6 حقائق مهمة عن دواء أوزمبيك تبرر رواجه الهائل

6 حقائق مهمة عن دواء أوزمبيك تبرر رواجه الهائل
من المهم أن تعرف كيف يعمل دوار أوزمبيك حقاً، وما هي الآثار الجانبية التي يخلفها. جويل ساجيت / وكالة الصحافة الفرنسية عبر غيتي إيميدجيز
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

اكتسب أحد أدوية مرض السكري شهرة واسعة لأنه يُستخدم لتخفيف الوزن بطريقة لا تتوافق مع الغرض الذي وافقت إدارة الدواء والغذاء على استخدامه لأجله. أصبح هذا الدواء أحدث “أسرار المشاهير” لتخفيف الوزن، من عمالقة التكنولوجيا إلى المؤثرين.

أوزمبيك (Ozempic) وويغوفي (Wegovy) هما اسمان تجاريان لدواء قابل للحقن يحمل اسم سيماغلوتايد (semaglutide)، هذا الدواء هو النسخة الاصطناعية من هرمون يحمل اسم الببتيد الشبيه بالغلوكاغون-1 (جي إل بي-1 اختصاراً، GLP-1)، ينتمي إلى فئة من الأدوية تحمل اسم ناهِضات الببتيد الشبيه بالغلوكاغون-1.

كيف يعمل دواء أوزمبيك؟

تبين قوانين الكيمياء كيفية عمل دواء أوزمبيك وآثاره الجانبية الرئيسية. جي إل بي-1 هو مركب يزيد من إنتاج الإنسولين ويخفض نسبة السكر في الدم، كما يحفّز شعور الشبع في الدماغ بعد تناول الطعام. وفي الوقت نفسه، تعمل ناهضات جي إل بي-1 على خفض معدل إفراغ المعدة من الطعام، ما يعزز الشعور بالشبع. يؤدي ذلك إلى قمع الرغبة الشديدة في تناول الطعام والوقاية من الإفراط في تناوله، ما قد يؤدي بدوره إلى تخفيف الوزن.

على الرغم من أن دواءي أوزمبيك وويغوفي يعدّان من بدع تخفيف الوزن حالياً، فلا يمكن اعتبارهما وسيلة فعالة وشاملة لتخفيف الوزن، إذ ثبت أنهما يخففان الوزن في مجموعات معينة من المرضى فقط.

مع ذلك، يشعر الخبراء بالقلق المتزايد بشأن إساءة استخدام هذين الدواءين ولأنهما يوصفان بإفراط للأشخاص الذين يستخدمونهما حيثما اتفق لأسباب جمالية. يشعر الكثيرون بالقلق من أن هذا النوع من الاستخدام يؤدي إلى تبعات مثل الآثار الجانبية غير المتحكم بها ونقص الأدوية في السوق. سنستعرض في هذا المقال بعض الحقائق المثبتة والمفاهيم الخاطئة حول دواء أوزمبيك.

حقيقة 1: تتضمن الآثار الجانبية لهذا الدواء انخفاض الوزن، لكنه ليس مخصصاً لتخفيف الوزن

هذا التمييز بالغ الأهمية. وافقت إدارة الدواء والغذاء الأميركية (إف دي أيه) على استخدام دواء أوزمبيك لمرض السكري من النمط 2 فقط. الغرض من هذا الدواء هو مساعدة مرضى السكري على التحكم بنسبة السكر في الدم. على الرغم من أن أوزمبيك ليس مخصصاً لتخفيف الوزن، قد يشكل فقدان الوزن لدى مرضى السكري الذين يتناولونه أثراً جانبياً ناجماً عن آلية عمل الدواء. يمكن أن يؤدي انخفاض الوزن إلى تعزيز إنتاج الإنسولين، ما يعود بالفوائد على البعض. من ناحية أخرى، اعتمدت إدارة الدواء والغذاء دواء ويغوفي لغرض التحكم الطويل الأمد بالوزن لدى البالغين المصابين بالسمنة.

تصف طبيبة الرعاية الأولية في مؤسسة بالو آلتو الطبية في ولاية كاليفورنيا الأميركية، شويتا بات (Swetha Bhat)، أوزمبيك وويغوفي للمرضى الذين يستوفون المعايير. قالت بات لموقع بوبساي إنها رفضت من قبل تلبية طلبات للحصول على دواء سيماغلوتايد بهدف تخفيف الوزن لأن المرضى لم يكونوا مؤهلين:

“لا يمكنني وصف هذه الأدوية لشخص لا يستوفي شروط إدارة الدواء والغذاء. يدير بعض أطباء الجلد أو جراحو التجميل منتجعات طبية ويصفون دواء سيماغلوتايد، وهذه ممارسة خارجة عن نطاق اختصاصهم”.

اقرأ أيضاً: هل يكون دواء السكري أوزمبيك هو الحل السحري لإنقاص الوزن؟

حقيقة 2: أوزمبيك وويغوفي هما الدواء نفسه

أوزمبيك وويغوفي هما اسمان تجاريات للدواء القابل للحقن نفسه الذي تصنعه شركة نوفو نورديسك (Novo Nordisk)، وهو سيماغلوتايد، لكن مُنح كل منهما الموافقة لعلاج حالات مختلفة، كما أنهما يوصفان بجرعات مختلفة.

وافقت إدارة الدواء والغذاء لأول مرة على تناول دواء أوزمبيك لعلاج مرض السكري من النمط 2 في عام 2017، وبجرعة قصوى تبلغ ميليغراماً واحداً مرة واحدة أسبوعياً، ووافقت عليه الإدارة نفسها مرة أخرى في عام 2022 بجرعة قصوى أكبر تبلغ ميليغرامَين.

وافقت إدارة الدواء والغذاء على دواء ويغوفي في عام 2021، على أن يتناوله البالغون الذين يعانون من السمنة أو الوزن الزائد بالإضافة إلى حالة واحدة أخرى متعلقة بالوزن على الأقل، مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري من النمط 2 أو ارتفاع الكوليسترول. يبدأ الأشخاص الذين يتناولون هذا الدواء بجرعة تبلغ 0.25 ميليغراماً مرة واحدة في الأسبوع ويزيدون الجرعة كل 4 أسابيع حتى يصلوا إلى الجرعة الكاملة التي تبلغ 2.4 ميليغرامات.

على الرغم من أن إدارة الدواء والغذاء وافقت على دواء ويغوفي مؤخراً، هناك دواء جديد في السوق، ويبدو أنه أكثر فاعلية. أطلقت شركة إلي ليلي (Eli Lilly) في عام 2022 أول دواء من نوعه لعلاج مرض السكري يحمل اسم مونجارو (Mounjaro) (اسم الدواء الأصلي هو تيرزيباتايد، tirzepatide)، الذي يفعل مستقبلات هرمون جي إل بي-1 والهرمون الذي يحمل اسم عديد الببتيد المعَدي المثبط (GIP) بهدف زيادة التحكم في نسبة الغلوكوز في الدم. وفقاً لإدارة الدواء والغذاء، يتجاوز متوسط انخفاض الوزن عند تناول الجرعة القصوى من دواء مونجارو المتوسط الناجم عن تناول دواء سيماغلوتايد بنحو 5.4 كيلوغرامات.

قد يصبح دواء مونجارو بدعة تخفيف الوزن التالية. ساندي هافاكر (Sandy Huffaker) لصالح صحيفة واشنطن بوست عن طريق غيتي إميدجيز
قد يصبح دواء مونجارو بدعة تخفيف الوزن التالية. ساندي هافاكر (Sandy Huffaker) لصالح صحيفة واشنطن بوست عن طريق غيتي إميدجيز

حقيقة 3: لدواء أوزمبيك آثار جانبية أخرى تختلف من شخص لآخر

وتفيد بعض التقارير بأن استخدام دواء أوزمبيك له أثر جانبي يحمل اسم “الوجه الأوزمبيكيّ”، الذي يتجلى في ازدياد هزال الوجه بدرجة ملحوظة بسبب الانخفاض الشديد في الوزن.

ولكن اسم “الوجه الأوزمبيكيّ” مضلل؛ إذ إنه لا ينتج بالضرورة عن تناول دواء أوزمبيك، ولكنه أحد الآثار الجانبية العامة المحتملة لانخفاض الوزن. يمكن أن يؤدي الانخفاض الكبير في الوزن إلى ظهور الجلد الزائد في الوجه ومناطق أخرى في بعض الأحيان. ليس بالضرورة أن يعاني كل من يتناول دواء أوزمبيك من هذا العرض، كما أنه ليس من الآثار الجانبية المثبتة سريرياً.

تتضمن الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً لتناول ناهِضات الببتيد الشبيه بالغلوكاغون-1 الغثيان والإسهال. تعتبر قلة الشهية من الآثار الجانبية الشائعة الأخرى، كما أن هذا العرض شديد لدرجة أن بعض المرضى يحتاجون إلى تذكير أنفسهم بتناول الطعام.

حقيقة 4: أدى شيوع استخدام أوزمبيك بغرض تخفيف الوزن إلى نقص هذا الدواء، إلى جانب أسباب أخرى

هناك العديد من الأسباب لنقص دواء أوزمبيك في السوق. أبلغت شركة نوفو نورديسك عن أن النقص يعود إلى مشكلات واجهتها مع الشركات المصنعة إلى جانب زيادة في الطلب على كلا الاستخدامَين المتوافق وغير المتوافق مع الغرض الذي وافقت عليه إدارة الدواء والغذاء. تميل الصيدليات أيضاً إلى تجنّب تخزين كميات كبيرة من هذا الدواء لأنه مرتفع التكلفة وذو فائدة منخفضة من ناحية التكلفة.

وفي الوقت نفسه، تسببت وسائل التواصل الاجتماعي بازدياد الاهتمام في دواء سيماغلوتايد بين الأشخاص غير المؤهلين لتناوله لأسباب تتعلق بموافقات إدارة الدواء والغذاء. على سبيل المثال، انتشر أحد مقاطع الفيديو الذي صورته تشيلسي هاندلر (Chelsea Handler) على موقع تيك توك (TikTok) على نطاق واسع بعد أن منحها طبيبها المختص في مكافحة الشيخوخة دواء أوزمبيك دون علمها. تحمل الممارسات الشبيهة اسم الوصف خارج التسمية للأدوية، أي عندما يقدّر الطبيب الحالة وفقاً لخبرته ويصف دواءً لغرض مخالف عن الغرض الذي وافقت عليه إدارة الدواء والغذاء.

اقرأ أيضاً: مرضى السكري يعانون من نقص أدويتهم بعد الترويج لاستخدامها لإنقاص الوزن

في الوقت نفسه، سهّلت شركات الصحة الرقمية على الأشخاص الراغبين في تناول هذا الدواء الحصول عليه. أسهم ذلك في حدوث نقص في دواء أوزمبيك في السوق.

تحدث صيدلي يبيع بالتجزئة ويعمل في وسط ولاية كاليفورنيا (لم يرغب في ذكر اسمه) عن الوجه الآخر للانتشار الواسع لهذا الدواء مع موقع بوبساي؛ قال: “تعاملنا في البداية مع عدد كبير من المرضى الذين يعانون من مرض السكري ولاحظنا كم كان الدواء مفيداً بالنسبة لهم. وفجأة، ارتفع عدد المرضى غير المصابين بالسكري الذين يريدون شراء هذا الدواء، ولم نتمكن بعد ذلك من توفير دواء سيماغلوتايد للمرضى المصابين بالسكري”.

يضيف الصيدلي قائلاً إنه الآن، يجب على جميع الأطباء والخبراء الصحيين تقديم تشخيص بمرض السكري عند وصف دواء أوزمبيك لأسباب تتعلق بالتأمين. يقول الصيدلي: “في الوقت نفسه، أسهمت سلسلة التوريد بالنقص بشكل كبير. لم نتمكن من الحصول على الدواء لفترة من الوقت من خلال شركة توزيع الأدوية، ماك كيسون (McKesson)، وبالتالي عانى مرضى السكري الذي يتعاملون معنا. اضطررنا لتقديم دواء بديل يحمل اسم تروليسيتي (Trulicity)، [الاسم التجاري لدواء دولاغلوتايد (dulaglutide)]، ونفد مخزوننا من هذا الدواء أيضاً لفترة من الزمن”.

حقيقة 5: دواء أوزمبيك مصنوع من شفاه السحالي (نوعاً ما)

ضحك كل من تايلر أوكلي (Tyler Oakley) وكوري كول (Korey Kuhl) بذهول في حلقة حديثة من مدونة الثقافة الشعبية الصوتية، سايكو بابل (Psychobabble)، التي يستضيفها أوكلي بعد قراءة تغريدة على موقع تويتر (Twitter) تفيد بأن دواء أوزمبيك مصنوع من “لعاب وحش هيلا”.

ناهضات جي إل بي-1 مشتقة من اللعاب السام لوحش هيلا، وهو نوع من السحالي العملاقة يعيش في الصحاري الأميركية والمكسيكية. بحث طبيب الغدد الصماء، جون إينغ (John Eng)، في عام 1990 في المواد الكيميائية السامة وغير السامة التي ينتجها هذا النوع لأغراض طبية، واكتشف أن وحوش هيلا يمكنها العيش لفترة طويلة من دون تناول الطعام، ويمكنها إبطاء عملية الاستقلاب في أجسامها مع الحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم.

يحمل الببتيد الذي يمنح وحوش جيلا هذه القدرة اسم إكسيندين-4 (Exendin-4)، وهو مشابه بصورة مذهلة لهرمون جي إل بي-1 الموجود لدى البشر من ناحية البنية والوظيفة. لذلك، استُخرج هذا الببتيد من وحوش هيلا لصنع أول دواء يحتوي على هرمون جي إل بي-1 اصطناعي يحمل اسم إكزيناتايد (Exenatide).

حقيقة 6: أوزمبيك هو دواء له تأثير إيجابي بليغ بالنسبة للمرضى الذين يحتاجون إليه

تثبت ناهضات جي إل بي-1، مثل أوزمبيك، باستمرار أنها أدوية فعالة للغاية في خفض مستويات الغلوكوز في الدم وتخفيف الوزن. وهي أيضاً إحدى الفئات القليلة من أدوية مرض السكري التي تعود بفوائد سريرية كبيرة على المرضى الذين أصيبوا بأمراض القلب والشرايين من قبل والمصابين بأمراض الكلى المزمنة، كلها من عوامل الخطر المرتبطة بمرض السكري.

اقرأ أيضاً: «مونجارو» آخرها: ما حقيقة استخدام أدوية الداء السكري لإنقاص الوزن؟

يمكن أن تكون كمية المعلومات التي يُضطر الفرد العادي للبحث والتدقيق فيها هائلة بوجود العديد من المقالات ومصادر الأخبار، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالصحة، ويعتبر الرواج الكبير لدواء أوزمبيك مثالاً رائعاً على الطريقة التي تضخّم فيها الثقافة الشعبية المعلومات التي قد تكون مضللة. من المهم تمييز الحقيقة من الوهم لتجنب التحيّز غير المبرر ضد دواء قد يكون منقذاً للحياة بالنسبة للمرضى الذين يحتاجون إليه بالفعل.