ما هي متلازمة الحيز الجهدية المزمنة وما أسبابها وطرق علاجها؟

ما متلازمة الحيز الجهدية المزمنة وما أسبابها وطرق علاجها؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ PeopleImages.com - Yuri A

عندما يكون الضغط متعادلاً في العضلات تكون الحركة سلسة وغير مؤلمة وتعمل العضلات عندئذ بأفضل صورة، لكن هذا لا يحدث عند ارتفاع الضغط داخل العضلات كما في متلازمة الحيز التي يرتفع فيها الضغط إلى درجة تتسبب بالألم وتمنع العضلات من العمل.

في البداية، يرتفع الضغط داخل العضلات في الحوادث مثل حوادث السيارات التي تترافق مع تمزق الأوعية الدموية العضلية أو كسور العظم، ويصل الضغط داخل العضلات عندئذ إلى مستويات خطيرة محدثةً ما يُعرف بمتلازمة الحجرات الحادة أو متلازمة الحيز الجهدية الحادة التي تعتبر حالة طبية طارئة.

تُعرف متلازمة الحيز الجهدية المزمنة بأنها ارتفاع في الضغط داخل العضلات نتيجة ممارسة التمارين الرياضية الكثيفة بصورة متكررة، ويترتب على ذلك مجموعة من الأعراض على رأسها الألم والتي عادةً ما تتراجع مع الراحة، إلا أنها تحتاج إلى علاجات أكثر توغلاً في حال أهملت.

اقرأ أيضاً: ما هي فوائد تمديد العضلات بعد الانتهاء من ممارسة التمارين الرياضية؟

بماذا يتصف ألم متلازمة الحيز الجهدية المزمنة؟

يمكن لأي شخص أن يصاب بمتلازمة الحيز الجهدية المزمنة، إلّا أنها أكثر شيوعاً عند العدّائين والرياضيين ذوي المشاركات الكثيفة والمتكررة في الرياضات. تتأثر كلٌّ من العضلات والأعصاب في متلازمة الحيز الجهدية، إذ يتسبب ارتفاع الضغط المزمن ضمن العضلات والتورم بألم نتيجة الحد من تدفق الدم والأوكسجين إلى الأنسجة العضلية كما يجب، ما يتظاهر بدوره أيضاً على شكل إعاقة في عمل العضلات المُصابة، وبما يتعلق بألم متلازمة الحيز الجهدية المزمنة فهو يتصف بما يلي:

  • يبدأ بعد مرور وقت على ممارسة الحركة أو قطع مسافة معينة من المشي أو بذل شدة معينة من المجهود.
  • يزداد سوءاً بشكل تدريجي وليس مفاجئاً.
  • يتحسن الألم ويصبح أقل حدة خلال 15 دقيقة من التوقف تماماً عن ممارسة النشاط البدني.
  • تكون هناك حاجة إلى المزيد من الوقت للتعافي من الألم التالي للحركة كلما أُهمل تدبير الألم وتقدمت الإصابة.

ومع ذلك، تكون الراحة عند أخذ استراحة عن ممارسة التمارين الرياضية أو أداء الأنشطة البدنية مؤقتة، وصحيحٌ أنها تخفف من الأعراض إلّا أنها ليست علاجاً، وبمجرد ممارسة الرياضة مرة أخرى تعود تلك الأعراض.

ما الآلية الإمراضية لحدوث متلازمة الحيز الجهدية المزمنة؟

عند ممارسة الرياضة يزداد حجم العضلات وتتمدد اللفافة العضلية في الحالة الطبيعية معها، أمّا عند الإصابة بمتلازمة الحيز الجهدية المزمنة فإن أنسجة اللفافة لا تتوسع مع العضلات ما يتسبب بزيادة الضغط ضمن اللفافة العضلية وحدوث الألم في العضلات المصابة.

من جهةٍ أخرى، يُعتقد أن الطريقة التي يتم التحرك بها أثناء ممارسة التمارين الرياضية ذات دور في التسبب في متلازمة الحيز الجهدية المزمنة، وقد تشمل الأسباب المحتملة الأخرى كلاً من تضخم العضلات المفرط أثناء التمرين، أو ارتفاع الضغط داخل الأوردة.

اقرأ أيضاً: انحلال الربيدات: دليلك لمعرفة سبب ألم العضلات بعد التمرين

عوامل خطر الإصابة بمتلازمة الحيز الجهدية المزمنة

توجد مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمتلازمة الحيز الجهدية المزمنة، نذكر أبرزها:

اقرأ أيضاً: كيف تتخلص من ألم العضلات بعد التمارين الرياضية؟

تدبير وعلاج متلازمة الحيز الجهدية المزمنة

لا تعد متلازمة الحيز الجهدية المزمنة حالة مهددة للحياة ولا تسبب أي ضرر عادةً عند علاجها بالشكل الصحيح وعدم إهمال تدبيرها. ومع ذلك، قد يمنع الألم أو الضعف العضلي المرتبط بمتلازمة الحيز الجهدية المزمنة من الاستمرار في ممارسة الرياضة بمستوى الشدة نفسه، إلّا أن العلاج يخفف من الأعراض وتتضمن الخيارات العلاجية لمتلازمة الحيز الجهدية المزمنة طرقاً غير جراحية وأخرى جراحية.

العلاج غير الجراحي

على الرغم من أن العلاج المحافظ غير الجراحي لا يُعتبر علاجاً شافياً لمتلازمة الحيز الجهدية المزمنة، فإنه يُوصى بمسكنات الألم والعلاج الفيزيائي والتدليك وتمديد الطرف بعد التمرين كخطوة أولى لتدبير هذه المتلازمة، وذلك إضافة لاستخدام الأحذية الطبية التي تُحسّن من وضعية العظام أثناء ممارسة التمرين.

كما يُنصح بالتوقف عن ممارسة التمارين الرياضية لفترة وجيزة، ويساعد أيضاً تغيير طريقة الهبوط على القدمين أثناء الجري، بالإضافة إلى استبدال بعض الأنشطة الرياضية التي تسببها بأخرى، فإن كان الجري مؤلماً بالنسبة لك يمكنك محاولة السباحة أو ركوب الدراجة.

من جهة أخرى، يُساعد حقن البوتوكس في عضلات الساق على علاج متلازمة الحيز الجهدية المزمنة، إذ يُخفف قليلاً من التشنج العضلي ويُقلل من انتفاخ وازدياد حجم العضلة التالي للتمرين.

العلاج الجراحي

يتضمن الإجراء الجراحي لمتلازمة الحيز الجهدية المزمنة "بضع اللفافة العضلية" للعضلة المُصابة، إذ يُعتبر أحد أكثر الإجراءات فاعلية على المدى الطويل. ويشتمل هذا الإجراء الجراحي على قطع الأنسجة غير المرنة التي تغطي العضلة، والذي بدوره يخفف من الضغط داخل العضلات ويسمح للعضلات بالتمدد بحرية أكبر. ويُمكن إجراء قطع كامل لصفاق العضلة أو إجراء شقوق صغيرة ما يقلل بدوره وقت التعافي ويسمح للفرد بالعودة إلى نشاطه في وقت أقصر.

اقرأ أيضاً: لماذا تنقبض عضلاتك أحياناً بشكل لا إرادي؟ إليك كيف تتجنب ذلك

ومع ذلك وعلى الرغم من أن الجراحة فعّالة لمعظم الأشخاص، فإنها لا تخلو من المخاطر، إذ قد تتسبب بحدوث أذية عضلية أو عصبية دائمة كما أنها قد لا تُحقق النتائج المرجوة إذ يبقى الألم حتى بعد الجراحة، وتشمل مضاعفات الجراحة الأخرى كلاً من الإنتان والضعف العضلي والكدمات والتندب.