ما أسباب الشخير عند النساء وكيف يمكن الحد منه؟

ما أسباب الشخير عند النساء وكيف يمكن الحد منه؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ ivector

يحدث الشخير عندما ترتخي الأنسجة الموجودة في الفم والحلق أثناء النوم، ما يعوق تدفق الهواء جزئياً ويحدّ من المساحة اللازمة للتنفس في الحلق. وعلى الرغم من أن الشخير أكثر شيوعاً عند الرجال، فإن الكثير من النساء يعانين من الشخير أيضاً. في الواقع، تعاني نحو 28% من النساء البالغات من الشخير بشكل منتظم، ولكنهن أقل ميلاً للاعتراف بهذه المشكلة. فما أسباب الشخير عند النساء وكيف يمكن الحد من هذه المشكلة ومتى ينبغي اللجوء إلى الطبيب؟

أسباب الشخير عند النساء

ثمة بعض العوامل الخاصة بالنساء التي تسبب الشخير عندهن مثل الحمل وانقطاع الطمث وغيرها، بالإضافة إلى الأسباب الشائعة الأخرى المشتركة بين الجنسين مثل احتقان الأنف وقصور الغدة الدرقية والسمنة وغيرها. ومن أسباب الشخير عموماً عند النساء ما يلي:

الحمل

يعاني نصف الحوامل تقريباً من الشخير، وهو أمر قد يزداد سوءاً مع تقدم الحمل وخصوصاً خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة منه. ويزداد الشخير خلال الحمل نتيجة العديد من الأسباب ومنها:

  • التغييرات الهرمونية: تسهم التغيرات الهرمونية مثل تغير مستويات الأستروجين والبروجسترون خلال الحمل في تجمع السوائل في الممرات الأنفية عند الحامل، ما يزيد من احتقان الأنف ويقلل من المساحة اللازمة للتنفس، وهو ما يؤدي بدوره إلى حصول الشخير خاصة في الفترة الأخيرة من الحمل.
  • زيادة تدفق الدم: تزداد كمية الدم المتدفق في جسم الحامل بنسبة تصل إلى 45%، وذلك لدعم نمو الجنين، وتؤدي هذه الزيادة في تدفق الدم إلى تقليل مساحة الممرات الأنفية وزيادة الاحتقان وصعوبة التنفس من خلال الأنف، ما يفاقم مشكلات التنفس عند الحامل خصوصاً عند الاستلقاء ويسبب الشخير.
  • زيادة الوزن: يمكن أن تسهم زيادة الوزن التي تحدث خلال الحمل أيضاً في حدوث الشخير، وذلك لأنها تسبب تورم الأنسجة ما يترك مساحة أصغر في الحلق لمرور الهواء.
  • عوامل أخرى: تزداد احتمالية معاناة بعض الحوامل من الشخير بسبب بعض الخصائص الفسيولوجية مثل شكل وحجم اللسان الطبيعي أو الفك أو اللوزتين، بالإضافة إلى أن التدخين أيضاً قد يزيد من حدوث الشخير.

اقرأ أيضاً: ما أعراض نقص البوتاسيوم عند الإناث؟

سن اليأس 

قد يزيد الشخير عند النساء أثناء مرورهن بمرحلة انقطاع الطمث (سن اليأس Menopause) وبعدها، وقد يكون ذلك بسبب انخفاض هرمونات الأستروجين والبروجسترون التي تقلل عادة من احتمال حصول الشخير. بالإضافة إلى ذلك، فإن النساء غالباً ما يعانين من زيادة الوزن بعد انقطاع الطمث، ما يزيد من خطر الإصابة بالسمنة وتغير التنفس أثناء النوم.

زيادة الوزن والسمنة

إن النساء والرجال الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة هم أكثر عرضة للشخير، وذلك لأن تراكم الدهون الزائدة في الرقبة والحلق واللسان يمكن أن تجعل مجرى الهواء أضيق عند الاستلقاء، بالإضافة إلى أن السمنة يمكن أن تقلل من حجم رئتي الشخص، وتتداخل مع وظيفة العضلات المشاركة في التنفس.

اقرأ أيضاً: لماذا تظهر الكدمات الزرقاء مجهولة السبب على جسم المرأة؟

احتقان الأنف ومشكلاته

ثمة العديد من الحالات التي تسبب انسداد الممرات الأنفية أو تجعلها ضيقة جداً مسببة الشخير، مثل احتقان الأنف وتورم الحلق الناتج عن نزلات البرد أو الحساسية أو التهاب الجيوب الأنفية أو جراحة الجيوب الأنفية أو مشكلات في الحاجز الأنفي أو وجود نموات غير طبيعية داخل تجويف الأنف.

اقرأ أيضاً: ما أسباب طنين الأذن عند النوم أو الاستلقاء؟

قصور الغدة الدرقية

يحدث قصور الغدة الدرقية عندما لا تنتج الغدة الدرقية ما يكفي من هرموناتها، ويسبب قصورها ضيقاً في الممرات التنفسية ما يزيد من احتمال حصول الشخير، بالإضافة إلى التأثير على العديد من أعضاء الجسم الأخرى. وعلى الرغم من أن قصور الغدة الدرقية قد يحدث عند الرجال والنساء، فهو أكثر شيوعاً عند النساء.

التدخين والكحول وبعض الأدوية

يسبب استهلاك الكحول زيادة الشخير بسبب تأثيره على عضلات مجرى التنفس العلوي، كما يؤدي التدخين إلى تفاقم الشخير وذلك لأنه قد يسبب احتقان الأنف أو نتيجة حصول انسحاب النيكوتين قصير المدى الناتج عن عدم التدخين أثناء الليل. بالإضافة إلى ذلك، ثمة العديد من الأدوية التي قد تزيد من احتمالية حدوث الشخير عند النساء والرجال مثل:

  • مضادات الهيستامين.
  • أدوية الصرع.
  • بعض مضادات الاكتئاب.
  • الأفيون.
  • بعض الأدوية المهدئة مثل البنزوديازيبين.

انقطاع النفس الانسدادي النومي

قد يكون الشخير عرضاً من أعراض الاضطراب المسمى انقطاع النفس الانسدادي النومي (Obstructive Sleep Apnea)، وهو حالة يحدث فيها ارتخاء مؤقت للعضلات التي تدعم الأنسجة الرخوة في الحلق، ما يسبب ضيق الممرات الهوائية أو انغلاقها بشكل كامل، ويؤثّر بشكل كبير على التنفس خلال النوم. في هذا الاضطراب، يتباطأ التنفس بشكل ملحوظ وقد تتوقف عملية التنفس لأكثر من 10 ثوانٍ في كل مرة أثناء النوم. يحدث انقطاع النفس الانسدادي النومي عندما ينخفض تدفق الهواء إلى أقل من 90% من المعدل الطبيعي.

يُذكر هنا أن الشخير لا يؤثّر عادةً على التنفس أو يؤدي إلى إيقاظ الشخص من النوم، في حين أن انقطاع النفس الانسدادي النومي غالباً ما يؤدي إلى الاستيقاظ ليلاً، وهي حالة طبية خطيرة تستوجب علاجاً سريعاً.

اقرأ أيضاً: لمَ يحدث «الضغط على الأسنان» أثناء النوم وكيف يتم علاجه؟

متى يجب اللجوء إلى الطبيب؟

إذا استمر الشخير لفترة أطول من بضع ليالٍ أو كان صوته عالياً جداً، فينبغي التحدث إلى الطبيب المختص أو مقدم الرعاية الصحية؛ إذ قد يكون الشخير أحياناً عرضاً مصاحباً لأحد اضطرابات النوم، مثل انقطاع النفس الانسدادي النومي آنف الذكر. وعلى الرغم من أنه ليس كل شخص يشخر مصاباً بانقطاع النفس الانسدادي النومي، لكن إذا كان الشخير مصحوباً بأي من الأعراض التالية فينبغي استشارة الطبيب:

  • توقف التنفس مؤقتاً أثناء النوم.
  • النوم المفرط نهاراً.
  • صعوبة التركيز.
  • الصداع الصباحي.
  • التهاب الحلق عند الاستيقاظ من النوم.
  • النوم غير المريح.
  • انقطاع النفس أو الشعور بالاختناق أثناء النوم ليلاً.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • الشعور بألم الصدر ليلاً.
  • الشخير المرتفع الذي تليه فترات من الهدوء عند توقف التنفس.

هل يمكن التخفيف من الشخير عند النساء في المنزل؟

في الواقع، يمكن تحسين حالات الشخير الخفيفة عن طريق إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة مثل المحافظة على وزن صحي، بالإضافة إلى بعض النصائح الأخرى مثل:

  • النوم في الوقت نفسه يومياً.
  • تجنب النوم على الظهر والنوم على أحد الجانبين.
  • علاج احتقان الأنف المستمر.
  • تجنب شرب الكحول قبل النوم.
  • تجنب تناول الطعام قبل النوم.
  • استخدام شرائط الأنف التي توضع على جسر الأنف قبل النوم.
  • رفع الرأس بوسادة إضافية.

ختاماً، قد تكون النصائح آنفة الذكر فعّالة في التخفيف من الشخير عند النساء عند حدوثه بشكل خفيف أو قليل، ومع ذلك، ينبغي مراجعة الطبيب في حالة الشخير المتكرر، لأن التحكم في الشخير سوف يساعد على النوم بشكل أفضل ويحسن نوعية الحياة.

المحتوى محمي