هل تناول الأسبرين ما زال آمناً للوقاية من النوبات القلبية؟

2 دقائق
الأسبرين
حقوق الصورة: المؤلف/ ديبوزيت فوتوز

لطالما استُخدم الأسبرين بجرعات منخفضة كأداة وقائية ضد أمراض القلب والأوعية الدموية. أظهرت الأبحاث السابقة أن استخدام الأسبرين يومياً يمكن أن يقلل من احتمال الإصابة بأول نوبة قلبية أو سكتة دماغية بالنسبة لبعض الجماعات البشرية؛ لكن هذه الآلية لا تخلو من المخاطر، وتشير التوصيات الجديدة إلى أن الأطباء يجب أن يعيدوا التفكير في استخدام هذا الدواء.

اقرأ أيضاً: تناول الأسبرين يومياً قد يضر أكثر مما ينفع

الآثار الجانبية لتناول الأسبرين مقابل الفوائد المحتملة

في مسودة بيان، قامت فرقة العمل الأميركية المعنية بالخدمات الوقائية؛ وهي مجموعة مستقلة من الخبراء الذين يقدمون المشورة بشأن الوقاية من الأمراض والطب القائم على الأدلة، بتحديث توصياتها، وقال الخبراء أنه بالنسبة لكبار السن، فإن تناول الأسبرين بشكل استباقي هو أمر لا يستحق المخاطر المرتبطة به. على وجه التحديد؛ تنص اللجنة على أنه في حين أن البدء بتناول الأسبرين للوقاية من ظهور أمراض القلب قد يكون مفيداً للبالغين الأصغر سناً (والذين تتراوح أعمارهم بين 40 و 59 عاماً) على أساس كل حالة على حدى؛ إلا أنه يجب ألا يبدأ البالغون الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً أو أكثر بتطبيق هذا النظام. تقول اللجنة أن احتمال الآثار الجانبية الخطيرة بالنسبة لهم؛ ومنها النزيف في المعدة والأمعاء والدماغ، لا تستحق الفوائد المحتملة لهذا الدواء.

توضّح فرقة العمل أن توصياتها الجديدة تنطبق فقط على أولئك الذين لم يصابوا بنوبة قلبية أو سكتة دماغية من قبل، ولا يتناولون الأسبرين بانتظام؛ ولكن إذا كان عمرك 60 عاماً أو أكثر وليس لديك تاريخ للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، فلا يجب أن تبدأ بتناول الأسبرين.

قال «شين-وين تسينغ»؛ عضو في فرقة العمل السابقة ومدير الأبحاث في طب الأسرة وصحة المجتمع في جامعة هاواي، لصحيفة «ذا واشنطن بوست»: «في هذه الأعمار، يؤدي ارتفاع خطر النزيف مع تقدم العمر في الواقع إلى إلغاء الفوائد المحتملة للأسبرين».

الأسبرين والنوبات القلبية

تحدث النوبات القلبية عندما تنسد الشرايين التي تزوّد القلب بالدم؛ ما يؤدي إلى انقطاع تدفق الدم الضروري إلى القلب، بينما السكتات الدماغية تنجم عن تشكّل جلطة دموية تقطع تدفق الدم إلى الدماغ. أمراض القلب هي السبب الرئيسي للوفاة في الولايات المتحدة، وهي مسؤولة عن واحدة من كل 4 حالات من الوفاة؛ وذلك وفقاً لمركز السيطرة على الأمراض الأميركي. الأسبرين هو مضاد للتخثّر، وهو دواء يرقق الدم؛ وبالتالي يمنع تكوّن الجلطات. في حين أن الإرشادات تنص على تناول جرعة يومية من الأسبرين للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية - وذلك استناداً إلى أدلة من تجارب أُجريت في ثمانينيات وتسعينيات  القرن الماضي - إلا أن الإرشادات الجديدة ليست حاسمةً تماماً.

قال تسينغ لصحيفة «ذا نيويورك تايمز»: «لم يعد هناك إرشاد شامل مفاده أن كل شخص معرض لخطر مرتفع للإصابة بأمراض القلب، حتى ولو لم يصب بنوبة قلبية من قبل، يجب أن يتناول الأسبرين»، وأضاف: «يجب علينا أن نكون أكثر ذكاءً في توفير الوقاية الأولية للأشخاص الذين سيستفيدون أكثر من غيرهم، والذين يكونون أقل عرضةً لخطر الآثار الجانبية للأسبرين».

اقرأ أيضا: علاج حبوب القيح في الوجه.

استشرْ الطبيب حتى لو كان هذا التعديل مرحب به

أولئك الذين يتناولون الأسبرين بالفعل والذين يعتقدون أنهم يجب أن يتوقفوا يجب عليهم استشارة الطبيب. أضاف تسينغ: «لا نوصي أي شخص بالتوقف عن تناول الأسبرين دون استشارة الطبيب، وبالتأكيد ليس إذا كان قد أُصيب سابقاً بنوبة قلبية أو سكتة دماغية».

قال «دونالد لويد جونز»؛ رئيس جمعية القلب الأميركية، لصحيفة «ذا واشنطن بوست» أن التحديثات المقترحة التي أجرتها فرقة العمل كانت بمثابة «تعديل مرحب به»، وأن فرقة العمل «تعمل على تحديث توصياتها بشكل مناسب بشأن استخدام الأسبرين للوقاية الأولية، وبالتحديد استجابةً للأدلة الجديدة»، وأضاف: «هذه هي الطريقة التي يجب أن يعمل بها العلم، ويجب بواسطتها أن يُترجم إلى رعاية سريرية».

نُشر هذا المقال في «بوبيولار ساينس»، علماً أن المقال المنشور باللغتين (العربية والإنجليزية) محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

المحتوى محمي