بالنسبة للعديد من الأفراد، يعتبر الإيبوبروفين دواءً مناسباً لتخفيف الألم وتقليل الالتهاب. ومع ذلك، بالنسبة لأولئك الذين يعانون الربو، فإن استخدام الإيبوبروفين يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، ونوبة ربو حادة.
فما هو السبب؟ وما هي الخيارات البديلة؟
اقرأ أيضاً: مواقد الغاز المنزلية قد تسبب الربو للأطفال
ما هو الربو؟
الربو مرض رئوي مزمن يُصيب الأعمار جميعها، ويسبب تضخم بطانة الشعب الهوائية، وتضيّق العضلات المحيطة بها، وامتلائها بالمخاط، ما يقلل من كمية الهواء التي يمكن أن تمر خلالها، فيصبح التنفس صعباً ويرافقه صوت صفير.
يمكن للمصابين التعايش مع المرض، لكن بالنسبة للبعض الآخر، قد يتداخل الربو من الأنشطة اليومية، وقد يؤدي إلى نوبات خطيرة تهدد الحياة.
تتفاوت أعراض الربو وفقاً لشدة الحالة بين ضيق التنفس ونوبات السعال وألم في الصدر، لكن بعض الحالات قد تزيد من شدة النوبات، مثل ممارسة الرياضة ووجود أبخرة ومواد كيميائية أو حبوب الطلع.
ما هي مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية؟ وما هي وظيفتها؟
مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) هي أدوية لتسكين الألم وتقليل الحمى أو الالتهاب. من أكثر الأمثلة شيوعاً لهذه الأدوية الأسبرين والإيبوبروفين.
تعمل هذه الأدوية عن طريق منع إنزيمات معينة تُسمَّى إنزيمات سيكلو أوكسجيناز (COX)، والمسؤولة عن إنتاج البروستاجلاندين؛ وهي مُركّبات ذات تأثيرات شبيهة بالهرمونات تتحكم في عمليات مثل الالتهاب وتدفق الدم وتكوين جلطة الدم.
يتم استخدام مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية بشكلٍ شائع لعلاج الألم الخفيف إلى المتوسط الناجم عن حالات مختلفة، بما فيها الصداع والتهاب المفاصل العظمي وألم الأسنان، كما يُستخدم الأسبرين بجرعات منخفضة لتقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية الناجمة عن جلطات الدم.
كيف يؤثّر الإيبوبروفين في الربو؟
تذكر النشرة الدوائية لدواء الإيبوبروفين تحذيراً لمَن يعاني الربو أو الشرى أو رد فعل تحسسي لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية من تناول العقار، إذ قد يؤدي استخدامه إلى تشنج قصبي شديد قد يودي بالحياة.
ليس من الواضح لماذا يعاني بعض الأشخاص المصابين بالربو حساسية للإيبوبروفين ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية الأخرى، لكن ذلك قد يكون مرتبطاً بالإنتاج المفرط لمادة كيميائية تُعرف بـ "الليكوترينات".
يُنتج جسم المصاب بالربو الليكوترينات ويطلقها في مجرى الهواء في الرئتين حيث يوجد التهاب أو حساسية، ما يؤدي إلى تشنج عضلات القصبات الهوائية وتورمها. ومع ذلك، لم يحدد الباحثون حتى الآن سبب إنتاج جسم المصاب بالربو هذه المواد.
يجب التنويه بأن الإيبوبروفين يوجد تحت مسميات تجارية متنوعة مثل الأدفيل والنوبرين، كما يوجد ضمن الأدوية المركبة مثل أدوية البرد والإنفلونزا ومشكلات الجيوب الأنفية واضطرابات المعدة.
علاوة على ذلك، توجد حالة مشابهة تُعرف باسم "الربو الناجم عن الأسبرين" تحدث لدى تناول بعض المصابين بالربو مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية الأخرى أيضاً.
اقرأ أيضاً: ما هي متلازمة الشرق الأوسط «التنفسية»؟ وكيف تتعامل مع المصاب بها؟
مخاطر تناول الإيبوبروفين لمرضى الربو
بالنسبة لمَن يعاني حساسية للإببوبروفين ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية الأخرى، يؤدي تناول الإيبوبروفين إلى نوبة ربو تتراوح شدتها ما بين الخفيفة والقوية. عامة تشمل مخاطر الإيبوبروفين بالنسبة لمَن يعانون الحساسية له:
- الزوائد اللحمية الأنفية أو تورم في الممرات الأنفية والجيوب الأنفية.
- الشرى أو طفح جلدي تحسسي.
- ردود فعل جلدية طفيفة أو غير خطيرة أخرى.
- حساسية الأنف على المدى الطويل.
- السعال.
- سيلان الأنف.
- الصفير.
- ضيق في التنفس.
- تورم الوجه.
بدائل الإيبوبروفين لمرضى الربو
يمكن لمرضى الربو المصابين بالحساسية تجاه الإيبوبروفين الاستعاضة عنه لتسكين الألم أو تقليل الحمى والالتهاب باستخدام الأسيتامينوفين (الباراسيتامول).
لكن في حالات نادرة، وخاصة لدى الأطفال، يمكن للأسيتامينوفين أيضاً أن يسبب نوبة ربو خفيفة أو شديدة.
من الخيارات البديلة عن الإيبوبروفين والباراسيتامول لتخفيف الألم:
- كمادات الثلج: لتخفيف التورم والألم الناتجين عن الإصابات، مثل الالتواء.
- الكمادات الحرارية: تناسب الإصابات المزمنة الناجمة عن الإفراط في الاستخدام، ولكن لا يمكن استخدامها في الإصابات الحديثة.
- ممارسة التمارين الرياضية وتمارين التمدد: تساعد على تخفيف الانزعاج والألم في العضلات والتهاب المفاصل.
- تقنيات الاسترخاء: مثل اليوغا والتأمل، والتي يمكن أن تكون مفيدة لتخفيف الصداع الناجم عن التوتر.
- التقنيات البديلة والتكميلية: يمكن أن تشمل الوخز بالإبر.
- تغييرات أخرى في نمط الحياة: مثل اتباع نظام غذائي أفضل، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتجنب الكحول، والإقلاع عن التدخين.
أدوية تجعل الربو أسوأ
بالإضافة إلى الإيبوبروفين، يمكن لبعض الأدوية أن تجعل الربو أسوأ، مثل:
- مضادات الهيستامين: وهي أدوية لعلاج الحساسية. غالباً ما تُعدّ آمنة للمصابين بالربو، لكن قد يكون لها آثار جانبية، خاصة لدى تناولها مع أدوية أخرى.
- حاصرات بيتا: وهي أدوية تعمل على السيطرة على ضغط الدم وأمراض القلب. يمكن استخدام أدوية تُسمّى مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين بديلاً لأدوية علاج ضغط الدم وأمراض القلب والسكري.