ترتبط خصوبة الذكر بعاملين هما: أولاً، الوظيفة الجنسية للرجل مثل الرغبة الجنسية أو سرعة القذف أو الأداء الجنسي، وثانياً، جودة السائل المنوي، أي عدد الحيوانات المنوية وحركتها وجودتها، وكل ما يؤثر بأحد هذين العاملين قد يكون له تأثيره أيضاً في خصوبة الرجل وصحته الإنجابية. وبطبيعة الحال، توجد بعض العادات الغذائية التي قد تؤثر في خصوبة الرجل، إليك أهمها.
تناول أغذية ضارة بصحة القلب
ترتبط صحة القلب بالصحة الجنسية للرجل ارتباطاً وثيقاً، وذلك لأن كليهما يعتمد على تدفق الدم الصحي، مثل:
- يمكن لحالات مثل تصلب الشرايين الناتج عن تراكم اللويحات في الشرايين وارتفاع ضغط الدم أن تعوق تدفق الدم إلى القلب والأعضاء الأخرى، بما فيها القضيب، ما قد يؤدي إلى ضعف الانتصاب.
- اختلال وظائف بطانة الأوعية الدموية، وهي طبقة رقيقة من الخلايا تبطن الأوعية الدموية، حيث يؤدي الخلل الوظيفي فيها إلى توسع الأوعية الدموية، ما يؤثر بدوره في تدفق الدم إلى المنطقة التناسلية.
علاوة على ذلك، يؤدي ضعف تدفق الدم إلى اضطراب إنتاج الهرمونات بما فيها هرمون التستوستيرون المسؤول عن الوظيفة الجنسية عند الرجل.
إذاً، كل ما يؤثر في صحة القلب له تأثيره أيضاً في الصحة الجنسية للرجل، بما في ذلك تناول الأطعمة التالية:
- اللحوم المصنعة مثل النقانق ولحم البقر المجفف.
- الأطعمة الغنية بالدهون المتحولة مثل الأطعمة المقلية، والوجبات السريعة والمنتجات المخبوزة مثل الكعك والبسكويت.
- الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة مثل اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان كاملة الدسم (مثل الجبن والزبدة)، وكذلك في بعض الزيوت النباتية مثل زيت النخيل وزيت جوز الهند.
- الأطعمة الغنية بالسكريات المكررة مثل الكعك والبسكويت والحلويات.
اقرأ أيضاً: من زيادة الخصوبة إلى تحسين النوم: تعرف إلى فوائد بذور القرع
شرب القهوة منزوعة الكافيين
أشارت دراسة نشرتها مجلة العلوم الدوائية (Journal of Pharmacological Sciences) إلى أن تناول كوب من القهوة يحتوي على نحو 50 ميليغراماً من الكافيين زاد تدفق الدم إلى أعضاء الجسم بما فيها القضيب بنسبة 30% خلال الـ 75 دقيقة التالية لشربها، مقارنةً بأولئك الذين تناولوا القهوة منزوعة الكافيين.
وبالتالي فإن شرب القهوة غير منزوعة الكافيين قد يمنحك دفعة من الطاقة لمقاومة التعب وتعزيز القدرة الإنجابية.
إدمان الكحول
يمكن أن يؤدي إدمان الكحول، أي شرب أكثر من 5 أكواب في اليوم، إلى حالة تدعى "قضيب الويسكي"، وهي حالة مؤقتة يفقد فيها الرجل قدرته على الانتصاب مهما كانت رغبته عالية، وذلك لعدة أسباب، أهمها:
- يثبط الكحول الجهاز العصبي المركزي، ما يخفف مشاعر التحفيز الجنسي لدى الرجل، ويغير تدفق الدم داخل القضيب وخارجه.
- تؤدي كميات الكحول الكبيرة التي تدخل الجسم إلى تحفيزه للتخلص من هذه الكميات الزائدة بدلاً من الانتصاب.
- يختل توازن الهرمونات في الجسم، فينخفض تركيز هرمون التستوستيرون بينما ترتفع مستويات هرمون الإستروجين، ما يؤدي إلى ضعف الرغبة واضطراب الحالة المزاجية، ويجعل من الصعب تحقيق النشوة الجنسية حتى في حالة الانتصاب.
- قد يسبب الشرب المزمن بعض الضرر الدائم للخلايا في الخصيتين، المسؤولتين عن إنتاج الحيوانات المنوية والهرمونات الجنسية.
الإفراط في تناول السكريات
يعد السكر قاتلاً لحياة الرجل الجنسية لعدة أسباب؛ إذ علاوة على تأثيره في صحة القلب فإن الإفراط في تناول السكريات يسبب انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون.
أفادت دراسة نشرتها دورية الغدد الصماء (Endocrine) بأن تناول الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 23-97 عاماً نحو 75 غراماً من السكر، أي ضعف المدخول اليومي الموصى به للرجال، سبّب انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون بنسبة 18% مدة ساعتين من الزمن.
علاوة على ذلك، ربطت الدراسة المنشورة في مجلة علوم الأعصاب (Journal of Neuroscience) بين الإفراط في تناول السكريات (ارتفاع الغلوكوز في الدم) والشعور بالتعب والنعاس، إذ يساعد الغلوكوز على تحفيز النوم الموجي البطيء من خلال إثارة الخلايا العصبية المعززة للنوم في الدماغ.
اقرأ أيضاُ: 6 أسباب غير شائعة للسمنة
السمنة
تزيد السمنة خطر الإصابة بأمراض القلب، ما يؤثر في الصحة الجنسية للرجل. إذ أشار المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى في الولايات المتحدة (NIDDK) إلى ارتباط السمنة بمشكلات صحية مثل:
- ارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
- ارتفاع نسبة السكر في الدم.
كما أفادت الدراسة المنشورة في المجلة الدولية للعلوم الجزيئية (International Journal of Molecular Sciences) بأن الرجال المصابين بالسمنة قد تتأثر صحتهم الإنجابية من خلال:
- انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون، لأن الأنسجة الدهنية تؤدي إلى زيادة نشاط الأروماتاز، وهو إنزيم مسؤول عن تحويل التستوستيرون إلى إستراديول، ما يقلل كمية التستوستيرون المتاحة، ويقلل إنتاج الحيوانات المنوية.
- انخفاض جودة الحيوانات المنوية وحركتها بسبب ارتباط السمنة بمقاومة الإنسولين، أي انخفاض قدرة الخلايا على امتصاص الغلوكوز واستقلابه، ما يعوق حصول الحيوانات المنوية على الطاقة اللازمة لحركتها.
- إطلاق الأنسجة الدهنية (الدهون الزائدة) كميات أكبر من اللبتين استجابة لمقاومة الإنسولين وتنظيم امتصاص الغلوكوز، وهو الهرمون المسؤول عن إرسال إشارات إلى الدماغ لإخبار الجسم بمدى احتياجه للطاقة، لكن ذلك يتسبب بارتفاع مستويات اللبتين والإنسولين في بلازما السائل المنوي، ما قد يؤثر سلباً في جودة الحيوانات المنوية. بالإضافة إلى أن اللبتين يمكن أن يسبب التهاباً مزمناً في الخصيتين، ويؤثر في إنتاجهما للحيوانات المنوية.
مدخول الجسم غير الكافي من فيتامين د
أشارت دراسة نشرتها المجلة العالمية لصحة الرجال (The World Journal of Men's Health) إلى أن نقص فيتامين د يرتبط بضعف الانتصاب، حيث يعد فيتامين د ضرورياً لإنتاج أوكسيد النتريك الذي يؤدي دوراً حيوياً في تنظيم ضغط الدم وتوسيع الأوعية الدموية لتحسين تدفق الدم. لذا فالذين لا يتناولون الأغذية الغنية بفيتامين د، مثل الأسماك الدهنية (السلمون والتونة) والبيض والحليب المدعم والجبن، والذين لا يحصلون على ما يكفي من أشعة الشمس قد يعانون ضعف الانتصاب.
اقرأ أيضاُ: الفول السوداني: حقائق غذائية وفوائد صحية
الإفراط في استهلاك فول الصويا
على الرغم من أن فول الصويا يتمتع بفوائد صحية عديدة، مثل تقليل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا وتحسين صحة القلب بسبب محتواه العالي من البروتين والدهون المشبعة المنخفضة، فإنه أيضاً يحتوي على "الفيتوستروجين"، وهي إستروجينات نباتية تحاكي تأثيرات الإستروجين (الهرمون الأنثوي) في الجسم. لذا يؤدي الإفراط في استهلاك فول الصويا إلى تقليل عدد الحيوانات المنوية وجودتها.
وأشارت دراسة نشرتها دورية التغذية والسرطان (Nutrition and Cancer) إلى أنه يمكن أن يكون للفيتوستروجينات تأثير مضاد للإستروجين، وذلك من خلال منع الإستروجين من الارتباط بالمستقبلات.