7 استخدامات طبية للبوتوكس بعيداً عن عالم التجميل منها علاج الصداع النصفي

7 استخدامات طبية للبوتوكس بعيداً عن عالم التجميل منها علاج الصداع النصفي
حقوق الصورة: shutterstock.com
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يقترن البوتوكس في أذهان الناس بالعمليات التجميلية فقط على الرغم من أن له العديد من الاستخدامات الطبية المهمة الأخرى خارج عالم التجميل؟ وإليك بعضاً من أهم استخداماته.

ما البوتوكس؟

البوتوكس Botox هو الاسم التجاري لتوكسين (سمّ) البوتولينيوم، وهو سم عصبي تنتجه بكتيريا المِطثية الوشيقية (Clostridium botulinum) اللاهوائية، ويعد من أقوى الذيفانات العصبية على الإطلاق، إذ يسبب التسمم السجقي (الوشيقي) الذي يتجلى على شكل شلل في العضلات وفشل في جهاز التنفس ينتهي بالموت. لكن، عندما يُستخدم البوتوكس بجرعات قليلة في سياق علاجي ومن قِبل كادر طبي مؤهّل، فإن له العديد من الفوائد الطبية.

يشار إلى أن لتوكسين البوتولينيوم العديد من الأسماء التجارية، لكن الاسم الأكثر تداولاً بين الناس هو البوتوكس. لذلك، وأينما ورد مصطلح البوتوكس في هذا المقال، فالمقصود به هو فئة توكسين البوتولينيوم بأكملها وليس منتج البوتوكس منفرداً.

اقرأ أيضاً: ما تود معرفته عن البوتوكس وآلية عمله

استخدامات البوتوكس الطبية

حصل البوتوكس على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية عام 1989 لعلاج تشنجات الجفن وتشنجات الوجه الأخرى، وقد استُخدم منذ ذلك الحين في علاج مجموعة متنوعة من الاضطرابات العصبية وغير العصبية. ومن أهم استخداماته الطبية نذكر:

اضطرابات الحركة

يشير مصطلح اضطرابات الحركة إلى مجموعة متنوعة من الحالات المرضية التي تُصيب الجهاز العصبي مسببة إمّا زيادة الحركة وإمّا انخفاضها وإمّا بطئها، وقد تكون هذه الحركات إرادية أو لاإرادية. ومن هذه الاضطرابات على سبيل المثال، الرُعاش وداء باركنسون والاختلال الحركي (الترنح) ومتلازمة تململ الساقين. 

ثمة العديد من اضطرابات الحركة التي يمكن علاجها بوساطة البوتوكس، منها تشنجات العضلات اللاإرادية، والرُعاش، واضطراب المفصل الفكي الصدغي (صرير الأسنان)، والعديد من أنواع خلل التوتر العضلي مثل تشنج الجفن وتشنج الوجه النصفي؛ حيث يستهدف البوتولينيوم الجهاز العصبي ويعطِّل الإشارات العصبية التي تحفّز تقلص العضلات. فمن أجل تقلص أي عضلة، تُطلق الأعصاب ناقلاً كيميائياً يُدعى الأستيل كولين في الأماكن التي تلتقي فيها النهايات العصبية مع خلايا العضلات، فيرتبط الأستيل كولين بالمستقبلات الموجودة في خلايا العضلات مسبباً تقلصها.

تمنع حقن البوتوكس إفراز الأستيل كولين؛ إذ يُحقن تحت الجلد في العضلات، على نحو يمنع الاتصال ما بين الأعصاب والعضلات، ما يخفف من التشنجات والحالات الأخرى المرتبطة بفرط نشاط العضلات.

يُذكر أن البوتوكس ليس علاجاً شافياً وإنما هو علاج طويل الأمد يُستخدم للتحكم في الأعراض، حيث تستمر فاعليته في تخفيف حدة الأعراض ما بين 2-3 أشهر أو أكثر أحياناً، ثم تكرر الحقن كل بضعة أشهر وإلى أجل غير مسمى في حال لم يظهر أي ردود فعل تحسسية. عموماً، ثبت أن البوتوكس دواء آمن وفعّال عند استخدامه لعلاج اضطرابات الحركة، وغالباً ما يلاحظ 80% من المرضى الذين يتلقونه انخفاضاً في حدة الأعراض بنسبة 50-90%. 

اقرأ أيضاً: إليك أهم الفوائد والآثار الجانبية لإبر البلازما المستخدمة في علاج تساقط الشعر

الصداع النصفي المزمن

حصل البوتوكس على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية لاستخدامه في علاج الصداع النصفي المزمن عام 2010. يتضمن الإجراء العلاجي حقن السم في مناطق محددة من الرأس والرقبة، ما يوفّر الراحة للأفراد الذين تزيد أعمارهم على 18 عاماً ممن يعانون من صداع صدفي مزمن لمدة تزيد على 15 يوماً في الشهر. قد يستغرق الأمر نحو 4 أسابيع أو أكثر بعد العلاج لملاحظة انخفاض حدة الأعراض وتكرار حدوثها، وقد يحتاج بعض المرضى إلى حقن منتظمة لإبقاء الصداع النصفي تحت السيطرة، في حين قد يتوقف بعضهم الآخر عن الحُقن دون عودة الصداع. 

يعمل البوتوكس هنا عن طريق التداخل مع مسارات نقل الألم ما بين الجهاز العصبي المركزي والأعصاب الممتدة من الحبل الشوكي؛ حيث يعطّل البوتوكس انتقال الناقلات العصبية والجزيئات المرتبطة بالألم في مناطق اتصال الأعصاب والعضلات، وخصوصاً في الوجه والرأس والرقبة.

فرط التعرق 

تفرز الغدد العرقية العرَق عندما تتلقى رسائل من الجهاز العصبي، فإذا تلقت الكثير من الرسائل العصبية، فإنها تستمر في العمل وتتعرق على نحو مفرط، وقد يحدث ذلك في منطقة الإبطين أو راحتي اليدين أو باطن القدمين. وقد ثبت أن حقن البوتوكس في هذه المناطق يعمل على منع وصول الإشارات العصبية من الجهاز العصبي إلى الغدد العرقية، ما يمنعها من الإفراط في التعرق. يقتضي التنويه مرة أخرى بأن البوتوكس ليس علاجاً شافياً دائماً، وإنما يعمل على إيقاف الأعراض لمدة معينة، أو تقليلها بشكلٍ كبير، كما قد يستفيد بعض الأشخاص أكثر من غيرهم. عادةً ما تتحسن الأعراض خلال أسبوعين من العلاج، وقد يستمر التحسن ما بين 6-7 أشهر، ويمكن تكرار الحقن عند الحاجة.

اقرأ أيضاً: إليك مميزات وعيوب جهاز الكافيتيشن للتخسيس

فرط نشاط المثانة

مع فرط نشاط المثانة، قد يشعر الشخص برغبة مفاجأة في التبول يصعب السيطرة عليها، أو يعاني من سلس البول (التبول اللاإرادي)، أو التبول بشكل متكرر نحو 8 مرات أو أكثر يومياً، أو الاستيقاظ مرتين أو أكثر في الليل للتبول. وجدير بالذكر أن سلس البول الإلحاحي (التبول غير المقصود بسبب انقباض المثانة) حالة شائعة؛ إذ يعاني نحو 17% من النساء ونحو 3-11% من الرجال من هذه الحالة في مرحلة ما من حياتهم.

لحسن الحظ، يمكن استخدام البوتوكس لتخفيف وطأة هذه الحالات، عن طريق حقن البوتوكس في المثانة، ما يسهم في إرخاء عضلاتها ومنح الوقت للوصول إلى الحمام عندما الشعور بالحاجة إلى التبول. غالباً ما تتحسن الأعراض عند معظم الناس الذين يتلقّون حقن البوتوكس في المثانة في غضون أيام قليلة بعد العلاج، وتستمر نحو 6 أشهر، ويمكن بعدها الحصول على حقن إضافية.

الحَوَل

يحدث الحَول عندما لا تتم محاذاة العينين مع بعضهما بعضاً، ما قد يؤدي إلى عدم وضوح الرؤية أو الرؤية المزدوجة. ثمة أسباب عديدة للحوَل، لكن في معظم الحالات، يحدث نتيجة مشكلات في العضلات أو الأعصاب المحيطة بالعين. يمكن للأطباء استخدام سم البوتولينيوم لإضعاف العضلات الفردية حول العين لفترة من الوقت، ما يساعد على جعل العينين أكثر تناظراً، وتقليل تشوّش الرؤية أو ازدواجها.

يبدأ تأثير البوتوكس على عضلات العين بعد 24-48 ساعة من الحقن، ويستمر التحسن نحو 3-4 أشهر. ومع ذلك، قد تنخفض فاعلية البوتوكس مع مرور الوقت وتكرار الحقن، نتيجة أن خلايا العضلات تطوّر مستقبلات جديدة، ما يسهم في استعادة الإشارة من العصب إلى العضلات.

إدارة الألم المزمن

يمكن استخدام البوتكس في إدارة الحالات التي تنطوي على ألم مزمن مثل متلازمة ألم اللفافة العصبية والصداع والتهاب المفاصل وآلام الأعصاب، إذ يُظهِر البوتوكس تأثيراً قوياً في تسكين الألم نتيجة تقليل فرط النشاط العضلي، على الرغم من أن آليته في التسكين ما زالت غير مفهومة تماماً. يبدأ مفعوله بتخفيف الألم بعد 2-5 أيام من الحقن، ويستمر هذا التحسن وسطياً ما بين 3-4 أشهر.

اقرأ أيضاً: ما أسباب توقف نمو الشعر «الحلس» وما طرق علاجه؟

التشنج

التشنج هو اضطراب في أنماط حركة العضلات يسبب انقباض مجموعة من العضلات دفعة واحدة عند محاولة التحرك أو حتى في أثناء الراحة، وتظل العضلات منقبضة ومتشنجه وتقاوم التمدد. وهو عرض يرتبط بتلف الدماغ أو الحبل الشوكي أو الأعصاب الحركية، ويظهر غالباً عند الأفراد الذين يعانون من بعض الحالات العصبية؛ مثل الشلل الدماغي، أو السكتة الدماغية، أو إصابات الدماغ والحبل الشوكي. وبالإضافة إلى الأدوية المضادة للتشنج الفموية، يمكن استخدام حقن البوتوكس بمثابة علاج موضعي مساعد لتقليل التشنج والألم، ويكون مفيداً خصوصاً للمرضى الذين يعانون من التشنج الناتج عن السكتة الدماغية. 

يُشار إلى أن البوتوكس قد يكون فعّالاً وآمناً في علاج العديد من الحالات الطبية، إلّا أن استخدامه ينبغي أن يكون مقتصراً على الأطباء والأخصائيين الطبيين المدربين جيداً. وللعلم، تحدد الجرعات ومواقع الحقن ومواعيدها بعناية بناءً على احتياجات المريض الفردية والحالة المرضية.