أكثر الأمراض التي تهدد صحتك بعد سن الخمسين وكيف تتجنبها

4 دقيقة
أكثر الأمراض التي تهدد صحتك بعد سن الخمسين وكيف تتجنبها
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Burdun Iliya

لسوء الحظ، مع تقدمنا ​​في السن، يشيخ جهاز المناعة لدينا مثل بقية أعضاء الجسم، وتضعف معه دفاعاتنا. لكن بعد دخولنا سن الخمسين يصبح الجسم أكثر عرضة للإصابة ببعض الأمراض المهددة للصحة. لذا، سواء كنت قد احتفلت بالفعل بعيد ميلادك الخمسين أو كان ذلك قاب قوسين أو أدنى، قد يساعدك التعرف على هذه الأمراض في الوقاية منها وتجنبها.

1. ارتفاع ضغط الدم

ضغط الدم هو القوة التي يطبّقها الدم على الجدران الداخلية للشرايين. وغالباً ما تكون قيمته ثابتة على مدار النهار مع تقلبات بسيطة بين الراحة والنشاط. ومع التقدم في العمر، تصبح الشرايين أكثر تصلباً وأقل مرونة، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للوزن الزائد والضغط الذي يصاحب منتصف العمر أن يسهما أيضاً في الإصابة به.​ حتى بالنسبة لأولئك الذين يتبعون نمط حياة صحياً، حيث يُعرف مرض ضغط الدم بالقاتل الصامت، لأنه لا يمكن تمييز علامات المرض أو الشعور بها.

يضاعف ارتفاع الضغط خطر الإصابة بالسكتة الدماغية 4 مرات، ويزيد خطر الإصابة بفشل القلب، وفقدان البصر، ومشاكل الكلى، والخرف، ومشكلات الدورة الدموية مثل مرض الشريان المحيطي (الذي يسبب الألم في الساقين).

اقرأ أيضاً: الكلى والهرمونات: إليك أعراض وأسباب ارتفاع ضغط الدم المفاجئ

علاج ارتفاع ضغط الدم

يمكن لبعض التغييرات في نمط الحياة أن تقي من الإصابة بارتفاع ضغط الدم بعد بلوغ الخمسين، بالإضافة إلى علاجه، مثل:

  • ممارسة التمارين الرياضية: يساعد النشاط البدني المعتدل مثل المشي السريع أو السباحة نحو 150 دقيقة على الأقل أسبوعياً على تنظيم ضغط الدم، لأنه يحافظ على مرونة الشرايين ويقلل نشاط الجهاز العصبي الودي، والذي يمكن أن يؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية وزيادة ضغط الدم.
  • اتباع نظام غذائي صحي: يُعرف النظام الغذائي الخاص بمرضى الضغط بداش (DASH)، ويتكون من الخضروات والفواكه والحبوب والبروتين ومنتجات الألبان، حيث تساعد المعادن مثل الكالسيوم والمغنيزيوم والبوتاسيوم الموجودة في منتجات الألبان قليلة الدسم والخالية من الدهون، في تنظيم ضغط الدم.
  • تقليل استهلاك الملح: يرتبط تناول الملح باحتباس المزيد من الماء في الدم وزيادة حجمه، ما يرفع ضغط الدم. 
  • الإقلاع عن التدخين: يزيد التدخين من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكتة الدماغية وغيرها من المشكلات الصحية.
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم: يساعد النوم الجيد على خفض ضغط الدم وتنظيمه، فإذا كنت تعاني اضطرابات النوم مثل الشخير أو انقطاع التنفس في أثناء النوم، ينبغي مراجعة الطبيب لإيجاد العلاج المناسب.
  • السيطرة على التوتر: تساعد تمارين الاسترخاء مثل التنفس العميق واليوغا على خفض ضغط الدم المرتفع.

اقرأ أيضاً: نصائح للحفاظ على صحتك بعد سن الخمسين

2. السكري من النوع 2

وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن أولئك الذين في سن الخمسين هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالسكري من النوع 2. على الرغم من أنه مرض وراثي، فإن خطر الإصابة به يزداد مع زيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم وعدم ممارسة التمارين الرياضية. 

في الواقع قد تكون مصاباً بالسكري منذ سنوات قبل أن تكشف المرض، إذ قد تعاني بوتيرة بطيئة وخفيفة الشدة أعراضاً مثل العطش والتبول ووخز اليدين والقدمين وضبابية الرؤية، لكن في سن الخمسين تكون الأعراض أكثر وضوحاً، ويترافق مع انخفاض نسبة السكر في الدم.

اقرأ أيضاً: ما الفرق بين السكري من النوع الأول والسكري من النوع الثاني؟

ما الذي يمكنك فعله لتجنب السكري؟

بعض عوامل خطر الإصابة بالسكري لا يمكن تجنبها، مثل وجود تاريخ للمرض في عائلتك، لكن يمكن لبعض العادات الصحية أن تحمي من المرض أو تساعد على إدارة الأعراض أو حتى عكسها، مثل:

  • فقدان الوزن الزائد، خاصة الدهون في منطقة البطن، والحفاظ على وزن صحي.
  • ممارسة التمارين الرياضية مثل المشي 30 دقيقة على الأقل يومياً.
  • تناول طعام صحي وغني بالخضروات الورقية والفواكه والحبوب الكاملة والبروتين الخالي من الدهون، وتجنب السكر والملح والأطعمة المعلبة والجاهزة والمشبّعة بالدهون غير الصحية.
  • الإقلاع عن التدخين.

3. التهاب المفاصل العظمي

يحدث التهاب المفاصل العظمي، أو ما يُعرف بالتهاب المفاصل المتآكل، عندما يتلف غضروف المفصل بين العظام، وهو من أنواع التهاب المفاصل المرتبطة بالعمر، على الرغم من أنه قد يُصيب فئات عمرية مختلفة، ويرتبط بعوامل أخرى مثل السمنة، حيث تصل نسبة الإصابة به بين الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 45-65 و29.3%، وتبلع في الفئة العمرية 65 أو أكبر نحو 49.6%. في المقابل، يتطور التهاب المفاصل الروماتويدي، وهو نوع من التهاب المفاصل المناعي الذاتي، في أي عمر.

فمع التقدم في العمر، يمر الجهاز العضلي الهيكلي للجسم بعدة تغيرات تسبب الإصابة بالتهاب المفاصل العظمي، مثل:

  • يفقد الجسم قدرته على بناء العظام، وتصبح أقل كثافة وأكثر هشاشة.
  • يقل المحتوى المائي للغضروف، فيفقد قدرته على امتصاص الصدمات وتخفيفها.
  • تصبح الأربطة والأنسجة الضامة أقل مرونة.

اقرأ أيضاً: ما مضاعفات مرض السكري على المفاصل والعظام؟ وكيف تُعالج؟

الوقاية من التهاب المفاصل العظمي في سن الخمسين

أفادت الأكاديمية الأميركية لجراحي العظام (American Academy of Orthopaedic Surgeons)، بأن التغيرات التي تحدث في نظامنا العضلي الهيكلي ترتبط إلى حدّ كبير بقلّة الاستخدام، أي لانخفاض النشاط البدني إلى أقل من الكمية الأسبوعية الموصى بها. لذا يوصي الأطباء بنشاط بدني معتدل، مثل تمارين التمدد التي تحافظ على المرونة، وتمارين القوة التي تبني الكتلة العضلة وتزيد القوة. على المدى الطويل، يمكن لهذه الإجراءات أن تبطئ فقدان الكتلة العضلية، وتمنع زيادة الوزن المرتبطة به.

اقرأ أيضاً: كيف تبني كتلة عضلية بعد سن الأربعين؟

4. السرطان

يمكن لأي شخص أن يُصاب بالسرطان، لكن معظم حالات السرطان تكون بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 50 وما فوق.

تتعرض خلايا الجسم للتلف بتأثير مواد كيميائية ناتجة عن بعض الممارسات مثل التدخين وشرب الكحول والتعرض للكثير من الأشعة الفوق البنفسجية. في الأحوال العادية، يمكن للجسم إصلاح الخلل أو تدمير الخلايا التالفة كي لا تكرر نفسها، لكن مع التقدم في العمر يتراكم الضرر في الخلية وتتصرف على نحو مغاير لتعليماتها الوراثية، فإذا أصبحت خارج نطاق السيطرة تحولت إلى سرطان.

الوقاية من السرطان

من المهم ملاحظة أنه على الرغم من أن خطر الإصابة بالسرطان يزداد مع تقدم العمر، فإن هذا لا يعني ضرورة الإصابة بالسرطان في عمر الخمسين وما فوق. ثمة تغييرات صحية يمكنك القيام بها لتقليل خطر الإصابة بالسرطان، مهما كان عمرك مثل:

  • التوقف عن التدخين.
  • الحفاظ على وزن صحي.
  • تقليل وقت التعرض لأشعة الشمس المباشرة واستخدام الكريمات الواقية.
  • الامتناع عن شرب الكحول.
  • اتباع اول نظام غذائي صحي ومتوازن.

علاوة على ذلك، يزيد الكشف المبكر للسرطان من فرص نجاح العلاج، لذا واظب على إجراء الفحوصات الدورية في سن الخمسين، ولا تتردد في إخبار مقدم الرعاية بأي مشكلة صحية تعانيها.

اقرأ أيضاً: متى يصبح السرطان مهدداً للحياة؟

5. هشاشة العظام

هشاشة العظام هي حالة تصبح فيها العظام هشة وأكثر عرضة للكسر.

في مقتبل العمر وحتى سن الـ 25 يصنع الجسم العظام بسرعة أكبر مما يفقدها، أي تزداد كثافتها. وما بين سن 25-50 يكون الجسم في حالة توازن ما بين البناء والفقد (الارتشاف العظمي)، لكن بعد دخول سن الخمسين يفقد الجسم قدرته على تعويض الفقد، وتصبح العظام أقل كثافة وأضعف، وخاصة لدى النساء بعد انقطاع الطمث؛ بسبب انخفاض مستويات هرمون الأستروجين المعزز لتكلس العظام، بالإضافة إلى أن عظام الإناث عادة ما تكون أصغر وأقل كثافة من عظام الرجال.

اقرأ أيضاً: ما الأمور التي يمكن أن تساعدك على جبر الكسور بسرعة؟

تجنب هشاشة العظام

يمكن تجنب الإصابة بهشاشة العظام في سن الخمسين من خلال بعض الممارسات مثل:

  • اتباع نظام غذائي متوازن غني بالكالسيوم وفيتامين د.
  • تناول مكملات فيتامين د والكالسيوم.
  • ممارسة تمارين رياضية مثل تمارين تحمل الوزن والمشي وتدريبات تقوية الجزء العلوي من الجسم.

المحتوى محمي