في حال كنت تبحث عن حلٍ للتجاعيد وندبات حب الشباب وأضرار أشعة الشمس وغيرها، فلا شك أن تقشير البشرة العميق بالفينول قد استوقفك سابقاً! يصف أخصائيو التجميل هذا النوع من التقشير بأنه يُشعرك وكأنك ترتدي وجهاً جديداً، ويساعد في الحصول على بشرة أكثر إشراقاً في غضون أسابيع، فهل يعود التقشير بالفينول بهذه الفوائد الصحية على البشرة حقاً؟
ما هو تقشير الوجه الكيميائي بالفينول؟
تقشير البشرة الكيميائي بالفينول هو أحد أنماط التقشير الأكثر عمقاً وتوغلاً، يُستخدم فيه مزيجٌ من الفينول وزيت الكروتون لتقشير الطبقات السطحية والمتوسطة من البشرة وتجديدها بعمق. والسبب في إيجاد الأفراد نتائج إيجابية وتحسناً فيما يتعلق بإصلاح وتجديد البشرة خلال أسابيع من تطبيق المقشر يعود إلى أن مادة الفينول قوية بما يكفي لاختراق البشرة والأدمة، ولأن التقشير بالفينول يعزز إزالة الأنسجة التالفة بفاعلية تمكّن الجلد من إصلاح وشفاء نفسه واستبدال ألياف الكولاجين الهرمة.
اقرأ أيضاً: حبوب الوجه المزعجة: تعرف إلى أسبابها وطرق التخلص منها
ما الفوائد العلمية المُثبتة لتقشير الوجه بالفينول؟
يعتبر التقشير بالفينول خياراً جيداً لمَن يعاني التجاعيد وندبات حب الشباب العميقة وتصبغ الجلد، ولكن مَن المرشحون الأفضل لهذا الإجراء؟ الإجابة هم الأفراد ذوو البشرة الفاتحة، وعلى الأفراد ذوي البشرة الداكنة أو الحساسة تجنب تقشير الفينول واعتماد تقشير ألطف للبشرة عوضاً عن ذلك؛ وذلك لأن البشرة الأغمق أكثر عرضة للتندب والحروق وفرط التصبغ. ومن الفوائد الصحية التي يعود بها التقشير الكيميائي بالفينول على البشرة نذكر:
- تحسين ملمس البشرة، حيث يترك التقشير البشرة ناعمة.
- إعادة التجانس للون البشرة وتوحيده، أي أنه يحارب تصبغ البشرة غير المتجانس.
- تقليل الخطوط الدقيقة والتجاعيد بشكلٍ واضح ما يوفّر مظهراً أكثر شباباً وحيوية.
- توفير ميزة الحفاظ على النتائج الإيجابية فترة طويلة، فعلى عكس الأنواع الأخرى من أنماط التقشير، تستمر آثار تقشير الفينول سنوات عديدة مع العناية المناسبة بالبشرة.
كيف يُجري الطبيب التقشير الكيميائي بالفينول؟
يُعطي الطبيب المشرف مسكناً للمساعدة على الاسترخاء ومخدراً للحد من الألم المرافق للإجراء، وذلك بعد تنظيف الوجه بشكلٍ جيد للتخلص من الرواسب والأوساخ.
بعد تخدير البشرة يطبّق الطبيب محلول الفينول الكيميائي ومن ثَمَّ يتعادل مع الماء، ويُترك مدة 15 دقيقة. بعد ذلك، ثم يطبق مرهماً جلدياً مضاداً للالتهاب ومُرمماً للمساعدة على تقليل التورم والألم. ولكي تحافظ هذه المراهم على ثباتيتها، يغطي الطبيب المشرف الوجه بشاش أو شريط لاصق طبي.
اقرأ أيضاً: جلسات الفراكشنال ليزر: ما هي وما فوائدها ومضارها؟
ماذا عن المخاطر الصحية والآثار الجانبية المتوقعة للتقشير الكيميائي بالفينول؟
ينطوي التقشير الكيميائي العميق على مخاطر أكثر من التقشير الخفيف والمتوسط لأنه يخترق الجلد ويصل إلى مستويات أعمق، ومن الآثار الجانبية التي يمكن أن يسببها التقشير العميق:
- الاحمرار: يستمر الاحمرار والتورم الناجمان عن التقشير فترة تصل إلى أسبوعين أو ثلاثة.
- الإنتان: وذلك لأن التقشير الكيميائي يؤذي نسبياً الطبقات السطحية من البشرة، ما يزيد بدوره عرضة الإصابة بالإنتانات الفطرية أو البكتيرية أو الفيروسية.
- تبدل لون الجلد: يتفاوت التصبغ بالاعتماد على لون البشرة، حيث يشكو الأفراد ذوو البشرة الفاتحة من نقصٍ في التصبغ وظهور بقع فاتحة اللون، بينما يكون التصبغ قاتماً لدى الأفراد ذوي البشرة الغامقة.
- التندب: نادراً ما يؤدي التقشير بالفينول إلى تندب، إلّا أنه أحد الآثار الجانبية المحتملة الحدوث، ولعلاج ذلك يصف الأطباء الأدوية المضادة للالتهابات الستيروئيدية والصادات الحيوية.
- اضطراب في عمل القلب والكليتين والكبد: للمحلول الكيميائي الفينول آثار إيجابية تطول جهاز الإطراح الكلوي والكبد والجهاز القلبي الوعائي مثل تلف عضلة القلب وعدم انتظام ضربات القلب.
ومن المهم تسليط الضوء على أن هذه الآثار الجانبية أكثر وضوحاً لدى الحوامل ومرضى الهربس والأفراد ذوي التاريخ العائلي للإصابة بالتندبات. أي فرط نمو الأنسجة الندبية، أو الأفراد ممن يتناولون أدوية فموية لعلاج حب الشباب مثل الإيزوتريتينوين.
ما خطوات العناية بالبشرة بعد تطبيق التقشير الكيميائي بالفينول؟
تحتاج البشرة بعد الانتهاء من التقشير إلى 8-12 يوماً حتى تهدأ وتعود للحالة الطبيعية، وخلال هذه الفترة يوصي الطبيب بتطبيق المرهم المرمم والمضاد للالتهاب مرتين يومياً. من الطبيعي أن تبقى البشرة وردية بعد ذلك وقد يستمر الأمر على هذا النحو مدة 3 أشهر، وخلال هذا الوقت يستمر الوجه بالتقشر، وفي أثناء ذلك يجب ألا يُلمس الوجه أو تقشيره عن طريق إزالة القشور بشكلٍ ذاتي، والسماح للجلد المتقشر بالسقوط من تلقاء نفسه.
إضافة لذلك، ينبغي تطبيق الواقي الشمسي يومياً قبل الخروج من المنزل وتجديده كل ساعتين، لأن البشرة تكون رقيقة وحساسة، كما يُمكن بعد أسبوعين البدء باستخدام مستحضرات التجميل لتغطية الاحمرار.
اقرأ أيضاً: 6 بدائل غير جراحية لشد البشرة بعد الأربعين
ومع ذلك ومع مرور الوقت، تبقى الشمس قادرة على التسبب بالضرر للبشرة ما يؤدي بدوره إلى ظهور تجاعيد جديدة في الوجه وحدوث التصبغات مرة ثانية، فالتقشير وحده ليس الحل، وبشرتنا ستتغير نسبياً مع تقدمنا في السن.
ولكن يمكننا حصد آثار إيجابية واضحة وطويلة الأمد عندما نمزج بين روتين تطبيق التقشير الكيميائي العميق بالفينول والالتزام بنصائح حماية البشرة، مثل تجنب التعرض لأشعة الشمس واتباع روتين خاص للعناية بالبشرة، إذ يُقلل ذلك من المخاطر المحتملة لحدوث شيخوخة الجلد المبكرة بشكلٍ كبير.