دواء جديد يخفض خطر الوفاة بسبب سرطان الرئة إلى النصف

دواء أوزيمرتينيب يخفض خطر الوفاة بسبب سرطان الرئة بنسبة 50%
يتسبب مرض سرطان الرئة بنحو 1.8 مليون حالة وفاة سنوياً حول العالم. ديبوزيت فوتوز
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

خفض دواء يتناوله المرضى يومياً خطر الوفاة بنحو 50% لدى مجموعة فرعية من المرضى المصابين بسرطان الرئة في المراحل المبكرة الذين خضعوا لعملية جراحية. قُدّمت نتائج التجربة السريرية الجديدة في الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية لعلم الأورام السريري بتاريخ 4 يونيو/ حزيران 2023، ونُشرت في مجلة "نيو إنغلاند الطبية"(New England Journal of Medicine).

طوّرت شركة أسترازينيكا للأدوية التي موّلت هذه التجربة السريرية، الدواء الذي يحمل اسم "أوزيمرتينيب" (osimertinib) ويُباع تحت اسم العلامة التجارية "تاغريسو" (Tagrisso). يستهدف هذا الدواء مستقبلاً محدداً يساعد الخلايا السرطانية على النمو.

كيف يساعد دواء أوزيمرتينيب على مقاومة السرطان؟

تضمّنت الدراسة الجديدة تجربة شملت 682 مريضاً مصاباً بسرطان الرئة غير صغير الخلايا، وهو واحد من نوعين رئيسَين من مرض سرطان الرئة الأولي الذي تبلغ نسبة الإصابة به %85-80 من حالات الإصابة بأنواع سرطان الرئة جميعها. احتوت أجسام المشاركين في الدراسة أيضاً على طفرة في مورثة مستقبل عامل نمو البشرة (إي جي إف آر). هذه المورثة مسؤولة عن تركيب بروتين يوجد على أسطح الخلايا، ويمكن أن تعزز الطفرات فيها قدرة الخلايا السرطانية على النمو والانتشار في أنحاء الجسم جميعها؛ ما يزيد خطر إصابة المريض بالسرطان مجدداً بعد إكمال العلاج.

تحتوي أجسام نحو 10-15% من مرضى سرطان الرئة في الولايات المتحدة على طفرة في مورثة مستقبل عامل نمو البشرة؛ لكن هذه الطفرات أكثر شيوعاً في أستراليا وآسيا. تُكشف هذه الطفرات عادة لدى الأشخاص الذين لم يمارسوا التدخين إلا قليلاً أو أبداً في حياتهم. لم يمارس نحو ثلث المشاركين في الدراسة الجديدة التدخين في حياتهم؛ ما يشير إلى أن نتائجها تنطبق على المصابين بسرطان الرئة سواءً كانوا من المدخّنين أو لا.

يعمل دواء أوزيمرتينيب عموماً من خلال حجب آثار هذه الطفرات الشائعة التي تصيب مورثة مستقبل عامل نمو البشرة.

اقرأ أيضاً: هل ستكون لقاحات السرطان العلاج الشامل لأمراض المستقبل؟

وفقاً للنتائج الجديدة، بقي 88% من المشاركين الذين تناولوا أوزيمرتينيب على قيد الحياة بعد 5 سنوات من تشخيصهم بسرطان الرئة، بينما بقيت نسبة 78% من المرضى الذين تناولوا الدواء الوهمي على قيد الحياة بعد الفترة الزمنية نفسها. خفض الدواء خطر الوفاة من سرطان الرئة بنسبة 51%. وذكرت التقارير أن هذه البيانات هي الأولى التي تبيّن كيف يمكن أن يؤثر العلاج المستهدف لسرطان الرئة في المراحل المبكرة، في بقاء المريض على قيد الحياة.

دواء تاغاريسو خفض خطر الوفاة بنسبة 50%

قال نائب مدير مركز ييل للسرطان والمؤلف المشارك في الدراسة الجديدة، روي هيربست (Roy Herbst) لصحيفة الغارديان: "قبل 30 عاماً، لم يكن ثمة أي إجراء يمكننا اتخاذه لمساعدة هؤلاء المرضى، وطورنا الآن هذا الدواء الفعال. خَفض خطر الوفاة بنسبة 50% لا يُستهان به في أي مرض، فما بالك في حالة مرض سرطان الرئة الذي يكون شديد المقاومة للعلاجات عادة"؟

وافقت أكثر من 100 دولة بالفعل على دواء أوزيمرتينيب تحت الاسم التجاري تاغريسو؛ ومنها الولايات المتحدة. ووافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على استخدامه في عام 2015 لعلاج المصابين بسرطان الرئة الأكثر تقدماً الذين تفاقمت حالاتهم المرضيّة في أثناء الخضوع لعلاجات السرطان الأخرى أو بعده. وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية في عام 2020 على استخدام دواء تاغريسو لعلاج حالات الإصابة بسرطان الرئة في المراحل المبكرة.

وقال الأستاذ المشارك في علم الأورام في كلية الطب في جامعة جونز هوبكنز، باتريك فورد، الذي لم يشارك في الدراسة الجديدة، لشبكة إن بي سي نيوز إن المرضى المشخصين بسرطان الرئة من المرحلة الأولى إلى الثالثة كانوا يتلقون عادة العلاج الكيميائي بعد الخضوع للجراحة قبل توفر العلاجات المستهدِفة مثل تاغريسو. قدّر فورد أن العلاج سيزيد احتمال بقاء هؤلاء المرضى على قيد الحياة بنحو 5% مقارنة بأولئك الذين لم يتلقوا العلاج الكيميائي.

اقرأ أيضاً: هل ستنجح لقاحات السرطان في حسم المعركة ضد هذا المرض الخبيث؟

ويضيف قائلاً: "قبل 15 عاماً، ربما كنا نتوقع أن تبلغ نسبة بقاء هذه الفئة من المرضى على قيد الحياة 50% بعد 5 سنوات من التشخيص. ولكن نظراً للتقدّمات التي أُحرزت في علاج سرطان المرحلة الرابعة وتطوير دواء تاغريسو المخصص للمراحل المبكرة، وصلت هذه النسبة إلى 88%".

عمل فورد مستشاراً لدى شركة أسترازينيكا وحصل على التمويل لغرض البحث من هذه الشركة من قبل.

يتسبب سرطان الرئة في نحو 1.8 مليون وفية سنوياً، وهو السبب الرئيس للوفاة من السرطان في العالم. وفقاً لبيانات من الجمعية الأميركية للسرطان، يموت أكثر من 127 ألف أميركي بسبب سرطان الرئة سنوياً.