يعاني 30 مليون رجل في الولايات المتحدة من ضعف الانتصاب (ED)، في هذا الصدد، طوّر فريق من العلماء في تجارب معملية نسيجاً اصطناعياً لا يمكنه إصلاح إصابات القضيب في الخنازير وحسب، بل يعيد وظيفة الانتصاب الطبيعية أيضاً.
نُشرت الدراسة الجديدة في 4 يناير/ كانون الثاني في مجلة "ماتر" (Matter)، حيث شرح العلماء كيف تحافظ الغلالة البيضاء الاصطناعية (ATA) على الانتصاب من خلال محاكاة الغمد الليفي للنسيج الضروري للحفاظ على الانتصاب.
اقرأ أيضاً: إليك أهم 10 إنجازات طبية عام 2022 من المتوقع أن تغير الرعاية الصحية
غلالة بيضاء اصطناعية
يقول الباحث في جامعة جنوب الصين للتكنولوجيا في غوانغزو ومؤلف الدراسة، شويتاو شي، في بيان: «توقعنا مواجهة الكثير من المشكلات والتوصل إلى نتائج لعملية بناء الغلالة البيضاء الاصطناعية، ولكننا لا نزال مذهولين بالنتائج التي رأيناها في التجارب على الحيوانات، حيث استعاد القضيب الانتصاب الطبيعي فور استخدام الغلالة البيضاء الاصطناعية».
تحمل هذه العملية بعض الأمل في معالجة أذيات القضيب في البشر في المستقبل. تحاكي الغلالة البيضاء الاصطناعية البنية المجهرية الموجودة في الأنسجة الطبيعية، ويمكن توسيع نهجها أيضاً ليشمل الأنسجة الحاملة الأخرى.
وفقاً لكلية الطب بجامعة بوسطن، يرتفع معدل الانتشار المشترك للضعف الجنسي المتوسط إلى الكامل من نحو 22% في سن 40 عاماً إلى 49% بحلول سن 70 عاماً. ويعاني نحو 1% من الرجال في الولايات المتحدة أيضاً من مرض بيروني، والذي يتجلى بتطور نسيج ندبي في الغلالة البيضاء، ما قد يسبب الألم وانحناء القضيب وآثاراً جانبية أخرى.
بدأ الفريق في الآونة الأخيرة بتركيز أبحاثه على إنتاج مواد حيوية يمكنها المساعدة في معالجة هذه المشكلات وغيرها من مشكلات الصحة الإنجابية للذكور.
اقرأ أيضاً: نتائج واعدة لأول دراسة لاختبار دم بسيط يمكنه اكتشاف أنواع مختلفة من السرطان مبكراً
استعادة وظيفة الانتصاب: مشكلة لم تحظَ بالكثير من الاهتمام
يقول شي: «لاحظنا أن هذه المشكلة لم تحظَ بالاهتمام الكافي على الرغم من الحاجة الملحة للقيام بذلك». ووفقاً لشي، ركّزت العديد من الدراسات السابقة على معالجة مشكلات المجرى البولي الإحليلي، بينما لم تركز إلا أبحاث قليلة على استعادة وظيفة الانتصاب.
قد يستخدم الأطباء لصاقاتٍ أو رقعة مصنوعة من أنسجة أخرى لعلاج المرضى الذين يعانون من تلف الغلالة البيضاء. ولكن الجهاز المناعي قد يرفض هذه الرقع الجلدية أحياناً ويمكن أن تنشأ مضاعفات أخرى لأن هذه الرقع قد لا تحل محل الأنسجة الطبيعية بشكل مثالي.
طوّر شي وفريقه غلالة بيضاء اصطناعية قائمة على مادة بولي فينيل الكحول، والتي تُستخدم في صنع مواد ذوابة في الماء، ذات بنية ليفية مجعدة تشبه بنية الأنسجة الطبيعية والخصائص الميكانيكية الحيوية التي تتمتع بها الغلالة البيضاء الطبيعية. أثبتت التجارب المعملية أن الغلالة البيضاء الاصطناعية يجب ألا تكون ضارة بالأنسجة الأخرى بعد اختبار سميتها وتوافقها مع الدم.
اقرأ أيضاً: لأول مرة: نجاح بنكرياس اصطناعي في التحكم بالسكري من النمطين الأول والثاني
ثم قام الفريق باختبار الغلالة البيضاء الاصطناعية في خنازير باما المُصغرة (سلالات صغيرة من الخنازير المحلية) التي تعاني من أذيات في الغلالة البيضاء. ووجد أن البقع المصنوعة من الأنسجة الصناعية أعادت وظيفة الانتصاب إلى مستوى مماثل لمستوى الانتصاب في نسيج القضيب الطبيعي. وتشير النتائج إلى أن هذه الرقع المصنوعة في المختبر يمكن أن تقوم بوظيفة الأنسجة الطبيعية بنجاح.
نتائج جيدة في استبدال النسيج الطبيعي
درس الفريق تأثير رقع الغلالة البيضاء الاصطناعية بعد شهر من زراعتها ووجد أنه، وعلى الرغم من أن الأنسجة الاصطناعية لم تستعد البنية المجهرية للأنسجة الطبيعية المحيطة بها، فإنها طوّرت نسيجاً ليفياً مشابهاً للأنسجة الطبيعية وحققت الانتصاب الطبيعي بعد حقن القضيب بمحلول ملحي.
يقول شي: «أظهرت النتائج بعد شهر من الإجراء أن رقع الغلالة البيضاء الاصطناعية حققت نتائج جيدة في استبدال الأنسجة التالفة على الرغم من أنها لم تكن مثالية تماماً».
عادة لا تكون الغلالة البيضاء النسيج الوحيد المتضرر في إصابات القضيب حسب شي، إذ غالباً ما تتضرر أيضاً الأعصاب المحيطة والنسيج الإسفنجي المبطن للقضيب الذي يُدعى الجسم الكهفي، ما يجعل إصلاح الإصابات أكثر صعوبة. النتائج واعدة، لكن البحث لا يزال في مراحله الأولى وهناك حاجة إلى مزيد من البحث قبل أن يبدأ الاختبار على البشر.
اقرأ أيضاً: خطوة نحو علاج العقم: تعديل جيني لفئران عقيمة يمكنها من إنتاج نطاف جرذان
يقول شي: «يركز عملنا في هذه المرحلة على إصلاح نسيج واحد في القضيب، وسننظر في المرحلة التالية في إصلاح خلل القضيب الكلي أو بناء قضيب اصطناعي من منظور شامل».