التخرج على بُعد خطوات صغيرة، ومع اقترابه تصبح المشاعر أكثر تضارباً، إنه الحماس لدخول العالم الحقيقي ممزوجاً بالخوف من مصاعب الحياة والتعثر في مهامها الشاقة التي تختلف إلى حدٍّ كبير عن تلك التي تدربت عليها خلال أعوام الدراسة، يمكن القول إن التخرج يُعدُّ المرحلة المفصلية ما بين تلقي المعارف وتطبيقها على أرض الواقع. في الحقيقة تُعدُّ النقطة الأصعب هي العثور على مكان لاستخدام هذه المعارف كلها على النحو الأنسب، إذ عندما يتعلق الأمر بالحصول على وظيفتك الأولى بعد التخرج، أو تحديد مسار حياتك، قد يكون من الصعب معرفة من أين تبدأ، لكن في هذا المقال سنقدّم لك بعض النصائح التي قد تساعدك على بدء حياتك العملية بعد التخرج.
1. اختر طريقك
هل تفكر في متابعة الدراسات العليا أو بدء مهنة مثل بناء علامتك التجارية أو فتح عيادتك الخاصة أو ربما يبدو السفر حول العالم فكرة أفضل؟ ثمة العديد من الخيارات المتاحة أمامك بعد التخرج، ولا بُدّ لك من اختيار المسار الذي تريده، لتسعى إليه بالأسلوب الصحيح؛ من حيث تحديد المهارات والمعارف والخبرات والوسائل والأدوات المطلوبة لتصل إلى ما تصبو إليه.
اقرأ أيضاً: كيف نساعد أولادنا على اختيار الفرع الجامعي المناسب لهم؟
2. بناء مهارات إضافية
إن التخرج ونهاية مسيرة التعلّم الأكاديمي لا تعني أنك اكتسبت ما تحتاج إليه كله من معارف ومهارات، في الواقع إن شهادتك الجامعية، وإن كانت مفيدة لك، لكنها لا تكفي وحدها للنجاح في مكان العمل، لأن العالم في تغيّرٍ وتطوّرٍ مستمرين، لذا فأنت بحاجة إلى بعض المهارات الإضافية، بما في ذلك:
- مهارات الاستماع والتواصل بأنواعه كافة؛ اللفظي والكتابي والإشارات غير اللفظية.
- تحسين مهارات التحدث أمام الجمهور، فكّر في الانضمام إلى مجموعة اجتماعية حيث ستُتاح لك فرص التحدث أمام الآخرين.
- مهارات تكنولوجيا المعلومات والمهارات المكتبية، مثل إنشاء جداول البيانات وإدارتها. غالباً ستكون لديك قاعدة لا بأس بها في هذا المجال، ويمكنك تعزيزها من خلال الدورات التدريبية عبر الإنترنت أو حتى مشاهدة مقاطع الفيديو التعليمية على يوتيوب.
- تعلم لغة أجنبية.
- مهارات تتعلق بمسارك المهني الذي اخترته، على سبيل المثال دورات في التسويق أو الإدارة أو البرمجة.
اقرأ أيضاً: لماذا يجب عليك تعلّم لغتين في الوقت نفسه؟
3. تحديث السيرة الذاتية
على الرغم من أنه قد لا يكون لديك الكثير من الخبرة العملية ذات الصلة لإضافتها إلى سيرتك الذاتية، فإنه لا يزال بإمكانك تعزيزها عن طريق إضافة إنجازاتك الشخصية لأنها وإن كانت في بيئة غير مهنية، فإنها تعكس مهاراتك وبعض جوانبك الشخصية أيضاً، مثل مهارات عالية في التواصل أو العمل الجماعي.
ابدأ بإعداد قوائم بمهاراتك ومواهبك وإنجازاتك، مثل الأوراق البحثية التي لاقت استحساناً، أو المشاريع ذات الصلة التي عملت عليها أكاديمياً، أو الأعمال التطوعية، أو حتى الشخصية التي قمت بها.
في المقابل، حاول الإيجاز والتركيز في عرض مهاراتك وإنجازاتك في السيرة الذاتية، عوضاً عن التوسع لملء الصفحات أو تضمين أقسام لا يلزم وجودها، باعتبار أنها البداية فقط.
لاحقاً، حدّث سيرتك الذاتية مع كل تقدم تحرزه، لأن الفرص الوظيفية يمكن أن تظهر في أوقات غير متوقعة.
4. بناء شبكة المعارف
تشكّل شبكة المعارف إحدى أهم طرق التوظيف وإيجاد الفرص، لكن مَن هم الأشخاص المناسبون وكيف توطد علاقتك بهم؟ إليك بعض النصائح التي قد تساعدك:
- الاستفادة من عمرك: يبحث المهنيون الراسخون عن فئات الخريجين الجدد بوصفهم شباباً في مقتبل العمر يتملكهم الحماس لتطبيق ما تعلموه خلال سنوات الدراسة، لذا استفِد من هذه المرحلة العمرية من خلال التواصل معهم في المناسبات الاجتماعية أو عبر البريد الإلكتروني، أو الانضمام إلى المجموعات أو المنتديات أو الأحداث التي تنظّمها الشركات.
- استغِل وقتك مع المهنيين بحكمة: اطرح الأسئلة ودوّن الملاحظات واطلب النصيحة. المفتاح هو إظهار تقدير واهتمام حقيقيين، والحفاظ على استمرار المحادثة دون إلحاح أو تطفل.
- ركّز على العلاقات التي يمكن أن تبنيها من دائرة معارفك الحاليين من عائلتك وأصدقائك وعائلاتهم وزملاء الدراسة والجيران.
- ابق على تواصل ولا تكتفِ بلقاء عابر أو محادثة جانبية، لأنك عندما لا تتواصل مع الآخر إلا عندما تحتاج إليه فإنك تكوّن نظرة عامة سلبية عنك.
اقرأ أيضاً: 4 مهن تساعد على تعزيز المهارات الإدراكية والمعرفية لممارسيها
5. تابعة حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي
حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي هي انعكاس لحياتك وهويتك، لذا احرص على أن تمثلك على نحو إيجابي. ابدأ بلينكدإن، باعتبارها منصة للأعمال وتساعدك على التعرف على سوق العمل وإيجاد الفرص المناسبة. لا تنسَ تويتر وفيسبوك، إذ قد يحاول أحد رواد الأعمال التواصل معك عن طريقهما، فإذا ما وجد شيئاً مسيئاً او غير ملائم، قد تخسر عرض العمل.
على وجه العموم تأكد من أن تكون منشوراتك على أي منصة تمنح مَن يقرأها شعوراً بالارتياح.
6. نصائح عامة
بالإضافة إلى ما سبق تذكر أن ما تبنيه الآن ستجني ثماره غداً، لذا واظب على بعض العادات اليومية السليمة والمناسبة، مثل:
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- اتباع نمط غذاء صحي، ولا ضير من تعلم الطبخ لتنظيم وجباتك بما يتناسب مع احتياجاتك وبمشورة طبيب التغذية.
- عدم التخلي عن هواياتك، سواء كانت العزف أو الرسم أو التصميم أو الحياكة، خصص لها وقتاً من يومك لأنها تساعدك على التطور.
- القراءة، إذ توفّر الكتب إمكانية الوصول إلى معرفة متعمقة، وتعلّم مهارات جديدة وفهم وجهات نظر مختلفة والبقاء على اطلاع على العالم من حولك، علاوة على قدرتها على تحسين التركيز وتعزيز الذاكرة ومهارات التواصل من خلال تحسين مفرداتك ومهاراتك اللغوية.
اقرأ أيضاً: القراءة بذكاء: إليك 5 استراتيجيات فعّالة لتطوير هذه المهارة
تذكر أن الشخص الوحيد الذي يجب أن تقارن نفسك به هو أنت، هل أنت الآن في مكان أفضل عما كنت عليه قبل 6 أشهر؟ إذا كان جوابك نعم فالتزم بمسارك، أمّا إن كان لا، فلا بُدّ من البدء ببعض التغييرات.