لا ينتج البنكرياس في داء السكري النمط 2 كمية كافية من الإنسولين للتحكم في مستويات سكر الدم، وحتّى قد تتطور حالة من "مقاومة الإنسولين" مع تقدم الداء، تكون فيها مستويات الإنسولين عالية في الدم ولكن غير فعّالة.
ومن هذه النقطة فُتحت عدة مجالات أمام الأطباء ليقوموا بتركيب أدوية عدة تعالج السكري بآليات مختلفة. وعلى الرغم من أن هدف كل هذه الأدوية واحد وهو تخفيض سكر الدم، فإن هناك بعض الفروق الأساسية، وتساعدنا معرفتها بشكل أعمق في استخدامها بشكل صحيح أكثر.
ما الفرق في تركيب كل من دوائي جانوميت وجلوكوفاج؟ وما دواعي استخدام كل منهما؟
جلوكوفاج وهو دواء يتركب من مادة "ميتفورمين" (Metformin) يؤخذ عن طريق الفم لتخفيض نسبة سكر الدم من خلال التأثير على حساسية الجسم للإنسولين، حيث يعمل عن طريق زيادة حساسية الكبد والعضلات والدهون والأنسجة الأخرى لامتصاص الإنسولين وزيادة فعاليته ما يؤدي لتقليل إفرازه.
يوجد تركيزان لهذا الدواء: 500 ملغ والذي يؤخذ مرتين يومياً بعد الطعام، و850 ملغ والذي يؤخذ لمرة واحدة يومياً.
لا يزيد الميتفورمين من تركيز الإنسولين في الدم ولا يحدث حالة من "نقص السكر في الدم" عند استخدامه بمفرده. كما يقلل من مضاعفات مرض السكري مثل أمراض القلب وأمراض العين والكلى المرافقة للسكري. وبعيداً عن داء السكري النمط 2، يُستخدم الميتفورمين في علاج متلازمة المبيض متعدد الكيسات، كما يُوصف لمرضى الذهان الذين يرغبون بخفض وزنهم الذي ازداد نتيجة لتناول الأدوية المضادة للذهان.
اقرأ أيضاً: كيف يحدث السكري الحملي؟ وهل يزول بعد الولادة؟
يتركب جانوميت من مادتين فعالتين هما "ميتفورمين" و"سيتاغليبتين" (Sitagliptin) وهي من مثبطات إنزيم ديبيبتيديل ببتيداز-4 (Dipeptidyl Peptidase-4). إضافة إلى دور الميتفورمين المُحسّن لحساسية الخلايا للإنسولين، تمنع مادة سيتاغليبتين من تفكك "الإنكريتينات" وهي مجموعة من هرمونات التمثيل الغذائي التي تحفّز خفض مستويات سكر الدم، والتي تتحفز بعد تناول الطعام وعند زيادة إفراز الإنسولين من خلايا بيتا البنكرياسية في جزر لانغرهانس. كما تقلل من كمية الجلوكوز التي ينتجها الكبد عن طريق رفع مستويات الإنسولين وخفض مستويات هرمون الجلوكاجون.
يتم اللجوء عادةً إلى جانوميت عندما تقل حساسية العضلات والدهون لتأثير الإنسولين، حيث يحتاج الميتفورمين إلى مادة فعّالة أخرى حتّى يُخفض سكر الدم بالشكل المطلوب.
يوجد تركيزان لهذا الدواء هما: 50/1000 والذي يحتوي 50 ملغ من سيتاغليبتين و1000 ملغ ميتفورمين، يؤخذ صباحاً ومساءً بعد الطعام. وتركيز 100/2000 والذي يؤخذ مرة واحدة فقط نظراً لأن الجرعة القصوى المسموح بها يومياً من ميتفورمين 2000 ملغ ومن سيتاغليبتين 100 ملغ.
ما هي الآثار الجانبية لجانوميت وجلوكوفاج؟
تتقاطع الآثار الجانبية لهذين الصنفين الدوائيين في عدد من النقاط مع وجود بعض الاختلافات، وعادةً ما ترتبط هذه الآثار الجانبية بالجرعات العالية وتنخفض عند تقليل الجرعة. نذكر أهم الآثار الجانبية وأكثرها شيوعاً لجلوكوفاج:
- الغثيان والقيء.
- تعب وإجهاد: حيث يخفّض من مستويات الطاقة.
- الشكوى من حدوث غازات البطن والانتفاخ.
- الإسهال.
- فقدان الشهية.
- الشكوى من التهابات الجهاز التنفسي وحدوث انسداد وسيلان في الأنف.
- انخفاض مستويات فيتامين B 12 في الدم.
- عسر هضم.
- آلام عضلية.
- الحماض اللبني: والذي يعتبر من الآثار الجانبية النادرة لجلوكوفاج وهو قاتل في 50% من الحالات إن لم يدبر بالشكل الصحيح. يدل كلٌّ من الضعف المفاجئ وصعوبة التنفس وعدم انتظام ضربات القلب والآلام العضلية غير المفسّرة واضطرابات المعدة الشديدة والدوار والشعور بالبرد على حدوث الحماض اللبني والذي يتطلب الاستشفاء وتعويض السوائل وريدياً وتقديم الإنسولين وتعويض الشوارد.
اقرأ أيضاً: ما هو النظام الغذائي الملائم لمرضى السكر التراكمي؟
أما بالنسبة للآثار الجانبية الأكثر شيوعاً لجانوميت فهي:
- آلام بطنية شديدة.
- غثيان وقيء.
- إسهال.
- نقص في سكر الدم: حيث تشيع نوب نقص سكر الدم مع هذا الصنف أكثر من جلوكوفاج.
- التهاب بنكرياس: عند زيادة الجرعة بشكل كبير ولدى من لديهم مشكلات في البنكرياس.
- سوء أمراض القلب والكلى: يُفضل فحص مرضى القلب والكلى بشكل دقيق قبل بدء هذا الدواء؛ إذ قد يسيئ للوظيفة القلبية والكلوية.
- الحماض اللبني.
هل يعتبر جانوميت أو جلوكوفاج آمناً للحوامل؟
لا توجد دراسات كافية على النساء الحوامل حول هذين الصنفين الدوائيين، ويبقى الإنسولين أفضل علاج للحوامل المصابات بداء السكري.
يتم إفراز المادة الدوائية لجلوكوفاج في حليب الثدي وبالتالي يمكن نقله إلى الرضيع، لهذا السبب لا ينصح باستخدام الميتفورمين أثناء الرضاعة. أما بالنسبة لجانوميت، فمن غير المعروف إن كانت مادة سيتاغليبتين تفرز في حليب المرضع إلا أن هذا الصنف يحتوي على الميتفورمين أيضاً ما يجعله غير صالح للاستخدام من قبل المرضعات.
اقرأ أيضاً: علاج تجريبي واعد لمرض السكري يعيد للبنكرياس القدرة على إنتاج الإنسولين
ختاماً، نُلخّص الفروق بأن جانوميت يُستخدم فقط لعلاج داء السكري النمط 2، بينما يُستخدم جلوكوفاج لعلاج السكري النمط 2 وكجزء من علاج تكيس المبايض وكدواء لخفض الوزن عند مرضى الذهان.
أمّا بالنسبة لفروق الآثار الجانبية، يتسبب جلوكوفاج في حدوث انتفاخ بطني شديد وتراكم غازات في البطن، بينما يُسبب جانوميت بحدوث آلام بطنية شديدة ونوب نقص سكر الدم.