إليك 7 من أخطر المواد الكيميائية وأكثرها سمية في العالم

4 دقيقة
إليك 7 من أخطر المواد الكيميائية وأكثرها سمية في العالم
حقوق الصورة: بيكسلز

ملخص: بعض المواد التي توصلت إليها العلوم الطبيعية تُعدّ سيفاً ذا حدين؛ فهي وعلى الرغم من فوائدها واستخداماتها العديدة، قد تكون شديدة السمية وخطيرة على صحة الإنسان. ومن أهم هذه المواد سم البوتولينوم (البوتوكس)، الذي تنتجه بكتيريا المطثية الوشيقية، ويمثّل المادة الأكثر فتكاً، إذ إن غراماً واحداً منه يمكنه قتل أكثر من مليون شخص، إلّا أنه يُستخدم أيضاً لأغراض تجميلية تحت إشراف مختصين. كذلك يمنع سم الباتراكوتوكسين، الذي تفرزه الضفادع الذهبية، انتقال الإشارات العصبية ويسبب الشلل وفشل القلب خلال 10 دقائق فقط من التعرّض للجرعة القاتلة. أمّا غاز ثلاثي فلوريد الكلور (ClF3)، فهو غاز شديد التفاعل، ومؤكسد قوي، يسبب تفاعلات انفجارية ومشكلات صحية خطيرة. حمض الفلوروأنتيمونيك، هو أقوى الأحماض، حيث تعادل حموضته 2 كوينتيليون ضعف قوة حمض الكبريتيك النقي (100%)، ويسبب حروقاً كيميائية شديدة. ويُستخرج سم الريسين من حبوب الخروع، وتبلغ الجرعة المميتة منه نحو 22000 نانو غرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم، بينما تبلغ الجرعة المميتة من سم الستريكنين نحو 1-2 مليغرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم، ويُعتقد أنه السم المُستَخدم في قتل الإسكندر الأكبر.

جلبت العلوم الطبيعية الكثير من الخير للبشرية، وأسهمت في تحسين حياة البشر من خلال الابتكارات والاكتشافات المستمرة. ومع ذلك، تأتي هذه الفوائد أحياناً مع مخاطر كبيرة. على سبيل المثال، نجد أن بعض المواد الكيميائية ضرورية للحياة، في حين يمكن أن تكون أخرى مهددة لها. إليك في هذا المقال 7 من أخطر المواد الكيميائية في العالم.

1. سم البوتولينيوم (البوتوكس)

سم البوتولينيوم هو أكثر المواد التي عرفها الإنسان فتكاً؛ إذ إن 100 نانوغرام من هذه المادة تكفي لقتل إنسان متوسط وزنه 70 كيلوغراماً، أي أن غراماً واحداً يمكنه قتل أكثر من مليون شخص.

البوتولينيوم هو منتج استقلابي للبكتيريا اللاهوائية المطثية الوشيقية (Clostridium botulinum)، وهو بروتين جزيئي معقد يمكنه شل العضلات عبر منع إطلاق الناقل الكيميائي أستيل كولين بين النهايات العصبية، ما يعوق انتقال الإشارة العصبية إلى العضلات.

يمكن لأبواغ البكتيريا الوشيقية أن تقاوم الحرارة، وتنتشر في البيئة، فإذا وصلت إلى بيئة فقيرة بالأوكسجين وغير معقمة، كما في الأطعمة غير المعالجة بأسلوب صحي، فإنها تنمو وتفرز سمومها.

عادة ما تظهر الأعراض في غضون 12-36 ساعة بعد التعرّض، فإذا لم يتلقَّ المصاب العلاج المناسب سيلاقي حتفه.

يمكن استعمال هذا السم في جرعات خفيفة جداً لأغراض تجميلية تحت مسمى البوتوكس، لتخفف التشنجات العضلية والتجاعيد، في حين أن الجرعة العالية منه تعوق الاتصالات العصبية التي تجعل القلب أو الجهاز التنفسي يعملان، ما قد يؤدي إلى الموت.

اقرأ أيضاً: تحتوي 12 مادة كيميائية ضارة: هل من الممكن أن تكون مستحضرات التجميل سامة؟

2. الباتراكوتوكسين

الباتراكوتوكسين أو سم الضفدع الذهبي (Phyllobates terribilis). تُخفي هذه الضفادع الذهبية الصغيرة السم داخل غددها الجلدية، وهو مادة قلوية يمكنها سد قنوات أيونات الصوديوم على نحو دائم، ما يمنع انتقال الإشارات العصبية إلى العضلات وتقلصها، بما فيها عضلة القلب، ويؤدي إلى الشلل وفشل القلب فالموت، وذلك خلال 10 دقائق فقط من التعرّض للجرعة القاتلة من السم.

تبلغ الجرعة الكافية من سم الباتراكوتوكسين لقتل إنسان يزن 68 كيلوغراماً، نحو 200 ميكروغرام، أي ما يعادل حجم حبتين بلوريتين من ملح الطعام، حيث يحتوي الضفدع الواحد على ما يكفي لقتل 10 أشخاص، ولا يوجد ترياق فعّال للتسمم بالباتراكوتوكسين.

3. ثلاثي فلوريد الكلور (ClF3)

ثلاثي فلوريد الكلور، غاز عديم اللون شديد التآكل، وعامل مؤكسد أقوى من الأوكسجين نفسه، فهو يتفاعل بشدة مع كل شيء تقريباً. ينفجر تلقائياً بمجرد ملامسته، دون الحاجة إلى الطاقة أو المحفزات لبدء التفاعل. تم استخدامه في القنابل الحارقة في أثناء الحرب العالمية الثانية، لكنه أصبح مادة محظورة بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية، ويقتصر استخدامه اليوم على وقود الصواريخ، ولا يمكن تخزينه إلّا في حاويات معدنية معالجة بالفلور.

ينتج عن لقاء هذا المركب الكيميائي بالماء تفاعل شديد الانفجار، كما قد يؤدي استنشاق أبخرته إلى تآكل مجرى الهواء العلوي والسفلي، والتهاب الرئتين. تشمل أعراض التسمم به الدوخة والسعال وعدم الراحة في الصدر والصداع والضعف والغثيان.

وفقاً للمعهد الوطني للسلامة والصحة المهنية، يمثّل هذا الغاز خطراً مباشراً على الحياة والصحة عند 20 ميكروغرام.

اقرأ أيضاً: كيف تتجنب مركبات بير وبولي فلورو ألكيل السامة الموجودة في كل مكان حولنا؟

4. حمض الفلوروأنتيمونيك: أقوى حمض في العالم

حمض الفلوروأنتيمونيك، قد يكون هذا المركب أقوى حمض تم ابتكاره على الإطلاق، وهو ناتج عن تفاعل الأحماض القوية للغاية مثل فلوريد الهيدروجين (HF) وخماسي فلوريد الأنتيمون (SbF5). يُعدّ حمض الفلوروأنتيمونيك أقوى بنحو 2 كوينتيليون مرة من حمض الكبريتيك النقي. يمكنه إذابة الزجاج ومعظم البلاستيك والمركبات العضوية، لذا قد يسبب حروقاً كيميائية شديدة لدى ملامسته للجلد.

5. مادة الريسين من بذور الخروع

إن كنت ممن تابع مسلسل بريكينغ باد الشهير، فقد تذكر ذلك المشهد لوالتر وايت وهو يحمل قارورة تحتوي على مادة الريسين، وهي مادة بروتينية مُستخرجة من بذور الخروع، وأقل سمية من البوتولينيوم بدرجة واحدة، حيث تبلغ الجرعة المميتة منه نحو 22000 نانو غرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم.

ومع ذلك، تختلف آلية عمله عن آلية عمل سمي البوتولينوم أو الباتراكوتوكسين، حيث يعطّل قدرة الجسم على تكوين البروتينات من الأحماض الأمينية في الريبوسومات، أي يفقد الجسم بروتيناته الأساسية لعملياته الحيوية والضرورية لبقائه، ما قد يؤدي إلى تلف الجهاز العصبي والكلى والكبد في غضون ساعات إلى عدة أيام.

6. البولونيوم 210

البولونيوم 210 أو (Po-210)، هو من أكثر المواد المشعة خطورة، وأكثرها سمية، إذ يتفوق على سمية سيانيد الهيدروجين بنحو 250 مليار مرة.

يمكن أن يدخل الجسم من خلال الطعام أو الماء أو الهواء أو عبر جروح الجلد، ويتركز في الطحال والكلى والكبد ونخاع العظام، حيث تنبعث منه جسيمات ألفا، التي تهاجم الحمض النووي، ما يتسبب في أضرار جسيمة لهذه الأعضاء.

7. الستريكنين: قاتل الإسكندر الأكبر

الستريكنين هو السم المفضل للقتلة عبر العصور، إذ يُعتقد أنه السم المستخدم لقتل الإسكندر الأكبر وعازف البلوز الشهير روبرت جونسون.

يُستخرج هذا السم من بذور شجرة الإسطركن أو جوز القيء (Strychnos nux-vomica)، وهو قلويد عديم اللون وشديد السمية، وذو طعم مرير. يُستخدم في المقام الأول كمبيد للآفات، وخاصة لقتل الفقاريات الصغيرة مثل الطيور والقوارض.

في حال تناول الجرعة المميتة من هذا السم أو استنشاقه، والتي تبلغ نحو 1-2 مليغرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم، فإنه يدخل بسرعة إلى مجرى الدم، ويسبب التهيج الانعكاسي للحبل الشوكي (القوس الانعكاسي)، ما يؤدي إلى فقدان التثبيط الطبيعي لخلايا الجسم الحركية، ويسبب تقلصات شديدة في العضلات، وتظهر بشكلٍ واضح في انحناء الظهر.

تبدأ أعراض التسمم بالظهور خلال 20 دقيقة، وتشمل تشنجات عضلية قوية ومؤلمة تهدأ بعد دقيقة ولكنها تتكرر عند اللمس أو الضوضاء أو أي محفز بسيط آخر، وقد ينتهي بالموت بسبب الاختناق الناتج عن التشنجات المستمرة لعضلات الجهاز التنفسي