يسعى الآباء والأمهات إلى تربية طفلهم تربيةً مثاليةً، لذلك يؤكدون على تنمية المهارات الاجتماعية والمعرفية ومهارات التعامل مع الآخرين، وغير ذلك الكثير الذي يساهم في بناء شخصية متوازنة تساعد الطفل على الانطلاق قُدماً في المجتمع، لذا يبقى الجواب عن سؤال الآباء «كيف أقوي شخصية طفلي؟» مهماً جداً، ويمكن تطبيق عدة نصائح بسيطة وعملية ومفيدة تساعدهم على تقوية شخصية أبنائهم وزيادة ثقتهم بأنفسهم منذ سنواتهم الأولى.
كيف أقوي شخصية طفلي؟
لتقوية شخصية طفلك؛ عليك العمل على زيادة ثقته بنفسه، ولأجل ذلك؛ يمكنك اتباع عدة نصائح تساعدك:
1. إيلاء طفلك مزيداً من الاهتمام
تهيمن في عصرنا الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي على سلوك الطفل وتؤثر عليه، لذا على الآباء أن ينتبهوا جيداً لسلوك طفلهم واهتماماته على الإنترنت، ويجب على الآباء أيضاً تتبع الأنشطة التي يهتم بها الطفل والعادات الجديدة التي يتبناها والأشياء الجديدة التي يتعلمها، لذلك إذا كنت ترغب في رفع ثقة طفلك بنفسه وتقوية شخصيته، فعليك أن تمنحه اهتماماً أكبر، وتشعرَه بأنك تعرف ما يحب وما يرغب بفعله، وذلك منذ مرحلة الطفولة المبكرة.
2. راجع طريقة تعاملك مع طفلك
لا يوجد والد كامل، لذا على الآباء مراجعة أنفسهم لمعرفة ما إذا كانوا يتعاملون مع أطفالهم بطريقة صحيحة، فالنصائح غير الضرورية والصراخ على أطفالك بسبب أخطائهم سيزيد الوضع سوءاً. اشرح لهم برفق وصبر عواقب أخطائهم، وساعدهم في أداء الإجراءات التصحيحية. ستكون هذه هي الطريقة الأكثر فعالية لإحداث التغيير المطلوب في سلوكهم، لأن الصراخ والتعامل مع الأطفال بطريقة خاطئة يضعف شخصيتهم. استمر في مراقبة مهاراتك الأبوية، وفي حال الشعور بعدم الرضا؛ اطلب المساعدة من الخبراء لتحسين مهاراتك بحيث يترك سلوكك تأثيراً إيجابياً على الطفل.
اقرأ أيضا:
3. تقبل طفلك كما هو وامتنع عن مقارنته مع غيره
تُعتبر مقارنة طفلك بغيره أسوأ شيء يمكن أن تفعله له؛ حيث يمكن أن تؤدي مقارنته مع الأصدقاء والأقارب والجيران الآخرين إلى إلحاق ضرر كبير بشخصيته، فذلك يًشعره بأنه ليس جيداً يما يكفي، ويسبب له ارتباكاً في هويته، ليبدأ بتقليد الآخرين ليصبح مثلهم؛ وهذا يُضعف شخصيته. إن احترام شخصية الطفل هو بلا شك الخطوة الأولى في بناء ثقته بنفسه، لذا تعلم أن تتقبل عيوب ابنك، وابحث عن إيجابيات شخصيته، وحاول تغذية شغفه بدلاً من ذلك، واعمل على إظهار شخصيته الفريدة والمميزة.
اقرأ أيضاً: كيف أجعل طفلي يتحدث بطلاقة؟ إليك النصائح التالية
4. عاقبه بمحبة
يُعد العقاب مهماً للأطفال لمعرفة الفرق بين الخير والشر؛ لكن لا يجب أن يكون العقاب مسيئاً له أو عنيفاً، لذا يجب عليك معاقبة الطفل بلطف، مع شرح سبب العقاب له حتى يفهم ولا يكرر ذلك في المستقبل، فالعقاب القاسي والمسيء للطفل يُضعف شخصيته.
5. كن مستمعاً جيداً له
يعبر الطفل عن نفسه عن طريق التحدث مع أبويه، ويحب أن يشعر باهتمامهما طوال الوقت؛ لكن غالباً ما ينشغل الأبوان بأعمالهما، ولا يتمكنان من إعطاء الوقت الكافي لطفلهما؛ يؤدي ذلك إلى إضعاف شخصية الطفل ويزيد الشعور بعدم الأمان لديه، لذا ابدأ بقضاء وقت ممتع مع طفلك، واطلب منه التعبير أكثر عن نفسه واستمع لمخاوفه وقصصه، وناقش الصعوبات التي يواجهها، ووفّر له حلولاً لتعزيز ثقته.
6. اللعب وممارسة الرياضة والأنشطة
يساعد اللعب والرياضة الأطفال على التطور جسدياً وعقلياً وعاطفياً؛ هم يتعلمون من خلال اللعب العمل في مجموعات والتعاون، وتسوية النزاعات، وتطوير خيالهم، ومحاولة تأدية أدوار مختلفة. عندما يلعب الأطفال، فإنهم يمارسون مهارات اتخاذ القرار، ويتعلمون الدفاع عن أنفسهم والإبداع والاستكشاف والقيادة، فالرياضة والألعاب هما أفضل أنشطة تقوية شخصية الطفل.
اقرأ أيضاً: تريد تعليم طفلك القراءة السريعة؟ اتبع هذه الطرق
7. الحد من وقت الشاشة
إحدى المشاكل الرئيسية للآباء اليوم هي استخدام أطفالهم الأجهزة الذكية، وبسبب إدمان الطفل عليها؛ بات يقضي وقتاً أقل في التفاعل مع العالم المحيط، وأصبح بعيداً عن ممارسة الألعاب البدنية مع آخرين، وبعيداً عن الحياة الواقعية. يؤثر هذا على التطور الفكري والاجتماعي للطفل، لذلك على الآباء قضاء المزيد من الوقت مع أطفالهم في ممارسة الألعاب أو الخروج المنزل والتفاعل مع أطفال آخرين. سيؤدي الحد من الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشة إلى قطع شوط طويل في تحسين مهاراته الاجتماعية والعاطفية.
8. دع طفلك يكوّن شخصيته الفريدة
اسمح لطفلك بإظهار شخصيته المميزة والفريدة؛ لا أن يكون صورة عنك. قد تمتلك صفات جيدةً بالنسبة لك وترغب أن توجد هذه الصفة لدى طفلك، وهذا أمر جيد؛ لكن الأهم من ذلك بكثير أن يكون لطفلك شخصيته، وأن يتواصل مع أصدقائه والعالم من حوله بطريقته الخاصة، وتجنب إلقاء صفات على طفلك تؤثر على تكوين شخصيته؛ مثل خجول أو متسلط أو عاطفي أو قاسي.
9. تشجيعُ استقلاليته وإعطاؤه بعض الحرية
بالتأكيد من المهم رعاية الطفل والاهتمام به والانتباه عليه؛ لكن في نفس الوقت، فمن المهم إعطاؤه بعض الحرية لفعل ما يريد، والعمل على إظهار شخصيته، فذلك يزيد من ثقته بنفسه، أما دور الآباء هنا هو تحفيز الطفل على فعل ما يريد بأقل قدر من الصعوبات، مع إبعاد ما يؤذي عن الطفل؛ سيساعده ذلك على النمو بشكل مستقل بالمهارات الأساسية وتحسين إحساسه بالمسؤولية.
بعد اتباع هذه النصائح وتطبيقها جيداً، نرجو أن تكون قد حصلت على الإجابة المرجوة لسؤالك «كيف أقوي شخصية طفلي؟»
اقرأ أيضاً: يتواصلون مبكراً ويتطورون تدريجياً: كيف أعلم طفلي الكلام؟