يُقال إنه وعند الإصابة بالزكام، سوف يحتاج المريض أسبوعاً للشفاء في حال تناول الأدوية، بينما سيحتاج إلى 7 أيام في حال لم يتناول الأدوية. وهذا يعني أنه لا يوجد علاج سريع للزكام، وهو لا يستلزم في معظم الحالات عناية طبية محددة. لكن ومع ذلك، ثمة العديد من العلاجات المنزلية التي من شأنها أن تخفف حدة الأعراض المرافقة للزكام وخصوصاً سيلان الأنف، وإليك كيف يمكن ذلك.
علاج الزكام في المنزل
الزكام أو نزلة البرد أو الرشح هو عدوى فيروسية معدية تصيب الجهاز التنفسي العلوي، ويشمل الأنف والجيوب الأنفية والحلق والقصبة الهوائية، وتنتشر بسهولة خاصة داخل الأماكن المزدحمة. في الواقع، ثمة أكثر من 200 فيروس مختلف يمكن أن يسبب نزلات البرد، ولا يوجد علاج للزكام ولكنه يزول عادة في غضون أسبوع إلى 10 أيام.
من المحتمل أن يصاب البالغون مرتين الى ثلاث مرات بالزكام سنوياً، بينما قد يصاب الأطفال به أربع مرات أو أكثر خلال السنة.
اقرأ أيضاً: تعرف على مضاد احتقان «الأوتريفين» واستخداماته وآثاره الجانبية
يبدأ الزكام بالتهاب الحلق، يليه سيلان الأنف واحتقانه والسعال والبحة في الصوت ثم تتفاقم الأعراض بعد 4-7 أيام وتشمل آلاماً في الجسم والصداع وسيلان الأنف والتعب والحمى التي تكون أكثر شيوعاً عند الأطفال، وفي المراحل الأخيرة، تبدأ الأعراض بالتراجع، على الرغم من أن بعضها قد يستمر لفترة أطول، إذ قد يصاب بعض الأشخاص بسعال مزعج قد يستمر لمدة تصل إلى شهرين بعد الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي.
وبالإضافة إلى الحصول على قسط كافٍ من الراحة وشرب السوائل، فثمة الكثير من العلاجات المنزلية التي يمكنها أن تخفف حدة أعراض الزكام، ومن أهمها:
- جذر الزنجبيل: تشير الأبحاث إلى أن وضع بضع شرائح من جذر الزنجبيل الطازج أو المجفف في الماء المغلي قد يساعد في تهدئة السعال والتهاب الحلق، كما قد يساعد في تقليل الشعور بالغثيان الذي يرافق أعراض الزكام أحياناً.
- العسل: يحتوي العسل على مجموعة متنوعة من الخصائص المضادة للميكروبات والبكتيريا، وشرب العسل مع الليمون يمكن أن يخفف من آلام الحلق ويقلل السعال بشكل فعّال.
- الثوم: يحتوي الثوم على مركب الأليسين (Allicin) الذي قد تكون له خصائص مضادة للميكروبات، بالإضافة إلى أن تناول الثوم قد يقلل فرصة الإصابة بالعدوى في المقام الأول. وعلى الرغم من ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث حول الفوائد المحتملة للثوم في مقاومة الزكام، لكن ليس من الضار إضافة المزيد من الثوم إلى نظامك الغذائي.
اقرأ أيضاً: مع اقتراب موسم البرد: إليك علاج السعال الجاف
- فيتامين سي (c): يعد البرتقال والغريب فروت والخضروات الورقية والفواكه مصادر جيدة لفيتامين سي، ويمكن عند إضافة عصير الليمون الطازج إلى الشاي الساخن مع العسل تقليل البلغم. في الواقع، يمكن لعصير الليمون تخفيف أعراض الزكام سواءً شُرب بارداً أو ساخناً. وعلى الرغم من أن هذه المشروبات لا تشفي الزكام تماماً، لكنها تضمن أن يحصل الجهاز المناعي على احتياجاته من هذا الفيتامين، وهو ما قد يخفف التهابات الجهاز التنفسي العلوي.
- البروبيوتيك: هي بكتيريا وخمائر نافعة توجد في الجسم وبعض الأطعمة والمكملات الغذائية، وهي تساعد في الحفاظ على صحة الأمعاء والجهاز المناعي، وتقلل فرصة الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي العلوي. لذلك، يمكنك أن تضيف منتجات الزبادي التي تحتوي على البروبيوتيك إلى نظامك الغذائي، للحصول على فوائده المحتملة للجهاز المناعي والكثير من البروتين والكالسيوم والطعم اللذيذ أيضاً.
- الأعشاب العطرية: ثمة العديد من الأعشاب الطبيعية التي يمكنها أن تخفف من أعراض الزكام مثل إكليل الجبل (Rosemary) والمريمية (Sage)، فكلاهما معروفان بخصائصهما المضادة للميكروبات والفيروسات، كما أن المريمية مفيدة لالتهاب الحلق الذي يحدث في بداية الزكام، وتعمل على تهدئة الأنسجة المتهيجة وتقتل البكتيريا. بالإضافة إلى ذلك، فإن الزعتر (Thyme) هو واحد من الأعشاب العطرية التي يمكن استخدامها كعلاج منزلي للزكام، إذ تساعد المركبات العطرية الموجودة فيه على تخفيف السعال نتيجة تأثيراته المضادة للتشنج والطاردة للبلغم، وخصائصه المضادة للبكتيريا والفيروسات. يُشار إلى أنه من الضروري استشارة الطبيب قبل استخدام الأعشاب العطرية، في حال المعاناة من حالات صحية معينة أو عند تناول أدوية معينة.
اقرأ أيضاً: 6 أمثلة لتداخلات غذائية دوائية يجب تجنبها
العلاج المنزلي لسيلان الأنف الناجم عن الزكام
بالإضافة إلى العلاجات السابقة التي يمكن أن تخفف من أعراض الزكام بشكل عام، فإن لسيلان الأنف الناتج عن الزكام بعض العلاجات المنزلية الإضافية التي قد تخفف من حدته، وأهمها:
- شرب الكثير من الماء والسوائل: خصوصاً في حال وجود احتقان في الأنف، فهذا يجعل قوام المخاط أكثر سيولة ويسهل طرده، لكن ينبغي تجنب المشروبات التي تسبب الجفاف مثل القهوة والمشروبات التي تحتوي على الكحول.
- المشروبات الساخنة: إن المشروبات الساخنة مثل الشاي والأعشاب العطرية تكون أكثر فائدة من المشروبات الباردة، بسبب حرارتها المرتفعة وبخارها اللذين يساعدان في فتح الشعب الهوائية والتخفيف من احتقانها. وقد تساعد أنواع الشاي التي تحتوي على أعشاب مضادة للالتهابات مثل البابونج أو الزنجبيل أو النعناع أو غيرها في تخفيف الاحتقان.
- استنشاق البخار: قد يساعد استنشاق البخار من فنجان شاي ساخن أو جهاز الرذاذ الخاص في تفكيك المخاط وتسكين سيلان الأنف، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تسخين الماء في قدر نظيف على نحو يكفي لتكوين البخار، ثم وضع الوجه فوق البخار على مسافة كافية، مع إغماض العينين وأخذ أنفاس عميقة من خلال الأنف، وتكرار العملية 2-3 مرات في اليوم.
يمكن إضافة بعض القطرات من الزيوت الأساسية المزيلة للاحتقان مثل زيوت الأوكالبتوس والنعناع والصنوبر وإكليل الجبل والمريمية والنعناع وشجرة الشاي والزعتر وغيرها، إذ تحتوي هذه النباتات على المنثول (Menthol) والثيمول (Thymol) وهي مركبات تستخدم في صناعة مزيلات الاحتقان التي لا تستلزم وصفة طبية. في حال عدم امتلاك هذه الزيوت، يمكن استخدام الاعشاب الجافة بدلاً منها.
اقرأ أيضاً: 13 طريقة بسيطة للتخلص من انسداد الأنف بالمنزل
- الاستحمام بمياه ساخنة: إن الاستحمام بماء ساخن يعمل مثل البخار تماماً حيث يمكن أن يساعد في التخفيف من سيلان الأنف وانسداده.
- بخاخات الأنف: هي علاج شائع لسيلان الأنف، وأكثرها شيوعاً هي بخاخات المحلول الملحي الذي يخفف سيلان الأنف واحتقانه ويحسّن نوعية النوم.
- كمادات دافئة: قد يساعد وضع ضمادات أو منشفة دافئة على الجبهة والأنف عدة مرات في اليوم في تحسين سيلان الأنف وتهدئة ضغط الجيوب الأنفية، إذ تساعد هذه الكمادات في تعزيز الدورة الدموية في منطقة الجيوب الأنفية، ما يساعد في تخفيف احتقان الأنف وإضافة الرطوبة إلى الهواء الذي تتنفسه.
- تناول التوابل الحارة: قد تساعد التوابل الحارة مثل الفلفل الحار والزنجبيل في التخفيف من مشكلات الاحتقان والجيوب الأنفية، خصوصاً بسبب احتواء الفلفل الحار على مادة الكابسيسين.