تحلية المياه هي عملية إزالة الأملاح أو غيرها من المعادن والملوثات من مياه البحر والمياه قليلة الملوحة ومياه الصرف الصحي لجعلها صالحة للشرب، أو للأغراض الزراعيّة أو الصناعيّة.
8 دقائق
حقوق الصورة: شترستوك
هذه الميزة مخصصة للمشتركين يمكنهم مشاركة المواضيع بحد اقصى 10 مواد من كافة مواقع مجرة
هذا المقال يحتوي معلومات مدققة علمياً لن تجدها في أي مكان آخر
أدخل بريدك الإلكتروني واحصل على المقال مجاناً
الاشتراك بالنشرة البريدية
تريد المزيد؟ |
---|
سجل في نشرتنا البريدية واستمتع |
تريد المزيد؟ |
|
---|---|
|
سجل في نشرتنا البريدية واستمتع |
الأكثر قراءة
اقرأ أيضاً
تعتبر ندرة موارد المياه العذبة والحاجة إلى إمدادات مياه إضافية أمراً بالغ الأهمية بالفعل في العديد من المناطق القاحلة من العالم، وستزداد أهميته في المستقبل، إذ ليس لدى العديد من المناطق القاحلة موارد مياه عذبة على شكل مياه سطحية مثل الأنهار والبحيرات. يتسبب ذلك في انخفاض نصيب الفرد من المياه العذبة الضرورية لاستمرارية حياته. من هنا ظهرت أهمية الاستفادة من المياه المالحة، وتحويلها إلى مياه عذبة صالحة للاستهلاك البشري، عبر تقنيات تحلية المياه.
تحلية المياه هي عملية إزالة الأملاح أو غيرها من المعادن والملوثات من مياه البحر والمياه قليلة الملوحة ومياه الصرف الصحي، وتهدف إلى إزالة الشوائب العضوية وغير العضوية والحيويّة من المياه لجعلها صالحة للشرب، أو للأغراض الزراعيّة أو الصناعيّة. وتنقسم تقنيات معالجة المياه إلى عدّة فروع، وذلك بحسب الحاجة لنوعيّة المعالجة المطلوبة والهدف من استخدام هذه المياه، بالإضافة إلى عدد من تقنيات المعالجة للمياه بهدف تعقيمها وقتل الميكروبات الضارّة.
تتشابه عمليات تحلية المياه مع دورة المياه في الطبيعة؛ توفر الشمس الطاقة التي تجعل الماء يتبخر من المسطحات المائية مثل البحيرات والمحيطات والأنهار. يتلامس بخار الماء في النهاية مع الهواء البارد، حيث يتكثف مرة أخرى ليشكل الندى أو المطر. عند محاكاة هذه العملية بشكل مصطنع وبسرعة أكبر من الطبيعة، باستخدام مصادر بديلة للتسخين والتبريد، نصبح أمام تقنيات تحلية المياه.
قبل الدخول في تحلية المياه، يجب أن نعرف السبب في ملوحة المياه، ومتى نقول عن الماء مالحاً؟
يعود سبب ملوحة المياه إلى وجود تراكيز مرتفعة من الأملاح الذائبة فيها، وتُقاس في جزء في المليون جزء، فإذا كان الماء يحتوي على تركيز 10 آلاف جزء في المليون من الأملاح الذائبة، هذا يعني أن 1% من وزن الماء يأتي من الأملاح الذائبة.
تُصنف المياه حسب كمية الأملاح الذائبة فيها إلى:
تحلية المياه ليست بفكرة حديثة العهد، فقد وصف أرسطو طريقة التبخر التي استخدمها البحارة اليونانيون في القرن الرابع قبل الميلاد. كما كتب عنها العرب في القرن الثامن الميلادي. وفي القرن التاسع عشر، أدى تطوير الملاحة البخارية إلى الحاجة الملحة إلى المياه العذبة وسط المحيط، وتم منح أول براءة اختراع لعملية تحلية المياه في إنجلترا عام 1869.
في نفس العام، بُنيَت أول محطة لتقطير المياه من قبل الحكومة البريطانية لإمداد السفن المتوقفة في ميناء عدن على البحر الأحمر. وبُنيت أول وحدة كبيرة لتوفير المياه للأغراض التجارية في عام 1930 في جزيرة أروبا، بالقرب من فنزويلا. بحلول عام 2019، أصبح عدد محطات تحلية المياه المنتشرة في أكثر من 120 دولة حول العالم 18 ألف محطة، تُنتج ما يزيد عن 95 مليون متر مكعب من المياه الصالحة للشرب يومياً.
في العديد من مناطق العالم، لا سيما في المناطق القاحلة والجافة ذات الكثافة السكانية المرتفعة، تعد المياه المحلاة المصدر الرئيسي لإمدادات مياه الشرب. يتم إنتاج نحو نصف كمية المياه المحلاة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث أن أكبر منتجي المياه المحلاة هي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر والبحرين بنسبة 70% من الإنتاج العالمي، أما دول شمال إفريقيا، وخاصة الجزائر وليبيا، فتستخدم 6% من الإنتاج العالمي. وتمثل الولايات المتحدة الأميركية نحو 13% من إجمالي الإنتاج، معظمها في فلوريدا وتكساس وكاليفورنيا.
اقرأ أيضاً: الدول العربية تتبنى تقنية استمطار السحب بهدف مكافحة الجفاف
تحصل محطات تحلية المياه على المياه من عدة مصادر، وهناك عدة عوامل تؤثر على اختيار مصدر المياه لتغذية محطة التحلية:
وعن المياه المالحة، يمكن الحصول عليها من المصادر التالية:
تعتبر مياه البحار المصدر الرئيسي للمياه المراد تحليتها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتُؤخذ المياه إلى محطة التحلية إما من سطح الماء أو من أسفل قاع البحر، ولكلا المصدرين مميزات وعيوب. يؤثر الحصول على المياه من السطح على الكائنات الحية البحرية ويتأثر بها، ويكون حل هذه المشكلة عن طريق التصميم السليم والتشغيل والصيانة المستمرة، لكن عادةً، تُصمم التقنيات اللازمة في هذه الطريقة بحيث تمنع التأثير البيئي على منطقة السحب المحيطة أو تقلله، كما تقلل المعالجة الجيدة المسبقة قبل وصول مياه التغذية إلى أنظمة المعالجة الأولية من المشكلات.
أما الحصول على المياه من قاع البحر، له تأثير أقل على الكائنات البحرية، لكنه لا يكون مجدياً إلّا إذا سمحت جيولوجيا الموقع بذلك، لأنه في حال العكس يمكن أن يضر السحب بطبقات المياه الجوفية العذبة القريبة. من ميزات هذه الطريقة أن المياه تحت السطحية يتم ترشيحها بشكل طبيعي لأنها تمر عبر التربة قبل دخولها محطة التحلية، الأمر الذي يحسن جودة مياه التغذية ويقلل من الحاجة إلى المعالجة المسبقة.
تحصل بعض محطات التحلية، وخاصة الداخلية منها والبعيدة عن شواطئ البحار، على المياه من مصبات الأنهار المحلية أو آبار المياه الداخلية قليلة الملوحة. ولأنها تحتوي عادةً على نسبة ملح أقل وتركيز أقل من المواد الصلبة العالقة مقارنةً بمياه البحر، فإن المياه قليلة الملوحة تحتاج إلى معالجة أولية أقل، ما يقلل من تكاليف الإنتاج الإجمالية. في المقابل، لهذه الطريقة عيب أساسي هو أن التخلص من المحلول الملحي من موقع تحلية داخلي يزيد من التكلفة ويمكن أن يثير مخاوف بيئية.
حقوق الصورة: شترستوك
لمحطات تحلية المياه أنواع كثيرة، تختلف حسب تقنية التحلية المستخدمة فيها. تندرج هذه الأنواع الكثيرة تحت تقنيتين أساسيتين: التقطير الحراري والتقطير الغشائي. تُستخدم تقنيات التقطير الحراري على نطاق واسع في الشرق الأوسط، ويرجع ذلك أساساً إلى أن احتياطيات النفط في المنطقة تحافظ على انخفاض تكاليف الطاقة. وتُستخدم تقنيات التقطير الغشائي بشكل أساسي في الولايات المتحدة.
تعتمد هذه التقنيات على وجود مصدر حراري، يؤدي إلى تبخير المياه وتكثيفها، وبالتالي الحصول على المياه العذبة.
في التقطير الوميضي متعدد المراحل، تتنقل المياه المالحة عبر غرف متعددة. يتم فيها تسخين المياه إلى درجة حرارة عالية وتعريضها إلى ضغط مرتفع. مع مرور الماء تدريجياً عبر الغرف، ينخفض الضغط، ما يتسبب في غليان الماء بسرعة، وإنتاج البخار، الذي هو عبارة عن ماء عذب، في كل غرفة من غرف الغليان ثم يتم تكثيفه وجمعه.
يعتمد التقطير متعدد التأثير على نفس المبدأ المستخدم في عملية التقطير الوميضي متعدد المراحل، لكن بدلاً من أن تمر المياه في غرف متعددة في وعاء واحد، تمر المياه في أوعية متتالية. يتكثف أيضاً بخار الماء العذب الناتج عن الغليان ويُجمع للاستهلاك بعد ذلك. تُعتبر هذه الطريقة أكثر كفاءة من سابقتها.
في هذه الطريقة، يُعتمد على ضغط البخار فقط، وتُستخدم الحرارة الناتجة عن ضغط البخار لتبخير المياه النقية. يتم اللجوء لهذه الطريقة من أجل إنتاج المياه العذبة للأغراض الصغيرة والمتوسطة الحجم مثل المنتجعات ومواقع التنقيب عن البترول.
تستخدم تحلية المياه بالطاقة الشمسية بشكل عام للعمليات الصغيرة. وفيها، توفر الشمس الطاقة اللازمة لتبخير المياه المالحة، ويتكثف البخار الناتج على زجاج شفاف أو غطاء بلاستيكي، ويُجمع كمياه عذبة في حوض التكثيف. غالباً ما تستخدم هذه الممارسة في المناطق القاحلة حيث لا تتوفر مياه عذبة آمنة. تنتج وحدات التقطير الشمسي كميات متفاوتة من المياه العذبة حسب تصميمها وموقعها الجغرافي.
اقرأ أيضاً: الشمس تنقي ماء البحر: حل مشكلة شحّ مياه الشرب العالمية
في هذه الطرق، يُستخدم غشاء كحاجز وقوة دافعة. يمكن أن تكون القوة الدافعة جهد كهربائي أو تدرج الضغط. غالباً ما تتطلب تقنيات الأغشية أن يخضع الماء للمعالجة الكيميائية والفيزيائية المسبقة للحد من الانسداد بسبب الشوائب المتجمعة على أسطح الأغشية.
تُصمم الأغشية المستخدمة في التقطير الكهربائي للسماح بمرور أيونات موجبة أو سالبة الشحنة، ولكن ليس كليهما. يشيع في المياه المالحة وجود 4 أنواع من الأيونات، هي الصوديوم والكلور والكالسيوم والكربونات.
وبالاستفادة من خاصية انجذاب الأيونات الموجبة إلى القطب السالب، وانجذاب الأيونات السالبة إلى القطب الموجب عند تعريض المياه لحقل كهربائي، يسمح الغشاء بمرور أحد نوعي الأيونات (سالبة الشحنة أو موجبة الشحنة) نحو القطب المعاكس لها. يتم تبديل قطبية الأقطاب الكهربائية أو شحنتها بشكل دوري، لتنتج في النهاية مياهاً عذبة على الجانب الآخر من الغشاء، وإزالة الشوائب من الأغشية، ما يطيل العمر التشغيلي للنظام.
يستخدم التناضح العكسي تدرج الضغط كقوة دافعة لتحريك مياه التغذية المالحة عالية الضغط عبر غشاء يمنع مرور أيونات الملح، ويسمح بمرور المياه النقية فقط. تختلف أحجام مسام الأغشية المستخدمة، وبسبب اختلافها يوجد العديد من عمليات المعالجة بالأغشية، بما فيها الترشيح النانوي، والترشيح الفائق، والترشيح الدقيق.
وأيضاً، في هذه الطريقة يجب معالجة مياه التغذية بشكل كافٍ قبل أن تمر من خلال الأغشية لمنع انسدادها. يمكن معالجة المياه كيميائياً، لمنع نمو الأحياء الدقيقة، وفيزيائياً لإزالة أي مواد صلبة عالقة. تتدفق مياه التغذية عالية الضغط من خلال عدة أغشية فردية متسلسلة، تُجمع المياه العذبة في أنابيب لترسل للاستهلاك.
تعتمد الغالبية العظمى من محطات التحلية في العالم على أنظمة التناضح العكسي، ويليها التقطير الوميضي متعدد المراحل في المرتبة الثانية.
حقوق الصورة: شترستوك
تعيق بعض الأسباب عملية تحلية المياه، ومنها:
على الرغم من هذه العيوب، من المتوقع أن يزداد استخدام تقنيات تحلية المياه، خاصةً مع استمرارية الأبحاث الهادفة إلى تقليل استخدام الطاقة وخفض التكلفة وتخفيف الآثار السلبية البيئية. بالإضافة إلى أن النمو السكاني والتنمية الاقتصادية سيؤديان إلى زيادة سريعة في الطلب على إمدادات المياه في المناطق الساحلية وغيرها من المناطق التي تتمتع بإمكانية الوصول إلى المياه المالحة.
حقوق الصورة: شترستوك
لكون المملكة العربية السعودية من أكبر منتجي المياه المحلاة في العالم، تعمل باستمرار على تطوير تقنيات التحلية، ومن أبرز مراكزها البحثية التي تعمل على إيجاد طرق أفضل للتحلية مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية (كاكست) ممثلة في المركز الوطني لتقنيات المياه حيث تقوم بإجراء البحوث العلمية التطبيقية للتوصل إلى حلول تقنية مبتكرة لخدمة التنمية وتقديم المشورة العلمية على المستوى الوطني.
يقوم المركز الوطني لتقنيات المياه بدور ريادي يتمثل في إجراء البحوث في مجالات تقنيات تحلية المياه المالحة ومعالجتها بطرق اقتصادية ذات كفاءة عالية بالإضافة إلى تطوير تقنيات صناعة الأغشية وتطبيقاتها وتوطينها في شتى المجالات ومنها طرق معالجة المياه العادمة والصناعية لتنويع مصادر المياه.
اقرأ أيضاً: سعودي مبدع يجمع مياه الأمطار في أحواض من الصخور لاستخدامها في زراعة البن
أحد مشاريع كاكست إنشاء محطة تحلية المياه بتقنية الامتصاص. يهدف المشروع إلى إنشاء محطة تحلية للمياه بتقنية الامتصاص، ومحطة التحلية والتبريد المدمجة، والربط مع نظام تحلية المياه الحراري بتقنية التقطير متعدد التأثير لمحطة تحلية المياه في مدينة القنفذة باستخدام الطاقة المهدورة كمرحلة ثانية لإنتاج المياه المحلاة بسعة 5200 متراً مكعباً يومياً. وتمتاز تقنية الامتصاص بالكفاءة العالية وإمكانية ربطها بالتطبيقات الأخرى مثل التبريد.
كما يهدف هذا المشروع إلى توطين تقنيات تحلية المياه بالامتصاص، وتطويرها لتلبية احتياج المملكة من المياه المحلاة وتطوير الكفاءات الوطنية في هذا المجال وتدريبها.
تسهم المواد المانعة للترسب في محطات التحلية في زيادة كفاءتها وتشغيلها، إذ تعمل على تأخير ومنع تكون القشور الكلسية التي تحد من عملية التبادل الحراري اللازمة لتحلية المياه. يهدف المشروع إلى تطوير موانع ترسيب مناسبة للاستخدام في محطات التحلية الحرارية لزيادة كفاءتها واستمرارية تشغيلها وتقليل تكاليف صيانتها.
ستطبق طرق البلمرة المناسبة في تحضير بوليمرات ذائبة في المياه لها الصفات نفسها. بالإضافة إلى تقييم المواد المحضرة مخبرياً من ناحية الكفاءة في منع تكون رواسب الكربونات، وإعداد التجارب على المنتجات لمعرفة كفاءتها وتطويرها.
هذا المشروع عبارة عن أغشية بوليمرية مجوفة لتحلية مياه البحر باستخدام بوليمر "بولي بنزيم دازول". يهدف المشروع إلى تطوير البنية التحتية لمختبر الأغشية وتجهيزه بالأجهزة العلمية المتطورة والمواد الكيميائية، والخامات المحلية اللازمة، بهدف تصنيع وإنتاج أنواع مختلفة من الأغشية فائقة الترشيح، وأغشية التناضح العكسي، وذلك بمقاسات مخبرية ليتسنى إجراء عمليات التشخيص الكيميائية والفيزيائية للأغشية المنتجة.
كما يهدف المشروع إلى إجراء اختبارات التقويم لأداء الأغشية في معالجة المياه وتحليتها باستخدام عينات مختلفة من المياه. وبعد اكتمال المراحل السابقة تبدأ مرحلة إنتاج نموذج أولي اختباري بمقياس أكبر يماثل مقاس الأغشية في محطات تحلية المياه، يحتوي غشاء فائق الترشيح بمقاس 8 – 4 بوصة، ويتم عمل اختبارات التشخيص وتقويم الأداء في تحلية مياه البحر.
كما يسعى المشروع إلى عمل دراسة مقارنة لأداء الغشاء المنتج في مختبرات المدينة مع ما يتوفر حالياً من الأغشية التجارية وتقويمها من حيث التحمل ومقاومة الأملاح، وعدة عوامل كيميائية وفيزيائية. كما سيتم تصميم محطة تجريبية لتحلية مياه البحر تناسب الغشاء المنتَج.
Privacy Overview
Necessary cookies are absolutely essential for the website to function properly. This category only includes cookies that ensures basic functionalities and security features of the website. These cookies do not store any personal information.
Any cookies that may not be particularly necessary for the website to function and is used specifically to collect user personal data via analytics, ads, other embedded contents are termed as non-necessary cookies. It is mandatory to procure user consent prior to running these cookies on your website.