يحدث أحياناً ألا يحصل المريض على التأثير المتوقع من دواء الأسبرين على الرغم من التقيّد التام بالجرعة وموعدها، وذلك قد يعود لتفاعله مع مادة أخرى يتناولها المريض، سواء كانت دواء آخر أو طعاماً أو شراباً أو [tooltip content="هي منتجات لا تستخدم للعلاج الطبي وإنما تعتبر مواد هامة في تحسين النظام الغذائي للشخص، يمكن الحصول عليها دون وصفة طبية وتشمل أنواعها الفيتامينات والأحماض الأمينية والبروتينات والمعادن والأملاح والأعشاب الطبية.." url="https://popsciarabia.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9/%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%83%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%b0%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d8%a9/" ]مكملات غذائية[/tooltip]، إذ قد تسبب بعض الأطعمة زيادة تأثير الدواء أو نقصانه أو ظهور تأثيرات جانبية خطيرة. وعلى الرغم من سهولة الوصول إلى المعلومات حول التداخلات الدوائية أي التفاعل بين دواء ودواء، فإن المعلومات حول التداخلات بين الغذاء والدواء ليست متاحة بسهولة، فتحديد تأثير الطعام والمغذيات بدقة على دواء معين هي مشكلة صعبة ومعقدة. ومع ذلك، ثمة مجموعة من الأطعمة التي قد تتداخل مع الأسبرين، وينصَح بتناولها بحذر عند تناول الأسبرين.
ما الأطعمة الممنوعة مع الأسبرين؟
الأسبرين ويُعرَف أيضاً بالساليسيلات (Salicylates) أو حمض الساليسيليك (Salicylic acid)، هو مضاد التهاب غير ستيروئيدي، يعمل عن طريق منع إنتاج بعض المواد الطبيعية في الجسم المسببة للحمّى والألم والتورّم. يستخدم الأسبرين لتقليل الحمى وتخفيف الآلام الخفيفة إلى المتوسطة مثل آلام العضلات وآلام الأسنان ونزلات البرد والصداع، ويمكن استخدامه أيضاً لتقليل الألم والتورم في حالات التهاب المفاصل، وقد يصفه الطبيب أيضاً كمميع للدم نتيجة تأثيره في تقليل تخثّر الصفائح الدموية، فيقلل بالتالي من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية والنوبات القلبية.
وغالباً ما تكون التعليمات الغذائية الخاصة التي يجب اتباعها عند تناول الأسبرين محدودة، إذ يمكن الاستمرار في النظام الغذائي المعتاد، ما لم يوصِ الطبيب بخلاف ذلك. ومع ذلك، ثمة مجموعة من الأطعمة التي قد تتداخل مع تأثير الأسبرين وتقلل فعاليته أو تسبب بعض التأثيرات الجانبية، لذلك ينبغي الانتباه إلى نوعية طعامك أثناء تناول هذا الدواء، وأهم هذه الأطعمة:
الخضر الورقية الغنية بفيتامين K
ينشأ هذا التداخل نتيجة أن فيتامين K فيتامين ضروري لإنتاج عوامل التخثر التي تساعد على منع النزيف، بينما يكون دور مميعات الدم ومنها الأسبرين والوارفرين وغيرها تقليل تخثر الدم منعاً لحدوث الجلطات الدماغية والنوبات القلبية. بالتالي، إذا قام المريض بزيادة مدخوله من فيتامين K في نظامه الغذائي بشكل كبير، فقد تكون لذلك عواقب غير مقصودة، إذ قد يقلل من فعالية الأسبرين أو فعالية مميعات الدم الأخرى، ويزيد من خطر الإصابة بالجلطات.
من الخضار الورقية الغنية بفيتامين K:
- الكرنب الأخضر (الملفوف).
- الكرنب المجعد.
- السبانخ.
- البروكلي.
- البقدونس
- الهليون وغيره.
لكن لا يعني ما سبق أن يتم الامتناع عن تناول الخضروات السابقة، فهي من الأطعمة الصحية والغنية بالمغذيات، وإنما يجب الحذر حول المقدار المتناول من الفيتامين. لذلك، ينبغي العمل مع الطبيب لإيجاد التوازن الصحيح، فإذا كان النظام الغذائي الذي يعتمده المريض غنياً بفيتامين K ويتناوله بشكل متكرر، قد يطلب منه إجراء فحص دم بصورة متكررة وتناول كمية أكبر من مميعات الدم، أما إذا تم تغيير النظام الغذائي واعتماد أطعمة تحتوي على كميات قليلة جداً من فيتامين K، فقد يطلب منه تناول كمية أقل من مميعات الدم. في كل الحالات، ينبغي العمل مع الطبيب لإيجاد حالة من الاعتدال والتوازن وتحديد الجرعة المناسبة من الدواء والأغذية الملائمة للمريض.
اقرأ أيضاً: 6 أمثلة لتداخلات غذائية دوائية يجب تجنبها
المشروبات الكحولية
عادةً ما ينصح بتجنب المشروبات الكحولية عند تناول الأدوية، على الرغم من أن بعض التداخلات تكون أكثر خطورة من بعضها الآخر، وتناول الأسبرين مع الكحول ليس استثناءً كبيراً، فقد يسبب شرب كمية كبيرة من الكحول أثناء تناول الأسبرين زيادة خطر الإصابة بنزيف في المعدة. لذلك، من الضروري تقليل مقدار ما يشربه المريض من الكحول أو تجنبه تماماً أثناء تناول الدواء. وينبغي الاتصال مع الطبيب في حال ظهور أعراض نزيف في المعدة أو الأمعاء، مثل براز أسود أو دموي، أو خروج دم مع السعال، أو قيء دموي.
المكملات العشبية
المكملات العشبية هي منتجات مشتقة من النباتات أو زيوتها أو جذورها أو بذورها أو زهورها، ويعتقد أن لها خصائص علاجية مختلفة. وغالباً ما يتناولها المرضى جنباً إلى جنب مع الأدوية التقليدية، على الرغم من احتمالية حدوث تفاعلات سلبية قد تسبب آثاراً جانبية خطيرة جداً. فالأدوية المضادة للالتهابات غير الستيروئيدية وخاصة الأسبرين قد تتفاعل مع بعض المكملات العشبية شائعة الاستخدام، مثل المكملات التي تمتلك تأثيراً مضاداً للصفيحات الدموية ومنها الجنكة والثوم والزنجبيل والتوت واليانسون والجنسنغ والكركم، ومع المكملات التي تحتوي على مادة الكومارين (Coumarin) مثل البابونج والحلبة والتمر الهندي وغيرها، وقد يسبب هذا التداخل زيادة خطر حصول النزيف.
اقرأ أيضاً: هل تناول الأسبرين ما زال آمناً للوقاية من النوبات القلبية؟
عصير الجريب فروت
من بين جميع عصائر الفاكهة، يمتلك عصير الجريب فروت (Grapefruit) تفاعلاً عالياً مع معظم أنواع الأدوية الموصوفة تقريباً، نتيجة احتوائه على بعض المركبات التي تغيّر طريقة استقلاب بعض الأدوية في الجسم، أو تثبط استقلاب البعض الآخر ما يسبب ارتفاع نسبة الدواء في الدم إلى حد قد يصبح خطراً على الصحة. لذلك يفضّل عدم شرب عصير الجريب فروت عند تناول الأسبرين بالتزامن مع بعض الأدوية الأخرى.
ختاماً، لا يمكن القول إن الأطعمة الممنوعة مع الأسبرين ممنوعة بشكل قطعي، وإنما يجب تجنبها قدر الإمكان تجنباً لأي تداخلات قد تحدث وتؤثر على فعالية الأسبرين أو تسبب آثاراً جانبية ضارة، وينبغي استشارة الطبيب قبل تغيير النظام الغذائي أو تناول أي فيتامينات أو أدوية أو مكملات عشبية عند تناول الأسبرين، واللجوء إلى الطبيب عند الشعور بأي أعراض غريبة بعد تناول الدواء والطعام.