترافق مع الإصابة بطفح جلدي مميز، لكن هذا الطفح نفسه ساعد في التعرف على المصابين وكان أحد نقاط ضعف الفيروس. مع ذلك، استمرت الوفيات في التراكم حتى القرن العشرين، إلى أن أوقفت حملات التطعيم العالمية مساره المدمر عام 1977، ليصبح الجدري أول إنتان يتم استئصاله على الإطلاق.

الإيبولا

هناك خمس سلالات من فيروس الإيبولا سُميت كل منها تبعاً لاسم المكان الذي ظهرت فيه لأول مرة، وهي فيروس إيبولا زائير والسودان وتاي فورست وبونديبوجيو وريستون. ويُصنف فيروس إيبولا زائير على أنه الأكثر فتكاً بينها، إذ يُقدّر عدد الوفيات الناجمة عنه بـ 90% من مجمل الإصابات. 

اقرأ أيضاً: إحدى الناجيات من مرض إيبولا تتسبب في نقل العدوى به بعد أكثر من عام من الإصابة به.

فيروس ماربورغ

فيروس ماربورغ هو الفيروس المسؤول عن الإصابة بالحمى النزفية، وكما الحال مع فيروس الإيبولا تُقدّر نسبة الوفيات بهذا الفيروس بـ 88%. ظهر لأول مرة في ألمانيا عام 1967 في مدينة ماربورغ، ومنذ ذلك الحين انخفضت نسبة تفشيه وأعداد المصابين به، ومع ذلك سجّلت منظمة الصحة العالمية عدداً من حالات الإصابة به في منتصف عام 2022 في غانا. 

تكمن خطورته بغياب وجود أي علاج أو لقاح له، لهذا السبب حددته منظمة الصحة العالمية مرضاً ذا أولوية قصوى لإيجاد لقاح له.

اقرأ أيضاً: هل يشكّل تفشي فيروس ماربورغ الفتاك خطراً جديداً على البشرية؟

فيروس جونين

يرتبط فيروس جونين بالإصابة بالحمى النزفية الأرجنتينية، ويعاني المصابون بالفيروس من التهاب الأنسجة ونزيف الجلد، وتتجلى خطورته في أن أعراضه قد تبدو شائعة جداً لدرجة أنه نادراً ما يتم اكتشاف المرض أو التعرف عليه في المقام الأول.

 حمى القرم والكونغو

ينتقل فيروس حمى القرم والكونغو عن طريق عضة القراد، وتتظاهر الإصابة الأولية به بنزوف منتشرة بحجم رأس الدبوس تُغطي الوجه والفم والبلعوم. وهو يشابه إلى حد كبير فيروسات الإيبولا وماربورغ بسير أعراضه، وأيضاً بغياب أي علاجات متوفرة.

فيروس ماتشوبو

يتسبب فيروس ماتشوبو بالإصابة بالتيفوئيد الأسود، الذي يُعرف أيضاً بالحمى النزفية البوليفية نظراً لظهوره لأول مرة عام 1962 في قرية بوليفية. تتظاهر الإصابة به بارتفاع شديد في درجة الحرارة يصاحبها نزيف حاد، وينتقل الفيروس عبر القوارض.

حمى الضنك

تشكّل حمى الضنك تهديداً مستمراً، خاصةً في المناطق الاستوائية، وتتظاهر بارتفاع شديد في درجة الحرارة وبقشعريرة وآلام عضلية ومفصلية وألم عند تحريك العينين. يبلغ عدد المصابين بها 50-100 مليون حول العالم، والأسباب وراء ازدياد هذه الأرقام هي تغير المناخ الذي بات الأكثر ملاءمة لنمو البعوضة التي تنقل الفيروس، بالإضافة إلى غياب اللقاح الموجه ضد الفيروس.

المحتوى محمي