التصبغات حول الفم، لا تشوه المظهر العام للوجه فقط، بل قد تكون أيضاً نتيجة لحالة طبية كامنة تستدعي الانتباه والرعاية الطبية الملائمة. فما هي أسباب هذه التصبغات؟ وما هي طرق علاجها؟ لنتعرف سوية.
ما هي أسباب التصبغات حول الفم؟
التصبغات حول الفم من مظاهر فرط التصبغ، وهو حالة جلدية شائعة تتميز ببقع داكنة على الجلد بسبب الإفراط في إنتاج الميلانين، الصبغة المسؤولة عن لون الجلد. يمكن لعدة عوامل أن تؤدي إلى هذا الإفراط في الإنتاج، بما فيها:
التغيرات الهرمونية
تُصاب نحو ثلث الأمهات الحوامل بحالة فرط تصبغ تدعى الكلف أو قناع الحمل، على شكل بقع داكنة متناظرة على الوجه، وخاصة على الخدين والجبهة والشفة العليا، والتي تحدث بسبب التغيرات الهرمونية التي ترافق مراحل الحمل، وأهمها:
- الإستروجين: تؤدي زيادة هرمون الإستروجين خلال الحمل إلى تحفيز مستقبلات هرمون تحفيز الخلايا الصبغية (MSH) على الخلايا الصبغية، ما يعزز إنتاج هذه الخلايا مزيداً من الميلانين الذي يسبب فرط تصبغ الجلد.
- البروجسترون: تحفز زيادة هرمون البروجسترون إنتاج هرمون تحفيز الخلايا الصبغية (MSH)، أي يزيد نشاط الخلايا الصبغية.
بالإضافة للحمل، يمكن أن تحدث التصبغات حول الفم بسبب التغيرات الهرمونية الناتجة عن استخدام موانع الحمل الفموية، أو العلاج بالهرمونات، أو انقطاع الطمث.
اقرأ أيضاً: ما هي فوائد أداة كشط اللسان في تنظيفه والتخلص من رائحة الفم الكريهة؟
التعرض لأشعة الشمس
يؤدي التعرض للأشعة فوق البنفسجية إلى تحفيز استجابة دفاع طبيعية لحماية الطبقات العميقة من الجلد من أضرار الأشعة فوق البنفسجية، وتتضمن إنتاج الجلد مزيداً من الميلانين، وتَشكُّل بقع تُعرف باسم بقع الشمس، وتظهر عادةً في المناطق المعرضة للشمس مثل الوجه والصدر والذراعين. علاوة على ذلك، يزيد التعرض لأشعة الشمس خطر الإصابة بالكلف في الحمل.
صدمة الجلد
قد يُصاب البعض بما يُعرف بـ "صدمة الجلد"، وهي حالة فرط تصبغ تحدث بعد إصابة خطيرة أو ظهور حب الشباب أو حرق أو عدوى حول الفم، وكل ما يسبب التهاب الجلد حول الفم.
من الأمثلة عن الحالات التي قد يحدث فيها فرط التصبغ بعد حالة التهابية:
- التهاب الجلد التأتبي والتماسي.
- القوباء.
- الطفح الجلدي الفيروسي.
- الذئبة الحمامية الجهازية.
- التهاب الجلد والعضلات.
- لدغات الحشرات.
- الصدفية.
- العلاج بالتبريد.
- التقشير الكيميائي.
- العلاج الإشعاعي.
حالات طبية
قد تحدث التصبغات حول منطقة الفم تحديداً بسبب بعض المشكلات الصحية، مثل:
- فيروس العوز المناعي البشري.
- مرض الدرن.
- داء المبيضات.
- التعرض للمعادن الثقيلة أو الغرافيت.
- تسمم الغدة الدرقية.
- داء ترسب الأصبغة الدموية (التحميل المفرط بالحديد).
- الورم العصبي الليفي.
- متلازمة بيوتز-جيغرز.
- متلازمة لوجييه-هونزيكر.
- متلازمة لامب ومتلازمة ليوبارد أو متلازمة النمش المتعدد.
- الورم الميلانيني الفموي.
- الوحمات.
- سرطان الجلد.
اقرأ أيضاً: ما سبب تشكل الوحمات الجلدية؟ وكيف يمكن علاجها؟
نقص الفيتامينات
وجدت دراسة نشرتها مجلة ممارسة طب الأسنان المعاصرة (Journal of Contemporary Dental Practice) أن الأشخاص المصابين بالكلف عانوا من نقص واضح في فيتامين د. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تحدث التصبغات حول الفم بسبب نقص بعض العناصر الغذائية مثل:
- فيتامين ب 12.
- حمض الفوليك (فيتامين ب 9).
- الحديد.
الآثار الجانبية للأدوية
بعض الأدوية قد تؤثر في الخلايا المنتجة للميلانين، وتسبب فرط التصبغ، أو على العكس من ذلك قد تمنع إنتاج الميلانين، ما يؤدي لظهور مناطق أفتح من أخرى في الجلد. ومن الأمثلة عن هذه الأدوية:
- الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية.
- الأدوية المستخدمة في علاج ارتفاع ضغط الدم بما في ذلك ميكارديس (تلميسارتان) وكابتوبريل.
- مضادات الاختلاج مثل تيجريتول (كاربامازيبين) ولاميكتال (لاموتريجين).
- الأدوية المضادة للملاريا مثل هيدروكسي كلوروكين.
- المضادات الحيوية مثل التتراسيكلين والمينوسيكلين أو الدوكسيسايكلين.
- مضادات السرطان، بما في ذلك سيتوكسان (سيكلوفوسفاميد) وإيفوفوسفاميد وثيوتيبا.
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات.
- مضاد الصرع زوكور (سيمفاستاتين).
- الأدوية الحالة للبلغم.
- المعادن الثقيلة مثل الفضة والذهب والحديد.
علاج التصبغات حول الفم
تعد التصبغات حول الفم أكثر مظاهر فرط التصبغ صعوبة في العلاج بسبب الجلد الرقيق لهذه المنطقة. ومع ذلك، ثمّة بعض الخيارات العلاجية المتاحة، والتي يمكن اعتمادها بمشورة طبية، وتشمل:
الأدوية الموضعية
- الهيدروكينون: يساعد على تفتيح البشرة ومنع فرط التصبغ من خلال تقليل إنتاج الميلانين.
- الريتينويدات: وهي مشتقات فيتامين أ، وتساعد على تسريع تجديد الخلايا، أي التخلص من البقع الداكنة وتنعيم البشرة.
- حمض الأزيليك: يمثل علاجاً ملائماً لأصحاب البشرة الحساسة، ويساعد على تثبيط إنتاج الميلانين.
- حمض الكوجيك: مشتق من أحد أنواع الفطريات ويساعد على تفتيح البشرة ومنع التصبغات عن طريق تثبيط إنزيم التيروزيناز الذي يشارك في إنتاج الميلانين.
- سيروم فيتامين سي: هو مضاد أكسدة قوي يحمي البشرة من أضرار الأشعة فوق البنفسجية.
التقشير الكيميائي
يمكن استخدام التقشير الكيميائي لعلاج فرط التصبغ الخفيف إلى المتوسط، فهو يحارب أضرار الشمس والتجاعيد الخفيفة والملمس الخشن للبشرة. يتضمن العلاج تطبيق محاليل حمضية لإزالة طبقات الجلد العليا، ما يعزز تجديد الخلايا ويزيد نعومة البشرة، ويحسّن ملمس الجلد ويقلّل الخطوط الدقيقة.
التقشير بالليزر
يُستخدم التقشير بالليزر لعلاج فرط التصبغ العنيد، ويتضمن تطبيق نبضات ليزر خفيفة لاستهداف الخلايا المنتجة للصبغة في الجلد، ويعزز تجديد الخلايا وإنتاج الكولاجين.
الوقاية من التصبغات حول الفم
لمنع عودة ظهور التصبغات حول الفم، عليك اتباع النصائح التالية:
- استخدم واقياً شمسياً في الأحوال الجوية كافة؛ سواء كان الطقس ممطراً أم مشمساً، بحيث يكون عامل الحماية من الشمس 30 أو أكثر، ولا تنس تجديده كل ساعتين إذا كنت في الهواء الطلق. والأهم من ذلك، لا تنس تطبيقه على المنطقة المحيطة بالفم.
- تجنب التعرض لأشعة الشمس في أوقات الذروة، والتي تمتد عادة ما بين الساعة العاشرة صباحاً والرابعة مساءً.
- احمِ نفسك من أشعة الشمس من خلال ارتداء قبعة عريضة ونظارات شمسية.
- قاوم الرغبة بلمس البشرة أو العبث بالبثور، لأنك قد تسبب تفاقم الالتهاب.
- اعتنِ ببشرتك بلطف، من خلال استخدام مقشرات خفيفة والحفاظ على ترطيبها.
- استخدم منتجات العناية بالبشرة الغنية بمضادات الأكسدة مثل فيتامين سي وإي والنياسيناميد (فيتامين ب 3).
- تحقق مع طبيبك من أدويتك، ومن آثارها الجانبية المحتملة، ومن الخيارات البديلة لها.