النجاح في الكشف عن سرطان الدماغ أول مرة عن طريق تحليل الدم

3 دقيقة
النجاح في الكشف عن سرطان الدماغ أول مرة عن طريق تحليل الدم
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Lightspring

تمكّن باحثون من إمبريال كوليدج لندن من تصميم اختبار للدم يُسمَّى ترينترا-غليو (TriNetra-Glio) قادر على الكشف عن سرطانات الدماغ بشكلٍ دقيق ونوعي لأول مرة في تاريخ الطب، وتتميز هذه الطريقة بالتشخيص بأنها آمنة واقتصادية وقد تسهم في إنقاذ حياة الآلاف من مرضى السرطانات الدماغية حول العالم.

اقرأ أيضاً: تعرّف على أكثر سرطانات الدماغ شيوعاً وفتكاً

الحالة السابقة لتشخيص سرطانات الدماغ

تُصيب سرطانات الدماغ مئات الآلاف من الأشخاص حول العالم كل عام، وتتميز هذه السرطانات بأنها خطيرة وصعبة الكشف عنها، وغالباً ما تكون مميتة إذا لم تُكتشف بالمراحل المبكرة، ويحتاج الكشف عن وجود الورم إلى أخذ خزعة جراحياً، أي عينة نسيجية من الدماغ لفحصها والتأكد من وجود ورم، وتحمل هذه الطريقة خطورة حدوث النزيف وتورم الدماغ والنوبات والسكتة الدماغية والعدوى وجلطات الدم واختلاطات عند القيام بالتخدير، ومن الممكن أن ينجم عنها الوفاة بنسبة تصل إلى 2%، علماً أن نتائجها قد تكون خاطئة.

يؤدي الكشف المتأخر عن السرطانات الدماغية إلى زيادة صعوبة علاجها واحتمال وفاة المريض بسبب انتشار السرطان نتيجة عدم تلقي العلاج في الوقت المناسب، وتتميز هذه الاختبارات التشخيصية بأنها مكلفة وتتطلب خبراء يتقاضون أجوراً باهظة للحصول على الخزعة وتحليلها.

اقرأ أيضاً: نتائج واعدة لأول دراسة لاختبار دم بسيط يمكنه اكتشاف أنواع مختلفة من السرطان مبكراً

مزايا اختبار الدم للكشف عن سرطان الدماغ

استطاع علماء من مركز التميز لأبحاث أورام الدماغ التابع لإمبريال كوليدج لندن تصميم اختبار دم يعتمد على أخذ خزعة سائلة تؤدي إلى التشخيص المبكر للمرض، ما يسهم في تسريع العلاج وزيادة معدلات البقاء على قيد الحياة، ويتميز هذا الاختبار بما يلي:

  • يتطلب الاختبار أخذ 15 مليلتراً من الدم، وهي كمية قليلة نسبياً.
  • يمكن لاختبار الدم هذا اكتشاف خلايا الورم الدماغي المتحررة من الورم والموجودة في الدم.
  • يساعد هذا الاختبار على مراقبة السرطان دورياً ومدى استجابة المريض للعلاج، وتكيُّف العلاج وفقاً لذلك.
  • يُعدُّ هذا الاختبار بسيطاً وغير مكلف، ما يجعله قابلاً للتطبيق في العيادات.
  • لا يحمل هذا الاختبار خطورة مثل طرق أخذ الخزعة الدماغية جراحياً، فهو آمن على المرضى.
  • يُعدُّ هذا الاختبار دقيقاً ويمكن الاعتماد على نتائجه في التشخيص المبكر.
  • يمتاز بالحساسية العالية لتشخيص السرطانات الدماغية.
  • يمكن أن يشخّص مجموعة مختلفة من أورام الدماغ بدقة، بما في ذلك الورم الأرومي الدبقي (GBM)، وهو النوع الأكثر شيوعاً من سرطانات الدماغ، والأورام النجمية وأورام الدبقيات قليلة التغصن.
  • يمكنه تشخيص السرطانات الدماغية التي تنشأ بمناطق لا يمكن أخذ الخزعات منها.
  • لا توجد حالياً اختبارات غير جراحية أو غير إشعاعية للكشف عن هذه الأنواع من السرطانات، لذا هو الأول من نوعه في العالم.

ويخطط العلماء بالفعل لمزيدٍ من الدراسات للتحقق من صحة النتائج، وإذا نجحت، يمكن للمرضى الاستفادة من الاختبار الجديد في أقل من عامين.

اقرأ أيضاً: علاج جديد لسرطان الكبد باستخدام الموجات الفوق الصوتية

مبدأ اختبار الكشف عن سرطان الدماغ

يعمل اختبار الدم ترينترا-غليو (TriNetra-Glio) الذي طُوِّر بتمويل من شركة داتار للجينات السرطانية (Datar Cancer Genetics) عن طريق عزل الخلايا الدبقية التي تحررت من الورم ودخلت في مجرى الدم، ثم تُصبغ الخلايا السرطانية المعزولة ليُتعرف عليها تحت المجهر.

لذا تُعدُّ هذه الطريقة نوعية ودقيقة لأنها لا تعمل مؤشراً لوجود سرطان في الدماغ، إنما تحلل الخلايا السرطانية الدماغية نفسها الموجودة في الدم، ويمكن إجراء استقصاءات نسيجية وتحاليل جينية على هذه الخلايا لتحديد نوع السرطان ومدى خطورته.

تبرز أهمية هذا الاختبار بسبب قدرته على التشخيص المبكر لسرطان الورم الأرومي الدبقي الذي لا يعيش معظم الأشخاص المصابين به بعد التشخيص سوى 12 شهراً، إذ يُعدُّ من أكثر أشكال السرطانات الدماغية فتكاً ولا يتمكن سوى 1% من المصابين بهذا السرطان من العيش بعد العلاج مدة 10 سنوات.

اقرأ أيضاً: اختبار جديد يخبرك عن عمر أعضاء جسمك واحتمال الإصابة بالمرض

يأمل العلماء الذين صمموا الاختبار حالياً في إجراء دراسات أكبر في المملكة المتحدة للتحقق من صحة النتائج وإمكانية تطبيقها على مدى واسع، وحصل هذا العلاج على تصنيف "العلاج الثوري" من قِبل جمعية الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، ما يعني أنه يخضع لعملية تسريع في تطويره ومراجعة آثاره لتشخيص وعلاج الحالات الخطيرة مع وجود أدلة سريرية أولية تُظهر تحسناً كبيراً للأمراض مقارنة بالعلاج المتاح الآن، لكن ما زال الاختبار بحاجة إلى أخذ الموافقات اللازمة لاعتماده، ويُقدّر الخبراء أن المرضى يمكن أن يستفيدوا من الاختبار الجديد في أقل من عامين

المحتوى محمي