تُدعى العملية "إصلاح انحراف وتيرة الأنف" أو "رأب الحاجز الأنفي"، ويتم فيها إصلاح وإعادة تقويم الحاجز الأنفي المائل الذي يفصل بين فتحتي الأنف، إذ يتسبب ميلانه بحدوث مضاعفات على رأسها صعوبة التنفس والصداع الناجم عن نقص الأكسجة، الأمر الذي يزيد من خطر أمراض الجهاز التنفسي العلوي والتهاب الجيوب نتيجة سوء التصريف وتراكم المفرزات.
تعتبر حالات انحراف الوتيرة مخاتلة، فالبعض يعاني درجات متقدمة منها ولكنهم لا يشكون من أي أعراض، والبعض الآخر قد يعاني درجة خفيفة تكاد لا تذكر إلا أنهم لا يتحملون الألم، لهذا يعتمد إجراء العمل الجراحي من عدمه على أعراض المريض ومدى تقبله واستجابته للعلاج الدوائي الموسع للطرق التنفسية والمخفف للاحتقان ودرجة عرقلة هذه الحالة الصحية لحياته اليومية.
اقرأ أيضاً: المزعج الذي يسبب الصداع والألم: علاج احتقان الأنف
ماذا يتضمن العمل الجراحي لإصلاح انحراف الوتيرة؟
على الرغم من أن عملية انحراف الوتيرة تعبث بالشكل الخارجي للأنف وقد تسبب تشوهاً تجميلياً يحتاج إلى التقويم، فإن العامل الجمالي لوحده لا يعتبر استطباباً طبياً لإجراء العمل الجراحي، فالأمر برمته يعتمد على رغبة المريض.
لهذا السبب إن شُخص لك انحراف الوتيرة وكانت الأعراض المرافقة تؤثر بشكل كبير في نوعية حياتك، فما عليك سوى استشارة مقدم الرعاية الصحية الخاص بك للبحث في إمكانية إجراء العمل الجراحي.
أي عمل جراحي يبدأ بالتخدير، الخبر السار هو أنه يمكنك اختيار التخدير الذي يناسبك، الموضعي أو العام، إذ لن تتأثر نوعية العمل الجراحي باختيارك والقرار بالكامل يعود إليك ولطبيبك الجراح.
اقرأ أيضاً: ما الفرق بين التخدير العام والتخدير الموضعي؟ إليك ما يجب أن تعرفه لتختار الأفضل لك
يعمل الجرّاح عادةً من خلال شقوق تُجرى داخل شقوق الأنف وقد يقتصر الأمر على ذلك، إلا أنه قد يضطر في بعض الأحيان لإجراء شق صغير بين فتحتي الأنف لإلقاء نظرة أفضل وللتحكم بالتقويم بشكل أدق.
تتم إعادة وضع الحاجز الأنفي في منتصف الأنف، وقبل تثبيته يعاين الطبيب وجود أي سماكات زائدة فيه لإزالتها قبل التثبيت النهائي، إذ إن انحراف الوتيرة يتسبب بفرط نمو الأنسجة الضامة والأوعية الدموية في الفوهة الأضيق وذلك تعويضاً لنقص الأكسجة الحاصل.
وإذا كانت عظام الأنف ملتوية وهي التي دفعت بالحاجز الأنفي إلى إحدى الجهات، فيكون من الضروري عندئذ تقويم وإعادة وضع العظام في مكانها المناسب دون أن تضغط على الحاجز.
وعندما تكون مشكلة انحراف الوتيرة ناجمة عن سوء تصنع الجسر الأنفي، عندئذ يتم اللجوء إلى زرع طعوم على شكل شرائح صغيرة التي بدورها تعزز من نمو الغضروف وبذلك تُصلح من الانحراف الأنفي وتقويمه بشكل فعّال.
يتم إغلاق الشقوق الجراحية في نهاية العملية بخيوط تجميلية كما تُدخل جبائر ناعمة من السيليكون داخل كل تجويف أنفي، وذلك لدعم الحاجز الأنفي في مكانه ولمنع حدوث النزيف التالي للعمل الجراحي.
ما مدة العمل الجراحي لإصلاح انحراف الوتيرة وكم تستغرق النقاهة؟
تستغرق عملية انحراف الوتيرة فترة تتراوح بين ساعة إلى ساعتين وذلك اعتماداً على شدة الحالة، وتشتمل على فترة الإنعاش من التخدير، لكن الشخص قد يحتاج إلى وقت أطول لكي يصحو بشكل تام في حال اختار التخدير العام.
أما بالنسبة لفترة النقاهة، فيعتمد الأمر على الالتزام بتوصيات الطبيب، ومن المتوقع أن أنسجة الأنف تحتاج إلى 3-6 أشهر وسطياً بعد الجراحة حتى تعود لحالتها الطبيعية، إلا أن بعض التغيرات كتحرك الغضروف والأنسجة أو إعادة تشكيلهما لا تزال ممكنة الحدوث وذلك لمدة عام بعد العمل الجراحي.
ماذا تتضمن فترة النقاهة بعد إصلاح انحراف الوتيرة؟
من الطبيعي أن يشكو المريض من بعض التورم في الأنف والخدين والشفة العلوية وحول العينين بعد العمل الجراحي، كما أن الكدمات حول الأنف والعينين طبيعية أيضاً، ويبقى الأنف مؤلماً وقابلاً للنزف بسهولة في الأيام الأولى التالية للجراحة، وبعد ذلك يزول التورم والتكدم وينخفض خطر النزف عند الضغط على الأنف.
من جهة أخرى، يشكو المرضى من خدر في الأنف والشفة العليا وفي اللثة، إلا أن الإحساس يعود لشكله الطبيعي في غضون أسابيع قليلة إلى بضعة أشهر بعد العمل الجراحي، كما قد تتأثر حاسة الشم بالعمل الجراحي وتعود خلال شهر أو شهرين.
ولتقليل فرص حدوث النزيف والتورم، يُوصي الأطباء بالالتزام بالنصائح التالية في الأسابيع التالية للجراحة، ومن أهمها:
- النوم بزاوية 45 درجة وعدم الاستلقاء بشكل كامل إلى الخلف.
- تجنب نف الأنف لعدة أسابيع.
- تجنب حمل الأجسام الثقيلة.
- ارتداء الملابس ذات الأزرار من الأمام وتجنب ارتداء ما يحتاج إدخاله فوق الرأس.
- تجنب الأنشطة الشاقة مثل التمارين الرياضية المكثفة والركض، واحرص على المشي كل يوم ولكن بشكل لطيف وغير مفرط، حيث يعزز المشي من تدفق الدم ويساعد في منع الالتهاب الرئوي والإمساك التاليين للعمل الجراحي، وإذا تعذر القيام بذلك يمكن الجلوس والوقوف في المكان بضع مرات كل يوم.
- تجنب تعريض الرأس للماء بشكل مفرط أثناء الاستحمام ومن المهم تجنب الغطس في الماء للأسابيع الـ 6 التالية للعمل الجراحي.
اقرأ أيضاً: الربيع قادم بأمراضه التحسسية: كيف تأخذ الأدوية المضادة للحساسية بالطريقة الأمثل؟
مخاطر عملية انحراف الوتيرة
كما هو الحال مع أي عمل جراحي، تنطوي عملية إصلاح انحراف الوتيرة على مجموعة من المخاطر، ومن أبرزها نذكر:
- النزيف الأنفي.
- الإنتان التالي للعمل الجراحي.
- مضاعفات التخدير.
- تغير شكل الأنف.
- حدوث ثقب في الحاجز الأنفي.
- اضطراب حاسة الشم.
- تراكم الدم في منطقة الأنف ما قد يتسبب بحدوث الأورام الدموية والتي تتطلب التفريغ بشكل إسعافي لأنها قد تضغط على الأنف.
- فقدان الإحساس باللثة أو الأسنان أو الأنف.
- عدم تحسن الأعراض واستمرار الأعراض مثل انسداد الأنف، ما قد يضطر المريض إلى إجراء جراحة أخرى.
اقرأ أيضاً: 13 طريقة بسيطة للتخلص من انسداد الأنف بالمنزل
والآن بعد أن أصبحت على دراية جيدة بكل جوانب العمل الجراحي لانحراف الوتيرة، لم يعد الأمر مقلقاً لأنه أصبح واضحاً ومعلوماً، ويمكنك الآن سؤال طبيبك عن أي قلق يعتريك بخصوص أي مرحلة، ويمكنك أيضاً أن تفاجئه وتسأله "هل من الممكن أن أحتاج إلى زروع غضروفية؟" فهذا السؤال سيسعده ويجعله يتيقن تماماً من أنك كالطالب الذي ينجز وظائفه كافة قبل القدوم إلى الصف.