ما هو شلل المعدة الناتج عن حُقن التخسيس الذي أصاب العديد من المشاهير؟

4 دقيقة
ما هو شلل المعدة الناتج عن حُقن التخسيس الذي أصاب العديد من المشاهير؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/Alones

أبلغ العديد من المشاهير العرب مؤخراً عن آثار جانبية شديدة في الجهاز الهضمي بعد استخدام حقن إنقاص الوزن، المعروفة بحقن التخسيس، المباعة تحت علامات تجارية شهيرة مثل ويغوفي (Wegovy) وأوزمبيك (Ozempic) وساكسندا (Saxenda) غيرها.

حيث أعلنت الممثلة المصرية هند عبدالحليم عن تعرضها لشلل المعدة المؤقت بعد 5 أسابيع فقط من حقن التخسيس، وكذلك صرّح الفنان المصري خالد الصاوي أنه عانى توقف الجهاز الهضمي عن العمل بعد 4 أشهر من تلقي الحقن، ما اضطره إلى دخول المستشفى والحصول على العلاج. أما آخر المنضمين إلى القائمة، فكان الفنان المصري إدوارد الذي عانى أيضاً شلل المعدة جرّاء تعاطي هذه الحقن. فما شلل المعدة الناجم عن حقن التخسيس؟ وما مدى خطورته؟ إليك التفاصيل.

اقرأ أيضاً: أساليب اتبعها فنانون عرب لخسارة الوزن

ما هي حقن التخسيس؟

لم تعد حُقن التخسيس غريبة على أحد، فكما هو مذكور آنفاً، قد تتواجد في الأسواق تحت مسميات عديدة؛ مثل أوزمبيك وويغوفي اللذين يحتويان على المادة الفعالة المعروفة بـ "سيماغلوتيد" (Semaglutide)، بالإضافة إلى أدوية أخرى مثل ساكسيندا وفيكتوزا (Victoza) اللذين يحتويان على مادة فعالة هي ليراغلوتيد (Liraglutide)، أما دوائي مونجارو (Mounjaro) وزيباوند (Zepbound) فيحتويان على تيرزيباتيد (Tirzepatide).

تُدعى هذه الفئة من الأدوية عادة بناهضات "الببتيد الشبيه بالغلوكاغون-1" (Glucagon-like peptide-1) واختصاراً (GLP-1)، حيث تحاكي في عملها الهرمون الشبيه بالغلوكاغون-1؛ إذ تحرِّض البنكرياس على إفراز الإنسولين عندما يرتفع مستوى السكر في الدم بعد تناول الطعام، ما يخفِّض تركيزه. 

وإضافة إلى تقليل نسبة السكر في الدم، فإنها تسهم في إنقاص الوزن أيضاً؛ إذ تؤثّر في مراكز الجوع في الدماغ، تحديداً منطقة ما تحت المهاد، على نحو يقلل الجوع والشهية والرغبة الشديدة في تناول الطعام، كما تبطِّئ معدل إفراغ المعدة، ما يطيل أمد الشعور بالامتلاء والشبع بعد الوجبات.

اقرأ أيضاً: هل تفوق فوائد "حقن إنقاص الوزن" آثارها الجانبية؟

ما شلل المعدة؟ ولماذا ينتج عن حقن التخسيس؟

شلل المعدة هو حالة تتميز بتأخّر إفراغ المعدة دون وجود انسداد ميكانيكي، ويحدث عندما تفشل عضلات المعدة في الانقباض بفعالية، ما يمنع الطعام من الانتقال إلى الأمعاء. ويتجلى ذلك بأعراض مثل الغثيان والانتفاخ وعدم الراحة في الجزء العلوي من البطن وآلام البطن والشبع المبكر بعد تناول الطعام.

أما لماذا تسبب الأدوية السابقة شلل المعدة، فالآلية الدقيقة ما زالت غير واضحة وفق ما ذكرته دراسة منشورة في دورية كوريوس (Cureus) عام 2024، لكن من المرجح أنها ناتجة عن الإفراط في تحفيز مستقبلات هرمون (GLP-1)، ما يؤدي إلى تعطيل حركة المعدة.

ولا يقتصر الأمر على شلل المعدة؛ بل قد تسبب هذه الأدوية اضطرابات خطرة في الجهاز الهضمي عند الأشخاص غير المصابين بالسكري ممن يستخدمونها خصيصاً لفقدان الوزن؛ إذ وجد باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية (University of British Columbia)، في دراسة منشورة في دورية جاما (Jama) في نهاية عام 2023، أن هذه الأدوية ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالتهاب البنكرياس وانسداد الأمعاء.

حيث وجدوا عند مقارنتها مع أدوية إنقاص الوزن الأُخرى، أنها تزيد خطر الإصابة بالتهاب البنكرياس بمقدار 9 أضعاف، وتزيد خطر الإصابة بانسداد الأمعاء بمقدار 4 أضعاف، وخطر الإصابة بشلل المعدة بمقدار 3.6 ضُعفاً مقارنة بأدوية إنقاص الوزن الأخرى.

ويقول الباحثون إنه وعلى الرغم من ندرة هذه الأحداث، فإن استخدام ملايين الناس لهذه الأدوية قد يؤدي إلى إصابة مئات الآلاف منهم بتلك الحالات، وأشاروا إلى ضرورة استشارة الطبيب أو مختص التغذية قبل اللجوء إلى هذه الأدوية من أجل فهم شامل للفوائد والمخاطر المترتبة عليها.

كما نوّهوا إلى ضرورة أن تحدِّث الشركات المصنعة للأدوية ملصقات التحذير الخاصة بمنتجاتها، بحيث تشمل خطر الإصابة بشلل المعدة وأمراض الجهاز الهضمي الأخرى، فهذه معلومات بالغة الأهمية، وعلى المرضى معرفتها حتى يتمكنوا من طلب الرعاية الطبية في الوقت المناسب وتجنُّب العواقب الوخيمة.

اقرأ أيضاً: كيف تعمل تقنية تجميد الدهون للتنحيف وما مخاطرها؟

أعراض شلل المعدة الناجم عن حقن التخسيس

تعد مشكلات الجهاز الهضمي مثل القيء والغثيان شائعة عموماً عند البدء في تناول أدوية إنقاص الوزن من فئة ناهضات الببتيد الشبيه بالغلوكاغون، لكن من المفترض أن تختفي خلال الشهر الأول تقريباً بعد أن يعتاد الجسم على الدواء. في المقابل، تكون أعراض شلل المعدة الناتجة أكثر حدة وأطول أمداً، وتشمل:

  • الغثيان المستمر؛ إذ وعلى عكس الغثيان الخفيف الذي يختفي في الشهر الأول من العلاج، فإن هذا العَرض يستمر لمدة أطول ويمكن أن يزداد سوءاً بمرور الوقت.
  • القيء الذي يتضمن غالباً قطعاً كاملة من الطعام غير المهضوم الذي تم تناوله قبل ساعات أو أكثر.
  • الانتفاخ وألم الجزء العلوي من البطن.
  • الشعور بالشبع المبكر بعد تناول بضع قضمات فقط.
  • الشعور بالشبع لفترات طويلة بعد تناول الوجبات.
  • فقدان الشهية.
  • حرقة المعدة أو الارتجاع الحمضي.
  • الإمساك.
  • طعام غير مهضوم في البراز.

تشمل مضاعفات شلل المعدة الناتج عن حُقن التخسيس سوء التغذية والجفاف والتغيرات غير الطبيعية في نسبة السكر في الدم، كما أن الطعام الذي يبقى في المعدة لمدة طويلة قد يتصلّب متحولاً إلى كتل صلبة تسمى البازهر (Bezoars)، التي قد تسبب الغثيان والقيء، وقد تسبب الموت في حالات نادرة. علاوة على أعراض شلل المعدة قد تؤثّر في جودة حياة الشخص وقدرته على القيام بالأنشطة اليومية.

اقرأ أيضاً: الآثار الجانبية والمضاعفات الناجمة عن حقن البوتوكس أو الفيلر

ما الذي ينبغي فعله عند الإصابة بشلل المعدة الناجم عن حقن التخسيس؟

من المهم الحصول على التشخيص والعلاج في أقرب وقت ممكن؛ لأن شلل المعدة غير المعالج قد يؤدي إلى مشكلات خطرة تتعلق بالصحة ونوعية الحياة. لذا، ينبغي إعلام بالطبيب بأي أعراض تخص شلل المعدة بمجرد ظهورها، في حين ينبغي مراجعة الطوارئ أو طلب الرعاية الطبية العاجلة في الحالات التالية:

  • ظهور آلام شديدة في منطقة المعدة أو البطن تعوق ممارسة الحياة اليومية أو الأكل أو الشرب أو الحركة أو النوم.
  • التقيؤ مع ظهور علامات الجفاف مثل العطش الشديد، وجفاف الفم، والتبول غير المنتظم، والبول الداكن، والدوخة، والدوار عند الوقوف.
  • ظهور دم في القيء أو البراز.
  • ظهور ألم في البطن أو المعدة على نحو مفاجئ.

بالنسبة للعلاج، فإن الشلل غالباً ما يختفي بعد التوقُّف عن تناول الأدوية في معظم الحالات، على الرغم من وجود بعض التقارير الإعلامية للأشخاص يقولون إن أعراضهم استمرت لفترة طويلة بعد توقفهم عن تناول الأدوية. 

عموماً، قد يحتاج الشخص في بعض الأحيان إلى إجراءات طبية أُخرى بالإضافة إلى التوقف عن تناول أدوية التخسيس، مثل إجراء بعض التعديلات على النظام الغذائي حسبما تقتضي شدة الأعراض، وأداء بعض التمارين الرياضية الخفيفة، وربما البقاء في وضع مستقيم وقوفاً أو جلوساً لمدة ساعتين بعد تناول الطعام، وضبط سكر الدم في حال خلله، وتناول بعض الأدوية التي تساعد على إدارة الأعراض وتحسين انقباض عضلات المعدة، وغيرها من الإجراءات التي يراها الطبيب ضرورية.

المحتوى محمي