بدأت إدارة الخدمات الصحية في ولاية تكساس الشهر الماضي في إسقاط طعوم لقاحات فموية ضد داء الكلب على طول الحدود الجنوبية. حيث يهدف برنامج التطعيم الفموي ضد داء الكلب في الولاية إلى حماية مجموعات الحيوانات البرية، خاصةً الثعالب والذئاب البرية، في المنطقة من الإصابة بهذا المرض القاتل أو نقل العدوى.
تقول مديرة برنامج التطعيم الفموي ضد داء الكلب (ORVP)، الدكتورة سوزان رولو، في بيان صحفي: "هدفنا هو تطعيم الحيوانات البرية، حيث نستهدف بشكل خاص الذئاب البرية والثعالب الرمادية، على طول الحدود للحفاظ على مناعة القطيع ومنع الإصابة بمتغيرات المرض السابقة أو منع وصول متغيرات جديدة من المرض إلى ولاية تكساس".
اقرأ أيضاً: لماذا استغرق تطوير لقاح الملاريا 35 عاماً؟
نشر مناعة القطيع في البرية
وتخطط الإدارة لإسقاط نحو 814.000 من طعوم اللقاحات من الطائرات والمروحيات خلال أسبوعين. وقد كان من المقرر أن تقلع الطائرة الأولى من مدينة إدنبورغ (Edinburg) في ولاية تكساس صباح الثلاثاء 10 يناير/ كانون الثاني. بينما تغادر الطائرات الأخرى من مدن ديل ريو (Del Rio) وألبين (Alpine). ومن المتوقع أن يكلّف البرنامج نحو 2 مليون دولار، وسوف يتم توفير التمويل من قبل ولاية تكساس وهيئة الإشراف على صحة الحيوان والنبات التابعة لوزارة الزراعة الأميركية.
تشبه طعوم اللقاحات القابلة للأكل العبوات الصغيرة التي تحتوي على مادة السيليكا، وستنتشر تلك الطعوم في أنحاء 18 مقاطعة في جنوب ولاية تكساس، بمعدل 64 إلى 70 طعماً لكل كيلومتر مربع. تقول الدكتورة رولو إن تناول هذه اللقاحات آمن لنحو 60 نوعاً من الثدييات والطيور، لكنها أكدت ضرورة الاتصال بإدارة الخدمات الصحية في حال تناول إنسان أو حيوان أليف أحد هذه الطعوم.
إسقاط طعوم اللقاحات من الجو لمنع انتشار داء الكلب
تقوم إدارة الخدمات الصحية في ولاية تكساس (TDSHS) بإسقاط طعوم اللقاحات من الجو للحيوانات البرية في جنوب وغرب وسط تكساس منذ 29 عاماً حتى الآن. وقد حدث أول إسقاط جوي للطعوم في جنوب تكساس عام 1995، وساعد في السيطرة على تفشٍ محصور النطاق لفيروس داء الكلب من النوع الذي يصيب الكلاب الأليفة أو الذئاب البرية.
وتوضّح الإدارة أن عدد الحيوانات التي أصيبت بهذا النوع قد انخفض من 122 حالة عام 1994، وهو العام الذي سبق إسقاط أول مجموعة من طعوم اللقاح، إلى صفر عام 2000. ولم تشهد الولاية سوى حالتين من هذا النوع منذ ذلك الحين، (واحدة عام 2001 والأخرى عام 2004)، وتم اكتشاف كلتا الحالتين على بعد كيلومتر واحد من الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
وقد تم توسيع هذا البرنامج في غرب وسط تكساس عام 1996 لاستهداف داء الكلب الثعلبي الرمادي. كما أثبتت عمليات الإسقاط الجوية هذه أيضاً نجاحها في خفض عدد حالات الإصابة بداء الكلب في المنطقة من 244 حالة عام 1995 إلى صفر عام 2009. وعندما عاد هذا النوع للظهور هناك عام 2013، ساعدت حملة الإسقاط الجوي الموجّهة من الولاية في القضاء عليه مرةً أخرى.
اقرأ أيضاً: ما هي اللقاحات ثنائية التأثير وما ميّزاتها؟
وبحسب إدارة الخدمات الصحية، فقد تم الكشف عن بقرة مصابة بفيروس داء الكلب الثعلبي الرمادي في مقاطعة كونتشو في مايو/ أيار عام 2013، ما أدى إلى استجابة طوارئ برنامج اللقاحات الفموية ضد داء الكلب (ORVP) وقيامها بإسقاط طعوم اللقاح في أعوام 2013 و2014 و2015 في مساحة 2500 كيلومتر مربع حول مكان الحادثة، ولم يتم تحديد أي متغيرات إضافية لفيروس داء الكلب الثعلبي الرمادي في تكساس، كما لم تكن هناك حالات إصابة بشرية يمكن أن تُعزى إلى متغيرات الفيروس منذ بدء برنامج اللقاحات الفموية ضد داء الكلب (ORVP)".
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يُعد فيروس داء الكلب قاتلاً بنسبة 100% تقريباً لكل من الحيوانات والبشر بمجرد ظهور الأعراض السريرية. لكن وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فمن الممكن الوقاية من هذا المرض عبر اللقاحات. وبحسب تقديرات المنظمة، يتلقى سنوياً أكثر من 29 مليون شخص حول العالم اللقاح بعد التعرّض للعضّ من الحيوان المصاب بالفيروس. إن تطعيم الناس والحيوانات قبل أن يصابوا بالمرض هو أمر أقل شيوعاً، لكن تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن حملات التطعيم الجماعية قد أثبتت فعاليتها في مناطق مختلفة في جميع أنحاء إفريقيا وآسيا وأوروبا والأميركيتين.