بالنسبة لمحبي القهوة، يمثّل الامتناع عن الطعام والشراب خلال شهر رمضان الكريم تحدياً لروتينهم اليومي؛ إذ قد لا يكون شربها إلى جانب الإفطار أو بعده أو قبل السحور أو إلى جانبه هو الفكرة الأنسب، إذاً ما الوقت الأفضل لشرب القهوة في رمضان؟ لنتعرف معاً.
الآثار الصحية للصيام فيمَن يستهلكون القهوة: انسحاب الكافيين
يحفّز الكافيين الموجود في القهوة على إفراز الأدرينالين (هرمون استجابة الكر والفر) والدوبامين (هرمون المتعة)، حيث يعتقد الباحثون أن الارتباط بالدوبامين هو سبب إدمان الكافيين.
يوضّح المتخصص في أمراض القلب التداخلية الطبيب سيد ثاقب نظير (Syed Sakib Nazir) في مستشفى جامعة فقيه في دبي، أن الأفراد الذين اعتادوا على شرب ما لا يقل عن 350 مليغراماً من الكافيين يومياً، أي نحو 2-4 أكواب من القهوة، قد يعانون أعراض انسحاب الكافيين بعد 18 ساعة من آخر كوب قهوة، مثل الصداع وانخفاض التركيز والنعاس. وإذا كان الفرد معتاداً على شرب أكثر من 700 مليغرام، فقد يكون التأثير أقوى.
لذا ينصح نظير بالتقليل التدريجي من استهلاك الكافيين للتخفيف من آثار انسحاب الكافيين المزعجة والضارة في أثناء الصيام مع الاعتماد على بدائل منزوعة الكافيين، حيث إنها تحتوي على الكافيين بنسبة تقل عن الأنواع العادية بمقدار 97%، أو يمكن استبدال شاي الأعشاب بها، إلى جانب ممارسة التمارين الرياضية واتباع النظام الغذائي الصحي.
اقرأ أيضاً: إليك أفضل المشروبات وأسوأها في رمضان
كيف تؤثر القهوة على ترطيب الجسم؟
أفادت الدراسة المنشورة في دورية العلوم الطبية (Medical Sciences)، بأنه قد يكون للكافيين دور مدر للبول عن طريق زيادة تدفق الدم إلى الكليتين، ما يحفّزهما على إطلاق المزيد من الماء مع البول.
وبالمثل، بيّنت الأكاديمية الوطنية للطب (National Academy of Medicine) في كتاب "المآخذ الغذائية المرجعية للمياه والبوتاسيوم والصوديوم والكلوريد والكبريتات" (Dietary Reference Intakes for Water, Potassium, Sodium, Chloride, and Sulfate)، أنه لدى تناول الأشخاص 360 مليغراماً من الكافيين، أي ما يعادل 4 فناجين قهوة، تزداد الحاجة إلى التبول، بينما احتاج آخرون إلى 180 مليغراماً فقط في اليوم لتزداد لديهم الحاجة إلى التبول.
ومع ذلك، تشير الدراسات إلى أنه ينبغي استهلاك أكثر من 500 مليغرام من الكافيين يومياً، أي ما يعادل 1.2 لتر من القهوة المخمرة، ليكون للكافيين تأثير مدر للبول.
علاوة على ذلك، وفقاً لـ "مؤشر ترطيب المشروبات" (BHI)، وهو مقياس لكمية السوائل التي يستطيع الجسم الاحتفاظ بها من المشروب، أو حجم البول الناتج بعد الشرب، لم تختلف الاستجابة لشرب القهوة عنها لشرب الماء، أي يمكن أنها تُحسب ضمن الاستهلاك اليومي من الماء.
اقرأ أيضاً: الفوائد الصحية للقهوة وأضرارها: ما الذي يقوله العلم عن المشروب الأكثر شعبية في العالم؟
نصائح لتقليل شرب القهوة والكافيين قبل شهر رمضان
يمكن للتقليل التدريجي للقهوة قبل رمضان تخفيف آثار انسحاب الكافيين من الجسم خلال فترة الصيام، حيث يمكنك اتباع الإرشادات التالية:
- استبدل بكوب القهوة المعتاد كوباً آخرَ أصغر حجماً.
- قلل كمية القهوة أو أي مشروب يحتوي على الكافيين، بحيث تبدأ بتقليل نصف فنجان ثم فنجان كامل وهكذا.
- استخدم خيارات بديلة مثل القهوة المنزوعة الكافيين، أو امزجها مع قهوتك العادية لتقليل نسبة الكافيين.
- جرب مشروبات بديلة مثل الشاي الأخضر أو شاي الأعشاب.
- اشرب قهوة تحتوي على الكافيين وأخرى منزوعة الكافيين بالتناوب من حيث الأيام، ثم زود المدة تدريجياً حتى تتخلى تماماً عن الكافيين.
اقرأ أيضاً: هل للقهوة تأثير منبه مختلف عن الشاي؟
كمية القهوة المسموح بها في رمضان
أفاد استشاري الجهاز الهضمي الطبيب عبدالله الذيابي، بأن الإفراط في شرب القهوة في رمضان قد يؤدي إلى ظهور أعراض مثل القلق والتوتر والصداع والأرق والحرقان وارتجاع المريء وتهيج المعدة والقولون، فما الكمية الصحية منها ومتى يمكن تناولها؟
ينصح الطبيب سيد ثاقب نظير بشرب كوبين من القهوة:
- بعد الإفطار بساعتين على الأقل: بهذه الطريقة ستوفّر لجسمك الكثير من الوقت لضبط مستوى الغلوكوز في الدم من خلال إفطار متوازن، ويحذّر من شرب القهوة بعد الإفطار مباشرة أو قبله على معدة فارغة لأنها قد تسبب الحرقة نتيجة تحفيز المعدة على إطلاق حمضها.
- قبل السحور بساعتين: بما يحدُّ من تأثير الكافيين المنبه والذي يعطّل أنماط النوم، ويسبب الأرق.