لمَ تعتبر المنشطات ممنوعة لدى لاعبي كرة القدم وكيف يتم الكشف عنها؟

3 دقائق
لمَ تعتبر المنشطات ممنوعة لدى لاعبي كرة القدم وكيف يتم الكشف عنها؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ OlekStock

يهدد السماح باستخدام المنشطات ولو كانت تحت إشراف طبي عدالة ونزاهة اللعبة، إذ لن تكون المنافسة بين الرياضيين الذين يتناولون المنشطات والرياضيين الذين لا يتناولونها عادلة، لهذا السبب يتعارض استخدام المنشطات مع روح الرياضة والإنصاف. فحسب قوانين "الرياضة النظيفة"، يُترك لسرعة الحركة ولقدرات المراوغة وللمهارات الفردية الحق في تقييم اللاعبين والابتعاد عن التقييم حسب القوة البدنية فحسب.

ولا يمكن إنكار أن التفوق في المنافسة الرياضية أمر مُرضٍ للغاية ومثير للإعجاب، إلا أنه لا يبرر استخدام المنشطات، وخاصةً بوجود أدلة تُثبت أن هذه الأدوية تسبب أضراراً جسدية واسعة وقد تكون ذات آثار جانبية عظيمة عند سوء استخدامها.

اقرأ أيضاً: ممَّ يتكون الفريق الطبي الخاص بفريق كرة القدم؟

ما هي المنشطات؟ وما آلية عملها؟

يُطلق عليها اسم "الستيروئيدات البنائية". وعلى الرغم من أنها أدوية خاضعة للرقابة الطبية، فإن الرياضيين يسيئون استخدامها بجرعات عالية لتعزيز أدائهم الرياضي. لا تُشابه المنشطات الستيروئيدات العلاجية مثل بريدنيزون أو الهيدروكورتيزون التي تُستخدم لعلاج الربو  وأمراض التحسس والمناعة، بل تعمل بشكلٍ مشابه للهرمون الذكري "التستوستيرون" من حيث بناء الأنسجة العضلية وزيادة كتلة الجسم، ولكنها لا تزيد من خفة الحركة أو المهارات الرياضية كما يبرر البعض.

يحرض تناول الستيروئيدات البنائية الأنسجة العضلية على النمو والتكاثر، وبذلك يزداد حجمها وعددها بشكل سريع وغير متناسب مع شدة التمرين التي يتم القيام بها، والدور الأكبر للنمو السريع يُعزى لأنها مشتقة من هرمون التستوستيرون البنائي.

لا مكان للمنشطات في الرياضة

تحظر الاتحادات الرياضية استخدام المنشطات بما في ذلك الرابطة الوطنية لكرة القدم ودوري البيسبول الرئيسي والرابطة الوطنية لألعاب القوى الجماعية والألعاب الأولمبية، لهذا السبب توجد قلة من الرياضيين على استعداد للاعتراف باستخدامهم هذه الأدوية.

يسيء الرياضيون استخدام المنشطات عادةً اعتقاداً بأنها يمكن أن تحسّن القدرة التنافسية والأداء، بغض النظر عن الآثار السلبية لها على صحتهم وأنها قد تكلفهم مسيرتهم المهنية في حال اشتُبه استهلاكهم الدائم والمستمر لها.

ما هي المنشطات الممنوعة في الرياضة؟

يمكن استخدام المنشطات التي لا تستلزم وصفة طبية مثل "الكرياتين" بحذر، إذ تشابه ببنيتها [tooltip content="منتجات لا تستخدم للعلاج الطبي وإنما تعتبر مواد هامة في تحسين النظام الغذائي للشخص، يمكن الحصول عليها دون وصفة طبية وتشمل أنواعها الفيتامينات والأحماض الأمينية والبروتينات والمعادن والأملاح والأعشاب الطبية." url="https://popsciarabia.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9/%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%83%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%b0%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d8%a9/" ]المُكمل الغذائي[/tooltip] أكثر من المنشط البنائي، وتساعد في بناء العضلات وتحسين القوة دون الحاجة للتعرض للآثار الجانبية السلبية للستيروئيدات البنائية، إذ غالباً ما يكون استهلاكها سليماً إلا في الحالات التي يتم فيها تناول جرعات كبيرة من الكحول أو الأسبرين أو الكافيين عندئذ قد تصبح خطيرة. كما يرتبط الاستخدام طويل الأمد لها بحدوث تشنجات عضلية وإسهالات متكررة وأمراض العضلات والكليتين.

اقرأ أيضاً: تعرّف إلى الهرمونات التي ترتفع مستوياتها في الجسم أثناء مشاهدة كرة القدم

أهم نوع من المنشطات التي يمنع تناولها أثناء المسيرة الرياضية "الستيروئيدات البنائية" المشتقة من هرمون الذكورة، حيث تعتبر أشيع المنشطات وأكثرها استخداماً. وفي الوقت نفسه، يحظر استخدام العقاقير المنشطة التي تحسّن من الأداء مثل "الأمفيتامينات"، ويترافق كشف استخدامها مع مجموعة من العقوبات كمنع اللعب لمدة عام كامل. كما يُحظر استخدام المنشطات التي تحتوي على "هرمون النمو البشري" أو "هرمونات النمو الحيوانية".

من جهة أخرى، تحتوي بعض أصناف المكملات الغذائية التي تُستخدم لخفض الوزن التي لا تخضع لرقابة إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) على بعض المنشطات المحظورة مثل "الإفيدرين" أو "كلينبوتيرول".

الآثار السلبية لتناول المنشطات

تم ربط الآثار الجانبية التالية بالاستخدام المديد للستيروئيدات البنائية، وعلى رأسها نذكر:

  • زيادة مستوى الكوليسترول في الدم وازدياد أمراض القلب التاجية وانسداد الأوعية الدموية أو السكتة الدماغية.
  • ضعف وظائف الكبد.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • زيادة التوتر والانفعال والعدوانية.
  • توقف النمو الناجم عن انغلاق مشاشات النمو المبكر، ويحدث ذلك عند استخدام هذه المنشطات من قِبل المراهقين.
  • تمزق العضلات.
  • زيادة حساسية الجلد وزيادة ظهور العدّ.
  • حدوث الصلع الذكوري النمطي.
  • احتباس السوائل.
  • اضطرابات في جهاز المناعة.
  • الإصابة بالتهاب الكبد B أو C أو بفيروس العوز المناعي البشري في حال تمت مشاركة الإبر بشكل عشوائي.

اقرأ أيضاً: ما أكثر الإصابات شيوعاً عند لاعبي كرة القدم؟

ونظراً لأن الستيروئيدات البنائية تُشتق من التستوستيرون، فإن لها تأثيرات عميقة على مستويات الهرمونات لدى كل من الذكور والإناث، إذ يمكن أن تُسبب ما يلي:

  • العقم.
  • اضطرابات في الرغبة الجنسية.
  • تضخم البروستات وزيادة مخاطر الإصابة بسرطان البروستات.
  • تراجع حجم الخصيتين.
  • إنتاج غير طبيعي للحيوانات المنوية.
  • ارتفاع مستوى الأستروجين.
  • سرطان عنق الرحم وبطانة الرحم.
  • زيادة خطر حدوث الهشاشة العظمية.
  • تبدل الصوت.
  • تغيير توزيع دهون جسم الأنثى، إذ تميل الشحوم للتراكم في منطقة البطن وليس الوركين.
  • عدم انتظام الدورة الشهرية.

اختبارات الكشف عن المنشطات عند لاعبي كرة القدم

يُكشف عن وجود المنشطات من خلال معايرة مستقلباتها في البول أو عن طريق قياس مستويات هرمون التستوستيرون في الدم، إذ يُستخدم اختبارا (PED) و(PES)، اللذان ينطويان على فحص اللاعبين بشكل عشوائي لكنه مبرمج، لمعايرة وجود مستقلبات المنشطات في أجسامهم، والتي تبقى لمدة 14-28 يوماً بعد تناولها.

اقرأ أيضاً: التواء الكاحل: تعرّف إلى الإصابة التي يخشاها لاعبو كرة القدم

ختاماً، على الرياضيين أن يقتنعوا أن الرياضة لا تعني مجرد الفوز حتى وإن تم ذلك بطرق غير مشروعة، بل تتمحور روح الرياضة وخاصة كرة القدم حول الطريقة التي يلعب بها المشاركون وليس الفوز أو الخسارة، وبالطبع تتربع السلامة الجسدية على رأس الأمور الأساسية في أي لعبة رياضية ولا مبرر أبداً من تعريض أجهزتنا إلى مواد تسيء إليها بدافع تحقيق الفوز.

المحتوى محمي