مهما كثرت العلاجات، يبقى النظام الغذائي وممارسة الرياضة أكثر الطرائق شيوعاً لتحقيق الصحة المثلى، إلا أن الأنظمة الغذائية قد تكون غير فعّالة في حالات البدانة الشديدة، ما دفع سابقاً إلى اللجوء إلى أدوية إنقاص الوزن وجراحة البدانة، ويدفعنا اليوم إلى التفكير بـ "حقن إنقاص الوزن"، والتي تعتبر أحد إنجازات العلوم الطبية الحديثة التي اهتمت بعلاج البدانة، فما مدى فعاليتها وما آثارها الجانبية على الصحة؟
اقرأ أيضاً: متى تفوق إيجابيات الخضوع لجراحة البدانة مخاطرها ؟
هل حقن إنقاص الوزن فعّالة في خفض الوزن؟
حقن إنقاص الوزن فعّالة وآمنة وتمت الموافقة عليها من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية، إلا أن فعاليتها تعتمد على امتثال المريض والتزامه بالعلاج، فالحقن مُكلفة، الأمر الذي قد يُشكل عقبة في وجه الالتزام بأخذ الحقن في وقتها، وخاصةً أن إيقاف الحقن بشكل مفاجئ قد يكون له تأثير عكسي ويظهر ذلك على شكل حدوث زيادة كبيرة في الوزن.
من جهة أخرى، يُنصح بدمج الحقن مع تعديل نمط الحياة وإدخال عادات صحية تُعزز من فقدان الوزن مثل اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة والنوم الكافي والابتعاد عن استهلاك المشروبات الكحولية، وإلا ستكون نتائج حقن إنقاص الوزن مؤقتة.
أنواع حقن إنقاص الوزن وفوائدها
من المهم معرفة أنواع الحقن المتاحة وكيفية عمل كل منها، فقد تكون لأخذ حقنة خاطئة آثار خطيرة كأخذ حقنة تحتوي على أحد المكونات التي يتحسس منها الفرد. ومن أهم الحقن التي تُستخدم في إنقاص الوزن نذكر التالي.
حقن "ساكيندا" (Saxenda) أو "فيكتوزا" (Victoza)
تتكون هذه الحقن من شكل اصطناعي لما يُعرف باسم GLP-1 طويل الأمد أو مُقلد الببتيد الشبيه بالجلوكاجون، والذي يساعد في التحكم بالشهية وتعزيز الشعور بالشبع بشكل سريع ولمدة طويلة.
من الفوائد الأخرى لهذه الحقن أنها تساعد في ضبط سكر الدم، الأمر الذي يعتبر خبراً ساراً لمرضى السكري، كما أنها تقلل من ضغط الدم والكوليسترول.
اقرأ أيضاً: لماذا يحدث ترهل الجلد بعد خسارة الوزن؟ وكيف يتم تجنبه؟
حقن "تروليسيتي" (Trulicity)
وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية في البداية على هذه الحقن كأحد علاجات السكري من النمط الثاني، ولمّا أظهرت تأثيراً إيجابياً واضحاً في إنقاص الوزن، توسعت دائرة استخدامها، فهي تحتوي على مادة "دولاجلوتيد" التي تساعد في ضبط مستويات سكر الدم، كما أنها تقلل من نشاط جهاز الهضم ما يُبطئ من انتقال الطعام من المعدة إلى الأمعاء والذي بدوره يطيل من الشعور بالشبع ويُنظم الشهية.
حقن الأوكسجين والأوزون لإنقاص الوزن
على الرغم من أن الأمر قد يبدو غريباً، فإن العديد من المتخصصين يستخدمون هذه الحقن التي تُحسن من عملية التمثيل الغذائي، وترفع من معدل استقلاب الجسم، ما يعني حرق الدهون بشكل أسرع وبالتالي إنقاص الوزن.
لهذا النوع من الحقن فوائد أخرى، فهي ذات خواص مسكنة للألم ومطهرة للجروح ومضادة للالتهابات الجرثومية والفيروسية، وهي آمنة ومستحسنة لدى مرضى السكري، إلا أنها يمكن أن تكون سامة في حال تم أخذها بشكل خاطئ، وهي من الحقن التي تتطلب الالتزام الحثيث طويل الأمد حتى تحقق النتائج المرجوة.
حقن "ليبوتروبيك" (Lipotropic)
يُطلق على هذه الحقنة اسم "الحقنة المُذيبة للدهون" لأنها تحتوي على 3 مواد تعزز من فقدان الوزن: وهي "الميتيونين" التي تزيد من نشاط الكبد فتزيد بذلك من طرحه للدهون، ومادة "الإينوسيتول" التي تمارس نفس تأثير الميتيونين، وأخيراً "الكولين" التي تمنع تراكم الشحوم والكوليسترول في الجسم وتساعد في طرحها ومنع تخزينها فيه.
اقرأ أيضاً: كيف تعمل تقنية تجميد الدهون للتنحيف وما مخاطرها؟
حقن "فوسفات آيدلكولين" (Phosphatidylcholine)
تساعد هذه الحقن في تحويل الدهون المعقدة إلى بسيطة سهلة التفكيك، ليتم امتصاصها ونقلها إلى مجرى الدم حتّى تصل للكبد لتتم معالجتها وطرحها فيه. يتميز هذا النوع بأنه يُحقن موضعياً في مكان تراكم الدهون المراد التخلص منها، الأمر الذي يكون مفيداً لمن يعانون من تركز الدهون في منطقة محددة.
حقن هرمون HCG لإنقاص الوزن
هرمون HCG أو ما يُسمى بـ "موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية"، هو الهرمون الذي يرتفع بشكل طبيعي في الجسم أثناء الحمل، والذي أظهر حقنه نتائج مهمة في فقدان الوزن وخاصةً عند إرفاق ذلك بالالتزام بنظام غذائي منخفض السعرات الحرارية، إذ يزيد هذا الهرمون من معدل استقلاب الجسم ويساعد في خسارة الدهون بناءً على ذلك.
حقن فيتامين B12 لإنقاص الوزن
هذا الفيتامين الذي تحتاجه أجسامنا لأداء معظم وظائفها بالشكل الأمثل هو نفسه الذي يساعد في إنقاص الوزن عن طريق تعزيز عملية التمثيل الغذائي، ويمنح إمداداً بالطاقة ناجماً عن حرق الخلايا الدهنية. من جهة أخرى، قد يسبب استخدام هذه الحقن الشعور بتسرع النبض القلبي لأنها تؤثر على معدل الاستقلاب، الأمر الذي يُنفر البعض من استخدامها.
اقرأ أيضاً: تعرف على تقنية الكافيتيشن لتكسير الدهون بالموجات فوق الصوتية دون جراحة
الآثار الجانبية لحقن إنقاص الوزن
يتفاعل جسم كل شخص بشكل مختلف مع الأدوية والحقن. وعلى الرغم من أن النسبة الكبرى لا تعاني من أي آثار جانبية، لا يزال من المهم أن تكون مطلعاً على الآثار الجانبية حتى تكون مستعداً للتعامل معها إذا واجهت أياً منها. تتضمن الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً لحقن إنقاص الوزن ما يلي:
- الغثيان والقيء.
- الشكوى من آلام بطنية.
- الإسهال أو الإمساك.
- انخفاض سكر الدم.
- الشكوى من عسر الهضم.
- التهاب المعدة.
- القلس المعدي المريئي.
- انتفاخ بطني.
- تسرع في النبض.
- التعب غير المُفسر.
- الشعور بالدوار.
اقرأ أيضاً: هل تكفي إمكانية المشي وحدها لحل مشاكل عدم المساواة في النظام الصحي؟
لحسن الحظ، تميل معظم الآثار الجانبية إلى الاختفاء في غضون أسبوعين من بدء العلاج حيث يحتاج الجسم هذه المدة لكي يعتاد عليها، لذلك لا تقلق في حال كنت تعاني من أحد التأثيرات التي ذُكرت أعلاه، فهي لن تستمر طوال فترة العلاج.