التحسين الجيني للنسل eugenics

ما هو التحسين الجيني للنسل؟

الكلمة اللاتينية هي (Eugenics) وتقسم لقسمين، الأول (eu) يعني جيد، والثاني (genics) يعني أنماط، ومنها تم اشتقاق كلمة جينات لاحقاً.

يتضمن هذا المجال تطبيق مبادئ علم الجينات والوراثة لتحسين الجنس البشري، من أجل تأمين مجموعة مرغوبة من الخصائص الفيزيائية والصفات العقلية لدى البشر، عن طريق القياس مع التربية الانتقائية المطبقة منذ العصور الغابرة على النباتات والحيوانات الأليفة. 

متى نشأ هذا المصطلح؟

تمت صياغة مصطلح علم تحسين النسل في عام 1883 من قبل المستكشف البريطاني وعالم الطبيعة سير فرانسيس جالتون، الذي تأثر بنظرية تشارلز داروين في الانتقاء الطبيعي. روّج لنظام انتقائي من شأنه أن يسمح “للأجناس أو سلالات الدم الأكثر ملاءمة بفرصة أفضل للسيادة على تلك الأقل ملاءمة”.  

يجدر الذكر بأن سير جالتون هو من اكتشف وأسس طريقة استخدام بصمات الأصابع كوسيلة موثوقة لتحديد الهوية والتمييز بين الأشخاص.

ما هو الفرق بين تحسين النسل الإيجابي والسلبي؟

 يشير علم تحسين النسل الإيجابي إلى الجهود التي تهدف إلى زيادة السمات المرغوبة، مثل تزويج أشخاص أقوياء وأصحاء يملكون جينات مرغوبة، بينما يشير علم تحسين النسل السلبي إلى الجهود التي تهدف إلى تقليل السمات غير المرغوب فيها، إما عن طريق منع الزواج أو التعقيم لتفادي جينات مرضية أو غير مستحبّة. 

متى تم تطبيقه؟

تمت ممارسة التحسين الجيني للنسل بشكل بدائي منذ العصور القديمة لدى الإغريق، كان أهل إسبارطة يرمون الأطفال المشوهين والمعتلين ليحافظوا على نسل إسبارطة الحربي. واستمرت تجربته للحفاظ على السلالات الملكية، لكنه سبّب لاحقاً أمراضاً وراثية نظراً لوجود قرابة فيما بينهم.

أشهر تطبيق لها كان في الولايات المتحدة من قبل تشارلز دافنبورت الذي قاد حملة تحسين النسل، وكان يعتقد أن التربية الانتقائية يمكن أن تغير الجنس البشري. إذ قام بتأسيس مكتب تحسين النسل في عام 1910 وأوصى بتعليم أصول تحسين النسل وفق نظريته على نطاق واسع، واقترح سن قوانين هجرة لمنع دخول “العيوب” وممارسة التعقيم القسري لغير المرغوبين والمهاجرين.

وفي العصور الحديثة يرتبط تطبيقه أيضاً مع التجربة النازية التي كانت تستغل تحسين النسل ليصب في حساب عرق واحد بشكل عنصري. 

من هم أشهر مؤيدي التحسين الجيني للنسل؟

هناك العديد من الشخصيات المشهورة التي أيدت حركة تحسين النسل الوراثي من أهمها: أفلاطون ووينستون تشرشل وجورج برناردشو وتيودور روزفلت وهيلين كيلر وفرنسيس كريك. 

هل هناك تجربة حديثة عن الموضوع؟

قام هي جانكوي، الباحث الصيني والأستاذ السابق بجامعة الجنوب للعلوم والتكنولوجيا في شينزين (الصين)، بإنشاء أول توأم مقاوم للإيدز باستخدام تقنية كريسبر للتعديل الجيني واسمهما “لولو ونانا” عام 2018، عن طريق إخماد جينات المستقبلات الخلوية التي يستغلها فيروس الإيدز في إصابة خلايا جهاز المناعة. وتم القبض عليه لاعتبارات هذا الفعل الأخلاقية المحرّمة دولياً.

بعض الأمثلة المعاصرة عن تحسين النسل الجيني

هناك بعض الأشكال من تحسين النسل المعتدلة والمستخدمة حالياً وأهمها، التشخيص المسبق للزرع واختيار الأجنة، والتربية الانتقائية، وتعزيز الإنسان من خلال استخدام التقنيات الجينية، مثل هندسة الأجنة أو العلاج الجيني.

وتعتبر الاستشارات الوراثية وبنوك النطاف أكثر أشكال تحسين النسل قبولاً والموافق عليها قانونيّاً لدى عدة دول.

يبقى هذا الموضوع مثيراً للجدل والتحفظ الأخلاقي، وما يزال بحاجة لمزيد من الدراسة الأخلاقية والقانونية بحيث لا يدخل تطبيقه ضمن دائرة التطرف والإقصاء للضعفاء والأقل حظاً، وتمنح التكنولوجيا الحديثة في المستقبل فرصاً واعدة للتغلب على ظهور بعض الأمراض الوراثية في النسل التي تمنع أحياناً بعض الأشخاص من الزواج.