وفر 50٪ من خلال الاشتراك السنوي في مجرة واحصل على تصفح لا محدود لأفضل محتوى عربي على الإنترنت.
الأجسام المضادة (أضداد) وحيدة النسيلة (MABs) هي نوع من العلاج الدوائي الموجَّه والدقيق. تتعرف هذه الأدوية على بروتينات معينة وتجدها في الخلايا السرطانية. هناك العديد من الأجسام المضادة وحيدة النسيلة المتنوعة لعلاج السرطان، وتعمل بطرق مختلفة لقتل الخلية السرطانية أو منعها من النمو.
تدعى وحيدة النسيلة لأنها مأخوذة من سلالة خلوية واحدة (نسل واحد). تُستخدم اللاحقة "-mab" للأدوية الخاصة بالأجسام المضادة وحيدة النسيلة لتمييزها عن الأنماط الأخرى من الأدوية.
كان أول جسم مضاد أحادي النسيلة مُرخص هو (Orthoclone OKT3)، الذي تمت الموافقة عليه من قبل وكالة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) في عام 1986، لاستخدامه في علاج الرفض المناعي لزرع الكلى. إنه جسم مضاد (IgG2a) لفأر وحيد النسيلة يكون مستضده المتماثل (CD3). ويعمل عن طريق الارتباط ومنع تأثيرات مستضدات (CD3) المعبر عنها على الخلايا التائية.
هناك خطر الانتكاس بعد العلاج الكيماوي والإشعاعي للسرطانات، وذلك بسبب تشكل النقائل الورمية، وهي خلايا سرطانية تنفك عن الكتلة الأساسية، وتدخل إلى مجرى الدم وتتحرك في كامل أنحاء الجسم، إلى أن تستقر في مكان وتنقسم فيتشكل لدينا سرطان نقائل.
تقوم الأجسام المضادة وحيدة النسيلة بالدوران في أنحاء الجسم مع الدم، لكي ترتبط مع خلايا السرطان وتنبه جهاز المناعة لوجود النقائل، فيتم القضاء عليها وتفادي خطر الانتكاس.
يتم تطوير الجسم المضاد وحيد النسيلة، عن طريق تعريض خلية دم بيضاء لأحد الثدييات، إلى بروتين فيروسي معين أو بروتين خلايا سرطانية مميز (مستضد، أنتيجين)، وذلك بعد أن يتم التعبير عنه من قبل فيروس أو ناقل تعبيري، فتقوم الخلايا وحيدة النسيلة بتصنيع الأجسام المضادة التي تستهدف هذا المستضد دون سواه، ومن ثم يتم جمعها لاستخدامها العلاجي.
قبل كوفيد-19، تم تطوير الأجسام المضادة وحيدة النسيلة لعلاج العديد من الأمراض الفيروسية، مثل الإيبولا وداء الكلب.
تستطيع معرفة الكائن الحي الذي تم تصنيع الأجسام المضادة وحيدة النسيلة من خلال خلاياه المناعية، عن طريق الأحرف الرمزية الموجودة في اسم الدواء قبل اللاحقة (mab) وهي:
مثال: عند قراءة اسم دواء (Gemtuzumab) نرى أنه من خلايا مؤنسنة.
من أكبر صعوبات إنتاج الأجسام المضادة وحيدة النسيلة، هو أنه يجب أن يكون محدداً جداً للمستضد الذي يحتاج إلى الارتباط به. بالإضافة إلى الحاجة لزراعة الخلايا الثديية، واستخلاص الأضداد منها، ما يجعلها مكلفة جداً ولا يمكن استخدامها لأغراض أو أهداف ثانية مثل الأدوية الأخرى.