كيف تقيس سرعة ردود فعلك على الأحداث المفاجئة؟ وكيف يمكنك تحسينها؟

5 دقيقة
كيف تقيس سرعة ردود فعلك على الأحداث المفاجئة؟ وكيف يمكنك تحسينها؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/Yury Zap
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

هل تعلم أن ما يفصل بينك وبين التتويج بالميدالية الذهبية في الأولمبياد هو أجزاء من الثانية فقط. إن هذا الفارق الضئيل في الوقت ليس فقط مقياساً للياقة البدنية بل أيضاً يقيس سرعة رد فعلك. 

لا يتعلق الأمر بعبور خط النهاية فحسب، فقد نرى تأثيره في مواقف الحياة اليومية، مثل قيادة السيارة، حيث يمكن أن يكون هذا الوقت هو الفارق بين الحياة والموت. فكيف يمكنك قياس سرعة استجابتك؟ وكيف يمكن تحسينها؟

وقت رد الفعل

وقت رد الفعل هو الوقت الممتد ما بين التعرّض لمحفز، بصري أو سمعي أو حركي (اللمس)، والرد عليه. على سبيل المثال، عندما تلمس وعاءً ساخناً، ستسحب يدك حالاً، أو هذا ما تعتقده. في الحقيقة، يوجد وقت تأخير بسيط ما بين لمسك الوعاء وحركة يدك، وهو الوقت الذي تستغرقه المعلومات لتصل من يدك إلى دماغك، حيث تُعالج، وغالباً ما يُقاس بالميلي ثانية ويمكن اختباره بطرق مختلفة.

يمكن تصنيف وقت رد الفعل إلى ثلاث فئات:

  • وقت رد الفعل البسيط: وفيه يسبب محفز واحد استجابة واحدة.
  • وقت رد الفعل المعقد: وفيه تسبب عدة محفزات استجابة واحدة.
  • وقت استجابة الكشف: يحدث عندما توجد محفزات عدة، لكن واحداً منها فقط يسبب استجابة.

وينبغي التنويه بأن رد الفعل يختلف عن المنعكس من حيث مستوى الوعي، ومعالجة المعلومات بواسطة الدماغ، وسرعة الاستجابة. إذ بينما يكون رد الفعل هو استجابة واعية وإرادية لمحفز ما، فإن المنعكس استجابة لا إرادية، ولا يتضمن قرارات واعية أو معالجة المعلومات بواسطة الدماغ.

اقرأ أيضاً: إليك أغرب الحقائق عن الدماغ

كيف يمكن قياس رد الفعل؟

تتوفر عدة اختبارات لقياس سرعة رد الفعل، وإليك بعضها:

اختبار إسقاط المسطرة

يُعدّ هذا الاختبار أحد أكثر الاختبارات موثوقية، والتي لا تحتاج إلى برامج أو معدات معقدة، فهو لا يحتاج سوى مسطرة، ويمكنك إجراؤه مع زميلك كما يلي:

  1. يجلس زميلك على كرسي ويمد يده للأمام مباشرة، ثم يُمسك مسطرة بحيث تتجه للأسفل بشكلٍ عمودي، ويبدأ الترقيم من مكان الإمساك بالمسطرة.
  2. اجلس أمام زميلك ومد يدك وافتح إصبعي السبابة والإبهام عن بعضهما بمسافة نحو 8 سنتيمترات، وضعهما تحت المسطرة مباشرة بمسافة سنتمترين اثنين.
  3. يُسقط شريكك المسطرة، وعليك أن تلتقطها بين إبهامك والسبابة بأسرع وقت.
  4. كرر الاختبار عدة مرات، وفي كل منها سجّل المسافة التي تقطعها المسطرة بين إصبعيك قبل حتى تلتقطها، وهو الرقم الموجود فوق إبهامك مباشرة، ثم احسب المتوسط.
  5. استخدم المعادلة التالية للحصول على زمن رد الفعل: 

d (cm) = (1/2)(980 cm/sec²)t²

d: المسافة التي تقطعها المسطرة.

980 cm/sec²: تسارع الجاذبية الأرضية.

t: زمن رد الفعل بالثانية.

على سبيل المثال، إذا كانت المسافة 5 سنتيمترات، فإن زمن رد الفعل هو 100 ميلي ثانية، وإذا كان 10 سنتيمترات سيبلغ زمن رد الفعل 140 ميلي ثانية. عادة يتراوح متوسط ​​النتيجة بين البالغين بين 15.9-20.4 سنتيمتر.

اقرأ أيضاً: اصنعها بنفسك: 5 ألعاب مسلّية في باحة منزلك الخلفية

اختبار وقت رد الفعل باتاك 

وهو اختبار يعتمد على محفز ضوئي عبارة عن لوحة ضوئية تضم 12 مصباحاً، وهو ما يُعرف بنظام باتاك (Batak). تعمل المصابيح بالتبادل بحيث يبقى المصباح مضاءً حتى تلمسه، فيُضاء مصباح آخر. مدة الاختبار نحو 30-60 ثانية، تقاس خلالها سرعة رد الفعل من خلال عدد المصابيح التي يمكنك إطفاؤها خلال هذا الوقت.

ردود الفعل
حقوق الصورة/ توبند سبورتس

مهمة ديري- ليوالد لقياس وقت رد الفعل

صمم عالم النفس إيان ديري (Ian Deary) مع مدير قاعدة البيانات ديف ليوالد (Dave Liewald) اختبار ديري- ليوالد (Deary-Liewald task) لقياس كل من سرعة رد الفعل والذكاء العام. وينقسم إلى مرحلتين:

  1. قياس رد الفعل البسيط: وهو عبارة عن شاشة كمبيوتر يوجد في وسطها مربع أبيض فوق خلفية زرقاء، وعندما يظهر القطران المتقاطعان للمربع ينبغي الضغط على أي زر على لوحة المفاتيح، بحيث يبقى القطران حتى تضغط على الزر، ثم يعودان للظهور بعد 1-3 ثوانٍ مرة أخرى. 

كيف تقيس سرعة ردود فعلك على الأحداث المفاجئة؟ وكيف يمكنك تحسينها؟

2. اختبار الاختيار: وهو يماثل الاختبار البسيط من حيث المبدأ، لكنه يتضمن 4 مربعات بجانب بعضها بدلاً من مربع واحد، ويتناوب ظهور الأقطار المتقاطعة على كل منها.

كيف تقيس سرعة ردود فعلك على الأحداث المفاجئة؟ وكيف يمكنك تحسينها؟

لاختيار المربع الذي تظهر عليه إشارة القطرين المتقاطعين، ينبغي الضغط على الزر الموافق لكل مربع، وهي بدءاً من اليسار إلى اليمين:

  •  الزر Z لاختيار المربع الأول.
  • الزر X لاختيار المربع الثاني.
  • زر الفاصلة (,) لاختيار المربع الثالث.
  • زر النقطة (.) لاختيار المربع الرابع.

كيف تقيس سرعة ردود فعلك على الأحداث المفاجئة؟ وكيف يمكنك تحسينها؟

في نهاية التجربة، يزوّدك الاختبار بمتوسط سرعة استجابتك، مع تفصيل لوقت كل استجابة.

يمكن الحصول على الاختبار من هنا.

صندوق جنسن

طوّر عالم النفس آرثر جنسن (Arthur Jensen) هذا الاختبار لقياس رد الفعل، وهو عبارة عن صندوق ذي وجه مائل به 8 أزرار مضيئة مرتبة في نصف دائرة، يتوسطها الزر الأساسي للاختبار.

 يضاء أحد الأزرار بعد سماع نغمة رنين، وهنا ينبغي عليك الضغط بسرعة على الزر المضاء، ويمكنك استخدام الصندوق لقياس رد الفعل بإحدى طريقتين:

  • الأولى: وهي الوقت ما بين الإشارة الضوئية وتحرير إصبعك عن الزر الأساسي، وتُعرف بوقت اتخاذ القرار.
  • الثانية: هي الوقت ما بين تحرير إصبعك عن الزر الأساسي والضغط على الزر المضاء، وهو وقت الحركة.

 

كيف تقيس سرعة ردود فعلك على الأحداث المفاجئة؟ وكيف يمكنك تحسينها؟
حقوق الصورة: ويكيميديا كومنز

اقرأ أيضاً: من الأطعمة إلى الألعاب: إليك أبرز الطرق لتقوية الذاكرة

اختبارات وقت رد الفعل عبر الإنترنت

اليوم يمكن لأي شخص اختبار رد فعله عبر مجموعة اختبارات متنوعة، مثل:

المعيار البشري.

الرياضيات الممتعة.

ومع ذلك، لا تُعدّ هذه الاختبارات دقيقة بما يكفي لاعتمادها للأغراض العلمية، بسبب اختلاف الأجهزة فيما بينها. على سبيل المثال، تتمتع شاشات (LCD) بزمن وصول (زمن العرض) 18 ميلي ثانية، بينما تعرض الشاشات الأحدث بزمن وصول 2-4 ميلي ثانية.

العوامل المؤثرة في وقت رد الفعل: سرعة الاستجابة

يرتبط وقت رد الفعل بعدة عوامل، يمكن بالتعرف إليها التحكم في سرعة الاستجابة وتسريعها، وهي:

  • نوع التحفيز: يختلف تأثير نوع المحفز في سرعة رد الفعل باختلاف نوعه، إذ يؤدي المحفز الحركي لأسرع استجابة والتي تصل وسطياً إلى 110-170 ميلي ثانية، يليه المحفز السمعي بوقت رد فعل ما بين 140-160 ميلي ثانية، ثم البصري 180-200 ميلي ثانية
  • تعقيد التحفيز: يتطلب التحفيز المعقد وقتاً أطول لمعالجته مقارنة بالمحفزات البسيطة.
  • الألفة التحفيزية: المعرفة المسبقة بالمحفز تؤثّر في سرعة رد الفعل، فإذا كنت معتاداً على التحفيز سيكون دماغك على إدراك مسبق للمعلومات ما يتطلب وقتاً أقصر لمعالجتها، وبالتالي يعرف الاستجابة المناسبة للمحفز. يعتمد الرياضيون على هذه الاستراتيجية لتحسين رد فعلهم من خلال التدريب المتكرر.
  • الحالة الجسدية والذهنية: تحدد حالتك الجسدية والذهنية قدرة دماغك على معالجة المعلومات والاستجابة، وتشمل:
    • الجنس.
    • العمر.
    • أن تكون اليد اليسرى أو اليمنى.
    • اللياقة البدنية.
    • الحرمان من النوم.
    • الإرهاق.
    • تعاطي بعض المواد مثل الكحول أو المخدرات أو بعض الأدوية.
    • التغذية والترطيب.
    • مشكلات في الرؤية أو السمع مثل العمى أو ضعف السمع.
    • المعاناة من بطء النفس أو الخَرَف أو مشكلات التحكم في التثبيط أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

كيف يمكن تحسين رد الفعل؟

إن تقوية الاتصال بين جسمك ودماغك، وتقليل وقت رد الفعل، يمكن أن يُحدِث فرقاً ملحوظاً في قدرتك على التفاعل مع العالم من حولك، وإليك ما يمكنك فعله لتحسين سرعة رد فعلك:

  • مارِس ألعاب الفيديو والحركة نحو 30 دقيقة، لأنها قد تزيد قدرة دماغك على معالجة المعلومات، وتدربك على التعود على اتخاذ قرارات سريعة بناءً على معلومات محدودة.
  • تدرّب على الاستجابة التي تريد حدوثها، والتي تساعد على تنشيط الجهاز العصبي المركزي وتخلق اتصالات عصبية بين الدماغ والجسم ويعززها، ما يضمن وصول الإشارات الكهربائية بسرعة إلى جسمك.
  • تمرّن على القراءة السريعة.
  • أدِّ تمارين التدريب المعرفي، والتي تستهدف الدماغ.
  • امضغ العلكة أو تناول بذور عباد الشمس، لأن المضغ يحفّز العضلات الموجودة في الفم والفك، وبالتالي إرسال المزيد من الدم إلى الدماغ، وزيادة التحفيز والنشاط.
  •  تدرّب على تمارين العين، بتدويرهما بين جسمين متقاربين. 
  • مارِس تمارين التوازن بالجلوس على كرة يوغا، والوقوف على ساق واحدة.
  • اتبع نمطَ حياة صحياً بممارسة الرياضة ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل، وتناول أغذية غنية بالحمض الأميني تيروزين، الذي يزيد من سرعة التفاعل، مثل البيض والسبانخ.
  • احصل على قسط كافٍ من النوم.
  • حافظ على ترطيبك.