دليلك للتخلص من «إزعاج» وسائل التواصل الاجتماعي

4 دقائق
إزعاج السوشال ميديا
الصورة: فليكر

هل تتذكر عندما كانت وسائل التواصل الاجتماعي مُسلّية وخالية من المشاكل والهموم؟ كانت تتعلق فقط بالتواصل مع الأصدقاء، ورسم صور سخيفة على صفحاتهم الخاصة، ونشر صور مضحكة من اللقاءات معهم. الآن باتت تشكل لنا مصدر إزعاج كبير، فما الحل يا ترى؟

لكن مع التوترات السياسية بشكلٍ عام وجائحة كوفيد-19، والضغط المتولد عن مقارنة حياتك بحياة أصدقائك، بالإضافة إلى القلق العام حول الخصوصية وأمن الإنترنت، أصبحت وسائل التواصل الإجتماعي ضارة أكثر من أي وقت سابق. أسرَع وأكثر الطرق فعالية لحل هذه المشكلة هي الامتناع عن استخدام هذه الوسائل مرة وللأبد، لكنّ هذا يعني أنك سَتُفوّت العديد من الأشياء الجيّدة (نعم هناك جوانب جيّدة) التي توفّرها هذه المنصّات.

مؤخراً، جربّت حلاً آخراً: إعادة تصميم الطريقة التي أستَخدم فيها مواقع التواصل الإجتماعي. لا يتطلّب هذا حذف صفحاتي الشخصية وتجنّب وسائل التواصل الإجتماعي كلياً، بل تغيير الأشياء التي تُركّز عليها، والاستغناء عن متابعة بعض الأشخاص، وتفعيل بعض الحسابات قد تكون حيلاً كافية لحل المشكلة.

طرق التخلص من إزعاج السوشال ميديا

فيسبوك: تابع الأشخاص والمجموعات

هناك عشرات الدلائل التي تساعدك في تنظيم المواقع عن طريق إلغاء المتابعة، وحجب الأشخاص المزعجين. كما يمكنك استخدام وسائل لا علاقة لها بالموقع نفسه لحجب بعض المنشورات التي تحتوي على كلمات معيّنة. لهذا منافع كثيرة، لكن في ظل الصراعات الثقافية هذا العام، فإن المشاحنات ستغزو مواقعك دون شك بغض النظر عن الكلمات التي تحجبها، والأشخاص الذين تتوقف عن متابعتهم. أنا اتّخذت مُقاربةً متطرفة أكثر، فقد ألغيت متابعة أغلب الأشخاص.

بدلاً من ذلك، اكتشفت أنّ ميّزة المجموعات في موقع فيسبوك هي طريقة رائعة لتَجنُّب المنشورات المزعجة. يمكنك الانضمام إلى مجتمعات صغيرة من الأشخاص المهتمّين بموضوع محدد، مما يعني أنّ الحوارات لن تتحول على الأرجح إلى موضوعات خطيرة. أنا وزوجتي ناسبَنا التركيز على المجموعات المَحلّيّة، وتلك الخاصة بعائلات الحي خاصتنا، مثل مجموعة «بيينج نايبرلي» (وهي مجموعة عامة لها أكثر من فرع عبر الولايات المتحدة)، و«باي نوثينج» (حيث يستطيع الأشخاص في الحي التّبرّع بالأشياء التي لا يحتاجونها)، و«سان دييغو نيو مومز نيتوورك» (حيث تستطيع الأمهات التواصل مع بعضهن ومشاركة الأغراض المستعملة والمقالات المفيدة).

يمكنك حتى أن تتحقق إذا ما كان مدربك الشخصي يمتلك مجموعة لعملائه ومتابعيه، أو إذا ما كانت هناك مجتمعات خاصة بالنشرات الصوتية المفضلة لديك؛ تُشارك موضوع النشرات التي تُهمّك على فيسبوك. زوجتي اشتركت في مجموعة أُنشأت من قبل معجبين بمدوّنة الطبخ المفضلة لديها.

يمكنك أن تبدأ في البحث عن طريق التوجّه إلى صفحة المجموعات الخاصة بفيسبوك. إذا كنت محظوظاً، فقد تجد بعض النتائج المناسبة في اقتراحات فيسبوك، لكنك ستضطر على الأرجح إلى البحث بشكل يدوي. ابحث عن بعض المواضيع، وخصِّص البحث في مدينتك، أو ضع اسم حيّك في البحث. إذا كانت هناك مجموعات على فيسبوك خاصة بالنشرة الصوتية أو المدوّنة أو قناة يوتيوب المفضلة، ابحث عن هذه المجموعة وانضم لها.

جرّب بما وجدته، لكن كلما كان المجال أضيق كان ذلك أفضل؛ إذ أنّ مجموعات الألعاب الكبيرة قد تكون غير مريحة أكثر من المجموعات الخاصة التي تتخصص في مواضيع محددة. المجموعات التي تحتوي على بضع مئات إلى بضع آلاف من الأعضاء مناسبة عادة، وعندما تتجاوز هذا الحد، تبدأ الإزعاجات وعقلية العصابات بالظهور تدريجياً.

قاطع بين عدد من المجموعات المناسبة والأشخاص الذين تهتم لأمرهم فعلاً، وستحصل على تجربة جيدة مختلفة تماماً عن قبل، متعلقة بشكلٍ أساسي بالمجتمعات الإيجابية أكثر من «الأصدقاء» الذين يتخاصمون دائماً، ولا تعرفهم بشكلٍ جيد حتى.

تويتر: حوّله إلى مزوّد أخبار

تجنّب تحويل إمداد المنشورات على موقع تويتر إلى ميدان للنقاشات عن طريق متابعة الحسابات التي تهمّك – الصورة: كلاوديو شوارتز، آتبيرزلبام / أنسبلاش

عندما يتعلق الأمر بالإزعاجات الكبيرة، قد يكون موقع تويتر أسوأ من فيسبوك حتى. صُممت هذه المنصة لتكون عمليّة، وتحتوي على منشورات مختصرة تُنشر من قبل شخص وتُوجَّه للعديدين؛ مما يجعل الموقع مكاناً سيئاً لأي نقاش يتطلّب التفصيل أو التّمعُّن. أضِف على ذلك وجود عدد كبير من الأشخاص المهتمين بالسياسة، وخوارزمية تعزّز المواضيع المثيرة للجدل، وستحصل على نتيجة غاية في الإزعاج.

إذا كنت تستخدم موقع تويتر -مثل الأغلبية- لتبقى مطّلعاً على الأحداث الحالية، فيمكنك ببساطة أن تستغني عنه وتقرأ الجرائد، لكن كما أعدت تنظيم حسابي على موقع فيسبوك، حوّلت حسابي على موقع تويتر إلى نظام آر أس أس عصري.

تطلَّب ذلك أن أُنشئ حساباً جديداً كلياً. وكان هناك قاعدة واحدة تتعلق بالمنشورات التي أريد رؤيتها، متابعة المواقع لا الأشخاص. بدلاً من التّشدّق المختل للمشاهير والسياسيين وغيرهم، أصبحت أحصل على الأفكار المنطقية والمعدّلة الكاملة التي يستخدموها في مقالاتهم ومقابلاتهم. بكلمات أخرى، أصبحت أحصل على مجموعة جيدة بشكل مفاجئ من المواضيع التي تهمّني دون أن أنزعج من النقد اللاذع. يمكنني الآن تفقّد موقع تويتر وأخذ المعلومات المفيدة منه فقط.

استخدام مواقع التواصل الإجتماعي لمتابعة الأخبار يشجعك فعلاً على متابعة الأشياء التي تريد سماعها، مما يخلق ما يدعى بـ «تأثير الفقاعة المُرشّح.» هذا أمر خطير، إذا أنه يحول ما تراه إلى بيئة مناسبة للحصول على معلومات خاطئة، والوقوع ضحية للانحياز التأكيدي، لذلك من الضروري أن تحاول معالجة ذلك. بينما تمتلك بعض المواقع الناشرة عدة صفحات على تويتر مُخصصة لمختلف أعمدتها، يمتلك موقع بوبساي حسابه الخاص المتعلق بمجال «اصنعها بنفسك». تلميح: توسيع الأفق ومتابعة المواقع الخاصة بالناشرين يضمن لك أن تحصل على الأخبار التي لن تحصل عليها بطرق أخرى، وهو أمر حاسم في أن تكون مواطناً مسؤولاً ومطّلعاً، أضِف على ذلك أنك سترى منشورات رائعة لم تكن تبحث عنها.

لازلت أمتلك حساباً شخصياً أتفقّده من وقت لآخر، وأنشر تغريدات عليه، وأستخدمه للتسلية مع الأصدقاء. لكن في معظم الوقت، يمكنني أن أكتفي بالاطّلاع على الأحداث الحالية دون أن أزعج نفسي بمنشورات أي أحد.

إزعاج السوشال ميديا قد يختلف بتغييرها

ينطبق كل ما سبق على المواقع والشبكات الاجتماعية الأخرى، علماً أنّ موقعي فيسبوك وتويتر هما الأكثر شهرة بالمنشورات المزعجة. لذلك فقد تضطر أيضاً لإعادة النظر في سبل استخدامها.

إنستاجرام

إذا أصبحت حياة أصدقائك كما تبدو على موقع إنتساجرام تُولّد لديك خوفاً من أنك تفوّت الكثير، توقف عن متابعة الجميع، وحوّل الموقع إلى مصدر للقصص المصورة أو صور الطيور الجميلة مثلاً. من السهل تجنُّب الإزعاج إذا كان الموقع يُستخدم لمشاهدة الصور بدلاً من النقاشات.

لينكد إن

لهذا الموقع سُمعة بأنه مليء بالكليشيهات المتعلقة بالعمل، وفقير بالمواد التي تعكس تجارب شخصية. في الواقع، هذه السُمعة صحيحة؛ حيث يمتلك معظم الأشخاص حساباً على هذا الموقع، ولكنهم لا يتفقدون إمداد المنشورات الرئيسي لأنهم يعتقدون أنه ممل ببساطة.

الغريب أنّ هذا الموقع أحد مواقعي المفضلة التي يمكنني أن أتابع الأشخاص الذين أعرفهم فيها. بدلاً من المشاحنات، يشارك أصدقائي المشاريع الجديدة التي أنجزوها، والقضايا المهمة التي يدعمونها، والنصائح المتعلقة بمجالاتنا المشتركة (وسائل الإعلام، تكنولوجيا المعلومات أو غيرها)، ناهيك عن كل فرص العمل التي وجدتها فقط من خلال تفقد الأخبار.

بنتريست

هذا موقع يُنظر له وكأنه مليء بالكليشيهات أيضاً، لكن يمكن أن يكون مُسلياً إذا دقّقت البحث فيه. تجاهَل المنشورات التجارية وإعلانات المنتجات، وسترى أنّ هناك كماً جيداً من أفكار «اصنعها بنفسك» التي قد تلهمك لتقوم بمشاريعك الخاصة.

هذه هي فقط الأشياء التي فعلتها لتوليف مواقع التواصل الاجتماعي حتى تناسب رغباتي. قد لا تنفع معك هذه الطرق، أو قد لا تكون فعالة بنفس القدر في أن تُجنّبك عوامل الضغط التي تعاني منها، لكنّ الفكرة الأساسية هنا مفيدة لك؛ أعِد النظر في طرق استخدامك لمواقع التواصل الاجتماعي، قد تصل إلى نتيجة.

هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً