لا شك في أن إجراء قثطرة قلبية لا يُشبه سواه من الإجراءات الطبية الأخرى؛ حيث يشتمل على الدخول عن طريق أحد شرايين الجسم -إمّا الشريان الكعبري في الطرف العلوي وإمّا الشريان الفخذي في الطرف السفلي- لأخذ نظرة أكثر عمقاً حول القلب.
ونظراً لنوعية هذا الإجراء وحساسيته لأنه يتداخل مع عمل أحد أعضاء الجسم النبيلة كالقلب، ينبغي على المرضى أخذ مجموعة من النصائح بعين الاعتبار بما يخصُّ بعض جوانب الحياة؛ كالاعتناء بصحة مكان دخول القثطرة أو العودة لممارسة الرياضة أو حتى تناول الطعام.
اقرأ أيضاً: ما العلامات المنذرة للإصابة بالاحتشاء القلبي؟
كيف تعتني بموقع إدخال القثطرة بالشكل الأمثل؟
الانتهاء من إجراء القثطرة القلبية لا يعني الانتهاء طبياً من هذا الإجراء، إذ تتكامل نتائج القيام بهذا الإجراء مع العناية الجيدة بموقع إدخال القثطرة. للقثطرة القلبية مدخلان، فإمّا أن يدخل الطبيب عن طريق الشريان الفخذي وفي هذه الحالة يُجرى الشق أعلى الفخذ، أو من الشريان الكعبري وفيه تكون الضمادة في الذراع، وعند المدخل توضع الضمادة الطبية.
في الصباح التالي لإجراء العملية يمكن للمريض إزالة الضمادة، وأسهل طريقة للقيام بذلك بعد تبليلها بالماء حتّى يضعف الشريط اللاصق ويُزال بسهولة، وبعد ذلك تُغطى المنطقة بضمادة لاصقة صغيرة. ومن الطبيعي أن يتحول لون مكان دخول القثطرة إلى الأسود والأزرق بضعة أيام، كما من الطبيعي أيضاً أن ينتفخ قليلاً ويميلُ للوردي.
لا بُدَّ من المحافظة على هذه المنطقة من خلال غسلها بالماء والصابون يومياً، سواء باستخدام اليدين أو المنشفة، إلّا أنه ينبغي أن يكون الغسيل بلطف، وبعد ذلك تُجفف المنطقة بشكلٍ جيد. لا يُنصح عادةً باستخدام المستحضرات أو المراهم على موقع الجرح مباشرةً أو نقع الجسم في حوض الاستحمام أو في الجاكوزي قبل أسبوع من إجراء القثطرة، ويُنصح بشكلٍ عام بارتداء ملابس قطنية فضفاضة لتجنب تعريض المنطقة لأي ضغط إضافي.
وبما يتعلق بالقثطرة المُدخلة عن طريق الشريان الكعبري، فعلى المريض تجنب تحريك المعصم في الـ 24-48 ساعة التالية للإجراء الطبي، أو استخدام المعصم لرفع الأجسام التي تزن أكثر من كيلوغرام أو استخدام أدوات تتطلب تحكماً جيداً بالمعصم، مثل استخدام جزازة العشب أو المنشار أو ركوب الدراجة النارية.
ما خصوصية الدخول عن طريق الشريان الفخذي لإجراء القثطرة؟
للدخول عن طريق الشريان الفخذي بعض الخصوصية التي تتطلب تطبيق مجموعة من النصائح وعلى رأسها:
- تجنب رفع الأجسام الثقيلة التي تزن أكثر من 5 كيلوغرامات وخاصةً في الأسبوع الأول.
- تجنب الشد عند الإصابة بالإمساك وبضعف الحركات المعوية لمنع حدوث النزيف.
- تجنب المشاركة في الأنشطة المجهدة كالركض على سبيل المثال في الأيام السبعة التالية للقثطرة.
- البدء التدريجي بالقيام بأي نشاط بدني كصعود السلالم وحتى المشي.
اقرأ أيضاً: ما هي متلازمة القلب المُنكسر وكيف نتعامل معها؟
متى يمكن لمريض القثطرة القلبية العودة إلى ممارسة التمارين الرياضية؟
عادةً ما يحتاج المرضى إلى عدة أسابيع بعد القثطرة القلبية حتى يستطيعوا العودة إلى أنشطتهم الطبيعية، وكما ذُكِر أعلاه، يُنصح البدء بالأنشطة الخفيفة الشدة كالمشي البطيء في البداية والبدء به بشكلٍ لطيف، أي المشي ببطء لمدة 5 دقائق في البداية ومن ثَمَّ زيادة السرعة والفترة تدريجياً. ومن الشائع أن يشعر المريض ببعض "الاختلاف" في قدرته على الحركة مقارنة بما كان قادراً على القيام به سابقاً، وذلك لفترة قصيرة بعد إجراء القثطرة القلبية.
ما نمط الغذاء الصحي للقلب والجهاز الوعائي بعد القثطرة القلبية؟
يمكننا من خلال الالتزام بنمط غذائي صحي تقليل خطر حدوث المضاعفات وتعزيز عملية الشفاء والتعافي، كما أن اتباع نظام غذائي صحي يقلل أيضاً من خطر تراكم الشحوم والكوليسترول على بطانة الأوعية وتشكيل اللويحات، والذي بدوره يضر بصحة الأوعية الدموية. ومن أهم مكونات النظام الغذائي الخاص بمرضى القثطرة القلبية نذكر:
- اللحوم البيضاء كالأسماك البحرية والدجاج، وينبغي أن يتضمن النظام الغذائي حصتين أسبوعياً على الأقل، نظراً لغناها بأحماض أوميغا-3 الدهنية المفيدة للقلب.
- الحبوب الكاملة مثل القمح الكامل والأرز البني والمعكرونة المصنوعة من الحبوب الكاملة والكينوا والشعير والشوفان والذرة الغنية بالألياف.
- منتجات الألبان القليلة الدسم.
- الأطعمة الغنية بالدهون الصحية مثل المكسرات والبذور والأفوكادو.
- الماء، وينبغي ألّا يقل عن 1.5 لتر من الماء يومياً.
- الخضار والفاكهة وضرورة تضمين 5 حصص من الخضار و4 من الفاكهة في النظام الغذائي اليومي، والتركيز على الأغذية الغنية بمضادات الأكسدة، ومنها مثل التوت الأزرق والتوت البري.
اقرأ أيضاً: بعد تحديد الخلايا المسؤولة عن إصلاح القلب لنفسه: ما الآفاق المستقبلية لعلاج الأمراض القلبية؟
وفي الوقت نفسه، توجد مجموعة من الأغذية والمشروبات التي يُنصح بالابتعاد عنها في أثناء مرحلة التعافي وعلى رأسها الكحول والمشروبات الغازية، بالإضافة إلى الأطعمة المالحة التي تزيد من احتباس السوائل والذي بدوره يرفع الضغط، وكذلك الأمر بالنسبة للأطعمة السكرية.