من الشائع للغاية أن يُصاب الطفل بطفح جلدي في أجزاء مختلفة من جسمه في الوقت الذي لا يزال فيه جلده حساساً ورقيقاً مقارنة بجلد البالغين. وعادةً ما يكون الطفح الجلدي قابلاً للعلاج ونادراً ما يكون حالة طارئة، إلّا أن ظهوره يبقى موضعَ قلقٍ لدى الوالدين إلى حين اكتشاف السبب وراء ظهوره. لهذا أوردنا في هذا المقال كيفية تمييز أكثر 3 أنماط شيوعاً للطفوح الجلدية لدى الأطفال.
اقرأ أيضاً: 7 أمراض قد تصيب الأطفال عند تقبيلهم من أفواههم
ما العلامات التي تُميّز الطفح الجلدي الناجم عن الجدري عند الأطفال؟
أودى الجدري سابقاً بحياة الكثيرين إذ كان يتسبب بوفاة 1 من كل 3 مصابين، وذلك حتى أوائل الستينيات، حيث سخّرت منظمة الصحة العالمية جهوداً عظيمة لوقف انتشار الجدري في أنحاء العالم كافة وكانت نتيجتها تركيب لقاح الجدري الذي قلل بشكلٍ واضح من عدد الوفيات.
يتظاهر الجدري بأعراض تتلخص بارتفاع درجة الحرارة والصداع وألم الظهر وآلام معدية وتعب وغثيان وقيء. وصحيحٌ أن الأعراض السابقة تتشارك بين مجموعة كبيرة من الأمراض الإنتانية، إلّا أن هناك طفحاً جلدياً مميزاً ذا سير مميز يساعد على تمييز الجدري عن باقي الأمراض الإنتانية.
يبدأ الطفح الجلدي الخاص بالجدري بعد ارتفاع درجة الحرارة بعدة أيام على الوجه الداخلي لتجويف الفم، أي على اللسان والغشاء المخاطي الفموي والحلق، ومن ثَمَّ ينتشر إلى الوجه وبعد ذلك بعدة أيام إلى بقية الجسم من ذراعين وساقين وجذع وظهر وحتى راحتي اليدين وأخمصي القدمين، أي للطفح مسار معين يتبعه يساعدنا على تمييز المرض.
في البداية يأخذ طفح تجويف الفم شكل البقع الحمراء والتي سرعان ما تتحول إلى تقرحات وتنتفخ قليلاً، وبعد ذلك تمتلئ بالقيح، ويُلاحظ ظهور انخفاض مميز في منتصف كل نتوء، ويستغرق الأمر نحو يومين حتى تمتلئ النتوءات بالسائل الأبيض السميك. بعد ذلك تجف النتوءات وتظهر قشور فوق البثرات، ومن ثَمَّ تختفي هذه القشور خلال أسبوع تقريباً وتسقط القشور، تاركةً ندبات.
اقرأ أيضاً: ما أسباب تقرحات الفم عند الأطفال؟ وكيف تعالجها؟
بمَّ يتميز الطفح الجلدي الناجم عن الحصبة؟
الأعراض الأولية للحصبة مشابهة إلى حد كبير لأعراض الجدري، وتشمل ارتفاع درجة الحرارة وسعال واحمرار العينين وفرط إنتاجها للدمع نتيجة التهاب الملتحمة وتعب ووهن عضلي وآلام عضلية، ومع ذلك تعتبر الحصبة أخطر نسبياً مقارنة بالجدري وخاصةً عند الرضع والأطفال الصغار. بعد الإصابة بـ 7-14 يوماً تظهر الأعراض الأولية، وبعد ظهور الأعراض الأولية بـ 2-3 أيام يظهر الطفح الجلدي المميز للحصبة.
يبدأ الطفح بدايةً على الوجه الداخلي للفم على شكل بقع بيضاء صغيرة تُدعى ببقع كوبليك، والتي تعتبر علامة مبكرة على الإصابة بالحصبة، وبعد عدة أيام يظهر الطفح الجلدي المتمثل بالبقع الحمراء المسطحة على الوجه وعند خط الشعر وتنتشر هذه البقع للأسفل حتى الرقبة والجذع والذراعين والساقين والقدمين، ومن الممكن أيضاً أن تنضم البقع معاً وتتداخل عندما تتسع ويزداد حجمها.
ما العلامات التي تشير إلى أن طفح الجلد ناجم عن الحساسية؟
الطفح الجلدي التحسسي يأخذ شكلين عند الأطفال، أولهما طفح خلايا النحل والذي يعتبر استجابة حادة تظهر بعد وقتٍ قصير من ملامسة مسببات الحساسية. يتظاهر طفح خلايا النحل على شكل انتبارات -أي انتفاخ مرتفع ومحدد في الجلد واضح الحدود- وعادةً ما يكون الطفح ذا لون أحمر أو وردي وحاك.
يكون الطفح محدداً في مكان التعرض للمادة المحسسة وغير منتشر عندما يكون مصدر الحساسية خارجياً أو معمماً في الجلد عند التحسس لأحد أنواع الأطعمة على سبيل المثال؛ أي عندما يؤثّر العامل المحسس داخلياً. وعلى عكس أنواع الحساسية الجلدية الأخرى، فإن طفح خلايا النحل لا يكون جافاً ولا يتقشر، ومن المحتمل أن يترافق مع بعض الأعراض الأخرى بما في ذلك صعوبة التنفس أو تورم الفم والوجه وعندئذ تتطلب الحالة عناية طبية إسعافية.
اقرأ أيضاً: أسباب تسلخات الجلد عند الأطفال وطريقة علاجها
الشكل الآخر من التحسس الجلدي عند الأطفال هو التهاب الجلد التماسي التحسسي، والذي يظهر مباشرةً بعد لمس مادة مهيجة. ويختلف عن طفح خلايا النحل أنه أقل حدة ويترافق مع تقرح وتقشر في الجلد وخاصةً عند التعرض المتكرر للمادة المهيجة. يظهر هذا الطفح في مكان التعرض بشكل محدد ونادراً ما يكون معمماً كما الحال في طفح خلايا النحل.