تُعدّ الكلى من الأعضاء النبيلة في الجسم؛ أي الأعضاء التي تؤدي دوراً أساسياً في الجسم ولا يمكن الاستغناء عنها، وعند حدوث ضرر بها لن يستطيع الجسم إصلاحها بنفسه، وإنما يحتاج إلى أدوية أو زراعة عضو جديد كما في حالة القلب والكبد. لضمان فاعلية الكلية يجب إجراء اختبارات لوظائفها للتحقق من قدرتها على التخلص من الفضلات من الجسم، وقد يتضمن اختبار الكلى فحص الدم أو عينة بول على مدار 24 ساعة أو كليهما، إليك أبرز هذه الاختبارات والدلالات الخاصة بها في هذا المقال.
اقرأ أيضاً: كيف تُفرّق بين ألم العضلات وألم الكليتين؟
متى يجب القيام باختبار وظائف الكلى؟
يجب القيام باختبار الكلى بعد تجاوز الـ 60 أو عند وجود إصابة بمرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية مثل ارتفاع ضغط الدم أو عند تناول أدوية معينة أو وجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض الكلى أو السمنة والتدخين، وعند ظهور أعراض تدل على وجود مشكلة كلوية، ومن أبرز هذه الأعراض ما يلي:
- ظهور دم في البول (البيلة الدموية).
- الألم عند التبول (عسر التبول).
- الرغبة المتكررة في التبول.
- مشكلات في البدء بالتبول.
ويشارك الدكتور محمد سعد الخويطر، استشاري الباطنة وأمراض الكلى، عبر فيديو نشره على منصة إكس ملخصاً عن الحالات التي يجب أن يحلل بها الشخص وظائف الكلى للتأكد من سلامتها أو وجود حالة مرضية.
متى نحتاج تحليل وظائف الكلى ؟ pic.twitter.com/CKLeSbKqm5
— محمد سعد الخويطر (@MAlkhowaiter) April 30, 2024
اقرأ أيضاً: 8 أعراض للإصابة بحصى الكلى يجب أن تعرفها
تحاليل وظائف الكلى الأكثر شيوعاً
تضم أبرز تحاليل وظائف الكلى الاختبارات والفحوصات التالية:
1. اختبار نسبة الألبومين إلى الكرياتينين في البول (uACR)
يقيس هذا الاختبار نسبة بروتين الألبومين، وهو من أكثر البروتينات شيوعاً في الدم ويؤدي العديد من الأدوار في الجسم مثل بناء العضلات وإصلاح الأنسجة ومكافحة العدوى ونقل المركبات المختلفة في الجسم، ولا يوجد عادة في البول، ونسبة الكرياتينين، وهو مركب يُعدّ من الفضلات التي تنتج عن هضم البروتين الموجود في الطعام والتحلل الطبيعي لأنسجة العضلات، يُطرَح من الجسم عن طريق الكلى بشكلٍ كامل في البول.
تمنع الكلى السليمة معظم الألبومين من الارتشاح إلى البول، لذا يجب أن تكون هناك كمية قليلة لا تذكر من الألبومين في البول أو ألّا يوجد على الإطلاق، لكن في حال كان هناك خلل بالكلية، يمكن أن يتسرب الألبومين من الكلية إلى البول.
يحتاج هذا الاختبار إلى التكرار لتأكيد النتائج، ولا يُشخَّص وجود اعتلال كلوي بالاستناد إلى تحليل واحد وعينة واحدة للمريض، حيث يجب أن تكون قيمة الاختبار هذا أقل من 30 مليغرام ألبومين/ غرام كرياتينين.
2. معدل الترشيح الكبيبي المُقدَّر (eGFR)
يقيس هذا الاختبار مدى كفاءة الكلى في تصفية الدم، إذ يفحص مقدم الرعاية الصحية الدم لتحديد مستويات مركب الكرياتينين الذي يُطرَح عن طريق الكلى بشكلٍ كامل، لكن في حال وجود مرض الكلى المزمن، تواجه الكلى صعوبة في إزالة الكرياتينين من الدم. يؤدي هذا إلى انخفاض رقم معدل الترشيح الكبيبي المقدَّر.
إذا كانت قيمة هذا الاختبار بين 60 و90، فهي دلالة على وجود بداية مرض كلوي، وتكون القيمة بين 90-120 عند الأصحاء، وعندما تكون أقل من 15 فذلك يعني وجود فشل كلوي. تعتبر إعادة الاختبار ضرورية للتأكد من تكرار النتائج من أجل القيام بالتشخيص الدقيق.
اقرأ أيضاً: من الكلى إلى القلب: هذا ما يجب أن تعرفه عن زراعة الأعضاء
3. قياس الكرياتينين في الدم
من الصعب تحديد مستوى الكرياتينين الطبيعي في الدم لأنه يمكن أن يتغير حسب العمر والجنس وحجم الجسم وكمية العضلات، لكن في الحالة العامة يجب أن يكون تركيز الكرياتينين في الدم أقل من 1.3 مليغرام في الديسيلتر عند الرجال وأقل من 1.1 مليغرام في الديسيلتر عند النساء، ويمكن أن تكون مستويات الكرياتينين المرتفعة علامة على إصابة الكلى الحادة أو وجود مرض الكلى المزمن.
4. قياس نيتروجين اليوريا في الدم (BUN)
هو اختبار يقيس تركيز نيتروجين اليوريا في الدم، وهو أحد مركبات الفضلات الموجودة في الدم التي تأتي من تحلل البروتين، إذ تطرحه الكلية من الجسم. لا يُعدّ هذا الاختبار دقيقاً بمفرده؛ لذا عادةً ما يترافق مع اختبارات أخرى مثل معدل الترشيح الكبيبي والكرياتينين، والقيمة المرجعية لهذا الاختبار هي بين 6 إلى 24 مليغراماً في الديسيلتر.
5. تحليل البول
يتضمن تحليل البول 3 اختبارات، هي: الفحص العياني للبول للتأكد من لونه وبأنه رائق شفاف، يليه اختبار غمس شريط البول الكيميائي في عينة البول، حيث يتغير لون الشريط بسبب تفاعل مكونات البول مع عدة مواد كيميائية نوعية موجودة على إسفنجات مثبتة على هذا الشريط، وبالنهاية يُفحَص البول تحت المجهر للتأكد من وجود علامات تدل على المرض الكلوي.
اقرأ أيضاً: كيف تعتني بمريض مصاب بمرض كلوي مزمن؟
6. جمع البول على مدار 24 ساعة
يُطلب هذا الاختبار لدراسة وجود حصوات الكلى أو مرض الكبيبات الكلوية أو لقياس وظائف الكلى، ويحتاج هذا الاختبار إلى جمع البول كله الذي يطرحه الشخص على مدار فترة 24 ساعة في حاوية خاصة، حيث يطلب منك الطبيب أو الممرض التبول في المرحاض كالمعتاد بعد الاستيقاظ من النوم، ثم جمع كميات البول كلها التي تطرحها بقية اليوم في الحاوية، وفي اليوم الثاني تتبول في الحاوية عند الاستيقاظ أول مرة. يفيد هذا الاختبار بمعرفة معدل التصفية الكلوية ومدى كفاءة عمل الكلية في الترشيح.
7. تصوير الكلى
يُستخدم هذا الاختبار لتصوير الكلى بالأمواج فوق الصوتية في سبيل البحث عن أي خلل في حجم أو موضع الكلى أو للبحث عن أي عوائق مثل الحصوات أو الأورام، يمكن أيضاً أن تُصوَّر الكلى باستخدام فحص التصوير المقطعي المحوسب (CT) الذي يستخدم الأشعة السينية للحصول على العديد من الصور التفصيلية للكلى أو أجزاء أخرى من الجسم.
8. خزعة الكلى
هي اختبار يُزال به قطعة صغيرة واحدة أو أكثر (عينات) من الكلية ثم تُفحَص باستخدام المجهر، وقد يطلب الطبيب خزعة الكلى إذا احتاج إلى مزيد من المعلومات بعد النظر في فحوصات الدم أو فحوصات البول أو نتائج التصوير الطبي.