ما سبب تورم الأقدام بعد سن الأربعين وما طرق علاجه؟

ما سبب تورم الأقدام بعد سن الأربعين وما طرق علاجه؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Mallmo

يتورم الكاحل والقدم بعد سن الأربعين لأسباب متباينة، منها ما هو موضعي مثل الإصابة والرض أو الإنتان، ومنها ما هو ناجم عن تراكم السوائل الزائدة كما يحدث في الأمراض الجهازية كتشمع الكبد وقصور القلب وأمراض الكليتين المزمنة. إليك الشرح المفصل لـ 10 أسباب تقف وراء حدوث تورم القدمين بعد سن الأربعين وكيفية تدبير كل منها.

اقرأ أيضاً: ما الأمراض التي تزداد الإصابة بها بعد سن الأربعين؟ إليك كيفية الوقاية منها

أسباب تورم القدمين بعد سن الأربعين

في البداية من المهم التنويه بأن أسباب تورم القدمين أحادي الجانب تختلف عن أسباب التورم ثنائي الجانب، ففي التورم أحادي الجانب نتوجه لوجود سبب يؤثّر في قدم واحدة على وجه الخصوص كما يحدث في الرضوض والكسور والإنتانات والجلطات الدموية، بينما نتوجه في التورم ثنائي الجانب لأسباب عامة أكثر شمولية تؤثّر في كامل الجسم كما في الأمراض الجهازية، إليك هذه الأسباب بالتفصيل.

1. الإصابة الرضية

تنتفخ القدم عند التعرض لإصابة رضية أو التواء في الكاحل، حيث يزداد تدفق الدم إلى المنطقة المصابة ويزداد معه وصول العوامل الالتهابية التي تزيد من النفوذية الوعائية وتزيد تراكم السوائل وحدوث الاحمرار والألم.

يتم تدبير تورم القدم الناجم عن الإصابة أو الالتواء بإراحة الطرف المصاب وتطبيق الثلج ملفوفاً بقطعة رقيقة من القماش مكان الإصابة، ورفع مستوى القدم لأعلى من مستوى القلب مع تطبيق ضماد ضاغط. من جهةٍ أخرى، تُخفف الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيروئيدية من الألم وتقلل التورم، كما يُنصح بارتداء حذاء المشي أو دعامة لتوفير دعم للكاحل.

2. التهاب النسيج الخلوي

يُطلق على الالتهابات البكتيرية التي تُصيب الجلد التهاب النسيج الخلوي، ويُعد مرضى السكري الفئة الأكثر عرضة للإصابة. يتظاهر التهاب النسيج الخلوي بأعراض مختلفة تتضمن احمرار الجلد وارتفاع حرارة القدم وتورم القدم الذي ينتشر بسرعة، إلّا أنه قد يتفاقم إلى حالة مهددة للحياة في حال أُهمل تدبيره.

يُعالج التهاب النسيج الخلوي بالصادات الحيوية واسعة الطيف، ومن المهم إعلام الطبيب المشرف على العلاج عند استمرار التورم على الرغم من تناول الدواء لعدة أيام، إذ يُتوقع تراجع التورم خلال 2-4 أيام من بدء العلاج الدوائي.

3. الأدوية 

تتسبب عدة أدوية بتورم الكاحلين والقدمين كأحد الأعراض الجانبية لها، وتشمل هذه الأدوية كلاً من:

  • مضادات الاكتئاب.
  • حبوب منع الحمل التي تحتوي على هرمون الأستروجين.
  • مكملات التستوستيرون.
  • حاصرات قنوات الكالسيوم التي تُستخدم لتدبير ارتفاع ضغط الدم.

ويتم تدبير ذلك إمّا باستبدال الدواء بآخر بعد استشارة الطبيب وإمّا بتناول دواء مُدر للبول وطارد للسوائل المتراكمة.

اقرأ أيضاً: كيف تتم العناية بالقدمين عند مرضى السكري؟

4. القصور الوريدي المزمن

يعتبر القصور الوريدي المزمن سبباً شائعاً لتورم الكاحلين والقدمين، وفي هذه الحالة يضعف العود الوريدي نتيجة تراجع عمل الدسامات الموجودة في أوردة الساقين. ففي الحالة الطبيعية، تعمل دسامات الساقين على التحكم بحركة الدم من الساقين إلى القلب دون السماح للدم بالعودة، وعندما تتعطل يبدأ الدم بالعودة للساقين فيتجمع كل من الدم والسوائل فيها. يتظاهر القصور الوريدي المزمن بعدم راحة في الطرفين وبألم وتورم كما يرافقه حدوث تبدلات في لون الجلد وملمسه.

يتم تدبير القصور الوريدي المزمن تحت إشراف الطبيب ويساعد على التدبير ارتداء جوارب ضاغطة وتجنب الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة ورفع الساقين، كما يساعد المشي أو ممارسة التمارين الرياضية التي تركّز على بناء عضلات الساق في تدبير هذه الحالة وتقليل التورم، وكحل أخير يمكن تخثير أو استئصال الأوردة التالفة جراحياً.

5. تجلطات الدم

بشكلٍ مشابه لحدوث القصور الوريدي، عندما تتطور جلطة دموية أو تخثر في أحد أوردة الساق تُعاق عودة الدم إلى القلب، ما يؤدي إلى تراكمه في الطرف المصاب وحدوث التورم.

في بعض الأحيان، يمكن للجسم التغلب على الانسداد عن طريق تحويل الدم عبر الأوردة المجاورة الأصغر، لتصبح هذه الأوردة المعاوضة أكبر حجماً مع مرور الوقت. ولكن إذا لم يزدد حجم هذه الأوردة إلى درجة الأوردة الأصلية نفسها لتستوعب كمية الدم، يبقى الكاحل والقدم متورمين.

وبما يتعلق بالتدبير، ينبغي على الأشخاص الذين يعانون من جلطات الأوردة العميقة رفع الطرف المصاب وارتداء جوارب ضاغطة لتعزيز تدفق الدم، بالإضافة إلى تناول الأدوية المضادة للتخثر ومميعات الدم، وأخيراً يمكن اللجوء للدعامة الوريدية التي تُدخل جراحياً، حيث يقوم الجراح بإدخال أنبوب في الوريد لإبقائه مفتوحاً.

6. الوذمة اللمفية

تُصيب الوذمة اللمفية الأنسجة الرخوة في الذراعين والساقين بما في ذلك الكاحلين، وتحدث نتيجة تراكم السائل الليمفاوي الذي يتكون بشكلٍ رئيسي من كريات الدم البيضاء نتيجة انسداد أو تلف أحد أوعية الجهاز الليمفاوي، والجهاز الليمفاوي هو شبكة من الأنسجة والأعضاء التي تساعد على تخليص الجسم من الإنتان والحفاظ على توازن السوائل.

من جهةٍ أخرى، تنجم الوذمة اللمفية عن الالتهاب والسرطان والاستئصال الجراحي للغدد الليمفاوية، كما قد يكون بعض حالات هذه الوذمة وراثياً.

اقرأ أيضاً: أطرافنا لا تفضّل البرودة: أسباب وعلاج تورم الأصابع في الشتاء

لسوء الحظ، لا رجعة بما يتعلق بالأضرار التي تُلحق بالجهاز الليمفاوي، إلّا أنه يمكن التقليل من التورم والوذمة الحاصلة من خلال ارتداء الملابس الضاغطة والضمادات وممارسة الرياضة باعتدال والتدليك اللطيف للكاحل أو القدم المُصابة.

7. قصور القلب

في قصور القلب، لا ينجح القلب في ضخ الدم بشكلٍ فعّال إلى أنحاء الجسم، وله 3 أنواع: قصور قلب أيسر وأيمن وقصور قلب احتقاني. في قصور القلب الأيمن والاحتقاني، ينخفض تدفق الدم من القلب وينجم عن ذلك ضعف في عودة الدم من الأوردة فتتراكم في الأنسجة الرخوة فيها. من جهةٍ أخرى، يؤثّر قصور القلب في الوظيفة الكلوية مُقللاً من قدرة الكلى على إزالة الملح والماء من الجسم، ما يؤدي إلى احتباس السوائل وتراكمها.

يُعالج قصور القلب من خلال تعديل نمط الحياة، كما يصف الأطباء الأدوية المُدرة للبول لطرح السوائل المتراكمة ويُنصح بالحد من السوائل الواردة إلى الجسم وخاصةُ في ظل وجود اضطراب في وظيفة الكليتين.

8. القصور الكلوي المزمن

القصور الكلوي مخاتل، إذ قد لا يعاني الفرد من أي أعراض في القصور الكلوي المزمن حتى يصل إلى المراحل النهائية من المرض، ففي المراحل الأخيرة تكافح الكليتان لإزالة الفضلات والسوائل الزائدة من الجسم، ما يؤدي إلى ظهور أعراض من ضمنها تورم الكاحلين. الخبر غير السار أنه لا يوجد علاج للقصور الكلوي المزمن، إلّا أن الالتزام بالنصائح التالية يقلل من التورم الحاصل وهي:

  • تقليل الوارد اليومي من الملح.
  • الحد من تناول الدسم.
  • الحفاظ على وزن معتدل.
  • مراقبة ضغط الدم وإدارته.
  • ضبط سكر الدم.
  • ممارسة الرياضة يومياً لمدة لا تقل عن 30 دقيقة.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • الحد من استهلاك الكحول.

9. أمراض الكبد

ينتج الكبد السليم بروتيناً يُدعى الألبومين، يمنع تسرب السوائل من الأوعية الدموية إلى الأنسجة المحيطة بها. في أمراض الكبد، ينقص الألبومين وتخرج السوائل من الأوعية لتستقر في الأنسجة المحيطة وخاصةً أنسجة الكاحلين والقدمين تبعاً للجاذبية.

تُعالج هذه الحالة تبعاً للمرض الكبدي الذي سبب نقص الألبومين، كما تساعد النصائح التالية على تدبير أمراض الكبد وتقليل التورم الحاصل:

  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
  • الحد من تناول الملح.
  • تجنب استهلاك الكحول.

اقرأ أيضاً: إليك أبرز أعراض القصور الكلوي الحاد والمزمن عند البالغين

10. قصور الغدة الدرقية

يضعف إنتاج هرمونات التيروكسين والتيرونين ثلاثي اليود في قصور الغدة الدرقية، الذي بدوره يؤثّر في العضلات والمفاصل، مسبباً زيادة في التصلب العضلي والتورم. ويتلخص التدبير بإعطاء مكملات هرمون التيروكسين بعد التحقق من مستويات هرمون الغدة الدرقية لدى الشخص وتحديد شدة القصور.