لأول مرة: علماء ينجحون بالحفاظ على صحة كبد متبرع به لثلاثة أيام

2 دقائق
لأول مرة: علماء ينجحون بالحفاظ على صحة كبدٍ متبرع به لثلاثة أيام
الكبد المتبرع به موصول بجهاز التروية. مستشفى زيورخ الجامعي

يمكن أن تبقى أعضاء المتبرعين لعمليات زرع الكبد قابلةً للحياة لمدةٍ تقل عن 12 ساعة، لكن باحثين من سويسرا ابتكروا طريقة جديدة للحفاظ على الأعضاء لفترة أطول. باستخدام جهاز خاص يسمى "آلة التروية"، استطاع هؤلاء العلماء الحفاظ على صحة كبد المتبرع لمدة ثلاثة أيام وفقاً لما أفادوا به يوم الثلاثاء لمجلة "نيتشر بيوتكنولوجي".

يقول بيير آلان كلافين، مؤلف الدراسة الرئيسي ومدير قسم جراحة وزراعة الأعضاء في المستشفى الجامعي في زيورخ، في بيان صحفي: «يُظهر علاجنا أنه من خلال معالجة الكبد في آلة التروية، يمكن التقليل من نقص الأعضاء البشرية الوظيفية وإنقاذ الأرواح».

في الواقع، هناك طلب كبير على عمليات زرع الأعضاء. وفقاً لجمعية الكليات الطبية الأميركية، يموت نحو 20 شخصاً يومياً في انتظار الحصول على عضو، وهناك شخصٌ جديد يُضاف إلى قائمة انتظار الزرع الوطنية كل 10 دقائق.

اقرأ أيضاً: ما هي آفاق أول عملية زرع لأذن صُممت باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد؟

تقنية جديدة تحيي الآمال من جديد

على الرغم من هذه الحاجة الهائلة، يتم التخلص من آلاف الأعضاء كل عام دون الاستفادة منها. في عام 2018، تم التخلص من نحو 5 آلاف عضو، بما في ذلك 3755 كلية و707 كبداً. يمكن أن تؤدي الطريقة الجديدة للحفاظ على الأعضاء إلى زيادة عدد الأعضاء المُتاحة للزرع وتقليل عدد التي يتم التخلص منها.

عادةً ما تُحفظ الأنسجة والأعضاء المُتبرع بها بالثلج. لكن يمكن أن تتسبب درجات الحرارة المنخفضة في إتلاف الخلايا في هذه الأعضاء المنقذة للحياة. ونظراً لأن قابلية العضو للحياة تتناقص بسرعة كبيرة، يجب على الأطباء العمل بسرعة للحفاظ على العضو منذ أخذه من المتبرع ونقله وحتى زرعه في جسم المتلقي.

اتخذ الباحثون في الدراسة الحالية نهجاً مختلفاً للحفاظ على العضو، حيث استخدموا بدلاً من الثلج تكنولوجيا تسمى "التروية الحرارية الطبيعية خارج الموضع الطبيعي" وهي تحافظ على العضو عند درجة حرارة الجسم الطبيعية، وتسمح بتوصيل الأوكسجين والمواد المغذية إلى الكبد. في البداية، تم رفض استخدام الكبد المتبرع به لأنه تعرض للضرر وأهملته عدة مراكز زرع. عمل الجهاز أيضاً على إيصال جرعة منخفضة من الأدوية المثبطة للمناعة والدم إلى الكبد لإبقائه في حالة مثالية.

 

حافظ الجهاز على حيوية الكبد لمدة 68 ساعة، أي نحو ثلاثة أيام تقريباً خارج الجسم. ثم تم التبرع به لرجل مصاب بالسرطان ويحتاج إلى زراعة كبد. أجريت الجراحة بعد أربعة أيام من أخذ العضو من امرأةٍ تبلغ من العمر 29 عاماً تُوفيت في مايو/أيار عام 2021. وبعد 12 يوماً من عملية الزرع، غادر المريض المُستشفى.

قام الباحثون بفحص المريض بعد عام ووجدوا أنه يتمتع بصحة جيدة ولا يعاني من أي مضاعفات في الكبد. ووفقاً للبيان الصحفي، يقول المريض الذي تلقى الكبد المُتبرَع به: «أنا ممتن جداً لإجراء عملية زرع العضو الذي أنقذ حياتي. نظراً لتطور الورم الذي كنت أعاني منه سريعاً، لم يكن لدي فرصةٌ كبيرة للحصول على كبد عبر قائمة الانتظار في الوقت المناسب».

اقرأ أيضاً: كيف يعمل نظام زرع الأعضاء في ظل قواعد قوائم الانتظار المعقدة؟

على الرغم من أن الكبد لم يبقَ في الجهاز سوى لثلاثة أيام، إلا أن الباحثين يعتقدون أن لديه القدرة على الحفاظ على الأعضاء لمدة تصل إلى 10 أيام، لكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث للتحقق من نجاح عمليات زرع الأعضاء التي تجري بهذه الطريقة على المدى الطويل. ويقول مؤلفو الدراسة إن الخطوة التالية هي مراقبة سلامة وفعالية الجهاز في عدة مراكز للزرع. إذا نجح الجهاز فعلاً، يمكن أن يساعد في زيادة فرصة تلقي المرضى للأعضاء، وربما يجعل من عملية زرع الأعضاء يوماً ما عمليةً أقرب إلى جراحةٍ اختيارية.

المحتوى محمي