منذ أكثر من 16 مليون سنة، كانت رقاب الزرافات أقصر وكان لها رؤوس متقرّنة غريبة، وذلك وفقاً لمستحاثات تم اكتشافها حديثاً تعود لنوع يدعى "ديسكو كيريكس شيدجي". واي. يانغ وإكس. غوو
إهداء هذه المقالة
هذه الميزة مخصصة للمشتركين يمكنهم مشاركة المواضيع بحد اقصى 10 مواد من كافة مواقع مجرة
إن النطحة ليست حركة تفعلها "البوكيمونات" ولاعبو كرة القدم الأسطوريين فقط، بل إنها دليل يساعدنا على فهم حياة الزرافات القديمة. توثّق دراسة جديدة نُشرت في 3 يونيو/حزيران 2022 في مجلة "ساينس" رحلة استكشافية في شمال الصين اكتشف فيها علماء الأحافير مستحاثات تعود لزرافات قصيرة العنق (أو "أشباه الزرافات"، وهو نوع من الزرافات يعود إلى عصور ما قبل التاريخ) كانت تضرب بعضها بعضاً بجماجمها.
يدعى هذا النوع الجديد "ديسكو كيريكس شيدجي"، وكان لدى أفراده أعناق قصيرة للغاية. تمتلك الزرافات البالغة الحالية أعناقاً تصل أطوالها إلى نحو 1.8 متراً تأرجحها ضاربة بها الزرافات الأخرى لفرض هيمنتها (انظر الفيديو أدناه). لكن تشير النتائج الجديدة إلى أن هذا الأسلوب في القتال بالأعناق قد يكون تكيفاً حديثاً.
اقرأ أيضاً: الزرافات تفاجئ العلماء مرة أخرى
دراسة أحافير الزرافات
قام فريق
أدخل بريدك الإلكتروني واقرأ المقال مجاناً
أنشئ حساباً مجاناً واقرأ مقالتين مجاناً كل شهر من أوسع تشكيلة محتوى أنتجته ألمع العقول العالمية والعربية.
إن النطحة ليست حركة تفعلها "البوكيمونات" ولاعبو كرة القدم الأسطوريين فقط، بل إنها دليل يساعدنا على فهم حياة الزرافات القديمة. توثّق دراسة جديدة نُشرت في 3 يونيو/حزيران 2022 في مجلة "ساينس" رحلة استكشافية في شمال الصين اكتشف فيها علماء الأحافير مستحاثات تعود لزرافات قصيرة العنق (أو "أشباه الزرافات"، وهو نوع من الزرافات يعود إلى عصور ما قبل التاريخ) كانت تضرب بعضها بعضاً بجماجمها.
يدعى هذا النوع الجديد "ديسكو كيريكس شيدجي"، وكان لدى أفراده أعناق قصيرة للغاية. تمتلك الزرافات البالغة الحالية أعناقاً تصل أطوالها إلى نحو 1.8 متراً تأرجحها ضاربة بها الزرافات الأخرى لفرض هيمنتها (انظر الفيديو أدناه). لكن تشير النتائج الجديدة إلى أن هذا الأسلوب في القتال بالأعناق قد يكون تكيفاً حديثاً.
قام فريق الباحثين الدولي الذي يقوده "شي تشي وانغ" من الأكاديمية الصينية للعلوم في بكين بتحليل البنية الفريدة لأغطية رؤوس أفراد النوع الجديد من الزرافات ومفاصل أعناقها من خلال دراسة المستحاثات المكتشفة حديثاً. كما درسوا بيانات النظائر الكيميائية المأخوذة من مينا الأسنان المحفوظ، ما ساعدهم على تخيّل حياة تلك الزرافات في ذلك الوقت. يتوقع الباحثون أن الأسلاف قصيري العنق عاشوا في العصر الميوسيني (العصر الذي أصبحت فيه الأراضي العشبية أكثر وفرة) منذ نحو 16.9 مليون سنة. أمضت أشباه الزرافات القديمة معظم وقتها في التجوال في الأراضي المفتوحة، ومن المرجح أنها كانت تتغذى على أوراق النبات القريبة من الأرض بدلاً من أوراق الأشجار العالية.
وجد الباحثون أيضاً بالإضافة إلى اكتشاف نوع جديد كلياً من الزرافات أن بُنى جماجم وأعناق ذكور النوع الجديد كانت فريدة من نوعها. تبين من دراسة مفاصل الأعناق أن هذه الزرافات كانت لديها فقرات وقلنسوات سميكة تغلّفها طبقة من الكيراتين تشبه تلك الموجودة لدى الثيران والأكباش المعاصرة. وكانت رؤوس الذكور التي تشبه الخوذ متكيفة لضرب بعضها بعضاً.
خلص الباحثون إلى أن الجماجم المقوّاة كانت على الأرجح سلاحاً يستخدم لضرب الذكور الآخرين أثناء التنافس على الإناث بهدف التكاثر.
قال عالم الحفريات في المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي والمؤلف المشارك للدراسة الجديدة "جين مينغ" لصحيفة "نيويورك تايمز": "تبين النتائج الجديدة أن تطوّر الزرافات لا يقتصر على زيادة أطوال أعناقها"، وأضاف: "إذ أن تكيُّف النوع الجديد من الزرافات كان مختلفاً للغاية".
تقدم النتائج أيضاً تفسيراً بديلاً للطريقة التي تطوّرت بها الأعناق الطويلة للزرافات الحديثة. تنص النظرية السائدة على أن المنافسة على الطعام كانت السبب الأساسي لاستطالة أعناق الزرافات، والتي أتاحت لها الوصول إلى الأوراق في أعالي الأشجار. لكن من المحتمل أن تكون المنافسة الجنسية قد منحت أفضلية تطورية لأشباه الزرافات التي لها أعناق أكثر طولاً بقليل والتي تنطح بعضها. مع استخدام أفراد هذا النوع لأعناقهم في القتال، منحهم ذلك فرصة خلق ذرية طويلة العنق. وكان ازدياد طول الأعناق لدرجة تسمح للزرافات بأن تصل إلى الطعام في أعالي الأشجار مجرد ميزة إضافية غير مقصودة.
قال الباحث المشارك الفخري في معهد فيتزباتريك لعلم الطيور الإفريقي في جامعة كيب تاون "روبرت سيمونز"، والذي لم يشارك في الدراسة الجديدة، لموقع "لايف ساينس": "في الوقت الحالي، ليس من السهل التمييز بين الدور الذي لعبه التنافس على الطعام وذلك الذي لعبه القتال بالأعناق"، وأضاف: "من المرجح للغاية أن كلا السلوكين أثر في تطوّر هذه الحيوانات الرائعة التي نراها اليوم".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط. موافق اقرأ أكثر حول سياسة الخصوصية
Privacy & Cookies Policy
Privacy Overview
This website uses cookies to improve your experience while you navigate through the website. Out of these cookies, the cookies that are categorized as necessary are stored on your browser as they are essential for the working of basic functionalities of the website. We also use third-party cookies that help us analyze and understand how you use this website. These cookies will be stored in your browser only with your consent. You also have the option to opt-out of these cookies. But opting out of some of these cookies may have an effect on your browsing experience.
Necessary cookies are absolutely essential for the website to function properly. This category only includes cookies that ensures basic functionalities and security features of the website. These cookies do not store any personal information.
Any cookies that may not be particularly necessary for the website to function and is used specifically to collect user personal data via analytics, ads, other embedded contents are termed as non-necessary cookies. It is mandatory to procure user consent prior to running these cookies on your website.