هل ترغبان في إنجاب طفل لكن ذلك لا يحدث بالسرعة التي حلمتما بها؟ أو على العكس من ذلك، أنتما تتجنبان الحمل في الوقت الحالي وتحاولان اتباع وسيلة منع الحمل الطبيعي. في كلتا الحالتين، قد يكون التوقيت هو العامل الحاسم. تتمتع المرأة بأيام تكون خصوبتها فيها في ذروتها، وتكون مستعدة لاستقبال الحيوان المنوي لتلقيح البويضة. فمتى تكون هذه الفترة؟ وكيف يمكن تحديد هذه الأيام الحاسمة؟ إليكما ما يقوله العلم حول ما يُعرف بالفترة الخصبة لدى المرأة.
اقرأ أيضاً: معدل الخصوبة يتراجع في 97% من دول العالم: إليك الأسباب والنتائج
ماذا يحدث في جسم المرأة خلال الدورة الشهرية؟
لتحديد أنسب موعد لتخصيب البويضة وحدوث الحمل، لا بد أولاً من فهم الدورة الشهرية التي تمر بها الإناث، وهي عملية بيولوجية طبيعية تحدث في الجهاز التناسلي الأنثوي منذ أن تبلغ الفتاة سن الـ 12 وسطياً، وفي بعض الأحيان تأتي قبل ذلك أو بعده بعدة سنوات. تأتي الدورة النموذجية كل 28 يوماً، قد تزيد أو تنقص لدى بعض الإناث من 21 إلى 35 يوماً، لكنها تبقى بذلك ضمن الحدود الطبيعية، ويمكن تقسيمها إلى 4 مراحل هي:
مرحلة الحيض: تبدأ هذه المرحلة في اليوم الأول من الدورة الشهرية وتستمر مدة تتراوح بين 3-7 أيام. وخلال هذه المرحلة، تنخفض مستويات هرموني الإستروجين والبروجستيرون اللذين يفرزههما المبيضان، ما يدفع بطانة الرحم السميكة إلى التساقط من خلال المهبل.
المرحلة الجرابية: تتداخل هذه المرحلة مع مرحلة الحيض، حيث تبدأ مع اليوم الأول للدورة الشهرية، وتستمر حتى اليوم الـ 13 للدورة. تفرز الغدة النخامية هرمون تحفيز الجريبات (FSH)، الذي يحفز نمو الجريبات في المبيضين لتشكيل بويضات. ومع نضج أحد الجريبات لتشكيل البويضة، ينتج هرمون الإستروجين فترتفع مستوياته تدريجياً، ما يحفز بطانة الرحم على النمو فتزداد سماكتها تمهيداً لاستقبال البيضة الملقحة في حال حدث الإخصاب.
مرحلة الإباضة: تبدأ مرحلة التبويض في الحالة الطبيعية في اليوم الرابع عشر من الدورة الشهرية. يرتفع فيها هرمون الملوتن أو الهرمون المنشط للجسم الأصفر (LH)، ما يحفز المبيض على إطلاق بويضة ناضجة. تنتقل البويضة إلى أسفل قناة فالوب، حيث قد يحدث التخصيب في حال وصول الحيوان المنوي إلى البويضة.
المرحلة الأصفرية: تلي مرحلة الإباضة وتستمر من اليوم الـ 15 وحتى نهاية الدورة. وفيها ترتفع مستويات هرمون البروجستيرون لتحضير الرحم لاستقبال البويضة الملقحة في حال الحمل. وإذا لم يحدث الإخصاب، يتحول الجريب إلى بنية تدعى الجسيم الأصفر، ما تلبث أن تتحلل تدريجياً، فتنخفض مستويات هرموني الإستروجين والبروجستيرون إلى أن تتساقط بطانة الرحم السميكة في أثناء الدورة معلنة بدء دورة جديدة.
اقرأ أيضاً: هل تسبب وسائل منع الحمل زيادة الوزن؟
متى يحدث الحمل؟ الفترة الخصبة عند المرأة
تبقى البويضة على قيد الحياة مدة 24 ساعة بعد الإباضة، تكون خلالها على استعداد لاستقبال الحيوان المنوي في أثناء تحركها ضمن قناة فالوب. وفي الوقت ذاته، تزداد سماكة بطانة الرحم استعداداً لاستقبال البويضة الملقحة. الفترة الخصبة هي الفترة الزمنية التي تكون فيها فرص حدوث الحمل من خلال العلاقة الزوجية أعلى ما يمكن، وتشمل يوم الإباضة، والمدة التي يبقى الحيوان المنوي فيها حياً داخل عنق الرحم وقناة فالوب قبل أن يخصّب البويضة، والتي تصل حتى 5 أيام.
إذاً، فإن أفضل الأيام للحمل من الناحية النظرية، والتي تعد الأعلى خصوبة، هي عندما تحدث العلاقة الزوجية خلال الأيام الخمسة التي تسبق الإباضة أو في يوم الإباضة. بعد انقضاء هذه المدة، تصبح فرص الحمل شبه معدومة حتى الدورة الشهرية التالية، لأن البويضة لا تستطيع أن تعيش أكثر من 12 إلى 24 ساعة.
طرق تتبع فترة الإباضة
بالنسبة لمن يسعى للحمل، أو حتى لمن يرغب في اتباع وسائل منع الحمل الطبيعية بالامتناع عن العلاقة الزوجية خلال الفترة الخصبة، لا بد من تتبع مرحلة الإباضة. عادة ما تكون هذه المرحلة قبل نحو 12-14 يوماً من بدء الدورة الشهرية التالية، فإذا كانت الدورة الشهرية غير منتظمة، قد يختلف هذا الموعد من شهر لآخر، لذا إليكِ بعض العلامات والطرق التي قد تساعدك على تتبع فترة الإباضة:
- درجة الحرارة الأساسية: وهي درجة حرارة الجسم عند الاستيقاظ، حيث تتغير هذه الدرجة في أثناء أو عند اقتراب موعد الإباضة تغيراً طفيفاً (نحو 0.2 درجة مئوية). تحتاج هذه الطريقة إلى تتبع التغيرات الدقيقة في درجة الحرارة كل صباح ورسم مخطط بياني لها على مدى شهرين على الأقل حتى يصبح بالإمكان التنبؤ بموعد الإباضة.
- إفرازات عنق الرحم: خلال فترة الإباضة تصبح مفرزات عنق الرحم شفافة وزلقة، وذات قوام يماثل بياض البيض النيئ، لمساعدة الحيوانات المنوية على الحركة إلى البويضة.
- اختبار الإباضة: هو أداة تُستخدم لتحديد فترة الإباضة وفقاً لمستويات هرمون الملوتن في البول، حيث تشير النتيجة الإيجابية إلى أن الإباضة ستحدث خلال 24 إلى 36 ساعة.
- علامات أخرى: وتشمل تقلصات البطن الخفيفة، أو ألم الثدي، أو زيادة الرغبة الجنسية.
اقرأ أيضاً: متى يمكن لآلام الدورة الشهرية أن تنقص الخصوبة عند الأنثى؟
نصائح لزيادة فرص الحمل
تزداد فرص حدوث الحمل خلال فترة الخصوبة إلى نحو 20-30%، ولزيادة هذه النسبة يمكن اتباع النصائح التالية:
- ممارسة العلاقة الزوجية بانتظام: تزداد فرص الحمل لدى ممارسة العلاقة الزوجية مرة كل 2-3 أيام.
- تجنب التدخين والكحول: لأنهما يؤثران على خصوبة كل من الرجل والمرأة.
- الحفاظ على وزن صحي: تؤثر حالات زيادة الوزن ونقصه في خصوبة كل من الرجل والمرأة، بالإضافة إلى أنها تؤدي إلى تبويض غير منتظم.
- إدارة الأمراض المصاحبة: قد تعوق بعض الأمراض حدوث الحمل، وتشمل المشكلات الهرمونية، والانتباذ البطاني الرحمي، ومتلازمة تكيس المبايض، والأورام الليفية الرحمية، واضطرابات المناعة الذاتية.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: تساعد التمارين الرياضية المعتدلة في الحفاظ على وزن صحي، ولكن ينبغي تجنب التمارين الرياضية الشاقة المفرطة التي يمكن أن تؤثر في الإباضة.