4 حوادث مخبرية غيرت العالم

3 دقائق
4 حوادث مخبرية غيرت العالم
تؤدي بعض الحوادث المخبرية إلى اكتشافات جديدة مفيدة. إغناس كراكيس لموقع بوبيولار ساينس.

بدأت القصة بكوب زجاجي مكسور في مدينة سانت بول في ولاية مينيسوتا الأميركية. كانت «باتسي شيرمان»، عالمة الكيمياء التي تعمل في شركة «ثري إم»، تدرس نوعاً من المطاط الاصطناعي القادر على تحمّل ظروف درجة الحرارة المنخفضة التي تتعرض لها الطائرات على ارتفاعات عالية عندما أسقطت مساعدتها كوباً زجاجياً مملوءاً بهذه المادة على الأرض. لطّخ هذا البوليمر حذاء المساعدة، ولم يتمكن أحد من إزالته بأي طريقة.  

4 أخطاء أدت إلى اختراعات مهمة

1- البوليمر المقاوم للماء والصدأ

أثار ذلك فضول واهتمام شيرمان، والتي اقترحت طلاء الأقمشة بهذه المادة الكيميائية. اكتشفت شيرمان أن أية مواد يتم طلاؤها بهذا البوليمر لا تمتص الماء والمذيبات الأخرى، ما يجعلها مقاومة للماء وللصدأ. في عام 1956، وبعد إجراء التجارب لمدة 3 أعوام، طرحت شركة ثري إم اكتشاف شيرمان تحت العلامة التجارية «سكوتش غارد».  

تكمن عبقرية الاكتشافات غير المتوقعة في قدرتها على تحفيز الباحثين والمخترعين على إعادة النظر في عملهم بما يكفي لدفع عجلة الابتكار. نتجت الكثير من الاكتشافات الأكثر شهرة في مجال العلوم والتكنولوجيا عن ضربات حظ غير مقصودة. على سبيل المثال، اكتشف عالم الأحياء الدقيقة «أليكساندر فليمينغ» البنسلين بالمصادفة في طبق بتري متعفّن أهمله عندما كان في إجازة. وأدرك المهندس «بيرسي سبنسر» أن قطعة الحلوى التي كان يحملها في جيبه بدأت بالذوبان عندما كان واقفاً أمام الأنبوب المغناطيسي الإلكتروني الخاص بأحد الرادارات، ما قاد إلى اختراع أفران الميكروويف.   

اقرأ أيضاً: البداية قطعة شوكولاتة: إليك صدفة اكتشاف الميكروويف وكيف يعمل؟

لكن يمكن أن تؤدي الاكتشافات العبقرية الحالية إلى مشكلات مستقبلية، إذ أنه في حالة طلاء «سكوتش غارد» على سبيل المثال، تبقى السلاسل الطويلة من الفلور، والتي تعتبر من المكونات الرئيسية في تركيبه الكيميائي، في الماء والتربة لعقود. تم إيجاد مواد «البيرفلورو ألكيل» و«البوليفلورو ألكيل» (وهي مركبات كيميائية عضوية فلورية اصطناعية تحتوي على عدة ذرات من الفلور مرتبطة بسلسلة ألكيل) في أجسام البشر والحيوانات في مختلف أنحاء العالم، كما أنها رُبطت بانخفاض الخصوبة الجنسية، والتأخرات النمائية، والاضطرابات الهرمونية. تقول «أليسا كوردنر»، عالمة الاجتماع في كلية ويتمان، والمديرة المشاركة لمختبر مشروع دراسة مواد البيرفلورو ألكيل والبوليفلورو ألكيل: «توجد هذه المواد في كل مكان تقريباً». يجدر الذكر أن شركة ثري إم توقفّت عن تصنيع منتجات تحتوي على هذه المواد في العقد الأول من القرن الجاري.    

تسببت الحادثة التي وقعت في مختبر شيرمان باختراع أحد أشهر منتجات شركتها. وعلى الرغم من أن بحثها لم يكن معروفاً للأسباب التي ربما كانت شيرمان ترغب بها، إلا أن هذه القصة تعلمنا أنه ليست كل الاكتشافات مثالية، ولكن يمكن أن تكون الاكتشافات الأفضل مختبئة خلف خطأ غير متوقع. 

البوليمر المقاوم للماء والصدأ
سترة مصنوعة من ألياف الكيفلار. حقوق الصورة: إغناس كراكيس لموقع بوبيولار ساينس.

اقرأ أيضاً: البوليمرات: ما هي وما أنواعها وما هي استخداماتها؟

2- ألياف الكيفلار

في عام 1965، أتلفت «ستيفاني كووليك»، عالمة الكيمياء التي تعمل في شركة «دوبونت» عينة من بوليمر كان يتم تطويره لتصنيع إطارات خفيفة الوزن. أدى هذا الخطأ إلى ابتكار «الكيفلار»، وهي ألياف أكثر متانة بـ 5 مرات من الفولاذ. اليوم، تعتبر ألياف الكيفلار مكوّناً أساسياً في الدروع الواقية، وحتى زوارق «الكانو» المخصصة للسباقات.

ألياف الكيفلار
صورة لجهاز تنظيم ضربات القلب القابل للزرع. حقوق الصورة: إغناس كراكيس لموقع بوبيولار ساينس

اقرأ أيضًا: باحثون يطورون مادة أقوى من الفولاذ بمرتين وأخف من البلاستيك

3- جهاز تنظيم ضربات القلب القابل للزرع

كان يهدف المهندس «ويلسون غريتباتش» لتصميم جهاز لمراقبة ضربات القلب، ولكنّه أخطأ في تركيب إحدى المقاومات الكهربائية. نتيجة لذلك، أصبح الجهاز الجديد قادراً على توليد نبضات كهربائية شبيهة بنبضات القلب بدلاً من أن يسجّلها. قاد هذا الخطأ إلى تطوير أجهزة تنظيم ضربات القلب القابلة للزرع في 1956.  

جهاز تنظيم ضربات القلب القابل للزرع
كعكة تمت تحليتها بالسكارين. حقوق الصورة: إغناس كراكيس لموقع بوبيولار ساينس

4- السكارين

في عام 1879، لاحظ عالم الكيمياء الروسي «كونستانتين فالبيرغ» أن الطعام الذي يتناوله كان حلواً بشكل غريب، ثم استنتج أن سبب هذا الطعم الحلو هو وجود منتج ثانوي من مادة قطران الفحم في طعامه. أدى ذلك إلى اكتشاف «السكارين»، وهي مادة أكثر حلاوة من السكر بما يصل إلى 700 مرة، ومع ذلك لا تحتوي على السعرات الحرارية

المحتوى محمي