هل تُعدّ أمراض الثدي الحميدة مؤشراً للإصابة بسرطان الثدي؟

3 دقيقة
هل تُعدّ أمراض الثدي الحميدة مؤشراً للإصابة بسرطان الثدي؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/Jo Panuwat D

لدى استشعارك كتلة أو ألماً في أحد الثديين، لا بُدّ أن ينتابك الخوف، ولحسن الحظ، معظم كتل الثدي حميدة أي أنها ليست سرطانية، لكن هل وجود تاريخ من أمراض الثدي الحميدة يزيد  خطر الإصابة بسرطان الثدي مستقبلاً؟ إليك ما يقوله الخبراء والدراسات.

ما هي أمراض الثدي الحميدة؟

مجموعة متنوعة من الحالات غير السرطانية التي تؤثّر في أنسجة الثدي. يمكن أن تظهر هذه الحالات على شكل آفات ملموسة (كتل أو أكياس)، أو تغييرات أخرى في الثدي تظهر خلال الفحص البدني، أو تشوهات يكشفها التصوير.

وفقاً للمراجعة المنشورة في المجلة الدولية لصحة المرأة (International Journal of Women's Health) يمكن تصنيف الأورام الحميدة عادة إلى ثلاث فئات:

1. الآفات غير التكاثرية: لا تزيد هذه الآفات عدد الخلايا في أنسجة الثدي، مثل الأكياس البسيطة، وهي أكياس مملوءة بالسوائل داخل الثدي، والتغيرات الكيسية الليفية غير التكاثرية، وهي عبارة عن تغيرات في أنسجة الثدي يمكن أن تسبب كتلاً أو ألماً، ولكنها لا تنطوي على زيادة في عدد الخلايا.

2. الآفات التكاثرية دون خلل في النمو: تزيد هذه الآفات عدد الخلايا ولكن الخلايا تبدو طبيعية، مثل:

  • الأورام الليفية الغدية: وهي كتل صلبة غير سرطانية في الثدي.
  • الآفات الحليمية: وهي نتوءات صغيرة تشبه الأصابع في قنوات الثدي.
  • الندبات الشعاعية: آفات على شكل نجمة قد تبدو مثل السرطان في تصوير الثدي بالأشعة السينية ولكنها حميدة.

3. آفات تكاثرية مع خلل تنسج: يتضمن زيادة غير طبيعية في عدد الخلايا في أنسجة الثدي، بحيث تبدو هذه الخلايا مختلفة عن الخلايا الطبيعية تحت المجهر. ثمة نوعان رئيسيان منه:

  • فرط التنسج المعتاد (النموذجي): ويحدث في قنوات الحليب في الثدي، وفيه تكون الخلايا غير طبيعية ولديها فرصة أكبر لتصبح سرطانية.
  • فرط التنسج غير النمطي: يحدث هذا في الفصيصات، وهي الغدد التي تنتج الحليب.

اقرأ أيضاً: دليلك لفهم سرطان الثدي

هل ترتبط حالات الثدي الحميدة بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي؟

عام 2022، أجرى فريق من الباحثين الإسبانيين دراسة لتحديد خطر الإصابة بسرطان الثدي على المدى الطويل بعد تشخيص مرض الثدي الحميد. في الدراسة التي نشرتها المجلة الدولية للبحوث البيئية والعامة (International Journal of Environmental Research and Public)، حلل الباحثون بيانات أكثر من 778 ألف امرأة إسبانية تتراوح أعمارهن بين 50-69 عاماً، شاركن في فحص الثدي مرة واحدة على الأقل في الفترة بين عامي 1996-2015، وقارنوا بين النساء اللاتي تم تشخيص إصابتهن بأي مرض حميد في الثدي، بما في ذلك الأورام الليفية والأكياس، مع النساء اللاتي لم يتم تشخيص إصابتهن بأي مرض في الثدي وتوصلوا إلى أن النساء اللاتي عانين أي نوع من أمراض الثدي الحميدة كنّ أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي بنحو 70% وسطياً، مقارنة بمَن لم يعانين من هذه الأمراض. على وجه التحديد، كانت النساء المصابات بأمراض الثدي الحميدة التكاثرية أكثر عرضة للإصابة على المدى الطويل من أولئك اللاتي يعانين مرضاً حميداً غير تكاثري، وظل هذا الخطر المرتفع قائماً مدة 20 عاماً على الأقل.

وضّحت الباحثة في معهد أبحاث مستشفى ديل مار الطبي، والمؤلفة الرئيسية للدراسة، مارتا رومان (Marta Roman)، أنه يمكن اعتبار مرض الثدي الحميد مؤشراً على أن المرأة معرضة لخطر أعلى للإصابة بسرطان الثدي في المستقبل، وأضافت أنه ليس مجرد حالة قد تتحول إلى سرطان، إذ غالباً ما عثر الأطباء على مرض الثدي الحميد في أحد الثديين، ثم تطور السرطان في الثدي الآخر لاحقاً.

اقرأ أيضاً: ليس للنساء فقط: سرطان الثدي يُصيب الرجال أيضاً

هل تؤدي أمراض الثدي الحميدة إلى سرطان الثدي؟

إن مجرد الإصابة بأحد أمراض الثدي الحميدة لا يعني بالضرورة أنه سيؤدي إلى الإصابة بسرطان الثدي لاحقاً، لأن سرطان الثدي مرض متعدد العوامل، أي تتحكم به عدة عوامل، أهمها:

  • عوامل لا يمكن التحكم بها وتضم العوامل الوراثية (التاريخ العائلي) والتقدم في السن.
  • عوامل يمكن التحكم بها تتعلق بنمط الحياة، وتشمل ممارسة النشاط البدني والسمنة وتناول الهرمونات فترات طويلة واستهلاك الكحول.

إن وجود عامل خطر واحد أو أكثر لا يعني بالضرورة أنكِ ستصابين بالمرض، كما أن وجود إصابة سابقة بأمراض حميدة لا يمثّل أكبر عوامل الخطر للإصابة بسرطان الثدي، لكنه يشير إلى ضرورة المراقبة والمتابعة المنتظمة مع مقدمي الرعاية الصحية، وهو ما يتضمن فحوص الثدي الروتينية، وتصوير الثدي بالأشعة السينية، وفي بعض الحالات، اختبارات التصوير الإضافية مثل الموجات فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي.

اقرأ أيضاً: دحض أهم 8 خرافات حول سرطان الثدي

يوضّح المدير الطبي في مركز ميموريال سلون كيترينغ للسرطان في الولايات المتحدة، لاري نورتون (Larry Norton)، أنه إذا كان الفرد لا يعاني أمراض الثدي الحميدة، أو أنسجة الثدي الدهنية، ولا يوجد تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي، يمكنه إجراء فحص الكشف عن سرطان الثدي كل 3-4 سنوات، بينما ينبغي لمَن عانى سابقاً أمراضاً حميدة أو لديه تاريخ عائلي من الدرجة الأولى للإصابة بسرطان الثدي، أو أمراض الثدي الحميدة، إجراء اختبار كل عام.

المحتوى محمي